تفوق مساحته "هايد بارك".. السوداني يطلق أعمال مشروع "غابات بغداد المستدامة"
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أطلق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأعمال التنفيذية بمشروع "غابات بغداد المستدامة"، والتي ستنفذ على أرض معسكر الرشيد سابقاً.
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، اليوم السبت (7 كانون الأول 2024)، أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أطلق الأعمال التنفيذية لمشروع غابات بغداد المستدامة التي ستُنفذ على أرض معسكر الرشيد سابقاً.
ووفقاً لمخطط المشروع الذي نشره المكتب، يمثل مشروع "غابات بغداد المستدامة" إعادة إحياء للعاصمة العراقية، وذلك إعادة لتعريف مفهوم الحياة الحضرية. مشروع غابات بغداد المستدامة، الذي تُنفّذه شركة إمكانات.
ويعد المشروع، على ما جاء في المخطط، "نقطة تحول تاريخية لمعسكر الرشيد، الذي شهد على مر العقود تحولات عديدة، فبعد أن كان موقعاً عسكرياً، تحول إلى مكب للنفايات، واليوم، وبفضل هذا المشروع، يُبعث فيه الحياة من جديد، ليُصبح غابة وارفة تُعيد المدينة إلى رونقها الأخضر".
ما أهداف ومكونات المشروع؟
ويهدف المشروع إلى إجراء إعادة تأهيل بيئي، ولمكافحة التصحر، وزيادة التنوع البيولوجي، وخفض درجات الحرارة، وتنقية الهواء وتحسين جودته، فضلاً عن توفير مساحات خضراء ترفيهية للسكان، وإعادة إحياء المنطقة، وتعزيز الصحة النفسية والبدنية للسكان، وتوفير فرص عمل جديدة، إضافة إلى تحسين جودة الحياة في المدينة.
ويسعى المشروع إلى تحويل مدينة بغداد إلى واحة خضراء، من خلال إنشاء غابات حضرية واسعة النطاق، تغطي مساحةً هائلة تتجاوز 12,500,000 متر مربع، وتضم أكثر من 1,000,000 شجرة، وفقاً للمخطط.
ويتكون المشروع من غابة السيدات، وغابات حضرية، وغابة العلوم والتعليم، وغابة الثقافة والفنون، وغابة الأطفال الترفيهية، إضافة إلى الجناح الوطني والقرية، وغابة الصحة والعافية، وغابة الرياضة واللياقة البدنية، وغابة التكنولوجيا والابتكار، علاوة على الغابة العالمية، بحسب المخطط.
كما يضم المشروع حدائق عامة، ومساحات خضراء، وممرات للمشي وركوب الدراجات، ومتنزهات، ومتاحف، ومرافق ترفيهية، ومسارح وسينما، وملاعب كرة قدم، ومرافق رياضية، ومضمار للخيول، ومسابح، وملاعب كرة سلة، وفق المخطط.
على ماذا يعتمد المشروع؟
ويعتمد المشروع على الطاقة المتجددة لتشغيل المرافق، فيما يطبق نظام إدارة فعالة للمياه، ويركز على إعادة تدوير النفايات، فضلاً عن أنواع نباتية مقاومة للجفاف.
تكنولوجياً، يستخدم المشروع التكنولوجيا الذكية في إدارة الغابات، وتعتمد إنارة الشوارع الذكية، فضلاً عن استخدام أنظمة الري الذكية. ويساهم المشروع في حماية البيئة للأجيال القادمة، ويوفر بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
وتبلغ مساحة المشروع الإجمالية 12,500,000 متر مربع، وتغطي المساحات الخضراء 11,250,000 متر مربع من مساحة المشروع، ويضم المشروع 28 منطقة وظيفية مختلفة.
فيما سيتم زراعة أكثر من 1,000,000 شجرة، في حين تبلغ مساحة البحيرات الصناعية والميزات المائية 1,500,000 متر مربع، ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 80,000 فرصة عمل، وأن يخفض درجة حرارة المدينة بمقدار 5%، فيما ستزيد نسبة الأوكسجين في بغداد بنسبة مئة بالمئة.
هذا وتتفوق غابات بغداد المستدامة على هايد بارك في لندن بحجم 4.5 أضعاف، وعلى سنترال بارك في نيويورك بحجم 3.5 أضعاف، وعلى بارك سامي عبد الرحمن في أربيل بحجم 6 أضعاف، وعلى متنزه الزوراء في بغداد بحجم 12 ضعفاً، كما أشار المخطط.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار 000 متر مربع
إقرأ أيضاً:
أفضل استثمار في الحياة بلا منازع
أنيسة الهوتية
في قلب المجتمعات الحية، تتكئ الحضارات على مشروع إنساني بالغ الأهمية، لا يُقاس فقط بالحب والشرعية، بل بالنية، والمواقف، والثمار.
إنه الزواج. ليس مجرد عقد بين شخصين؛ بل هو البنية التحتية الأولى لكل ازدهار إنساني: مشروع اجتماعي، واستثمار مادي وعاطفي، ومؤسسة نموّ داخلي، وبناء جماعي للسكينة.
في منطق الاستثمار، لا يُشترط التطابق الكامل بين الشركاء، بل تتفوق النية والإرادة على النسب. يكفي أن تتوفر 55% من التوافق، مع عقل ناضج وقلب منفتح، حتى تبدأ عجلة البناء. فالمؤسسة الزوجية الناجحة لا تُبنى على صورة مثالية، بل على تفاهم ناضج ومرونة تقبل الاختلاف.
الزواج ليس مشروعًا شخصيًا فقط، بل مشروع مواجهة حضارية لحياة متفلتة، تُبدَّد فيها الطاقات والمشاعر والأموال دون مردود حقيقي. هو غضٌّ للبصر، وصونٌ للروح، وتوجيه للرغبات إلى مسارها النقي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتقِ الله في النصف الآخر" (حديث حسن)، دلالة على هذه الحماية الإيمانية المتكاملة.
ومع أن الخوف من الزواج، خصوصًا في زمن التقلّب الاقتصادي، يُهيمن على أفكار الشباب، إلا أن الواقع يشهد بشيء آخر:
من يُقبل على الزواج بنية طيبة، وصدق في العزم، يُفتح له من أبواب الرزق ما لم يكن في حسبانه؛ فالزواج مغناطيس للبركة، ومولّد للطاقة الاقتصادية والاجتماعية، وليس عبئًا كما يُروَّج له.
أما الذرية، فهي توسعة لهذا المشروع المبارك. الأطفال ليسوا استنزافًا، بل استثمارًا طويل المدى، وجودهم في الحياة سبب للبركة، ومصدر للقوة النفسية والمعنوية. وليس من المستغرَب أن يُحذّر القرآن من وسوسة الشيطان: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرةً منه وفضلًا" [البقرة: 268]؛ فكل تخويف من الزواج، من الإنجاب، من الالتزام، هو باب موارب من أبواب الوهم، لا الحقيقة.
الزواج ليس نهاية الحرية؛ بل بدايتها الحقيقية.
حريةٌ تُربي الإنسان على الاختيار الناضج، وتنقله من فوضى العاطفة إلى وضوح البناء، هو المشروع الذي لا يخسر، ما دام قائمه واعيًا، مؤمنًا، مستثمرًا فيه بقلبه، وعقله، وموارده.