"بعد التخلي" لنهلة عبدالسلام.. طبوغرافيا المجتمع المصري في رواية
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
عقد المجلس الدولي للكتاب مساء أمس ندوة نوقشت خلالها رواية "بعد التخلي"، للكاتبة الروائية والقاصة نهلة عبدالسلام، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ناقشها كل من الكاتب والناقد سيد الوكيل، الشاعر والناقد عمر شهريار، وأدارتها الكاتبة الصحفية سمية عبدالمنعم.
بداية قالت سمية عبدالمنعم: تدور رواية "بعد التخلي" في إطار اجتماعي صرف، يمكننا اعتبارها رواية أجيال، فهي تنتقل بنا بين جيل وآخر لعائلة مصرية، وبين أزمنة مختلفة، تتردد بين الأحفاد والأجداد، ثم تنتقل إلى الأبناء، وتعود ثانية إلى الأجداد، ورغم كثرة الانتقالات بين الأجيال والأسر المختلفة وبين الحكايات المتعددة والتي تتقاطع في نقاط وأحداث عدة، إلا أن الانتقال يبدو سلسا لا يشوبه
ملل، ولا تعكره توهة.
فيما أشاد الناقد سيد الوكيل بملمح المشهدية والاعتماد على الصورة السينمائية الذي يبدو جليا في الرواية، ربما تعيدنا لرائعة نجيب محفوظ "ميرامار"، يبرز بقوة في الزمن وبوضوح أكبر من وجوده في المكان، كما أن الذات الساردة تبرز أيضا بقوة. مضيفا أن هناك أيضا ملمحا تفكيكيا، إلا أنه ورغم ذلك فللرواية إمتاع يجبرك على أن تلتهم سطورها التهامًا.
بينما أكد الشاعر عمر شهريار أن العنوان "بعد التخلي" يكشف عن كنه هذا التخلي ومفرداته، فهو يحمل كثيرا من الإثارة والإشاريات.
مضيفا أن الرواية تعتمد على مرجعية غنائية وفنية ربما تنتمي للقرن ال١٩، تترصد تطورات المشهد الفني عبر سنوات فارقة في تاريخ المجتمع المصري، متشابكة مع أحداث الرواية، فهناك أيضا مرجعية تاريخية وطبوغرافيا للمجتمع المصري، ورصيد هائل من الأمثال الشعبية والحوار المجتمعي ذي الخلفية التراثية والشعبية، وكأنك أمام تاريخ طويل من التحولات أصابت مجتمعنا على مر أزمنة مختلفة.
ويؤكد شهريار أن هناك مركزا نسويا تدور حوله أحداث الرواية، فتلك سيرة بعض النسوة التي تلخص عبرها تطورات الحياة المصرية في فترات ما، ربما أعادتنا إلى رواية محفوظ "حديث الصباح والمساء"، إلا أن "بعد التخلي" تحمل طابعا مختلفا يتميز بتقنية نهلة عبدالسلام المتفردة.
وعن ميلها للنمط الاجتماعي والواقعي في كتاباتها قالت الكاتبة نهلة عبدالسلام، إنها لا تتعمد استخدام نمط ما خلال ما تكتب، فالأحداث تأخذها بكليتها، وتسير قلمها حسبما عن لها، مضيفة أن الرواية هي من تكتبني ولست أنا من يكتبها، مؤكدة أن هناك أسبابا ربما ترجع لذلك المخزون التراثي الشعبي والمجتمعي الذي تكتنزه روحها قبل ذاكرتها، وهو ما استطاعت تكوينه بفضل بيئتها وتأثرها بحكايات جدتها.
وشهدت مداخلات الحضور كلمة الأستاذ رزق فهمي رئيس نادي أدب البدرشين، والذي أثنى على الرواية وتكتنيك كتابتها، مؤكدا أن نهلة عبدالسلام تكتب بروح محفوظة ذات طابع خاص بها.
فيما تحدث المهندس والفنان التشكيلي عبدالرحمن لاشين، الذي أشاد بقدرة الكاتبة على وصف مشاعر الأبطال الذين عاشوا في مراحل متباينة بدقة كبيرة، وكأنها عايشتهم.
مضيفا أن الرواية تعد إضافة هامة لمشوار الكاتبة الإبداعي، وخطوة فارقة.
وشهد المناقشة لفيف من الأدباء والمهتمين، منهم: ا.أسامة قاسم، د.أحمد الجعفري، م زينب عمار ، ا. رزق فهمي، م.عبدالرحمن لاشين، وآخرون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجتمع المصري الهيئة المصرية العامة بعد التخلی
إقرأ أيضاً:
حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية
رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر في وقت سابق الخميس واتهم فصائل فلسطينية مسلحة بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واعتبرت الحركة أن التقرير يستند إلى رواية الاحتلال الإسرائيلي ويتضمن مغالطات وتناقضات جوهرية، في وقت يواصل فيه الاحتلال التغطية على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.
حماس: تقرير العفو "مغلوط ومشبوه"
قالت حماس في بيان رسمي إنها ترفض "بشدة" ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية، معتبرة أنه "يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى"، وأنه يتجاهل الحقائق التي وثقتها منظمات حقوقية، بعضها إسرائيلية.
وأكدت الحركة أن التقرير "مغرض ومشبوه" ويحتوي على "مغالطات وتناقضات" تتناقض مع ما أثبتته تسجيلات ووثائق وتحقيقات ميدانية.
وأشارت الحركة إلى أن بعض مزاعم العفو الدولية، مثل "تدمير مئات المنازل والمنشآت"، ثبت أنها وقعت بفعل القوات الإسرائيلية نفسها عبر القصف الجوي والبري.
كما أوضحت أن "الادعاء بقتل المدنيين" يناقض تقارير عدة أكدت أن جيش الاحتلال هو من قتلهم في إطار تطبيقه "بروتوكول هانيبال" الذي يجيز إطلاق النار على الإسرائيليين لمنع أسرهم.
اتهامات بالاستناد إلى رواية الاحتلال
ورأت الحركة أن ترديد التقرير "أكاذيب الاحتلال" حول العنف الجنسي والاغتصاب وسوء معاملة الأسرى يؤكد أن الهدف الحقيقي هو "التحريض وتشويه المقاومة"، مشيرة إلى أن "العديد من التحقيقات الدولية" سبق أن فندت تلك الادعاءات.
وشددت حماس على أن "تبني منظمة العفو لهذه المزاعم يضعها في موقع المتواطئ مع الاحتلال، ومحاولاته شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية".
وطالبت الحركة المنظمة الدولية بالتراجع عن التقرير "غير المهني" ورفض الانجرار خلف الرواية الإسرائيلية الهادفة – بحسب البيان – إلى طمس حقيقة جرائم الإبادة الجماعية التي تحقق فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
غياب المنظمات الدولية عن غزة
وأكدت حماس أن حكومة الاحتلال منعت منذ الأيام الأولى للحرب دخول المنظمات الدولية وفرق الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما حظرت وصول فرق التحقيق المستقلة إلى مسرح الأحداث.
وأوضحت أن "الحصار المفروض على الشهود والأدلة" يجعل أي تقارير تصدر عن جهات خارج القطاع "غير مكتملة ومنقوصة"، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني يعتمد على الحقائق الميدانية.
تقرير العفو الدولية
وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت في وقت سابق الخميس تقريرا موسعا من 173 صفحة، اتهمت فيه فصائل فلسطينية – وفي مقدمتها حماس – بارتكاب "انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر أو ما تلاه من احتجاز وإساءة معاملة للرهائن.
وجاء في التقرير أن الفصائل الفلسطينية "واصلت ارتكاب الانتهاكات" عبر احتجاز الرهائن وسوء معاملتهم، واحتجاز جثامين تم الاستيلاء عليها، مشيرا إلى أن "قتل أكثر من 1221 شخصا في إسرائيل" – وفق تصنيف المنظمة – يرقى إلى "جريمة إبادة ضد الإنسانية".
كما تضمن التقرير اتهامات بالاغتصاب والعنف الجنسي، رغم أن المنظمة أقرت بأنها لم تتمكن من توثيق سوى "حالة واحدة فقط"، الأمر الذي حال دون تقدير حجم الانتهاكات المزعومة بدقة.
إبادة إسرائيلية في غزة
وفي المقابل، تجاهل تقرير العفو الدولية – بحسب حماس – حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية وتهجير معظم سكان القطاع قسرا.
وأفرجت حماس خلال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها، إضافة إلى تسليم جثامين المتوفين، باستثناء أسير واحد قالت إنها ما تزال تبحث عنه.