«مسبار الأمل» يرصد الامتداد الشتوي في شمالي المريخ
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
دبي: يمامة بدوان
تمكن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» من رصد الامتداد الشتوي المتطور بالكامل للغطاء القطبي الشمالي في الكوكب الأحمر، الذي يتكون من رواسب الصقيع السطحي وجليد مكون من ثاني أكسيد الكربون المتجمد والماء، وذلك من خلال كاميرا الاستكشاف الرقمية.
وأوضح أن الرصد جرى أواخر الشتاء بالمريخ، وتحديداً في نصف الكرة الشمالي، وتحديداً في 19 نوفمبر/ تشرين ثاني 2022، حيث يظهر بالصورة التي تم نشرها على «إكس»، مجموعة من السحب الزرقاء المكونة من جليد الماء، تحيط بالغطاء القطبي، إضافة إلى ظهور المدى الشمالي للسطح المظلم «أسيداليا بلانيتيا» مرئياً، من خلال فجوة كبيرة في السحب، والذي يظهر بالقرب من مركز الصورة.
وتعتبر منطقة «أسيداليا بلانيتيا»، حفرة أثرية غنية بالجليد على سطح المريخ، كما أنها مملوءة بالرواسب الغنية بالجليد المائي، التي تشكلت في وقت مبكر جداً في تاريخ الكوكب، وفقاً لما كشفته في وقت سابق وكالة الفضاء الأوروبية «إيسا».
وكان مسبار الأمل في وقت سابق، تمكن من رصد الجليد في منطقة «ثارسيس» على الكوكب الأحمر، بما في ذلك وجود جليد ثاني أكسيد الكربون أثناء الليل على ارتفاعات منخفضة، والغطاء القطبي من جليد الماء، وثاني أكسيد الكربون، كما تمكنت كاميرا الاستكشاف الرقمية، التي يحملها مسبار الأمل، من التقاط مئات الصور للمريخ منذ انتقال المسبار إلى المدار العلمي في أوائل أبريل 2021، وتركز الكاميرا على رسم خرائط لسحب المياه الجليدية في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ويشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أداة لمراقبة تفاصيل بنية وتنوع الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وتقوم عمليات الرصد المنسقة التي تم تسجيلها بواسطة كاميرا الاستكشاف الرقمية ومطياف الأشعة تحت الحمراء بتشخيص الحالة الحرارية للسطح والغلاف الجوي السفلي، وتوفر تفاصيل التوزع الجغرافي للغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية المائية والكربونية على مدار نطاقات زمنية متنوعة، تمتد من دقائق إلى أيام كاملة.
وكانت كاميرا الاستكشاف الرقمية رصدت «عاصفة حلزونية» كبيرة تغطي معظم منطقة القطب الشمالي للمريخ والسهول القطبية المحيطة به، والتي شملت سحب الغبار والجليد المائي وسحب مؤكسدة «ناصعة البياض».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مسبار الأمل الإمارات مسبار الأمل
إقرأ أيضاً:
مادة تأكل ثاني أكسيد الكربون.. هل نبني بها بيوتنا قريبا؟
لو سألت أي مهندس عمّا يبقي المدن واقفة، فستسمع كلمة واحدة تتكرر، إنها الخرسانة، المادة الأكثر استخدامًا في البناء على الكوكب، لكنها تحمل "فاتورة كربون" ثقيلة؛ إذ ترتبط صناعة الخرسانة والأسمنت بانبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
بل ويقدّر نصيب الخرسانة من انبعاثات هذا الغاز الضارة، بنحو قرابة 8% من الانبعاثات العالمية، وفق ما ورد في تصريحات فريق بحثي بجامعة ووستر بوليتكنك الأميركية.
وأخيرا، قدّم هؤلاء الباحثون مادة إنشائية جديدة اسمها "المادة الإنشائية الإنزيمية"، لا تَعِد فقط بتقليل الانبعاثات، بل تمتص ثاني أكسيد الكربون أثناء التصنيع وتحبسه على هيئة معادن صلبة، وتتماسك خلال ساعات بدلا من أسابيع.
الجوهر الكيميائي للفكرة مستوحى من الطبيعة، فكثير من الكائنات تبني أصدافها بتحويل الكربون الذائب إلى كربونات الكالسيوم (حجر جيري).
استعار فريق جامعة ووستر بوليتكنك المبدأ نفسه، لكن بدلا من النشاط الحيوي يستخدم إنزيما يسرّع تفاعلًا معروفًا في الكيمياء الحيوية، وهو تحويل ثاني أكسيد الكربون المذاب في الماء إلى "بيكربونات" أو "كربونات"، اللبنات التي تُسهِّل تكوين كربونات الكالسيوم كبلّورات صلبة.
الإنزيم المذكور في هذه الحالة هو "أنهيدراز الكربونيك"، وهو إنزيم يعتمد على الزنك ويشتهر بقدرته على تسريع ترطيب ثاني أكسيد الكربون في الماء.
وتُظهر الاختبارات، التي أورد الباحثون نتائجها في دراستهم التي نشرت بدورية "ماتر"، على ملاطّات جيرية أن هذا الإنزيم يمكنه فعلا رفع سرعة تكوّن بلورات من كربونات الكالسيوم وتحسين القوة المبكرة لأن التفاعل يسير أسرع.
إعلانبعد ذلك، يستخدم الفريق تقنية تسمى "المعلّقات الشعرية"، وتتمثل في نظام ثلاثي (سائل-سائل-صلب) تُضاف إليه نُقطة من مادة غير ممتزجة لتكوين جسور شعرية بين الحبيبات، فتتشابك تلقائيا في شبكة قوية تشبه الجل.
وبحسب الدراسة، فإن كل متر مكعب من المادة الإنشائية الإنزيمية يمكن أن يحجز أكثر من 6 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون، في حين أن مترا مكعبا من الخرسانة التقليدية قد يرتبط بانبعاث نحو 330 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون.
ومن ناحية القوة الميكانيكية، فإن المادة الإنشائية الإنزيمية حققت قوة ضغط في نطاق 25-28 ميغاباسكال، أي قريبة من الحد الأدنى لبعض خرسانات الاستخدام الإنشائي، مع امكانية مقاومة الماء.
تحديات ليست سهلةهذه الأرقام واعدة، لكنها لا تُغلق النقاش، فالفرق بين "نموذج واعد" و"مادة تدخل كود البناء" يمر باختبارات طويلة للعمر التشغيلي، والتشققات، والدورات الحرارية، والتآكل الكيميائي، وسلوك المادة تحت أحمال متكررة، وهي خطوات عادة ما تكون أطول بكثير، وتطلب المزيد من البحث العلمي.
كما أن التحدي ليس علميًا فقط، بل اقتصادي وتنظيمي أيضا، فما تكلفة الإنزيم؟ وما مدى استقراره في خطوط إنتاج كبيرة؟ وكيف سيندمج في أكواد البناء الحالية؟ يتطلب ذلك أيضا المزيد من البحث.
لكن في النهاية، فإن البحث العلمي في هذا النطاق يسرّع الخطى، لحل واحدة من أكبر مشكلات الكوكب كله، وهي نفث ثاني أكسيد الكربون، والذي يتسبب في الاحتباس الحراري، بما له من أثر ضارب في العالم.