اللينينية هي نتاج لتحديات الواقع الروسي القيصري (5 – 7)
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
صديق الزيلعي
أصبحت الماركسية اللينينية، وهو المصطلح الذي ابتدعه ستالين، هو الأيديولوجية الملزمة لكل الأحزاب الشيوعية، في العالم. وأكمل الكومنتيرن (الأممية الشيوعية) المهمة بفرض شروطه المشهورة (22 شرط) على أي حزب يود ان يلتحق بها. وهي شروط، صارمة، كتبها لينين شخصيا. وكان من أهم الشروط ان يغير أي حزب اسمه الي الحزب الشيوعي في البلد المعين (الحزب الشيوعي الهندي أو الحزب الشيوعي الروماني الخ).
يمثل الوضوح حول هذه المسألة ضرورة نظرية، بالغة الأهمية، حول أي نقاش حول التجديد. وسأقدم قراءة سريعة لهذه المسألة في اطارها النظري والتاريخي. ثم أقدم نماذج، لمن انتقدوها أو رفضوها من الماركسيين. وهي مجرد نماذج وليس كل النقد الماركسي للتجربة السوفيتية.
اللينينية هي اسهامات لينين النظرية والتطبيقية، وترتبط، ارتباطا لا انفصال له، بالواقع الروسي، وتطور الثورة الروسية، وانتصارها، والتحديات التي واجهتها، والكيفية التي بنت بها المجتمع الجديد. وكما ذكرت تعرضت اللينينية للنقد من عشرات الماركسيين منذ الأيام الاولي لانتصار الثورة الروسية، مرورا بكل العقود، حتى انهيارها في 1991.
كانت المفكرة الماركسية الشهيرة روزا لوكسمبورج أبرز من انتقدها منذ الأيام الاولي لانتصار الثورة الروسية. وتركز رأيها في ان النظام الذي يبنيه لينين سيكون نظاما دكتاتوريا، وسيضر بقضية الاشتراكية. المؤلم ان كتابها عن روسيا منع من قبل الشيوعيين ولم ينشر الا بعد عقود من الزمن. اقرأ، بتمعن، هذه الفقرة:
“The ultra-centralism asked by Lenin is full of the sterile spirit of the overseer. It is not a positive and creative spirit. Lenin’s concern is not so much to make the activity of the party more fruitful as to control the party – to narrow the movement rather than to develop it, to bind rather than to unify.”
Then Rosa adds:
“Nothing will more surely enslave a young labour movement to an intellectual elite hungry for power than this bureaucratic straitjacket, which will immobilize the movement and turn it into an automation manipulated by a central committee.”
(C. Shore, Italian Communism, Pluto, 1990, P 111)
أعلن الحزب الشيوعي الإيطالي، أكبر الأحزاب الشيوعية في غرب أوربا، بعد الحرب العالمية الثانية، مواقف رفض صريحة لللينينية. فقد أصدرت لجنته المركزية في عام 1981، وثيقة من 17 صفحة تحوي قراراتها ومن ضمنها:
“1. Democracy and socialism are inextricably linked and that the October Revolution has lost its impetus.
2. The Soviet model of socialism has proved itself to be inapplicable to Eastern Europe since its unitary character discourage change.”
تبنت عدد من الأحزاب في غرب اوربا ما عرف بالشيوعية الاوربية. وقد قدمت الشيوعية الاوربية عددا من الاطروحات المثيرة للتفكير، منها:
“De-Bolshevization was the core of Euro-communism, as commitments to policies and methods derived from earlier Third International experiences were attenuated. For Euro-communist parties the ‘road to socialism’ was to be peaceful, democratic, and constructed primarily out of the raw materials present within the national society. Socialism itself was to be democratic, again in accordance with the logic of domestic social development. Resort to Soviet institutional patterns – one party-system ‘proletarian dictatorships’ in particular- and replication of the Soviet model were generally ruled out.”
And:
“Euro-communism argue that Lenin’s policies were specific of Russia of his time. For them, the essential feature of Leninism is its approach to such issues as political leadership and concrete analysis of capitalism.”
(T. Bottomore ‘editor,’ A Dictionary of Marxist Thought, Blackwell, 1997, P 180)
هذه مجرد نماذج ولدينا اسهامات قرامشي وتولستوي ومجموعة مدرسة فرنكفورت، واليسار الجديد، سمير امين، ومدرسة التبعية، وكذلك التيارات الماوية، والجيفارية.
الفكر لا يتوقف والمعرفة الإنسانية لن تنضب، وستستمر الاسهامات الجديدة الي ما نهاية. والادعاء الفطير بنهاية التاريخ، لم يبدأ بنهاية الدولة السوفيتية، وانما بدأ منذ بداية القرن الماضي، عند البعض، بانتصار الثورة السوفيتية.
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
ميتا تستعد لدخول سوق الساعات الذكية بمفهوم مختلف
تستعد شركة ميتا لتوسيع نطاق أعمالها في قطاع الأجهزة القابلة للارتداء عبر الدخول رسميًا إلى سوق الساعات الذكية، في خطوة تستهدف شريحة جديدة من المستخدمين تختلف عن الفئة المستهدفة من قبل الشركات المنافسة.
ستعتمد هذه الساعات الذكية الجديدة على نهج مختلف قد يمنح ميتا موطئ قدم في سوق تسيطر عليه حاليًا شركات مثل آبل وسامسونج وجوجل.
ساعات مزوّدة بكاميرات لتعزيز تجربة الميتافيرستشير التقارير إلى أن ساعات ميتا الذكية ستأتي مزوّدة بكاميرات مدمجة، وهي ميزة تسعى الشركة من خلالها إلى تعزيز التفاعل البصري واللحظي مع تقنيات الميتافيرس.
وتُخطط ميتا لربط هذه الساعات الذكية مباشرة بنظارات الواقع المعزز (AR) القادمة من الشركة، والتي يُتوقع إطلاق الجيل الأول منها قبل نهاية هذا العام.
وتعيد هذه الخطوة إلى الأذهان تجربة شركة سامسونج السابقة مع أول ساعة Galaxy Gear في عام 2013، والتي احتوت على كاميرا لكنها لم تحقق النجاح المتوقع آنذاك.
لكن ومع تطور تقنيات الكاميرات بشكل كبير في العقد الأخير، يبدو أن ميتا ترى الآن أن الوقت مناسب لإعادة هذه الفكرة للسوق.
جاء هذا التوجه في أعقاب النجاح الكبير الذي حققته نظارات Ray-Ban الذكية التي طورتها ميتا والمزودة بمساعدها الذكي Meta AI، حيث شكل هذا النجاح دفعة قوية أدت إلى إعادة هيكلة قسم الواقع الافتراضي داخل الشركة للتركيز أكثر على الأجهزة القابلة للارتداء.
ويؤمن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بأن نظارات الواقع المعزز ستكون مستقبل الهواتف الذكية.
ومن أجل ذلك، تضخ ميتا استثمارات بمليارات الدولارات لتكون أول شركة تقدم منتجًا استهلاكيًا فعليًا في هذا المجال، مع طموحات لتطوير نسخة بأسعار معقولة من نظارات Meta Orion.
منافسة محتدمة من آبل وجوجل وسامسونجتحركات ميتا لم تمر مرور الكرام على المنافسين، حيث تُولي آبل اهتمامًا كبيرًا بتقنيات الواقع المعزز، ويُقال إن تيم كوك حريص على التفوق على ميتا في هذا السباق.
من جانبها، دخلت جوجل وسامسونج في شراكة لتطوير مشروع Project Moohan، الذي يُعد حاليًا في مرحلة تجريبية لاستكشاف مدى تقبل السوق لأجهزة قابلة للارتداء تعمل بتقنيات مماثلة.
نموذج اتصال جديد: الساعة الذكية بديلًا للهاتف؟تشير تحركات ميتا إلى طموحات تتجاوز مجرد إطلاق ساعة ذكية، يبدو أن الشركة تفكر في جعل الساعات الذكية مكملة لنظارات الواقع المعزز بدلاً من ربطها بالهواتف الذكية كما هو معتاد.
وبهذا، قد تتحول الساعة الذكية إلى مصدر دخل ثانوي للشركة، متكاملة مع النظارات كجزء من منظومة تقنية جديدة.
ورغم وجود تساؤلات حول مدى فعالية هذا النموذج في تقليل الاحتكاك أو تسريع التفاعل – نظرًا لأن النظارات لا تُحمل في الجيب مثل الهواتف – فإن هذا التوجه يُمثل مرحلة جديدة ومثيرة في تطوير الأجهزة الذكية