واشنطن بوست: الاستيلاء على حمص قد يكون لحظة حاسمة للمعارضة
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن المعارضة السورية استولت خلال بضعة أيام على حلب وحماة، وهما من أكبر مدن سوريا، وإذا تمكنوا بعدهما من الاستيلاء على حمص وهي نقطة اختناق إستراتيجية، فقد يكون ذلك نقطة تحول حاسمة في المعركة ضد النظام السوري القائم.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم برايان بيتش- أن سقوط حمص، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.
وذكرت الصحيفة بأن حمص تعد تقاطعا مركزيا بين العاصمة والساحل السوري الذي هو معقل المجتمع العلوي الذي تنتمي إليه عائلة الأسد تقليديا ويعتبر قاعدة لسلطتها السياسية، وهو يضم أيضا قاعدتين روسيتين، إحداهما بحرية في طرطوس، والأخرى جوية في حميميم، كانتا تدعمان النظام.
وسيكون الاستيلاء على حمص -حسب الصحيفة- نجاحا كبيرا في الهجوم الخاطف الذي تقوده جماعة هيئة تحرير الشام، وسيساعد في تسريع تقدمها نحو دمشق وحماية مكاسبها في الشمال، بعد أن ظلت خطوط المعركة في الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاما دون تغيير لعدة سنوات.
إعلان
المدن الريفية
وعزا معهد دراسة الحرب، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، سرعة تقدم الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام لتحرك المدن الريفية قرب حماة "للتخلي عن النظام" دون قتال، وقد استولى المهاجمون على بلدتين على بعد 6 أميال فقط شمال حمص، وهي إشارة إلى التقدم السريع المستمر نحو المدينة.
ونفى الجيش السوري انسحاب وحداته من حمص، وقال في بيان له الجمعة إنه على أهبة الاستعداد وجاهز للقيام بمهامه ومواجهة أي هجوم "إرهابي"، وقال بعد ذلك إن قواته تنفذ عملية باتجاه الدار الكبيرة وتلبيسة والرستن في ريف حمص الشمالي، بغطاء من سلاح الجو السوري والروسي المشترك، وإن "العملية تقضي على العشرات من الإرهابيين وسط حالة من الذعر والارتباك والفرار الجماعي بين صفوفهم".
النداء الأخيرولكن هيئة تحرير الشام قالت في بيان لاحق إنها حررت آخر قرية على مشارف مدينة حمص، وهي الآن على أسوارها، ووجهت النداء الأخير لقوات النظام "هذه فرصتكم للانشقاق".
وقال ليستر إن النظام الحاكم لديه نظريا وجود عسكري وأمني قوي في حمص، لكن الريف المحيط أكثر تقبلا للمعارضة"، وخاصة البلدات الواقعة على طول الطريق السريع "إم 5″، وأوضح "هذا يمنح المعارضة ميزة طبيعية، ومع الزخم الذي بدأ بالفعل، فمن المؤكد أن حمص سوف تسقط في غضون فترة ليست طويلة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هاني سليمان: حادث مقـ.تل الجنديين يضع واشنطن أمام اختبار صعب في علاقتها بسوريا
في توقيت بالغ الحساسية، أعاد مقتل جنديين أمريكيين في سوريا فتح باب التساؤلات حول مستقبل المسار الذي بدأت واشنطن في رسمه تجاه دمشق، خاصة مع الحديث عن تخفيف العقوبات ومحاولات فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين.
الحادث، الذي أربك الحسابات الأمريكية وأثار جدلًا داخليًا واسعًا، وضع الإدارة الأمريكية أمام اختبار جديد لمدى قدرتها على الموازنة بين الاعتبارات الأمنية والرهانات السياسية.
وفي هذا السياق، يقدم المحلل السياسي هاني سليمان قراءة تحليلية لتداعيات الواقعة وانعكاساتها المحتملة على القرارات الأمريكية ومسار العلاقات مع النظام السوري خلال المرحلة المقبلة.
قال هاني سليمان في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن مقتل جنديين أمريكيين في سوريا يعد خبرًا مزعجًا للغاية بالنسبة للإدارة الأمريكية، خاصة أنه يأتي في توقيت حساس، عقب قرار الكونجرس برفع بعض العقوبات، وفي ظل مرحلة جديدة من إعادة ترتيب العلاقات مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
واشنطن أمام اختبار الموازنة بين الأمن والرهانات السياسيوأكد سليمان أن الإدارة الأمريكية كانت تحاول خلال الفترة الماضية إقناع نفسها بضرورة فتح صفحة جديدة مع النظام السوري، ومنحه فرصة في إطار إقليمي مدعوم من عدد من الدول المؤثرة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن هذا الحادث من شأنه أن يلقي بمزيد من الشكوك والضغوط على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما من جانب دوائر المعارضة داخل الولايات المتحدة.
تأني أمريكي في الخطوات المقبلة دون تراجع شاملوأوضح أن الواقعة قد تدفع الإدارة الأمريكية إلى مزيد من التأني في اتخاذ بعض الإجراءات أو الخطوات المقبلة، دون أن تصل إلى حد التراجع الكامل عن المسار الذي تم البدء فيه تجاه دمشق.
وأشار سليمان إلى أن واشنطن تدرك جيدًا أن مثل هذه الأحداث قد تقع في ظل مرحلة انتقالية معقدة تشهد اضطرابات أمنية وسياسية، معتبرًا أن هذا الإدراك حاضر داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، لكنه في الوقت نفسه سيجعل الإدارة تعيد فحص بعض المسارات الفرعية وتكثف من النقاشات حولها.
وأكد أن خط الدعم الأمريكي العام للنظام السوري لن يتغير بشكل جذري بسبب هذا الحادث، موضحًا أن الواقعة، رغم خطورتها، لن تكون عاملًا حاسمًا في تغيير أو تجميد القرارات الأمريكية، لكنها ستفرض ضغوطًا إضافية على الجانب السوري.
تنازلات سورية محتملة لاحتواء الغضب الأمريكيواختتم سليمان تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الضغوط قد تدفع الرئيس السوري إلى اتخاذ خطوات استباقية لتلافي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، ومحاولة إرضاء الجانب الأمريكي عبر تقديم تنازلات في ملفات أخرى مطروحة على الطاولة، من بينها الملف الإسرائيلي، كنوع من امتصاص الغضب الأمريكي والتعبير غير المباشر عن الاعتذار.