مجازر بيت لاهيا.. الاحتلال يكثف استهداف الملاذ الأخير للفلسطينيين شمال غزة
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
لحظات عصيبة يعيشها الفلسطينيون، ومن بينهم عائلة حمودة التي لا تزال محاصرة داخل منزلها في بلدة بيت لاهيا، الملاذ الأخير لأهالي شمال غزة، مع استمرار المجازر منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واصفًا معاناة الفلسطينيين شمال غزة وسط الموت والجوع والرعب، قال أسامة حمودة أحد أفراد العائلة المحاصرة إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف في الليالي الماضية استهداف البلدة ومحيطها، وتقدمت الآليات صوب منازل المواطنين ومراكز الإيواء من أكثر من محور وغطت الطائرات المسيّرة والقناصة المنطقة بالنار لتستهدف كل هدف متحرك".
"إلى جانب ذلك، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف وتفجير طالت عددا من الشوارع بالبلدة، وتركت دمارا هائلا في منازل المواطنين والبنية التحتية، تكشّف مع بزوغ شمس الصباح وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية"، وفق حمودة.
وعن لحظات الرعب التي عاشها وعائلته مؤخرا، قال "لم نكن نتوقع أن ننجو بتلك الليلة ولا بأي شكل، كنا ننتظر اللحظة التي ينهار فيها البيت علينا، لكن عناية الله حفظتنا وما زلنا أحياء حتى هذا الوقت".
وخلال الأسابيع الماضية أجبر جيش الاحتلال الفلسطينيين في شمال القطاع على النزوح إلى خارج المحافظة، لكن من رفض الأوامر منهم اتجه إلى بيت لاهيا وهناك مكث النازحون في بعض مراكز الإيواء والمنازل.
ويعيش النازحون في بيت لاهيا أوضاعا كارثية بسبب قلة المياه والطعام والقصف الإسرائيلي المتصاعد ضدهم.
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لشمال غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، في حين يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمالي القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه.
الليالي المرعبة
وقال حمودة "رفضنا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية النزوح من منزلنا رغم اقتراب الجيش والآليات منا أكثر من مرة والقصف المتواصل الذي تشتد وتيرته يوميا".
وأوضح المحاصر الفلسطيني "نعاني من نقص الماء والطعام وفوق كل ذلك ينتشر الموت في كل مكان، لأن الاحتلال يحاول دفعنا للخروج بأي ثمن لكي ينفذ مخططاته الاستيطانية".
وعن تكثيف إسرائيل استهداف الملاذ الأخير لأهالي الشمال، قال حمودة "الليالي السابقة كانت مختلفة، ولأول مرة ينتشر القناصة، وتتقدم الآليات بشكل مفاجئ من عدة محاور، وتنفّذ سلسلة عمليات نسف بالبلدة، وتتوغل في شوارع لم تدخلها من قبل".
حمودة أضاف أن أصعب عمليات التفجير كانت في محيط مدرسة عوني الحرثاني، التي كانت تستعمل كمركز إيواء خلال الحرب، قبل أن يتم إحراقها لأكثر من مرة خلال الاجتياح الحالي، كذلك تم تنفيذ تفجيرات في شوارع مشروع بيت لاهيا بشكل مكثف وتحولت هناك المنازل إلى ركام.
المعاناة نفسها يعيشها الشاب مؤمن قادوس، الذي نزح في مدرسة "أبو تمام" وسط بيت لاهيا.
وقال قادوس "اعتقدنا أكثر من مرة في الليالي الماضية أن الجيش سيقتحم علينا المدرسة لإجبارنا على النزوح أو اعتقالنا لأن أصوات الآليات كانت تقترب صوبنا بشكل كبير وكنا نسمعه بوضوح".
وأضاف أن الليالي السابقة كانت صعبة جدا ولم تخل فيها دقيقة من صوت قصف أو نسف أو إطلاق نار.
وفي معرض وصفه للحالة داخل مركز الإيواء الذي يقيم فيه، قال إنها "كارثية، والخوف ينتشر بكل مكان وبين النازحين، ومعظمهم نساء وأطفال".
وشدد "كنا نتوقع أن تنتهي العملية العسكرية في أسابيع معدودة كما سابقاتها، لكن مع اقتراب إنهاء شهرها الثاني، اشتدت الحالة صعوبة والموت يقترب أكثر من كل شخص صمد في شمال قطاع غزة".
مجازر لا تنتهي
لا تتوقف المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في شمال قطاع، والتي زادت خلال الأيام الماضية في بيت لاهيا الملاذ الأخير للنازحين بالمنطقة.
أبرز المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين كانت بحق عائلات: البابا، وأحمد، والأعرج.
ولم تتمكن أي طواقم طبية من الوصول للمنازل المستهدفة بسبب إخراج منظومة الطوارئ عن العمل في شمال قطاع غزة منذ أسابيع، وتدمير سيارات الإسعاف والدفاع المدني.
ووفق مصادر طبية تحدثت لمراسل الأناضول، فإن المجازر الإسرائيلية منذ الخميس إلى السبت، أسفرت عن استشهاد نحو 150 فلسطينيا، معظمهم سقطوا في بيت لاهيا.
ورغم عدم قدرة الطواقم الطبية على العمل في شمال قطاع غزة، يحاول بعض الشبان والأهالي التوجه صوب المنازل المستهدفة لمحاولة استخراج جثامين القتلى والمصابين ونقلهم للعلاج.
ومن بينهم، الشاب صائب يوسف، الذي وصل أكثر من منزل قصفه الجيش الإسرائيلي فوق رؤوس أهله في بلدة بيت لاهيا خلال الأيام الماضية.
وقال يوسف "نحاول قدر الإمكان استخراج الجثث والمصابين دون أي معدات، ونجحنا في مرات، وفي مرات كثيرة وقفنا عاجزين لا نتمكن من فعل أي شيء، رغم سماعنا لأصوات مواطنين أحياء يطلبون النجدة تحت الركام".
وأكد قائلا "كل منزل يقصف فيه عشرات النازحين وجميعهم يموتون لأنه لا يوجد وسيلة لإنقاذهم ولرفع الركام من فوقهم".
واختتم يوسف بالقول "لو توفرت إمكانيات لانتشال الضحايا سيكون عدد القتلى أقل من ذلك بكثير، لكن الاحتلال يتعمد زيادة أعداد الشهداء للانتقام ممن رفضوا النزوح وترك منازلهم".
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الملاذ الأخیر جیش الاحتلال فی شمال قطاع بیت لاهیا قطاع غزة شمال غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
داخلية غزة: نحمل الاحتلال مسؤولية نشر الفوضى ورعاية شبكات اللصوص للسيطرة على المساعدات
غزة - صفا
قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة لهندسة التجويع لشعبنا، وصناعة فوضى المساعدات الإنسانية، عبر السماح بدخول محدود للمساعدات في ظل اشتداد المجاعة التي يعاني منها المواطنون، وحصار مشدد ومنع تدفق المواد الغذائية الأساسية منذ شهر مارس الماضي.
وأضافت الداخلية، في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الخميس، أن الاحتلال اتبع نهج استهداف منتسبي أجهزة الوزارة أثناء القيام بواجبهم في تأمين شاحنات المساعدات التي تشرف على توزيعها المؤسسات الدولية؛ كي لا تصل إلى مستحقيها بطريقة آمنة، وبذلك تستمر مظاهر الفوضى.
وتابعت: "أمام هذه السياسة الإجرامية التي استمرت خلال الشهور الماضية، آثرنا أن نعطي المساحة لمبادرات محلية كي تقوم بدورها في تأمين شاحنات المساعدات لدحض مبررات الاحتلال واتهاماته الكاذبة".
وأشارت إلى أنه كان آخرها الدور الذي قامت به العائلات والعشائر في القطاع، لكن الاحتلال أقدم على استهداف شباب العشائر والعائلات الفلسطينية التي أخذت على عاتقها القيام بهذا الواجب، وارتقى منهم عشرات الشهداء، مما أحبط مبادرة العائلات في القيام بدورها المجتمعي في هذه الظروف المعقدة.
وحملت الداخلية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن نشر الفوضى في القطاع، ورعايته لشبكات اللصوص والبلطجية في السيطرة على شاحنات المساعدات؛ لحرمان أكثر من 2 مليون مواطن من الحصول عليها بطريقة آمنة، وكي تستمر المجاعة في القطاع، في محاولة مكشوفة من الاحتلال لإعفاء نفسه من المسؤولية القانونية في استخدام التجويع كسلاح في وقت الحرب.
وأكدت أن "الاحتلال لم يرق له أي مظهر من مظاهر النظام في مجتمعنا بقطاع غزة، ويعمد على الفور لإفشال كل محاولات ومبادرات إحلال النظام بغض النظر عن الجهة التي تقوم بذلك، في مسعى واضح لإبقاء حالة الفوضى هي السائدة في القطاع".
وشددت على أن سماح الاحتلال بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات وسيطرة اللصوص والبلطجية عليها برعاية الاحتلال، لا يغير من واقع المجاعة المنتشرة في قطاع غزة شيء.
ودعت المجتمع الدولي لممارسة أقصى درجات الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف استهداف الطواقم المدنية المكلفة بتأمين خط سير شاحنات المساعدات، والسماح بتدفقها بكميات كافية وتوزيعها عبر مؤسسات الأمم المتحدة صاحبة الخبرة الطويلة في هذا المجال؛ كي تصل إلى مستحقيها.
ولفتت الداخلية، إلى أن سياسة الاحتلال في رعاية اللصوص والبلطجية للسطو على شاحنات المساعدات، دفع عشرات آلاف المواطنين للنزول إلى الشوارع والاضطرار لقطع مسافات طويلة جداً وتعريض أنفسهم للخطر في محاولة لسد جوع أطفالهم، ما يتسبب بتلف جزء من تلك المساعدات بسبب التدافع والزحام.
وأردفت أن ذلك جاء في الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال باستهدافهم بشكل مباشر وارتكاب المجازر بقتل العشرات يومياً قرب المسارات المؤدية لدخول المساعدات، كما جرى أمس واليوم من مجازر في شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
وأوضحت أن ادعاء الاحتلال بتوزيع المواد الغذائية من خلال ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" سيئة الصيت والسمعة، هو مجرد وهم وخداع للرأي العام، في الوقت الذي يقتل فيه المئات من المواطنين خلال محاولتهم الحصول على ما يسد جوعهم من المؤسسة المذكورة التي أنشأها الاحتلال لأغراض مشبوهة وأهداف أمنية تخدم مخططاته الإجرامية.
وحذرت من استمرار عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات لما تمثله من خطورة على حياة المواطنين بسبب الاكتظاظ الشديد وانتشار خيام النازحين في كل مكان، وهي الطريقة التي يريدها الاحتلال لخلق مزيد من الفوضى بركض عشرات الآلاف خلف صناديق المساعدات ووقوع إصابات في الأرواح وأضرار في الممتلكات؛ كل ذلك في إطار تسويق الوهم لخداع الرأي العام العالمي والدولي.
وذكرت أن الشرطة والأجهزة الأمنية ستواصل القيام بواجبها في ملاحقة شبكات اللصوص والبلطجية عملاء الاحتلال، واتخاذ الإجراءات الميدانية المشددة بحقهم في ظل حالة الطوارئ التي نعيشها.
كما دعت أبناء شعبنا جميعاً في محافظات قطاع غزة لتجنب التواجد في مسارات دخول شاحنات المساعدات؛ حرصاً على حياتهم ومنعاً للفوضى التي يحاول الاحتلال ترسيخها في مجتمعنا؛ كي نفرض على الاحتلال تغيير المعادلة ووقف استهداف طواقم التأمين لضمان وصول المساعدات لجميع المواطنين في مناطق سكنهم بطريقة آمنة.