هواوي تعلن نظام هارموني المستقل بالكامل
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
كشفت هواوي عن أحدث نظام تشغيل مستقل أطلقت عليه اسم "هارموني أو إس نيكست" (Harmony OS Next) الذي لا يستخدم أي كود مفتوح المصدر لنظام أندرويد، وجاء هذا الخبر بالتزامن مع إطلاق هاتفها الذكي "ميت 70" (Mate 70) والهاتف القابل للطي "ميت إكس 6" (Mate X6). حسبما ذكر موقع "بلوميبرغ".
وعملت هواوي على بناء نظام "هارموني أو إس نيكست" داخليا من دون خبرات خارجية، وتهدف الشركة الصينية لبناء منصة تكنولوجية خالية تماما من مصادر التكنولوجية الأميركية سواء في القطع الإلكترونية أو البرمجيات.
وسيصل هاتف "ميت 70" في الرابع من ديسمبر/كانون الأول القادم، وهو أول هاتف ذكي من هواوي يستخدم معالجا صُنع بالكامل في الصين، مما يشير أن الشركة يمكنها التغلب على القيود الأميركية.
ومع ذلك ستبقى هواوي مقيدة بتقنية "7 نانومتر" للسنتين القادمتين، في حين تعمل شركة آبل المنافسة على تقنية "2 نانومتر" في شرائحها.
وهدفت هواوي منذ وقت طويل لإنتاج الرقائق والبرمجيات محليا، حيث أعلنت عن أول نظام تشغيل خاص بها عام 2012، لأنها توقعت أن تقوم الشركات مثل غوغل بمنع أنظمة التشغيل عنها يوما ما.
وفي عام 2019، كشفت هواوي عن نظام التشغيل "هارموني أو إس" (Harmony OS) الذي كان يستخدم كثيرا من أكواد أندرويد مفتوحة المصدر، ولكن شركة هواوي تقول إن آخر إصدار من نظامها خالٍ تماما من أي أكواد متعلقة بأندرويد.
ورغم ادعاءات الشركة بتصنيع الرقائق داخليا، فقد انتشرت شائعات الشهر الماضي تشير إلى أن شرائح "تي إس إم سي" (TSMC) وصلت إلى هواوي بطريقة غير قانونية عبر شركة خارجية.
ومن جهة أخرى، فرضت الولايات المتحدة قيودا تجارية على هواوي بعد محاولتها سرقة أسرار تجارية من "تي موبايل" (T-Mobile) وتجاوزها العقوبات على إيران. وفقا لموقع "إنغادجيت".
وقالت هواوي إن نظام التشغيل الجديد لا يزال بحاجة إلى عدة أشهر من العمل للوصول إلى تجربة مستخدم مثالية، وتهدف الشركة الصينية العملاقة إلى تثبيته على جميع الهواتف الذكية المستقبلية.
وستبدأ أسعار طرازات "ميت 70" من 760 دولارا للإصدار مقاس 6.7 بوصات وبسعر أعلى لإصدار "برو"، وقد وعدت هواوي بزيادة الأداء بنسبة 40% ويرجع ذلك جزئيا إلى نظام التشغيل الجديد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كيف يستخدم ترامب نظرية «الرجل المجنون» في تغيير شكل العالم؟
يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض أسلوبه الفريد على السياسة الدولية، مرتكزاً على ما يُعرف في علم السياسة بـ«نظرية الرجل المجنون»، وهي مقاربة تتسم بعدم القدرة على التنبؤ، يسعى من خلالها الزعيم إلى إقناع خصومه بأنه مستعد لفعل أي شيء، حتى الأكثر تطرفاً، بهدف انتزاع تنازلات منهم.
في أحدث تجليات هذه النظرية، أوحى ترامب الشهر الماضي بأنه وافق على هدنة مؤقتة مع إيران، بهدف استئناف المفاوضات، قبل أن يباغت طهران بقصف مواقعها النووية. وعندما سُئل عما إذا كان يخطط للانضمام إلى إسرائيل في حربها ضد إيران، قال ببساطة: «قد أفعل ذلك. وقد لا أفعله. لا أحد يعلم ما سأفعله».
ووفق تقرير لـ«بي بي سي»، فإن ما يميز نهج ترامب هو أن الشيء الوحيد المتوقع فيه هو عدم التوقع ذاته. إذ يغيّر رأيه باستمرار، ويناقض نفسه في المواقف، ما يجعل سياسته الخارجية شديدة التمركز حول شخصيته، على غرار ما حدث في عهد الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.
وفي فترة رئاسته الثانية، استهل ترامب عهده باحتضان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما هاجم حلفاء واشنطن التقليديين. اقترح أن تصبح كندا الولاية الأميركية الحادية والخمسين، ولوّح بإمكانية استخدام القوة لضم جزيرة غرينلاند، كما دعا إلى استعادة السيطرة على قناة بنما.
ورغم التزام واشنطن منذ عقود بالدفاع المشترك في إطار المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أثار ترامب الشكوك حول مدى التزامه بتلك المادة. وقال بن والاس، وزير الدفاع البريطاني السابق: «أعتقد أن المادة الخامسة على وشك الانهيار».
وقد كشفت تسريبات عن رسائل نصية من داخل البيت الأبيض عن «ثقافة ازدراء» تجاه الحلفاء الأوروبيين. كما صرّح نائبه، جي دي فانس، أن الولايات المتحدة لن تبقى ضامناً لأمن أوروبا، ما دفع مراقبين إلى الحديث عن نهاية 80 عاماً من التضامن عبر الأطلسي.
ورغم النقد، أتى أسلوب ترامب بنتائج ملموسة. فقد أعلنت بريطانيا مؤخراً رفع إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما دفع دول الناتو الأخرى إلى السير على النهج نفسه. وحرص قادة الحلف على مجاملة ترامب لضمان استمرار دعمه، كما فعل الأمين العام للناتو مارك روته، الذي قال لترامب خلال قمة لاهاي: «ستحققون شيئاً لم يستطع أي رئيس تحقيقه منذ عقود».
وترى جولي نورمان، أستاذة العلوم السياسية في كلية لندن، أن «نهج ترامب القائم على عدم القدرة على التنبؤ، يجعل من الصعب التكهن بخطوته التالية، لكن ذلك هو ما يمنحه قوة تفاوضية أمام الحلفاء».
غير أن استراتيجية الإرباك هذه لم تفلح مع الخصوم. فقد أبدى بوتين تجاهلاً لضغوط ترامب، ورفض الاستجابة لدعوات إنهاء الحرب في أوكرانيا. وبعد مكالمة هاتفية بين الزعيمين، عبّر ترامب عن «خيبة أمله» من موقف نظيره الروسي.
أما في إيران، ورغم وعوده بإنهاء تدخلات بلاده في «حروب الشرق الأوسط الدائمة»، اتخذ ترامب قراراً عسكرياً مفاجئاً بضرب منشآت نووية إيرانية، وهو ما وصفته «بي بي سي» بأنه «أكثر قراراته تقلباً» حتى الآن.
لكن هذا القرار، وفق وزير الخارجية البريطاني الأسبق ويليام هيغ، قد يؤدي إلى نتيجة معاكسة تماماً، من خلال دفع إيران إلى تسريع مشروعها النووي. ويتفق معه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نوتردام، مايكل ديش، الذي قال: «من المرجح جداً الآن أن تتخذ إيران قراراً بالسعي لامتلاك سلاح نووي».
ونجحت نظرية «الرجل المجنون» في إرباك الحلفاء ودفعهم إلى إعادة حساباتهم العسكرية والاقتصادية. لكن فاعليتها تبقى موضع شك في التعامل مع الخصوم، الذين يمتلكون هامشاً أكبر من المناورة، ولا ينصاعون بسهولة لمنطق المفاجأة أو التهديد.
وبينما يرى بعض مستشاري ترامب أن هذه المقاربة تتيح له استخدام نفوذ أميركا لتحقيق أقصى قدر من المكاسب، يشير الواقع إلى أن هذه النظرية، رغم نجاحها في إحداث تغييرات تكتيكية، لم تُثبت بعد قدرتها على صياغة نظام دولي أكثر استقراراً أو أمناً.