WSJ: تقدم المعارضة السورية يزيد تأثير تركيا الجيوسياسي
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن التقدم الذي تحققه قوات المعارضة السورية على نظام بشار الأسد يزيد من تأثير تركيا الجيوسياسي.
وقالت في تقرير ترجمته "عربي21" إن التقدم السريع الذي حققه مقاتلو المعارضة السوريين في الأيام الأخيرة يمنح تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي المزيد من القوة للحد من النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، ولكنه يهدد أيضا بإحداث حالة من عدم الاستقرار على عتبة أنقرة.
وتتمتع تركيا بعلاقات طويلة الأمد مع المعارضة السورية التي دخل أفرادها مدينة حماة يوم الخميس واستولوا على ثاني أكبر مدن سوريا، حلب، قبل أيام.
ويمثل الهجوم التحدي الأصعب ومنذ سنوات لنظام بشار الأسد، الذي تدعمه موسكو وطهران.
وأضاف الكاتب أن التقدم العسكري سيقوي من تأثير تركيا على مستقبل سوريا، وبخاصة في ظل انشغال روسيا في الحرب بأوكرانيا وإيران التي تعيش مواجهة مع الاحتلال، وبات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وضع قوي للضغط على المليشيات الكردية التي يعارضها وبعضها على علاقة مع الولايات المتحدة.
وأضاف مالسين إلى أن الموقف القوي الجديد لتركيا قد يساعدها على اتخاذ موقف أكثر صرامة في المفاوضات مع روسيا وإيران بشأن مستقبل سوريا. فقد سعت أنقرة إلى تجميد الصراع من خلال التوصل إلى تسوية مع الأسد، وهي الآن تحث نظام الأسد على السعي إلى حل سياسي للصراع. كما يمنح الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة، تركيا فرصة لمحاولة تخفيف الضغوط على حدودها الجنوبية.
فقد حوصر المقاتلون وأكثر من مليون سوري، معظمهم من اللاجئين، في منطقة في شمال سوريا. بالإضافة إلى ذلك، فر أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا خلال الحرب الأهلية، التي بدأت قبل أكثر من عقد من الزمان.
والآن، مع سيطرة المعارضة على المزيد من الأراضي، يأمل البعض في الحكومة التركية أن يجد بعض هؤلاء اللاجئين فرصة للعودة إلى ديارهم.
وتقول غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن ومؤلفة كتاب عن تعامل أردوغان مع الحرب السورية: "يريد أردوغان بالتأكيد تحويل هذا إلى فرصة. لقد أصبح الأسد ضعيفا. إن حجم الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون كبير جدا، وهو ما يمنح تركيا المزيد من النفوذ".
وفي الوقت نفسه، يفرض تقدم المعارضة السورية المسلحة مخاطر جديدة على تركيا، بعد عدة سنوات من الهدوء النسبي في القتال. فقد كثفت روسيا والنظام السوري الغارات الجوية على حلب وغيرها من الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون في الأيام الأخيرة، وقد تؤدي العودة إلى القتال المكثف إلى إرسال موجات جديدة من اللاجئين إلى تركيا، بدلا من تخفيف الضغوط على حدودها.
وتابعت "قد تسعى بعض الدول، بمن فيها الولايات المتحدة وروسيا إلى أنقرة وتطلب منها المساعدة في كبح جماح زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، وهو جهادي قال إنه تخلى عن التطرف. وصنفت الولايات المتحدة الهيئة كمنظمة إرهابية ولدى تركيا علاقة طويلة الأمد معها ومن خلال أجهزتها الاستخباراتية، على الرغم من أن أنقرة لا تسيطر بشكل مباشر على المجموعة".
وقالت الولايات المتحدة، حليفة تركيا في منظمة حلف الناتو، إن هدفها في الأزمة الحالية في سوريا هو التهدئة.
قال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا: "يجب على الجميع العمل على التوصل إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن. وهذا يعني إشراك الأتراك، وهذا يعني أيضا إشراك الروس والإيرانيين والحكومة السورية وإذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فيجب أن تكون هيئة تحرير الشام بالتأكيد جزءا منه".
وتضيف الصحيفة إنه بعد التراجع في البداية، انضمت فصائل معارضة أخرى مدعومة من تركيا إلى الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام ضد الأسد. وقاد هذا الجهد أيضا للسيطرة على مناطق كانت تسيطر عليها مليشيات كردية بالقرب من حلب، وهو ما يؤشر للكيفية التي ستستخدم فيها تركيا الموقف لصالحها.
وكجزء من اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020، نشرت تركيا قوات عسكرية في منطقة تحت سيطرة المقاتلين بمحافظة إدلب شمال سوريا. وقال مسؤولون أتراك إن الحكومة لم يكن لها دور في دعم أو منح الإذن للهجوم الأخير للمعارضة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أواخر الشهر الماضي: "تركيا ليست متورطة في الاشتباكات في حلب". وفي الوقت نفسه، قال أشخاص مطلعون على كيفية إدارة تركيا لعلاقتها مع هيئة تحرير الشام إن الحكومة ربما علمت بخطط الهجوم قبل الأوان. وتتواصل تركيا مع الجماعة من خلال أجهزتها الاستخباراتية وتدير حدودا مشتركة، بينما يعمل أفراد أتراك على الأرض في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا والمبعوث الأمريكي السابق للحملة العالمية ضد تنظيم الدولة الإسلامية: "هؤلاء الناس يعسكرون فعليا على مرمى بصر تركيا. لذلك كان من المفترض أن يعرفوا مسبقا أن هيئة تحرير الشام ستشن هذا الهجوم".
وقال محللون عسكريون إن الهجوم العسكري للمعارضة كان منظما جيدا، وهو مؤشر على التخطيط الذي من المرجح أن يمنح المسؤولين الأتراك الوقت لمعرفة المزيد عن الهجوم. وقال ألبر كوشكون، المدير السابق للأمن الدولي في وزارة الخارجية التركية: "إن الروابط التي أنشأتها تركيا على مر السنين ووجودها على الأرض من شأنه أن يدفعني إلى افتراض أن تركيا لديها بعض المعرفة بالتطور التدريجي الذي كان يتخمر هناك" ، و "فيما يتعلق بمعرفة وقدرة أنقرة على توقع الانهيار السريع للقوات السورية، فهذا سؤال آخر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المعارضة الأسد تركيا سوريا سوريا الأسد تركيا المعارضة النظام صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعارضة السوریة هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟
عواصم - الوكالات
كشفت السلطات الأميركية، تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي وقع بالقرب من فعالية مؤيدة لإسرائيل في شارع "بيرل ستريت" الشهير بمدينة بولدر بولاية كولورادو، وأسفر عن إصابة 6 أشخاص على الأقل، بعضهم بحروق خطيرة.
وبحسب ما نقلته شبكة "فوكس نيوز"، فإن المشتبه به هو رجل يحمل الجنسية المصرية ويدعى محمد صبري سليمان، ويبلغ من العمر 45 عاماً، وكان قد دخل الأراضي الأميركية قبل عامين بتأشيرة مؤقتة انتهت صلاحيتها، ما جعله مقيماً بشكل غير قانوني في البلاد.
وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن المهاجم استخدم قاذف لهب بدائي الصنع أثناء تنفيذ الهجوم، وكان يردد عبارة "فلسطين حرة"، ما دفع المكتب لتصنيفه مبدئياً كـ"هجوم إرهابي موجه"، حسب ما صرّح به كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقال المدعي العام لولاية كولورادو، فيل وايزر، إن الهجوم "يبدو كجريمة كراهية تستهدف الجالية اليهودية"، بينما لفت قائد شرطة بولدر، ستيفن ريدفيرن، إلى أن التحقيق ما زال في مراحله المبكرة، مؤكدًا أن "المعلومات أولية للغاية" ومن المبكر الجزم بالدوافع النهائية.
الهجوم وقع خلال تجمّع أسبوعي لأفراد من الجالية اليهودية نظمته "رابطة مكافحة التشهير" على ممر المشاة في بيرل ستريت، حيث اعتاد المشاركون على المشي أو الركض دعمًا للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
وقالت الرابطة، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نحن على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع هجوم خلال الفعالية، ونتابع التطورات مع السلطات الأمنية".
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوعين على حادثة مشابهة في واشنطن العاصمة، حيث اعتُقل رجل من مواليد شيكاغو، يبلغ من العمر 31 عامًا، بعد أن أطلق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، مرددًا العبارات نفسها، مما أدى إلى مقتلهما لاحقًا في تبادل إطلاق نار مع الأمن.
وتعكس هذه الهجمات تصاعد التوترات في الولايات المتحدة على خلفية الحرب المستمرة في غزة، واحتمال تحوّل المواقف المتطرفة إلى أعمال عنف تستهدف تجمعات مدنية.
من جانبها، أعلنت شرطة كولورادو أن التحقيق جارٍ حاليًا باعتبار الحادث "عملاً إرهابيًا محتملاً"، مؤكدة أنه "لا يُعتقد وجود متورطين آخرين" في الهجوم. فيما تستمر جهود التعرف على خلفيات المشتبه به ودوافعه، وتقييم ما إذا كانت هناك صلة بتنظيمات خارجية أو تيارات فكرية متطرفة.
في المقابل، التزمت السلطات الفيدرالية الصمت بشأن تفاصيل التحقيق، مكتفية بالإشارة إلى أن التنسيق جارٍ بين مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، وشرطة الولاية.