الأسد من طبيب عيون إلى زعيم للنظام.. ما هي العوامل التي أدت إلى سقوطه
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أطاحت فصائل المعارضة في سوريا بالرئيس بشار الأسد بعد هجوم خاطف شهد في أقل من أسبوعين انتزاع مدن كبرى من أيدي الحكومة، وصولا إلى دخولها العاصمة دمشق، الأحد.
وقال الباحث آرون لوند من مركز "سنتشري إنترناشيونال" للبحوث، لوكالة فرانس برس، هذا الأسبوع، إن "العامل الرئيسي" في نجاح المقاتلين هو "ضعف النظام وانخفاض المساعدة الدولية للأسد".
وأضاف أن "عمل قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني على بناء مؤسسات وتركيز جزء كبير من الحركة المعارضة تحت قيادته، لعبا دورا كبيرا أيضا".
وبدأت الحرب الأهلية في سوريا بحملة قمع ضد احتجاجات مناهضة سلمية للحكومة في العام 2011. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، بقيت الجبهات جامدة إلى حد كبير حتى شنت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها هجومها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر.
فما هي أسباب هذا السقوط السريع لبشار الأسد؟
جيش منهك
على مدى أكثر من 13 سنة من النزاع، أُنهك الجيش السوري في حرب أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودمّرت اقتصاد البلاد والبنى التحتية والصناعة.
في السنوات الأولى للحرب، قال خبراء إن مزيجا من الخسائر البشرية والانشقاقات والتهرّب من الخدمة العسكرية، تسبّبت في خسارة الجيش حوالى نصف قوته البالغة 300 ألف جندي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لم يبدِ الجيش مقاومة تذكر في وجه المقاتلين خلال الأيام الماضية. وقال المرصد وخبراء عسكريون إن الجنود أخلوا مواقعهم بشكل متكرّر في كل أنحاء البلاد غالبا قبل وصول المعارك إليهم.
ويقول دافيد ريغوليه-روز من المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية، لوكالة فرانس برس، "منذ العام 2011، واجه الجيش السوري استنزافا في القوى البشرية والمعدّات والمعنويات".
ويضيف أن الجنود الذين يتقاضون رواتب منخفضة كانوا يقومون بعمليات نهب من أجل تعويض ذلك. كما تهرّب العديد من الشباب من التجنيد الإجباري.
وأمر الأسد الأربعاء بزيادة رواتب الجنود في الخدمة بنسبة 50%، لكن مع تدهور الاقتصاد السوري، بقيت رواتب الجنود عديمة القيمة.
ولم يصدر أي تعليق رسمي بعد عن الجيش منذ سقوط دمشق، وإعلان سقوط حكم الأسد.
حلفاء تخلوا عنه
واعتمد الأسد بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي من حليفَيه الرئيسيين، روسيا وإيران.
وتمكّن بمساعدتهما من استعادة معظم الأراضي التي خسرها بعد اندلاع النزاع عام 2011، كما أدى التدخل الروسي جوا في العام 2015 إلى تغيير مجرى الحرب لصالح الأسد.
لكن هجوم الفصائل الشهر الماضي أتى في وقت ما زالت فيه روسيا غارقة في حربها ضد أوكرانيا، كما أن ضرباتها الجوية فشلت هذه المرة في صدّ المقاتلين الذين اجتاحوا مساحات واسعة من الأراضي بما فيها مدن كبرى مثل حلب وحماة وحمص وفي نهاية المطاف دمشق.
أما إيران، فلطالما أرسلت مستشارين عسكريين للجيش السوري ودعمت الجماعات المسلحة الموالية للحكومة على الأرض.
لكن إيران والمجموعات المتحالفة معها، لا سيما حزب الله اللبناني، تعرّضت خلال السنة الماضية لضربات كبيرة من "إسرائيل" على خلفية الحرب في قطاع غزة ثم بين "إسرائيل" وحزب الله المدعوم من إيران في لبنان.
وقال المحلّل نِك هيراس من معهد "نيو لاينز إنستيتيوت" لوكالة فرانس برس قبل سيطرة الفصائل على دمشق: "في نهاية المطاف، ستعتمد قدرة حكومة الأسد على البقاء على مدى رؤية إيران وروسيا للأسد مفيدا لاستراتيجياتهما في المنطقة".
وأضاف: "إذا اعتبر أي من هذين الحليفين أو كلاهما أنهما قادران على تعزيز مصالحهما بدون الأسد، فإن أيامه في السلطة ستكون قد أصبحت معدودة".
حزب الله أضعف
يدعم حزب الله اللبناني دمشق ميدانيا منذ العام 2013 حين أرسل آلاف المقاتلين عبر الحدود لدعم الجيش.
لكنّ فصائل المعارضة السورية شنّت هجومها الشهر الماضي في اليوم نفسه الذي دخل فيه وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله حيز التنفيذ، بعد أكثر من عام من التصعيد.
ونقل حزب الله العديد من مقاتليه من سوريا إلى جنوب لبنان لمواجهة "إسرائيل"، ما أضعف وجوده في البلد المجاور.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن مئات المقاتلين في الحزب قضوا في الحرب مع "إسرائيل"، من دون تقديم حصيلة محددة.
كذلك، قضى العديد من قادة حزب الله خلال الحرب مع "إسرائيل" بضربات جوية ضخمة، من بينهم أمينه العام حسن نصرالله وخليفته المفترض هاشم صفي الدين.
وقال مصدر آخر مقرب من حزب الله، الأحد، إن الحزب كان يسحب قواته من ضواحي دمشق ومنطقة حمص القريبة من الحدود.
من طبيب عيون إلى زعيم للنظام
وُلد بشار الأسد في 11 أيلول/ سبتمبر 1965 في سوريا، وتخرج في كلية الطب من جامعة دمشق عام 1988 ليعمل طبيباً في الجيش السوري. وفي عام 1992، بدأ بتلقي تدريب متخصص في طب العيون بالعاصمة البريطانية لندن.
وبعد وفاة شقيقه الأكبر باسل الأسد، الذي كان من المتوقع أن يتولى رئاسة البلاد بعد والده، جراء حادث سير عام 1994، عاد بشار إلى سوريا، وبدأ يتلقى التدريب في أكاديمية عسكرية ليكون مستعدًا لحكم البلاد بعد وفاة والده.
وبعد وفاة حافظ الأسد في 10 حزيران/ يونيو 2000، تم تعديل القوانين التي كانت تقضي بضرورة أن يكون الرئيس السوري قد بلغ سن الأربعين، ليتم تخفيض هذا العمر إلى 34 عاماً.
وبهذه الطريقة، فاز بشار الأسد في الاستفتاء الخاص بالرئاسة بنسبة 97 في المئة من الأصوات، وأصبح رئيساً لسوريا. وفي نفس العام، تزوج من أسماء الأخرس التي تعرف عليها في لندن.
بعد وصوله إلى السلطة، شهدت سوريا ما عرف بـ"ربيع دمشق"، وهو مرحلة للانفتاح بمجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، لكنه انتهى في فبراير 2001، ليعود النظام إلى الابتعاد عن الإصلاحات السياسية تحت ذريعة مشاكل السياسة الخارجية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2005، وقع العديد من المعارضين السوريين "إعلان دمشق" مطالبين بالديمقراطية والإصلاح، لكن البعض منهم سجن أو اضطر للهجرة.
اتهم المعارضة "بالإرهاب"
مع بداية "الربيع العربي" في 2011، اندلعت الاحتجاجات في درعا وتوسعت لتشمل باقي المدن السورية. ووصف النظام المحتجين بأنهم "إرهابيون" وأخذ في قمعهم بقوة مفرطة، مما أسفر عن اندلاع الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين وشرّدت الملايين.
وعلى الرغم من الدعوات الدولية للإنصات إلى مطالب الشعب السوري، رفض بشار الأسد التفاعل مع المعارضين وواصل تصنيفهم كـ"خونة" و"إرهابيين".
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسا للوزراء، قال عام 2011: "نحن لا ننظر إلى قضية سوريا كقضية خارجية أو مشكلة خارجية. القضية السورية هي قضية داخلية لنا".
وشدد أردوغان على مسؤوليات تركيا السياسية والأمنية والإنسانية في الحرب المندلعة بسوريا.
لكن في خطاب ألقاه في 2013، أكد الأسد أنه مستعد للحوار مع أولئك الذين لم "يخونوا سوريا"، رافضا أي محادثات مع من وصفهم بـ"دمى الغرب" و"الإرهابيين".
وقال الأسد حينها: "نحن نحاور السيد لا العبد"، وأكد أن أي محادثات مع المعارضة يجب أن تتم داخل البلاد فقط، مشيرا إلى رفضه التام لأي حوار مع المعارضة الخارجية.
وخلال سنوات الحرب، ارتكب النظام السوري العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والإعدام دون محاكمة، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وهو ما أكدت عليه تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية.
وذكرت جماعات حقوق الإنسان الدولية أن التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء أمر شائع في مراكز الاعتقال الحكومية في سوريا.
أسفرت الحرب المستمرة في سوريا عن مقتل نحو نصف مليون شخص، ونزوح نصف سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة، فضلا عن لجوء الملايين إلى الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا والعراق ولبنان، بينما فرّ البعض إلى أوروبا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المعارضة سوريا بشار الأسد سوريا بشار الأسد المعارضة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لوکالة فرانس برس بشار الأسد العدید من حزب الله فی سوریا عام 2011
إقرأ أيضاً:
الأسد الصاعد: المطلوب رأس النووي المنتظر
إيران تنتظر خروج المهدي من السرداب، الذي أمسى وصف المنتظر لاصقا به، وصارت صفة المنتظر له كنية ونسبا. ليست إيران وحيدة في المرفأ، فإسرائيل ومعها أمريكا -جمهوريون وديمقراطيون- تنتظران مهديهما المسيح أيضا، في محطات القطار والمطارات والمرافئ السياسية، وتمهدان لمعركة هرماجدون وتستدرجانها.
المهدي موجود في آثار إسلامية، لكنه ليس في البخاري أصحّ كتب السنّة، ولا ينتظره أهل السنّة انتظار الشيعة، أو المسيحيين الكاثوليك، وينكره بعض علماء السنّة، فهو عندهم بدعة تسربت إلى الآثار النبوية، فإن كان المسيح سيعود من السماء، فلِمَ المهدي إذا، ولِمَ سيصلي المسيح، وهو نبي، خلف واحد من ذرية النبي التي تبعثرت وضعفت! فما أكثر أدعياء الانتساب إلى الشجرة النبوية من جهة الأم، والنسل العربي نسل آباء، والآية تقول بصريح العبارة: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما"، وإنَّ النقاش في هذا شأن فقهي وسلالي محض ليس هذا محله. وإنَّ عقيدة المهدي أو المسيح موجودة في أكثر الديانات على الأرض، حتى في ديانات الشامان البدائية البرية. أغلب الظن أنَّ صمويل بيكيت استوحى مسرحيته "في انتظار غودو" من المسيح المخلص.
يسخر كتاب علمانيون من هذه العقائد ويعتبرونها أساطير أولين، ولطالما غيرت الأساطير العالم وصنعت حاضرها ومصائرها، فالأساطير حقائق تاريخية مصاغة بلغة مجازية وشعرية، وهي نبوءات أيضا، والمسلمون والمسيحيون ينتظرون المسيح، وإن اختلفت طريقة الانتظار.
تدفع تصريحات إيرانية عن نفسها تهمة صناعة قنبلة نووية، بالقول إنَّ الإمام مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني قد حرّم صنعها، لكن أحدا لا يصدقها، وإيران دولة ذات تاريخ عريق قلَّ أن يكون له نظير في العالم، فقد سادت العالم فترة، وكانت قطبا وحيدا، وهو تاريخ حافل بالأساطير والفخر والخيلاء، مثلها مثل إسرائيل التي يرى المسلمون علوها الكبير، الذي بلغ شأوا لم تبلغه من قبل، ويتطيرون من اسم الدولة التالية التي سيبغو عليها نتنياهو، ملك إسرائيل الأخير في نبوءات إسلامية ونبوءات توراتية. إن إيران وإسرائيل تتصارعان على سيادة الشرق الأوسط، وديار العرب، الذين صاروا "كالغنم في الليلة الشاتية"، فكأن التاريخ وقد عاد بنا زمن سورة الروم، وآياتها الثلاث الأولى، وإن بطريقة مختلفة.
لكن إسرائيل (طليعة الروم وربيئتها وفتوتها في ديار المسلمين) وقد اصطدمت بصخرة صلبة في غزة، وثارت ضدها عواصم أوروبية وهي ترى الإبادة رأي العين، وحُشر رئيس حكومتها وتكاد المعارضة أن تسحب شرعيته، مطالبة بانتخابات، رأت أن تغزو إيران بحملة اسمها الأسد الصاعد (رمز المعارضة الإيرانية الزرداشتية) وقد قطعت أذرعها في دمشق الأسد وفي لبنان؛ بقتل معظم قادة حزب الله، بل بلغ بها العتو والعلو أنها حرمت جمهور الحزب حتى من إقامة جنازات لهم، وأجبرت من بقي من قادتهم مكرهين على الغياب في المغاور واللواذ بالأنفاق، ومنعتهم من الظهور خوفا على حيواتهم، و"ملكها" نتنياهو محصور أمام شعبه، فهرب إلى الأمام باغيا صناعة نصرين؛ مكان تحت الشمس، وهرب من أزمة الداخل.
رأى نتنياهو أن يقوم بمعركة الأسد الصاعد لنزع سلاح إيران النووي، ولا تقارن شجاعة الإيرانيين بجبن الإسرائيليين في هذا الزمان، وكانت إيران إبّان معركتها مع العراق في عهد صدام حسين ترسل الآلاف من الصبية الانتحاريين، تكتسح بهم الألغام وتفجرها تمهيدا للعربات والمشاة، وفي أعناقهم قلائد بها مفاتيح للجنة، وعدهم بها الخميني، وهي طريقة بدائية في القتال، لكنها نفعت مع العراق وقتها، حتى أنَّ صدام حسين خرج مخاطبا جنوده، يعظهم بعدم الخوف من أصحاب الربطات، وهي ربطات شدّت على رؤوس الصبية كتب عليها: يا حسين.
أغلب الظن أنَّ المعركة بين إيران وإسرائيل محسومة، فإنما هي أكلة جَزور أو عضة كوسا، والتفاوت ظاهر في القدرات القتالية والأسلحة والتصريحات والتهديدات، إيران تقاتل وكأنها عمياء، في حين أن إسرائيل تبصر كل هدف بصر العين.
استطاعت إسرائيل قتل اثني عشر عالما نوويا أو أكثر بمعركة بيجر ثانية، أو ما يشبهها، في بيوتهم وعلى موائدهم، وقتلت قادة إيرانيين من الصف الأول بسهولة، أما إيران، فترسل طائرات وصواريخ، تصيب خبط عشواء، وإن أخافت الإسرائيليين الذي وفدوا إلى أرض اللبن والعسل من أجل العيش الرغيد الذي لا يُكدر. المفاجأة التي تواطأت فيها أمريكا مع إسرائيل أذهلت الإيرانيين الذين يدافعون عن بلدهم، والدفاع أقل من الهجوم في حرب الكترونية.
"ولتجدنهم أحرص الناس على حياة".. الإسرائيليون كذلك، لكن عقيدة الفداء الإسلامية، والشيعية منها بوجه خاص، لن يكون لها معنى في حرب حديثة تجري بالطائرات والمسيرات. ولن تجدي معها "كاميكاز" إيراني، فلا التحام في الحرب الحديثة. تشاع أقوال أن الصين وروسيا وباكستان تدعم إيران، لكن الدعم الصيني إن حصل، لا يقاس بالدعم الأمريكي السياسي والاستخباري لإسرائيل.
تتضارب تصريحات القادة الإيرانيين، فهي بين شدِّ وإرخاء، وهو يعكس اضطرابها.. الشد في التهديد والوعيد، والإرخاء في الإيهام بمتابعة المفاوضات، والرد بالمثل. إيران وحيدة، وهي عند خصومها السوريين، تنال جزاء من جنس العمل.
يباهي أنصار إيران بتخويفها الإسرائيليين ودفعهم إلى الملاجئ، وبخسائرهم في المباني، وصور النيران في ساحات مدن إسرائيلية، لكنه في القياس الاستراتيجي والخسائر التي منيت بها إيران من العلماء وخسائر التصنيع النووية في بوشهر وسواها ليست سوى أضرار جانبية. ولم ترد تقارير علمية عن قياس الإشعاع النووي في مواقع القصف، ويخشى أن ترتد على الخليج نفسه، أو أن تطول الحرب، فتحرق المنطقة برمتها.
أغلب الظن أن العقل الإيراني الفارسي المتشيع، الذي جمع بين فخر آل ساسان والعترة النبوية، ما يزال يعمل بنظرية صناعة السجاد القيشاني، وهو العمل بصمت ودأب، وصبر، ويخشى مراقبون أن تسود إسرائيل المنطقة، إلا إذا استطاعت إيران الرد بالمثل: ديمونا مقابل بوشهر.
وكنا قد ذكرنا في بداية المقال أمجاد فارس التي كان العرب يهابونها أشدّ الهيبة، وكان للشاهنشاه والأكاسرة تاج يربط بالحبال فوق رأسه لثقل وزنه، حتى أنه لو سقط لسحق كسرى، ولا زال هذا الفخر مستمرا في آيات الله، فالإمام يلقب في إيران بروح الله العظمى، وآية الله.
إيران تقاتل بلا أذرع وشبه عجماء ومعركتها خاسرة، وستُفرض عليها شروط خسارة تشبه خسارة اليابان في الحرب العالمية الثانية، إلا إذا سعت إلى توسيع الحرب، عندها للحرب شأن آخر.
إنّ اليابان التي خسرت الحرب، وخسرت آلاف الضحايا في هيروشيما وناغازاكي، ذلّت وخضعت وانصرفت إلى العلم.
وفي الأغلب الأعم ستعتبر إيران الهزيمة نصرا، وأنها حاربت الشيطان الأكبر، وتعمد إلى ادخارها في بنك "المظلومية"، وتعود إيران إلى السرداب، وصناعة القيشاني.
ينسب أنصار إسرائيل التغيرات الإقليمية إلى نتنياهو، وننسبها إلى يحيى السنوار، ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا، "ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون".
x.com/OmarImaromar