وكيل الأزهر: ختم "شرح علل الترمذي "دليل على عناية الأزهر بالسنة رواية ودراية
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
قال أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا نشهد اليوم ختما مباركًا لأحد كُتب الحديث الفريدة، وهو شرح علل الترمذي، للحافظ ابن رجب، وهو كتاب عظيم القدر يعرف مكانته المشتغلون بالدراسات الحديثية، نستطيع أن نقول عن هذا الكتاب إنه: نسيج وحده في علوم الحديث.
وأضاف وكيل الأزهر خلال الاحتفالية الكبرى التي عقدتها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالجامع الأزهر لختم كتاب "شرح علل الترمذي" أنه قد تميزت عبقرية «الماتن» وهو الإمام الترمذي في وضع قواعد لتعليل المرويات وصارت مَعْلمًا هَاديًا للمشتغلين بعلم العلل خصوصا، وعلم الحديث عموما، ثم جاء الشارح، وهو الحافظ ابن رجب ببراعته المشهودة، ودقته المعهودة، وسلاستِه المعروفة، فكشف مخبات هذه القواعد بتحليل عميق، وفهم عالي دقيق، أبان ذلك عن تبحره في قواعد الاصطلاح.
وتابع أن الحافظ بن رجب من عظيم فوائده أنه ينقل في شرحه هذا من مصادر فقدناها، فاحتفظ هذا السفر الذي دبجه يراعه بفرائض من بطون تلك المصادر، كما أنه ربط القارئ لتلك القواعد الحديثية، والضوابط النقدية بتطبيقات الأئمة الأوائل النقاد، من أصحاب التعليل للمتن والإسناد ممن عاينوا الأصول، واطلعوا على كثير من المرويات، فجاء شرحًا حافلا ينهل منه شداة الحديث وطلبته، ويُفيد منه علماء الحديث ونقدته.
وأردف الدكتور الضويني، أنه مما يُسعد الخاطر، ويسر الفؤاد أن قام بشرحه بين أروقة الأزهر علم من أعلام الحديث بالأزهر الشريف، أ.د/ أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، وقد استغرق في شرح هذا الكتاب قرابة عامين، لم ينقطع عطاؤه العلمي طلاب الحديث، وقد كتب الله لدرسه القبول التام فأصبح الدرس محط نظر وعناية لدى طلاب الحديث الشريف في كل مكان، وانتفع الطلاب والباحثون بآرائه العلمية، ونقداته الحديثية، واختياراته العلمية التي تدل على سَعَةِ اطلاع، وطول باع، وفهم عميق ومعرفة دقيقة لعلل الأخبار، ورواة الآثار، مع سلاسة لا تخفى.
وأكد وكيل الأزهر أنه ليس غريبا على أزهرنا الشريف وجود هذا الحراك العلمي، والتنافس المعرفي، إذ نرى أنوار الفهوم تتحدَّرُ مِنْ عُقول عُلمائه، فتضيء الطريق أمام محبي العلم ودارسيه وسُفَرائِهِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ، مبينا أن الأزهر لم يغب يوما من الأيام عن أداء دوره العلمي، ولم يتخلف أبدا عن واجبه المعرفي تدريسًا وتعليمًا، وتأليفا وتصنيفا، مع جودة في الطرح، وسلاسة في العرض، ودقة في الإيراد والتقرير، ومبالغة في التهذيب والتحرير، لذلك تميز هذا المعهد المعمور، وشهد لعلمائه القاصي والداني على مر العصور والأزمان.
وأوضح أن عقد مجالس ختم كتب العلم سنة درج عليها العلماء عبر القرون، ونحن إذ نقيم هذا الختم المبارك في الجامع الأزهر الشريف، وفاء وعرفانا وإحياء لما قام به أئمة الحديث وفرسانه من جهود مباركة في هذا الباب، إذ هي عادة علمية كريمة درج عليها العلماء في أزهرنا المبارك.
واختتم الدكتور الضويني أن دور الأزهر الشريف واضح جلي في صناعة العلم، وتكوين الثقافة الإسلامية الصحيحة، ومواجهة الخرافة، وألوان العنف والتطرف، ويأتي هذا المجلس دليلا وشاهدًا على ذلك، كما أن هذا المجلس وغيره بأروقة الأزهر يؤكد بحق أن الأزهر يُولي السنة النبوية عناية فائقة في بابي الرواية والدراية، وأن علماء الأزهر هم أحد بناة صروح العلم بصبرهم وجَلَدِهِم على تعليم العلم ونشره؛ يبتغون بذلك فضلا من الله ورضوانا، فإنهم يحافظون بذلك على العقولِ مِنْ نَزق فكرة متشددة، أو رؤية منحرفة متحللة، ويحافظون بذلك أيضًا على أوطانهم ويسعون في رعايتها وبنائها ورقيها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: د محمد الضوينى وكيل الأزهر و هيئة كبار العلماء عضو هيئة كبار العلماء دورة كبار العلماء وكيل الأزهر قواعد متشدد الجامع الأزهر هيئة كبار العلماء الأمانة العامة رضوان الاحتفالية علم الحديث بالجامع الأزهر وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية يشارك في احتفالية كبرى بالجامع الأزهر لختم كتاب شَرْح علل الترمذي
شارك أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، في الاحتفاليَّة الكبرى التي نظَّمتها هيئة كبار العلماء صباح اليوم الأربعاء بالجامع الأزهر الشريف، لخَتْم كتاب (شَرْح علل الترمذي) للإمام ابن رجب الحنبلي، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفي إطار جهود الأزهر في إحياء التراث العِلمي، وتعزيز الارتباط بمصادر العِلم الراسخة.
وقد أُقِيمَت هذه الاحتفاليَّة عقب انتهاء فضيلة أ.د. أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، من شَرْح الكتاب، الذي استمرَّ على مدار عامَين كاملَين بواقع (68) محاضرة عِلميَّة، شهدت حضورًا كثيفًا مِن طلاب العِلم والمهتمِّين بعلوم الحديث الشريف، في دلالة على مكانة هذا المصنَّف العِلمي ودَوره في تأصيل الفهم الصحيح للسُّنة النبويَّة المطهَّرة.
وشهدتِ الاحتفالية حضور عدد من قيادات الأزهر الشريف وعلمائه، إلى جانب جَمْع مِنَ الباحثين وطلَّاب العلم مِنْ داخل مصرَ وخارجها، الذين ثمَّنوا هذا الجهد العِلمي الكبير، وأكَّدوا أهميَّة الاستمرار في تنظيم هذه المجالس المبارَكة.
وأكَّد فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ هذه المجالس الحديثيَّة تمثِّل صورةً مشرِقةً مِنْ صُوَر العناية التي يُوليها الأزهر الشريف لعلوم السُّنة النبويَّة المطهَّرة، بما تحمله مِن قيمة عِلميَّة وتربويَّة وروحيَّة، موضِّحًا أنَّ هذه المجالس تُسهِم في بناء الوعي الشرعي المنضبط، ورَبْط الأجيال الجديدة بالتراث الإسلامي الأصيل القائم على التحقيق والدراسة المنهجيَّة.
وأشار فضيلته إلى أنَّ الإقبال المتزايد على حضور مثل هذه المجالس، ومتابعة شَرْح هذا الكتاب القيِّم على مدار عامين؛ يؤكِّد مدى احتياج طلاب العِلم إلى هذا النَّوع مِنَ التواصل العِلمي الجاد، الذي يحفظ للأمَّة ميراثها العِلمي، ويُعزِّز من دَور الأزهر في ريادة الساحة العِلميَّة وخدمة علوم الدِّين.