سلط تقرير استقصائي لمنظمة ممولة من الحكومة الدنماركية الضوء على الجهود التي بذلتها السعودية من خلال "الإنفاق الضخم" على الرياضة، وشبكة من المسؤولين، لتكون المرشحة الوحيدة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2034.

وأشار تقرير Play The Game، وهو معهد أخلاقيات رياضية ممول من القطاع العام في الدنمارك، إلى أكثر من 900 صفقة رعاية أبرمتها المملكة، أكثر من ثلثها يمولها صندوق الثروة السيادية، وشبكة من المسؤولين لعبوا أدوارا متداخلة في الدولة والأعمال والرياضة، برعاية ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي "يقود استراتيجية المملكة الرياضية، وتمتد سلطته إلى جميع كيانات الدولة".

وقال ستانيس إلسبورغ من "بلاي ذا جيم" في التقرير إنه على مدى فترة 4 أشهر، تمكن الباحثون في المعهد من تحديد 910 رعاية سعودية في الرياضة، مشيرا إلى أنه من خلال إنفاق مليارات الدولارات والاعتماد على شبكة من الرعايات والشراكات والاستثمارات الاستراتيجية،" أعادت المملكة تشكيل عالم الرياضة".

لكن هذا التوسع لا يتعلق فقط برفع مستوى حضور المملكة في الرياضة، بل إنه جزء من استراتيجية مصممة بعناية لتحويل صورة المملكة العالمية، واستخدام الرياضة كأداة قوية للتأثير الجيوسياسي، وفق التقرير الذي حمل عنوان "قبضة المملكة العربية السعودية على الرياضة العالمية".

وقد تبدو الرعايات الباذخة والأحداث الكبرى محاولة لرفع  مستوى الرياضة السعودية، "لكنها تحجب أيضاً حقائق مقلقة هي "تضارب المصالح الذي يقوض نزاهة الرياضة العالمية ومبادئ الديمقراطية والشفافية وحرية التعبير وحقوق الرياضيين".

ويقود هذه الجهود "شبكة مختارة وشديدة النفوذ من الأفراد الذين يشغلون أدوارًا محورية داخل الدولة وفي الرياضة".

من بين هؤلاء ياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة أرامكو، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، وهو من المقربين من محمد بن سلمان، ويشغل مناصب مؤثرة تضعه في قلب الدولة السعودية وأجندتها الرياضية.

وأحمد الخطيب، وزير السياحة الذي يمتد نفوذه إلى ما هو أبعد من السياحة، حيث لعب أدوارا قيادية عبر كيانات الدولة مثل صندوق الاستثمارات العامة، ومشروع نيوم، "وكلها أدوار تتشابك مع استثمارات المملكة في الرياضة".

والأمير عبد العزيز بن تركي آل سعود، وزير الرياضة ، والأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة المملكة في واشنطن، وهما يلعبان أدوارًا حاسمة في تعزيز طموحات المملكة الرياضية، لكنها تثير مخاوف كبيرة بشأن تضارب المصالح واستقلالية الرياضة.

وتركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، الذي يمتد نفوذه عبر مجالات متعددة، أبرزها الملاكمة، مما يجعله لاعبا مهما في الاستخدام الاستراتيجي للرياضة لتحقيق النفوذ السياسي والثقافي.

ومن المقرر أن يحسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ملفي استضافة مونديالي 2030 و2034 في مؤتمره العام في 11 ديسمبر المقبل.

وقبل أيام، أصدر الفيفا تقريره التقييمي لملف استضافة السعودية لمونديال 2034، مانحا إياها درجة أعلى من تلك التي منحها للعرض المشترك بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك لاستضافة نسخة 2026، بينما اعتبر تقييم المخاطر المتعلقة بحقوق الإنسان "معتدلا".

وجاء في التقرير أن هناك "إمكانات جيدة" للبطولة لتكون "عاملا محفزا" للإصلاحات داخل السعودية، قائلا إنها ستساهم في "تحقيق نتائج إيجابية في مجال حقوق الإنسان".

تناول حقوق الإنسان والمناخ.. فيفا يصدر تقييم ملف السعودية لمونديال 2034 أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تقريره التقييمي لملف استضافة السعودية لمونديال 2034، مانحا إياها درجة أعلى من تلك التي منحها للعرض المشترك بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك لاستضافة نسخة 2026، بينما اعتبر تقييم المخاطر المتعلقة بحقوق الإنسان "معتدلا".

وفي مؤتمره المرتقب، سيطلب الفيفا من أكثر من 200 اتحاد الموافقة على استضافة السعودية للمونديال، مع العلم أن 50 عضوا من بين هؤلاء وقعوا اتفاقيات عمل مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، بينما أبرمت اتحادات كرة القدم في أميركا الشمالية وأفريقيا وآسيا بشكل منفصل صفقات تعاون أو صفقات رعاية للبطولة مع صندوق الاستثمار وشركة النفط الحكومية "أرامكو" ومشروع مدينة نيوم.

ووقع الفيفا في أبريل عقد رعاية مع أرامكو لكأس العالم، ضمن فئة "الشريك العالمي الرئيسي"، بقيمة 100 مليون دولار سنويا حتى عام 2027.

ومن المتوقع إبرام المزيد من الصفقات التجارية السعودية بعد إعلان قرار استضافة مونديال 2034 وستكون هذه الصفقات لنسخة 2026 التي ستقام في أميركا الشمالية، وكأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة، العام المقبل.

ويقول التقرير إن منح السعودية استضافة كأس العالم ما هو إلا "تتويج لسنوات من الاستثمارات الاستراتيجية والمناورات خلف الكواليس". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لموندیال 2034 لکرة القدم فی الریاضة

إقرأ أيضاً:

وزير الرياضة لـ"الوفد": استضافة مصر لبطولة العالم لرفع الأثقال تؤكد مكانتنا العالمية

أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في تصريحات خاصة لـ"الوفد"، أن استضافة مصر لبطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة تمثل رسالة قوة وثقة للعالم بأسره في قدرات الدولة المصرية على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، مشددًا على أن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الأساس الحقيقي وراء ما تحقق من إنجازات في مجال الرياضة البارالمبية خلال السنوات الأخيرة.


وقال الوزير: "نحن لا نستضيف بطولة عادية، بل حدثًا عالميًا يعكس وجه مصر المشرق أمام المجتمع الدولي، ويؤكد أن أبناءها من أصحاب الهمم يمثلون نموذجًا يُحتذى به في الإرادة والعزيمة".


وأضاف صبحي أن البطولة الحالية تُعد واحدة من أنجح النسخ في تاريخ اللعبة من حيث التنظيم وعدد الدول المشاركة، موضحًا أن الدولة سخّرت كل إمكانياتها لتوفير بيئة مثالية تليق باسم مصر ومكانتها الإقليمية والدولية.


وتابع الوزير قائلًا لـ"الوفد": "الرئيس السيسي هو الداعم الأول لكل الرياضيين، ولا سيما أبطالنا البارالمبيين الذين يرفعون اسم مصر في المحافل الدولية. ما نراه اليوم في العاصمة الإدارية الجديدة هو تتويج لمسيرة عمل طويلة هدفها أن تصبح مصر مركزًا عالميًا للرياضة البارالمبية، ومقصدًا للبطولات الدولية حتى عام 2028 وما بعدها".


وأشار الدكتور أشرف صبحي إلى أن بطولة العالم الحالية تُقام وفق أعلى معايير التنظيم والاحترافية، مشيدًا بدور اللجنة البارالمبية المصرية برئاسة الدكتور حسام الدين مصطفى، والجهود الكبيرة التي بُذلت منذ شهور لضمان نجاح الحدث، موضحًا أن البطولة تسهم أيضًا في تنشيط السياحة الرياضية، وتعزز من صورة مصر كوجهة مفضلة لاستضافة البطولات الكبرى.


وأكد الوزير أن "الرياضة البارالمبية أصبحت الآن أحد أذرع القوة الناعمة للدولة المصرية"، مضيفًا أن ما تحقق من إنجازات دولية خلال الأعوام الماضية لم يكن ليحدث لولا الرؤية المستنيرة للرئيس السيسي، الذي وجّه بضرورة الاهتمام بأصحاب الهمم وتوفير كل الدعم لهم رياضيًا وإنسانيًا.


وعقب تصريحاته لـ"الوفد"، افتتح وزير الشباب والرياضة مساء الخميس الماضِ فعاليات البطولة رسميًا، وسط أجواء احتفالية مبهرة، بمشاركة 72 دولة من مختلف القارات، في حضور كوكبة من الشخصيات العامة والرياضية، من بينهم الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والمهندس خالد عباس رئيس شركة العاصمة الإدارية، وماسيمو ديجي رئيس لجنة رفع الأثقال البارالمبية الدولية، واللواء أحمد ناصر رئيس اتحاد الاتحادات الكونفدرالية، والدكتور حسام الدين مصطفى رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، وعدد من السفراء وممثلي المنظمات الدولية.


وشهد الحفل عروضًا فنية واستعراضية عكست روح البطولة ورسائلها الإنسانية، فيما عبّر المشاركون عن سعادتهم بالتنظيم المصري الذي وصفوه بـ"الاستثنائي"، مؤكدين أن العاصمة الإدارية الجديدة أصبحت بحق أيقونة جديدة للرياضة العالمية.


وفي ختام تصريحاته لـ"الوفد"، أشار الدكتور أشرف صبحي إلى أن العوائد الاقتصادية والسياحية من استضافة البطولة تتجاوز مجرد المكاسب الرياضية، قائلًا: "استضافة حدث بهذا الحجم تُسهم في تنشيط حركة الفنادق والسياحة الداخلية، وتُعرّف الوفود المشاركة بالعاصمة الإدارية كمدينة مستقبلية متكاملة، ما يجعلها مقصدًا للبطولات العالمية في مختلف الألعاب".


وأكد الوزير أن الوزارة تضع ضمن أولوياتها المقبلة التوسع في تنظيم البطولات الدولية بمصر، لما لها من مردود مباشر على الاقتصاد الوطني ودعم ملف السياحة الرياضية، مشيرًا إلى أن الدولة تخطط لاستضافة المزيد من الفعاليات البارالمبية حتى عام 2030 ضمن استراتيجية بناء الإنسان المصري.

مقالات مشابهة

  • الفيفا بين حماية هوية اللعبة وإغراءات المال.. جدل اقتصادي يهز كرة القدم العالمية
  • قطر تقترب من إستضافة كأس فيناليسيما وسط منافسة أمريكا والسعودية
  • خلاف صامت بين الفيفا واليويفا.. صراع جديد يهدد خريطة كرة القدم الأوروبية
  • الشيخ أحمد تركي يشكر الرئيس على تعينه بمجلس الشيوخ
  • وزير الرياضة لـ"الوفد": استضافة مصر لبطولة العالم لرفع الأثقال تؤكد مكانتنا العالمية
  • رئيس الفيفا يدعو الشعب الكندي لدعم كأس العالم 2026
  • «الفيفا» يوقف نائب رئيس الاتحاد السوداني «15» مباراة
  • الأندية الجزائرية تبارك تأهل الخضر لمونديال 2026
  • حضور قطري مميز في لجان «الفيفا»
  • «الفيفا» يدرس إقامة كأس العالم 2034 خلال فصل الشتاء