جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-19@00:32:01 GMT

دُمتم مولانا السلطان

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

دُمتم مولانا السلطان

 

د. خالد بن حمد الغيلاني

khalid.algailni@gmail.com

@khaledalgailani

 

خمس من السنوات توشك أن تنقضي من عُمر نهضتنا المُتجددة، التي يقود مسيرتها الظافرة، ويحمل رايتها الخفاقة، ويسير بها سير الواثق، ويصعد بها صعود المستمسك بعروتها الوثقى، والراسم لدرب عزتها الكبرى، والمُحقق لآمالها المتتالية، والمرتقي بها سماك النجوم العالية، يمضي بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فمنذ توليه مقاليد الحكم الرشيد المبارك، واعتلائه صهوة المجد السامق، ومن خلال خطابه الأول، حدد حرصًا لا يُضاهى، ورغبة لا تحدها الحدود، وغاية سامية عظيمة لبناء مستقبل هذا الوطن، وتجديد نهضته.

أدرك مولانا السلطان المُعظم تحديات الوضع الاقتصادي، وارتفاع معدلات الدين، وثقل الفائدة المترتبة، ثقلٌ لا مناص من التصدي له؛ نظرًا للنتائج والتحديات الكبيرة التي تترتب عن الوضع الاقتصادي، وشدة الإجراءات التي يلزم العمل بها، ومما زاد الأمر عناءً وشدة؛ انخفاض أسعار النفط، وجائحة كورونا التي عانى منها الكثير من دول العالم.

والحمد لله على واسع فضله؛ فقد تحققت العديد من الإنجازات في هذا الشأن الاقتصادي، تشير إلى حكمة القيادة الرشيدة، وبعد النظر لمولانا السلطان المعظم، وواقعية الإجراءات، وحتمية القرارات المتخذة في هذا الشأن، ومما تحقق يمكن أن نذكر ما يلي؛ فمن جوانب التحسن في الأداء الاقتصادي والمالي، بلغت الإيرادات العامة للدولة نحو 8.1 مليار ريال عماني بنهاية أغسطس 2024، محققين فائضا قدره 447 مليون ريال عماني حتى أغسطس 2024، أدى إلى خفض الدين العام إلى 14.4 مليار ريال عماني بنهاية الربع الثالث من هذا العام.

هذا الإنجاز الكبير والمستمر؛ أسهم في رفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتتجاوز 25 مليار ريال عماني، كما إنه أدى إلى تحسن في التصنيف الائتماني وبلوغ الجدارة الاستثمارية، وارتفاع أصول جهاز الاستثمار العماني، كما تجاوزت مدائن حجم الاستثمار فيها حاجز 7 مليارات ريال عماني.

وحققت سلطنة عمان بفضل هذه التوجيهات السديدة لمولانا السلطان المعظم تقدمًا متواصلًا في المؤشرات الدولية؛ ففي مؤشر الحرية الاقتصادية حققت السلطنة المرتبة 56 عالميًا مرتفعة 39 مرتبة خلال العام 2024، والمركز 11 عالميًا في مؤشر ريادة الأعمال متقدمة 27 درجة، والمركز 50 في مؤشر الأداء البيئي، بعد أن كانت السلطنة في المركز 149.

إضافةً إلى تقدم ملحوظ في مؤشرات الإعلام، وتصنيف جامعة السلطان قابوس، والمرتبة الثانية في الإنفاق الحكومي لكل طالب على مستوى العالم، والقفز 93 مرتبة في معدل نمو الإنتاجية في العمل، والمرتبة الـ19 عالميًا في ممارسة الأعمال.

كما إن الزيارات المستمرة لمولانا جلالة السلطان المعظم للعديد من الدول خليجيًا وعربيًا وإقليميًا وعالميًا؛ والعدد الكبير من الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين السلطنة وهذه الدول، وحجم التبادل التجاري، والمشاريع المشتركة، والاستثمارات المتبادلة؛ وحجم المبالغ المستثمرة في هذا الجانب والأرقام المليارية المُعلنة، كل ذلك يصب في إطار تعزيز الاقتصاد العماني، ورفع معدلات قوته، ومؤشرات ارتفاع حجمه، مما ينعكس إيجابًا في سبيل حلحلة الركود الاقتصادي، وحفظ معدلات الدين، وتقوية التصنيف الائتماني للبلاد.

ولعله من يُمن الطالع أن نلحظ بشكل كبير تسارُع التنمية داخل البلاد، والمشاريع الكبيرة في تعزيز البنى التحتية، وتنمية وتطوير المحافظات، وتعزيز قطاعي النقل والاتصالات، والاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، والابتكار العلمي، وتطوير القطاعات المختلفة، خاصة الصناعية، والتعدينية، الزراعية والسمكية، ومساعدة القطاع السياحي للقيام بدوره التنوي والاقتصادي، من خلال تسهيل الكثير من الإجراءات، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محور ومرتكز الاقتصاد القائم على قوة المشاريع، وتمكين هذه المؤسسات، وتوسيع قاعدة عملها ونطاق مشاريعها.

وبطبيعة الحال، فإنَّ هذا الحراك المبشر بالخير نأمل أن ينعكس إيجابًا على الحد من التحديات التي يواجهها حاليًا الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي، من خلال علاج ملفات الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من وظائفهم، وتعزيز دور الحماية الاجتماعية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من هذه المنظومة الوطنية، ذلك أن سرعة العمل على علاج هذه القضايا- والتي بلا شك في منزلتها المستحقة ضمن اهتمامات مولانا السلطان- سيكون أثرها إيجابيًا وبشكل كبير جدًا على تعزيز الاقتصاد وزيادة الاستثمار، وكذلك تقوية العلاقات الاجتماعية، وتعزيز تماسك المجتمع، وتطوير قدرات أبنائه.

دُمتم يا مولانا السلطان المعظم، ومرحى لوعد قطعتموه فأوفيتم، ولوطن أحببتموه فأخلصتم، ولشعب كريم أنتم ملاذه وسنده، ومرحى لبذلكم الدؤوب، وعملكم المشهود، ووصلكم النهار بالليل لتكون عُمان في مقامها الأول، وبرجها العالي، ومنزلتها العظيمة، وعهدًا وولاءً لهذا الوطن بالذود عنه، وسمعًا وطاعة لسلطانه المعظم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكائنات الغريبة التي لم نعهدها

 

 

علي المسلمي

في عصر نستطيع أن نقول فيه إنه بلغ ذروة العلم والتمدن، مبتكرات ومخترعات، لم تخطر على بال أحد؛ لتيسير حياة البشرية جمعاء، وأخريّات لتدمير البشرية من المغلوب على أمرهم؛ من أجل المليار الذهبي من البشر.

في المُقابل توجد ثلة من الصنف الثاني من الناس، تحكمها شريعة الغاب، تمارس السّادية بحق شعب أعزل في أرضه، لا يطلب سوى العيش الكريم، والحياة الهانئة الهادئة، يطلب حريته بعدما تمت مُحاصرته برًا وجوًا وبحرًا بالقاذفات والمسيرات، والقنابل الحارقة الفسفورية المحرمة دوليًا والخارقة للصوت، والمجنزرات والبلدوزرات ودبابات الميركافا. هذه الكائنات هل هي من جنس البشرية أمْ كما تدعِي؛ بأنها شعب الله المختار، وأخذت صك الغفران من فرعون العصر، الذي أعطاها الضوء الأخضر، تبيد البشر والحجر في حمم لا تبقي ولا تذر، وتشفي غليلها بتهشيم رؤوس أطفال العرب حسب عقيدتهم التلمودية التوراتية الواردة في أسفارهم؛ حتى يهدأ بالها وتستريح قلوبها المليئة بالحقد والغل.

هيهات.. هيهات، إنَّ الله يمهل ولا يهمل، من قَبلِكِ أمم وأفراد أخذتهم العزة بالإثم، فصاروا إلى ما صاروا إليه من النكال والعذاب في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون "أَدْخِلُوا آلَ فِرْعونَ أشدَّ العذابِ". وهذه الكائنات استباحت الحرمات، ودنست الأعراض، وأهلكت الحرث والنسل، وعاثوا في الأرض الفساد، ولم تنصت لصوت العقلاء الحكماء، والمتظاهرين المناهضين لهذه الهمجية الجاهلية، ولا إلى دعوة المظلومين، ولا إلى تنهدات المكلومين والثكالى وبكاء الأطفال اليتامى، همها الأكبر التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وبناء ملك زائل، ونبوءات زائفة في أرض الميعاد بالتطهر بالبقرات الحمراء الشيكاغوجية السّمانْ؛ لبناء هيكلهم المزعوم، وتحقيق أهداف بروتوكولات بني صهيون الماسونية.

أمّا وبَعْدّ أن تكشفت سوءات هذه الفئة، وكشفت عن بريق وجهها، ورأى العالم صنيعها وأفعالها أنَّا له أنْ يقف العالم الحُر كما يدعي بـديمقراطيته وعدالته مكتوف الأيدي بمؤسساته التي بُنيت على أساس صون كرامة الإنسان وحريته، واحترام حقوقه بعد الحربين العالميتين المدمرتين وبَنَتْ على ذلك العهود والمواثيق، أمْ تكون بريقاً مزيفاً يستخدمه الكبار؛ لاستمالة الشعوب التي يظنونها أممًا تابعة لهم تنقاد وفق أهوائهم ورغباتهم.

لقد طفح الكيل أمّة المليار مسلم، وأمّة الدين والتاريخ واللغة والنسب، إخوانكم وأبناؤكم وبني جلدتكم وقومكم يساقون سوقًا، ويدفنون أحياء بلا رحمة ولا شفقة، يُجّوعون ويتوسلون، بطونهم خاوية، أمعاؤهم تتقطع وتصرصر كصرير النمل في وضح النهار، وأفواههم عطشى ظمأى من شدة العطش، يبكون على أطفالهم من هول الأمر ولا يستطيعون بنت شفة من شدة ما يعتصرهم من الآلام. وهذا ما تسطره لنا الشاشات المرئية، يئنون من شدة الألم، يفترشون البيوت المهشمة، ويلتحفون قطعًا بالية والفضاء الملوث. وهناك من يطبل ويزمر ويزمجر، ويفرش الورد، ويُنفق المليارات نظير وعود لا يعلم صدقها إلا أصحابها، تنثر في الهواء؛ بينما الواقع يزداد بؤسًا وشقاء، بينما الأنين والنوح لا أحد يلقي له بالاً ويلقى اللوم على هذه الفئة الصابرة المرابطة منذ خمسة وسبعين سنة في دحر هذا العدوان الغاشم بأبسط الوسائل.

ألا ينبض لنا عرق من دمٍ، أم نتوجس خيفة من أحفاد الصهاينة ولم نتكلم ببنت شفة، أينك يا فاروق الأمة، ويا صلاح الدين، وقطز، والأئمة والقادة العظام، وامعتصماه، واصلتاه، أم ندس أنوفنا في التراب، ونصُم آذاننا عن السماع، أو تشرئب أعناقنا إلى السماء ننتظر الفرج من رب السماء دون عناء. ونعم بالله الواحد القهار. "ألا إنَّ نصرَ اللهِ قرِيبٌ".

لا ضيّر لهذه الزمرة المؤمنة الصابرة أن تدفع بفلذات أكبادها؛ من أجل أن تعيش مثل بقية البشر آمنة مُطمئنة، ولكن الصمت يخيم، والجبروت يزداد من قبل الكيان وزمرته المتطرفة التي لا تبقي ولا تذر، والاتكال على سيد البيت الأبيض الحالم بنوبل للسلام إحلاله في بقاع الأرض؛ وخاصة منطقة الشرق الأوسط، لعل الصبح ينبلج بفجر جديد يعم السلام ربوع البلاد، ينفع البلاد والعباد من هذه الحرب المبيدة التي قضت على البشر والحجر، رحمة بهؤلاء البشر.

صبرًا يا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنة.

مقالات مشابهة

  • اجتماع إيراني عماني قطري يبحث مستجدات (مفاوضات النووي)
  • بين عُمان وإسبانيا.. رمزية اللحظة وبذخ التاريخ
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • رئيس الأركان يستقبل وفدًا بريطانيًا
  • العدو الصهيوني يحاصر مستشفيي “الإندونيسي والعودة”ويقصفهما بالرصاص
  • جامعة السلطان قابوس تعلن عن وظائف براتب 390 ألف جنيه شهريا.. التخصصات المطلوبة
  • شهاب الدين الأندلسي أفوقاي رحالة ومترجم هرب إلى المغرب ودافع عن الموريسكيين
  • جلالة السُّلطان يهنئ ملك النرويج
  • افتتاح مسجد السلطان مروان قرية ميت العامل مركز اجا
  • صريح جدا / هذه هي الرياضة التي يفضلها الأولياء الجزائريون لأبنائهم