الثورة نت:
2025-05-25@11:28:55 GMT

حرب الإبادة.. بين الصمت العالمي والعجز العربي

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

حرب الإبادة.. بين الصمت العالمي والعجز العربي

 

الثورة /متابعات

بعد أكثر من عام على بدء حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضدّ السكان الأبرياء في غزة، يبدو أنّ العالم بدأ يعتاد على مشاهد المجازر، فأصبح يميل للصمت بعد أن كانت المسيرات الاحتجاجية المؤيدة لفلسطين والمنددة بالعدوان الإسرائيلي تعمّ أنحاء العالم على مدى عام مضى.
أمّا الموقف العربي فلم يكن أحسن حالاً، فقد أصبح العرب عاجزين أمام الغطرسة الصهيونية، وهذا حال الحكومات العربية على وجه الخصوص، كما أصبحت بعض الشعوب العربية في نفس الخانة، تاركة أهل غزة ومقاوميها وحدهم في الميدان لمواجهة مصيرهم.

عجز أم تواطؤ؟
في تفسيره لحالة العجز العربي أمام الإبادة بغزة، أوضح الصحفي والباحث هشام جعفر أنّ النظام الرسمي العربي لم تعد له هوية واضحة، وأصابه التفتت والانقسام.
وأضاف أنّ بعض الأنظمة العربية لم تقصّر في واجب نصرتها للفلسطينيين فحسب؛ بل ساهمت في تقديم الدعم المادي والمعنوي للكيان الصهيوني وبشكل علني.
ويعلّل جعفر هذا الموقف الرسمي العربي بأن تلك الأنظمة قدّمت مصالحها القُطرية والاقتصادية على القِيَم بحجّة الواقعية، وبذلك تقفز فوق تطلعات الجماهير.
غير أنّ الباحث أبرز الاختلاف الواضح بين موقف الأنظمة العربية من مساندة الفلسطينيين الذي اقتصر على التصريحات والبيانات اللفظية والإغاثة المحدودة، وبين موقف الشعوب العربية التي انحازت في مجملها لدعم ومساندة الفلسطينيين.
وفي المقابل، يرى جعفر أنّ هناك عجزاً شعبياً عربياً عن نصرة ومساندة فلسطين، مشيراً إلى أنّ العرب والمسلمين هم أقل المساهمين في نصرة الفلسطينيين، مبرّراً ذلك بموقف الأنظمة التي تحول دون تعبير شعوبها عن مواقفها بحرية.
وأكّد أنّ المواطن العربي يتضمن مع الفلسطينيين ويشعر بمأساتهم، لكنّ الضغوط الاقتصادية والسياسية تدفع عامّة المجتمع العربي إلى الانصراف إلى توفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، فضلاً عن أنّ كثيراً من المجتمعات العربية تعاني من صراعات وحروب داخلية تشغلها عن قضية فلسطين.

شركاء في الإبادة
وبالرغم من الصمت العالمي تجاه حرب الإبادة بحقّ الأبرياء في غزة، فإنّ بعض الدول لم تكتفِ بدور المشاهد الصامت، بل شاركت بالفعل في دعم العدوان الإسرائيلي، وعلى رأس هذه الدول المملكة المتحدة، التي كانت الشريك الثالث في العدوان بعد الكيان الصهيوني وراعيته الأولى الولايات المتحدة الأمريكية التي أمدّته بالسلاح والذخيرة والغطاء السياسي.
وفي هذا السياق، استعرض الصحفي الاستقصائي البريطاني “مات كينارد” بعض الأدلة على مشاركة بريطانيا في حرب الإبـادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وقال “كينارد”: “نحن لسنا متواطئين مع المشاركين بل كنا مشاركين منذ البداية، هذه الإبادة الجماعية ثلاثية الأطراف، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل”.
وأوضح الصحفي البريطاني أنّه بحث في الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة عبر قبرص في بداية حرب الإبادة، مشيراً إلى وجود رحلات يومية لطائرات عسكرية ضخمة قادرة على حمل 100 من العسكريين إضافة إلى الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى.
وأكّد أنّ تلك الرحلات كانت تطير فوق غزة مدة 6 ساعات يومياً تجمع المعلومات الاستخبارية وتشاركها مع الإسرائيليين.
كما أشار إلى تسريب معلومات الصيف الماضي في “نيويورك تايمز”، مفادها أنّ بريطانيا أرسلت فريق تجسس لمساعدة إسرائيل في حربها على غزة.
من جهته، علّق المحلل السياسي الفلسطيني فرحان علقم على سؤال: “لماذا يصمت العالم عن الإبادة في غزة؟” قائلاً: “لأنّ العالم شريك في هذه الجرائم، ويعطي الاحتلال الدعم الذي يحتاجه، من مال وسلاح ورجال وعتاد، ودعم دبلوماسي، وتغطية في المحافل الدولية، وتعمية على هذه الجرائم، ومحاولة سحق الرواية الفلسطينية”.
وأضاف علقم: “لو كان العالم صامتاً لاعتبرناه محايداً”.
واتهم كلّاً من الإدارة الأمريكية وأوروبا وأستراليا وكندا بدعم الاحتلال وإمداده بكلّ أسباب الثبات التي مكنته من مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني.

دعوات لكسر الصمت
أصدر المرصد الأورومتوسطي بياناً حذّر فيه من خطورة الحملة الإسرائيلية الأخيرة على شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أنّها تهدف إلى تفريغ شمال غزة بالرغم من إنكار إسرائيل الرسمي لذلك، واستشهد البيان بإلقاء الجيش الإسرائيلي منشورات تطالب بإخلاء مراكز الإيواء في جباليا وبيت حانون وتوجه من فيها إلى الجنوب.
وانتقد المرصد حالة الصمت والتعاجز الدوليين رغم التحذيرات الصارخة من أنّ “كامل السكان الفلسطينيين في شمال غزة على شفا الموت بسبب الأمراض والجوع والعنف”، لافتاً إلى أنّ الوضع في شمال القطاع بات كارثياً، حيث يعيش الناس أهوالا كأهوال القيامة، وفقا لوصف كبار مسؤولي الأمم المتحدة.
كما دعا المحكمة الجنائية الدولية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها، والتحرك من دائرة الصمت إلى مرحلة إصدار أوامر بالقبض والمساءلة والمحاسبة، وذلك بشأن الجرائم الإسرائيلية التي تدخل جميعها ضمن اختصاصها.
وطالب المرصد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمالي غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي، وفرض حظر أسلحة شامل عليها، ومساءلتها ومعاقبتها على كافة جرائمها، واتخاذ كافة التدابير الفعلية لحماية المدنيين الفلسطينيين.
من جهتها، طالبت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والحكومات العربية والإسلامية، بكسر حالة العجز والصمت أمام الجرائم التي تركبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة.
وناشدت حماس في بيان لها، العالم سرعة التحرك لوقف المجازر المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بعد المجزرة الجديدة التي ارتكبها في بيت لاهيا شمال القطاع، والتي راح ضحيتها 72 شهيداً وعشرات المصابين.
وأكّدت حماس في بيانها أنّ “تواصل المجازر الوحشية وحرب الإبادة وحرب التجويع، التي تستهدف تهجير شعبنا وتصفية قضيتنا الوطنية، لن تفلح في تحقيق أهدافها أو كسر إرادة شعبنا”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو دول العالم إلى معاقبة إسرائيل وحماية الفلسطينيين

رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ببيان صادر عن 80 دولة، يؤكد أن قطاع غزة يواجه "أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023" ويدعو إلى حماية المدنيين الفلسطينيين.

واعتبر تصريح صحفي لحماس، أن بيان الدول الـ 80 "تأكيد على اتساع دائرة الرفض الدولي لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المتواصلة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة".

وأضافت أن تأكيد الدول الـ 80 عدم قبولها استغلال المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية يستدعي منها الضغط بفعالية لإغاثة شعبنا بغزة ووقف جريمة التجويع الإسرائيلية.

ودعت حماس دول العالم كافة إلى إدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتحرك لفرض إجراءات عقابية ملموسة، تُلزم حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بوقف عدوانها الوحشي، وتدفع باتجاه محاسبته على جرائمه ضد الإنسانية.

ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أورده المكتب الحكومي في بيان الاثنين.

ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، بإغلاق المعابر في وجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع في مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

إعلان

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.​​​​​​​

مقالات مشابهة

  • دماء الأطفال الفلسطينيين في ميزان السياسة الدولية!
  • العربية للتنمية الزراعية تنظم ورشة عمل لتطوير التعداد الزراعي العربي
  • النجمة الفرنسية كاترين دونوف توقع على رسالة تدين الإبادة الجماعية في غزة
  • حماس: استخدام الاحتلال الفلسطينيين كدروع بشرية جريمة حرب
  • منظمة السياحة العربية: العلمين الجديدة نموذج للنهضة السريعة في العالم العربي
  • اليمنيون ينددون بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم في غزة
  • في 27 ساحة .. أبناء مديريات محافظة صنعاء يحتشدون يعلنون الجاهزية للتصعيد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع بحق أبناء غزة (تفاصيل)
  • حماس تدعو دول العالم إلى معاقبة إسرائيل وحماية الفلسطينيين
  • جامعة الدول العربية تكرّم ولي عهد الفجيرة بجائزة يوم الاستدامة العربي
  • أمريكا تكسر الصمت: هذا هو موقفنا من وحدة اليمن