آلاف الطلاب من دول العالم يحضرون ختم كتاب «فتح المغيث» بالجامع الأزهر (صور)
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
شهد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، حضورًا كثيفًا لطلاب العلم والباحثين من مختلف دول وقارات العالم الدارسين في الأزهر الشريف وعدد من الباحثين من خارج الأزهر.
جاء ذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي أقامتها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في إطار برنامج «المجلس الحديثي» لختم كتاب «فتح المغيث» للإمام السخاوي، بشرح الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء، إذ شرح الكتاب بمجلداته خلال 10 سنوات، وزادت محاضراته على 240 محاضرة، جرى تجميعها ونشرها جميعًا على منصات الأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحضر آلاف الطلاب من مختلف دول العالم منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء واصطفوا صفوفًا منثورة في الطلة العثمانية بالجامع الأزهر، مع حضور بارز لعلماء وقيادات الأزهر، إذ حضر الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وكوكبة من علماء وقيادات الأزهر ورواد الجامع الأزهر.
من أبرز الكتب في علم الحديثيقول محب الله فقير، الطالب بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وهو من محافظة «ميدان وردج» في أفغانستان إنه يواظب على حضور هذا المجلس الحديثي للدكتور معبد منذ التحاقه بالأزهر عام 2019، ويستفيد من هذا المجلس الذي يشرح كتابًا نفيسًا من خمس مجلدات، وهذا الكتاب من أبرز الكتب في علم الحديث، ومن مناقب الأزهر أنه يهتم بالتراث الإسلامي ويعتني به دراسة وشرحًا واستفادة ونقلًا إلى طلاب العلم، وما نراه اليوم من مشهد عظيم تحفه الملائكة يؤكد مكانة ورسوخ وعظمة هذه المؤسسة الأزهرية قلعة العلم التي يأتيها طلابها من كل مكان.
أما الطالب عمر سليمان، الباحث بمرحلة الماجستير بكلية أصول الدين، من ولاية «بورنو» في نيجيريا، فيؤكد أنه منذ وصوله إلى مصر الأزهر لتلقي العلم في المؤسسة العريقة واظب على حضور هذا الشرح، فحضر شرح هذا الكتاب على مدار 9 سنوات، كان في بدايتها لا يفهم كل ما يقال واليوم يقول إنه يواظب حتى يتم حفظ «فتح المغيث» وفهمه كاملًا، معربًا عن تقديره الشديد للدكتور أحمد معبد على ما قدم خلال 10 سنوات من شرح الكتاب، وشكره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يقود الأزهر لنهضة علمية تضاف لسجل هذه المؤسسة العريقة، وهذا ما يتميز به الأزهر عن كل المؤسسات العلمية الأخرى.
الطالب محمد نور عبد الغني، الطالب بكلية الشريعة الإسلامية، وهو من «كهكونج» في كامبوديا، يجلس إلى جانب زملائه من تايلاند ويقول إنه جاء اليوم وهو شغوف لحضور ختام شرح كتاب «فتح المغيث»، على يد الشيخ أحمد معبد، شيخ المحدثين، ويشعر بالفخر مع زملائه لانتمائه لمؤسسة الأزهر الأشهر والأعرق في العالم وحضوره مع آلاف الطلاب اليوم في مجلس علم تحفه الملائكة، ونستفيد جميعًا من هذا الشرح إضافة إلى ما ندرسه من مناهج أزهرية، فهذه الدروس مهمة جدًّا لتحصيل العلم والإبحار فيه إلى جانب الدراسة النظامية بجامعة الأزهر، ومن مثل هذه الدروس يتميز طلاب العلم الباحثين عن الارتقاء بأنفسهم ومجتمعاتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر طلاب الأزهر جامعة الازهر طلاب جامعة الازهر آلاف الطلاب فتح المغیث
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يستعرض التشخيص النفسي والعلاج الديني لمواجهة التفكك الأسري
عقد الجامع الأزهر ملتقى المرأة الأسبوعي تحت عنوان "أسباب التفكك الأسري"، بمشاركة الدكتورة تغريد الشافعي، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بنات بجامعة الأزهر الشريف، والدكتورة فاطمة الزهراء محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، وأدارت الحوار الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.
جاء ذلك في إطار جهوده المتواصلة لترسيخ البناء الأسري والمجتمعي.
سلطت الدكتورة تغريد الشافعي الضوء على الجانب النفسي، مشيرةً إلى أن هناك أسبابا نفسية رئيسة تسهم بشكل مباشر في التفكك الأسري وغالباً ما تكون أعمق من المشكلات الظاهرة، منها: ضعف التواصل العاطفي المتمثل في عدم التعبير الواضح عن المشاعر، وتجاهل الاحتياجات العاطفية للطرف الآخر والأبناء، ما يخلق إحساساً بعدم الاهتمام والفهم، والتوقعات غير الواقعية والتي تبنى على أحلام وردية عن الحياة الأسرية أو توقع تغيير شخصية الشريك بعد الزواج، ما يؤدي إلى الإحباط والصدمة، كما يؤدي تراكم المشكلات وعدم حلّها إلى تحويل المشكلات الصغيرة مع مرور الوقت إلى جروح نفسية عميقة.
وقالت رئيس قسم الطب النفسي إنه من أسباب التفكك الأسري، الصدمات النفسية غير المعالَجة مثل التعرض للعنف أو الفقد في الطفولة، والتي قد تظهر على شكل سلوكيات دفاعية مثل الانسحاب أو الغضب المفرط أو رفض الحوار، والاضطرابات الشخصية كالشخصية الحدية أو النرجسية أو الاعتمادية، التي تجعل العلاقة غير مستقرة وتعيق التفاهم والتعاطف، وتؤدي إلى الاكتئاب والقلق المزمن اللذان يقللان من قدرة الفرد على بذل الجهد للحفاظ على العلاقة، وتجعله سريع الانفعال أو منعزلاً، وعدم الشعور بالتقدير وإحساس أحد الأطراف بأنه غير مرئي أو غير مهم، ما يقود إلى الفتور ثم الغضب والانسحاب العاطفي، وأخيرًا الغيرة المَرَضية أو الشك التي تهدم الثقة، وتحوّل البيت إلى بيئة نفسية غير آمنة ومصدر للتوتر المستمر.
من جانبها، تناولت الدكتورة فاطمة الزهراء محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، الأسباب المتعلقة بالمنظومة الدينية والأخلاقية والاجتماعية، مؤكدة عدة محاور رئيسة للتفكك الأسري، منها: التربية التمييزية، مثل: تربية الولد على أنه أفضل من البنت، وهو ما يخالف المنهج الإسلامي الذي ساوى في الجزاء بين الذكر والأنثى في العمل الصالح، كما قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً"، ومنها: سوء الاختيار، والتغاضي عن المعيار النبوي لاختيار الشريك، حيث أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالظفر "بذات الدين"، وفي اختيار الزوج "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، كما أن الانسياق وراء الأعمال الدرامية التي لا تمت للدين بصلة وتشوه صورة العلاقات الأسرية الصحية.
وتابعت مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: “من أسباب التفكك الأسري، الانسلاخ عن الدين الإسلامي بسبب التأثر بالمدارس والمربيات الأجنبيات وأصدقاء السوء والتقليد الأعمى للمجتمعات المغايرة في الدين والعادات والتقاليد، وتشويه الثقافة الدينية عند العامة: وعدم معرفة كل من الزوجين حقوق وواجبات الطرف الآخر”.
واختُتِم الملتقى بعدد من التوصيات والحلول الوقائية التي تشكل خريطة طريق لأسر أكثر استقراراً، أبرزها: الابتعاد عن المحرمات خاصة الاختلاط والعلاقات الآثمة، والرضا والقناعة عن طريق البعد عن المقارنات والرضا بما قسم الله، مع الأخذ بالوصايا النبوية، والتخلق بصفة التغاضي عن الهفوات والتجاهل للمشكلات الصغيرة للحفاظ على المودة، والمحافظة على أسرار العلاقة الزوجية واعتبارها ميثاقاً مقدساً، والبحث عن أسباب إسعاد الطرف الآخر وتقوية علاقة الصداقة بين الزوجين وحفظ غيبة الشريك الآخر، تطبيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله".