تنطلق الدورة الثالثة من أسبوع أبوظبي المالي، اليوم الإثنين، حيث تجتمع مجموعة من كبار القادة ورواد الأعمال والشخصيات البارزة في القطاع المالي، والمستثمرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.

تستقبل أبوظبي المشاركين تحت شعار "أهلاً بكم في عاصمة رأس المال"، حيث سيسلط أسبوع أبوظبي المالي 2024 الضوء على الدور المحوري للعاصمة التي تعد أغنى مدن العالم، إلى جانب جاذبيتها كوجهة متميزة للمواهب والكفاءات البشرية المتميزة والقدرات التكنولوجية والابتكارات الرائدة.

وينعقد أسبوع أبوظبي المالي 2024 في أبوظبي العالمي (ADGM)، المركز المالي الدولي للعاصمة، وتستمر فعالياته من 9 إلى 12 ديسمبر. ويسهم الحدث البارز في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز مالي رائد، فضلاً عن الارتقاء بإمكانات العاصمة وقدرتها على صياغة مستقبل القطاع المالي.

ومن المتوقع أن يشارك في الحدث أكثر من 20 ألف شخص، وما يزيد عن 3,500 شركة ومؤسسة مالية وقرابة 600 متحدث. وتضم قائمة المتحدثين البارزين الذين أكدوا مشاركتهم في النقاشات والجلسات رفيعة المستوى التي يستضيفها أسبوع أبوظبي المالي كلاً من راي داليو، مؤسِّس شركة "بريدج ووتر أسوشيتس" واستشاري الاستثمار لديها، ولاري فينك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، وسيرجيو إرموتي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "يو بي إس"، وسعادة كارمي أرتيغاس بروغال، الرئيس المشارك للهيئة الاستشارية للأمم المتحدة المعنية بالذكاء الاصطناعي، وبيتر أبرام، رئيس الاستراتيجيا والنمو في الشركة العالمية القابضة، وظاعن الهاملي، المدير التنفيذي في جهاز أبوظبي للاستثمار(أديا)، وآرون لاندي، الرئيس التنفيذي لشركة "بريفان هوارد"، وويليام فورد، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "جنرال أتلانتيك"، وكلير وودمان، الرئيس التنفيذي ورئيس منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة مورجان ستانلي، سعادة ماجد السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة ألتيرا،  وديفيد هانت، الرئيس التنفيذي لشركة "بي جي آي أم"، وجين فريزير، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي بنك،  وبيل هوفمان، الرئيس التنفيذي لشركة "نوفين"، وهاني قبلاوي، رئيس مجلس إدارة "بي إن واي ميلون إنترناشونال"، وهناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، وراجيف جاين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للاستثمار في "جي كيو جي بارتنرز".

وتشمل قائمة المتحدثين الذين أكدوا حضورهم للحدث سيرجيو إرموتي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "يو بي إس"، وبيل هوفمان، الرئيس التنفيذي لشركة "نوفين" الاستثمارية، وديفيد هانت، الرئيس التنفيذي لشركة "بي جي آي أم"، وراي وتشارك "القابضة" (ADQ)، الشركة الاستثمارية القابضة في إمارة أبوظبي، بصفة شريك رئيسي للحدث.

مسيرة التنويع الاقتصادي

يساهم أسبوع أبوظبي المالي بدور مفصلي في تعزيز تطلعات أبوظبي لجذب رؤوس الأموال العالمية والتكنولوجيا المتقدمة والخبرات بما يدعم الأهداف الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات.

وتعد أبوظبي من أسرع الاقتصادات نمواً على صعيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى أصبح اقتصاد الإمارة يعرف بـ"اقتصاد الصقر". وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي 1.14 تريليون درهم في العام 2023، وتواصل أبوظبي جهودها لتعزيز التنويع الاقتصادي وتحقيق نتائج قوية عبر مختلف القطاعات. هذا وساهم القطاع غير النفطي في أبوظبي خلال الربع الثاني من العام الجاري بأكثر من نصف اقتصاد الإمارة، وهي النسبة الأعلى منذ العام 2014.

تتمحور فعاليات أسبوع أبوظبي المالي حول خمسة مؤتمرات رئيسية، يتناول كل منها جوانب مهمة في مشهد المال والأعمال والابتكار العالمي. وتبدأ فعاليات الحدث المالي الأبرز في المنطقة بمنتدى أبوظبي الاقتصادي في 9 ديسمبر الذي يستكشف رحلة صعود أبوظبي المتسارعة كمركز أعمال عالمي رائد. ويركز الحدث من خلال جلساته النقاشية عن استراتيجيات النمو في الإمارة، على سبل اكتساب الخبرات والدروس من الاقتصادات العالمية الكبرى لتسريع نمو العاصمة وتأثيرها على الساحة العالمية. ويشارك الحاضرون في حوارات شيقة حول طموحات أبوظبي وموقعها الفريد في الأسواق الدولية.

مؤتمر "أسيت أبوظبي"

في اليوم الثاني الموافق 10 ديسمبر، سيجمع مؤتمر "أسيت أبوظبي" جهات تخصيص الأصول ومديري الأصول ومشاريع رأس المال الاستثماري وشركات الأسهم الخاصة لتبادل الرؤى والأفكار حول فرص الاستثمار في مشهد المال والأعمال سريع التغير. وبمشاركة كبار الشخصيات من القطاع مثل راي داليو، مؤسس شركة صناديق التحوط "بريدج ووتر أسوشيتس"، ستغطي أجندة الحدث مواضيع مهمة كالاستثمار في تقنيات العقد القادم، ومدن المستقبل، مما يوفر منصة حيوية للمستثمرين المؤسسيين للاطلاع على استراتيجيات النمو المستدام. كما يُقام مؤتمر "ريزولف 2024" في اليوم نفسه حيث يلتقي أهم الخبراء القانونيين والتنظيميين لمعالجة أبرز التوجهات الجديدة في مشهد تسوية النزاعات. ويركز الحدث هذا العام على الأطر التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والدعاوى الجماعية ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، وأوجه الخلاف بين الابتكار بغرض للربح وحماية المستهلكين.

مؤتمر فينتك أبوظبي

يُعد مؤتمر فينتك أبوظبي من أبرز الفعاليات المرتقبة في أسبوع أبوظبي المالي. ويُقام المؤتمر في 11 ديسمبر، وهو أكبر حدث خاص بالتكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يستقطب العديد من مبتكري التكنولوجيا والمطورين والمستثمرين من جميع أنحاء العالم لاستعراض أحدث الابتكارات الرائدة في مجالات حيوية مثل المدفوعات الرقمية والأمن السيبراني والأصول الرقمية. وعلى هامش الحدث الرئيسي، تستكشف قمة الهيئات التنظيمية المالية العالمية ومنتدى بلوكتشين أبوظبي إمكانات التقنيات المالية الناشئة والتحديات التي تواجهها. وفي الوقت نفسه، سيستكشف "منتدى أبو ظبي للذكاء الاصطناعي" الدور المحوري والقدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي في المجال المالي، كما سيسلط الضوء على تأثيره على مجالات عديدة مثل إدارة الثروات وتقييم المخاطر، حيث ازداد اعتماد القطاع المالي على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز عملية صناعة القرارات ورفع الكفاءة التشغيلية.

ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام

خلال الأسبوع الحافل بالفعاليات، ستتوجه الأنظار إلى قضايا الاستدامة مع انطلاق ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام الذي سيتناول موضوع التمويل المستدام باعتباره محركاً رئيسياً في مساعي دولة الإمارات وجهودها نحو تحقيق التزاماتها بالحياد المناخي. ويناقش المتحدثون الاستثمارات الهادفة والمؤثرة وتطوّر أسواق الكربون ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التمويل المستدام. وتؤكد أبوظبي من خلال قيادة هذا الحوار المهم والشيق مدى التزامها باستكشاف الحلول الرائدة التي تدعم الجهود العالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة.

ويسعى أسبوع أبوظبي المالي عبر معالجة التحديات العالمية خلال ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام إلى دعم مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق أهدافها للحياد المناخي وتمهيد الطريق لحلول قابلة للتنفيذ تدعم أهداف الاستدامة الدولية. ويتضمن ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام مناقشات شيّقة عن قضايا الطاقة المتجددة والاستثمار الهادف والمؤثر بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي واقتصاد الكربون العالمي، مما سيرسخ دور أبوظبي الريادي في الممارسات المالية المستدامة.

مجموعة مختارة من الفعاليات المتخصصة

سيقدم أسبوع أبوظبي المالي في دورة هذا العام مجموعة مختارة من الفعاليات الجانبية المتميزة بغرض تعزيز المشاركة ودفع الابتكار، ومن بينها منتدى يو بي إس للاستثمار الذي سيجمع أكثر من 30 من مديري الاستثمار والمؤسسين من صناديق التحوط العالمية الرائدة في نقاشات مركزة، وفرص عديدة وواعدة للتواصل وتبادل الخبرات. أما مؤتمر أسواق رأس المال في أبوظبي، وهو فعالية خاصة تتيح المشاركة من خلال الدعوة الشخصية، فسوف يجمع أهم الشركات مع المستثمرين ضمن ترتيبات خاصة مصممة لتسهيل مناقشة الفرص الاستثمارية الجديدة. وتجمع قمة "فيرذر نتوورك" قادة أسواق المال المتقدمة، بما في ذلك شركات إدارة الأصول والجهات التنظيمية وصناديق الثروة السيادية لمشاركة الرؤى والخبرات حول توجهات مستقبل التمويل.

وتشكل "قمة التمويل الإسلامي" إحدى الفعاليات الجديدة على أجندة أسبوع أبوظبي المالي، حيث ستسلط الضوء على النمو المستمر في القطاع ومدى تقاطعه مع التمويل المستدام.  كما تتناول القمة الأطر التنظيمية، وأبرز توجهات الأسواق، ودور التمويل المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية في دعم الاستثمارات المستدامة.

ومن أبرز أحداث أسبوع أبوظبي المالي فعالية الشركات الناشئة السنوية حيث ستعرض الشركات الناشئة ابتكاراتها وتحظى بفرصة التواصل مع المستثمرين المحتملين. كما سيوفر مؤتمر المكاتب العائلية الدولي منصة استراتيجية للشركات العائلية لمناقشة آليات تخطيط التعاقب القيادي في تلك الشركات وتأثير التوجهات الاقتصادية العالمية الشاملة. أما فعاليات قمة مستقبل المواهب ومنتدى المرأة في القطاع المالي فمن شأنها إثراء الحوار حول التنوع، وتطوير المواهب، وتهيئة منظومة مالية شاملة ومتكاملة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أبوظبي أسبوع أبوظبي المالي الإمارات أبوظبي أسبوع أبوظبي المالي أبوظبي أسبوع أبوظبي المالي اقتصاد الرئیس التنفیذی لمجموعة الرئیس التنفیذی لشرکة أسبوع أبوظبی المالی القطاع المالی رئیس مجلس رأس المال

إقرأ أيضاً:

مجموعة ICIS: الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» يُعيد صياغة قطاع الكيماويات العالمي

نيويورك (الاتحاد)
أكدت «ICIS» أنه رغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها قطاع الكيماويات والبلاستيك العالمي، فإن المسؤول الذي يقوم بالخطوات الأكثر جرأة لتوحيد الجهود وتعزيز التنافسية في هذا القطاع، هو معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» ومجموعة شركاتها، والحاصل على جائزة «أفضل رئيس تنفيذي في القطاع لعام 2025» من «مجموعة ICIS».ويعد الحصول على جائزة «أفضل رئيس تنفيذي في القطاع لعام 2025» من ICIS تقديراً متميزاً في مجال الكيماويات، حيث يتم اختيار الفائز من خلال تصويت نخبة من الرؤساء التنفيذيين المدرجين ضمن قائمة «أقوى 40 شخصية مؤثرة»، التي تصدرها «ICIS»، وتعتمد على تقييم الأثر الإيجابي الذي حققه هؤلاء المسؤولون في شركاتهم وفي قطاع الكيماويات عموماً.
وعند نيله الجائزة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: «يعود الفضل في الحصول على هذه الجائزة إلى رؤية وتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وإخلاص تفاني زملائي في (أدنوك) و(XRG)، وتركيز جهودهم على المساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة والكيماويات». 
وقال دين كورتيس، الرئيس التنفيذي لمجموعة ICIS: «يسرّنا أن نعلن عن تقديم جائزة الرئيس التنفيذي لعام 2025 إلى الدكتور سلطان أحمد الجابر، تقديراً من زملائه من قيادات القطاع لما حققه من إنجازات نوعية في صناعة الكيماويات العالمية، ودوره في بناء قدرات فعّالة في قطاع التكرير والتصنيع والتسويق استناداً إلى إمكانيات (أدنوك) في مجالي النفط الخام والغاز، وتشمل هذه الإنجازات إطلاق (XRG) شركة الاستثمارات الدولية النوعية في قطاع الطاقة، والتي تطمح إلى تأسيس منصة دولية للكيماويات، لتصبح ضمن أكبر ثلاث شركات عالمية في هذا المجال الحيوي».
وفي مجال عمليات الاندماج والاستحواذ، تُعدّ الصفقة الأبرز في قطاع الكيماويات العالمي حالياً هي الاندماج المخطط له بين شركات بروج (مقرها أبوظبي)، وبورياليس (مقرها النمسا)، ونوفا للكيماويات (مقرها كندا)، لتأسيس «مجموعة بروج الدولية» التي ستصبح كياناً رائداً في مجال البولي أوليفينات على مستوى العالم، بقيمة سوقية متوقعة تبلغ 60 مليار دولار.
وسيتم إدماج شركتَي «بروج» و«بورياليس» لتشكيل «مجموعة بروج الدولية» المخطط أن تستحوذ على شركة «نوفا للكيماويات».
وسيخضع الكيان الجديد لإدارة مشتركة من قِبل «أدنوك» وشركة «أو إم في» النمساوية، حيث ستمتلك كل منهما حصة 46.94%، ومن المتوقع إتمام الصفقة التي تشمل الشركات الثلاث خلال الربع الأول من عام 2026.
وحينها، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: «تماشياً مع رؤية القيادة ببناء وتعزيز شراكات دولية نوعية، نعمل على تنفيذ مشروعات واستثمارات استراتيجية تساهم في دعم النمو الاقتصادي المستدام في دولة الإمارات، وترسيخ المكانة الرائدة عالمياً للدولة في مختلف القطاعات. وتشكل هذه الصفقات النوعية خطوة مهمة لتنفيذ استراتيجية (أدنوك) للتوسع الدولي في مجال الكيماويات بالتزامن مع تعزيز نمو عمليات الشركة دولياً، واستناداً إلى شراكتنا الاستراتيجية الممتدة على مدار 25 عاماً مع (أو إم في)، نعمل على تأسيس شركة جديدة رائدة في قطاع البتروكيماويات تتميز بمحفظة منتجات عالية الجودة، وتكنولوجيا متقدمة تتيح لها الوصول إلى أهم الأسواق العالمية». 
وتشكل الصفقة الضخمة التي أبرمتها «أدنوك» و«أو إم في» محطة بارزة في التقارب المتزايد بين قطاعي الطاقة والصناعات الكيماوية، والذي مثَّل موضوعاً رئيساً في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2025» في أبوظبي، أكبر حدث لقطاع الطاقة في العالم، والذي وصل عدد المشاركين فيه إلى 240 ألفاً في نوفمبر الماضي.
وأضاف معاليه: «من خلال الجمع بين المزايا الفريدة لشركات (بروج) و(بورياليس) والاستحواذ على شركة (نوفا)، كلنا ثقة بأن هذه الخطوة الاستشرافية ستساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة في مجال الكيماويات، وتحقيق هدف (أدنوك) بضمان مواكبة أعمالها للمستقبل، ودعم جهودها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الكيماويات والمنتجات المرتبطة بها، والاستمرار في خلق وتعزيز القيمة وزيادة فرص النمو للمساهمين».
وستقوم «أدنوك» بنقل حصة ملكيتها في «مجموعة بروج الدولية» إلى ذراعها الاستثماري الدولي «XRG»، التي ستعمل على تحقيق أقصى قيمة ممكنة للمجموعة الجديدة المقترحة.
وبناءً على تقديرات الطاقة الإنتاجية لعام 2026، وفقاً لقاعدة بيانات العرض والطلب الصادرة عن «ICIS»، ستمتلك مجموعة بروج الدولية - التي تضم شركات «بروج»، و«بورياليس»، و«نوفا للكيماويات»- طاقة إنتاجية مجمعة من البولي إيثيلين تصل إلى 9 ملايين طن سنوياً، وطاقة إنتاجية من البولي بروبيلين تبلغ 4.1 مليون طن سنوياً، ليصل إجمالي طاقتها الإنتاجية من البولي أوليفينات إلى 13.1 مليون طن سنوياً.
بموجب هذه الأرقام واستناداً إلى الطاقات المتوقعة لإنتاج البولي أوليفينات لعام 2026 بحسب «ICIS»، ستحتل «مجموعة بروج الدولية» المرتبة الرابعة عالمياً بعد شركة «سينوبك» الصينية (16.9 مليون طن سنوياً)، وشركة «بتروتشاينا» (14.9 مليون طن سنوياً)، وشركة «إكسون موبيل» الأميركية (14.5 مليون طن سنوياً).
كما ستصبح «مجموعة بروج الدولية» كياناً بارزاً على مستوى العالم، بعمليات إنتاجية تمتد عبر أنحاء الشرق الأوسط وأميركا الشمالية وأوروبا، ومنظومة مبيعات راسخة في آسيا تحت مظلة شركة «بروج بي تي إي المحدودة» التي تتخذ مقرها في سنغافورة. 
وقال ستيفان دوبوتشكي، الرئيس التنفيذي لشركة «بورياليس»، في مقابلة مع «ICIS» على هامش «أديبك 2025» في أبوظبي: «هذه الخطوة تشكل نقلة نوعية بكل معاني الكلمة. فنحن نعمل على إنشاء قوة رائدة في هذا القطاع، بالتعاون مع كيانين استثنائيَين، يتميزان بتوجههما الاستراتيجي طويل الأمد، مما سيدعم مجموعة بروج الدولية لتتمكن من المنافسة بقوة حتى في المنظومات والأسواق التي تشهد تحديات كبيرة، وسيكون للمجموعة دور مهم في تحسين أداء القطاع بأكمله».
وستستهدف مجموعة بروج الدولية تحقيق 500 مليون دولار عبر مجالات التكامل التشغيلية والتجارية السنوية من خلال هذا الاندماج، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الأسواق العالمية، وتسريع طرح الابتكارات الجديدة، ومشاركة وتوسيع نطاق التقنيات المتقدمة.
تركيز مستمر على الذكاء الاصطناعي
وفي مقابلة مع ICIS خلال معرض ومؤتمر «أديبك 2025»، قال روجر كيرنز، الرئيس التنفيذي لشركة «نوفا للكيماويات»: «من أهم مزايا وجود (أدنوك) معنا كأحد كبار المساهمين هو تركيزها المستمر على الاستفادة من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي».
وتستخدم «أدنوك» تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مختلف قطاعات أعمالها لرفع الكفاءة، كما تستمر في الاستثمار في هذه المجالات الرائدة لتعزيز ميزتها التنافسية.
وفي كلمته الرئيسية خلال حفل افتتاح «أديبك 2025»، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: «من خلال شركتنا (إيه آي كيو)، نستخدم أكثر من 200 أداة وتطبيق للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب عملياتنا، من رؤوس الآبار إلى قاعات التداول. وتساهم هذه الأدوات في تقليل حالات التوقف المفاجئ إلى النصف، ورفع كفاءة الأداء عبر مختلف أعمالنا. ومن المخطط أن يدعم حل (ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل) تحسين دقة التوقعات الإنتاجية بنسبة 90%، وكل هذا هو مجرد بداية، حيث نركز بشكل كبير على أن نصبح شركة الطاقة الأكثر استفادة من التكنولوجيا وحلول وأدوات الذكاء الاصطناعي في العالم، ونقوم بدور رائد في إطلاق مرحلة جديدة من تحسين العمليات ورفع الكفاءة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي».
واستعرضت «أدنوك» خلال «أديبك»، حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل»، الذي يُعد أول حل قائم على أنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي» من نوعه في العالم مخصص لقطاع الطاقة، والذي تم تطويره في دولة الإمارات بالتعاون مع جانب شركة «إيه أي كيو»، المشروع المشترك بين «بريسايت» و«أدنوك»، بالتعاون مع «جي 42» و«مايكروسوفت». ويجمع الحل بين «وكلاء الذكاء الاصطناعي» وتقنية «نموذج اللغة الكبيرة»، ومعارف وخبرات «أدنوك»، وتم تدريبه على إنجاز مهام محددة ضمن سلسلة القيمة.
وأكدت «أدنوك» استخدام الحل في تنفيذ عمليات التحليل «الجيوفيزيائي»، والنمذجة الجيولوجية، والمراقبة الفورية للعمليات، مما يساهم في تقليل زمن إنجاز العمليات من أشهر إلى أيام، وخفض التكاليف والانبعاثات.
وأضاف روجر كيرنز: «تم تأسيس (إيه آي كيو) لتعزيز إدماج تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي في كافة أعمال (أدنوك) ضمن مجالي الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وكذلك التكرير والتصنيع والتسويق. وسنستفيد بشكل كبير من قدراتنا في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز الجوانب التنافسية، وهو ما يجب علينا التركيز عليه في الوقت الراهن. وكلنا ثقة بأن جهودنا الهادفة لتعزيز تنافسية أعمالنا وجعلها أكثر تركيزاً على العملاء ستحقق النتائج المرجوَّة».
تحوّل استراتيجي في الشرق الأوسط
تتطلع شركات الطاقة الكبرى في الشرق الأوسط بشكل متزايد إلى قطاع الكيماويات والبلاستيك كخيار مفضل لاستثمار مواردها الهيدروكربونية الوفيرة. وستؤدي الاستثمارات الضخمة الجديدة، بما في ذلك تلك التي تتجاوز نطاق البوليمرات التقليدية، إلى زيادة حدة المنافسة العالمية في مجالَي الكيماويات والبلاستيك.
وفي كلمته الرئيسية خلال «أديبك 2025»، أشار معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى الارتفاع الكبير المتوقع في الطلب على الطاقة بحلول عام 2040، بما في ذلك الطلب من قطاعَي الكيماويات والبلاستيك.
كما يرى معاليه، أن الطلب على الطاقة المتجددة سيزيد بأكثر من الضعف بحلول 2040، وأن الطلب على الغاز الطبيعي المسال سينمو بنسبة 50%، في حين سيرتفع الطلب على وقود الطائرات بأكثر من 30%. وسيستمر إنتاج النفط فوق مستوى 100 مليون برميل يومياً لما بعد عام 2040، كما سيزداد استخدامه بشكل أكبر في تصنيع العديد من المواد وكذلك في التنقل.
وقال معالي الدكتور سلطان الجابر: «في ضوء كل هذه الحقائق، من الواضح أن الموضوع أكثرُ تعقيداً من الانتقال إلى نوع واحد من مصادر الطاقة، وأن العالم بحاجة إلى تعزيز مصادر الطاقة، وليس استبدال مصدر بآخر».
وتستمر «أدنوك» في تنفيذ استثمارات رأسمالية ضخمة في مشروعات مثل «بروج 4» والمرحلة الأولى من منظومة «تعزيز» في أبوظبي. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل مشروع «بروج 4» في عام 2026، ليساهم في إضافة سعة إنتاجية تبلغ 1.4 مليون طن سنوياً من البولي أوليفين، مما يجعل موقع الرويس أكبر مجمّع لإنتاج البولي أوليفين في العالم من موقع واحد، وفقاً للشركة. وتمتلك «أدنوك» 54% من «بروج»، فيما تمتلك «بورياليس» حصة 36%.
أما «تعزيز»، المشروع المشترك بين «أدنوك» و«القابضة» (ADQ)، فيعمل على إنشاء أحد أكبر مشروعات إنتاج مواد «الفينيل» المتكاملة في العالم بسعة إنتاجية تبلغ 1.9 مليون طن سنوياً من «كلوريد البولي فينيل»، و«ثنائي كلوريد الإيثيلين»، و«مونومر كلوريد الفينيل»، والصودا الكاوية، ومن المتوقع بدء التشغيل في عام 2028.
وخلال إحدى الجلسات في «أديبك 2025»، قال مشعل الكندي، الرئيس التنفيذي لشركة «تعزيز»: «نساهم في توسيع نطاق الموارد الهيدروكربونية التي تمتلكها (أدنوك) بما يتجاوز البولي أوليفينات ومجموعة المنتجات الكيماوية الحالية».
التوقعات العالمية لقطاع الطاقة
أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر خلال «أديبك 2025» الحاجة إلى استثمارات رأسمالية سنوية بقيمة 4 تريليونات دولار في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات ومصادر إمدادات الطاقة كافة. 
ودعا معاليه المسؤولين وصناع السياسات العالميين والمستثمرين في قطاع الطاقة إلى التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثرات الجانبية التي تشتت الانتباه عن الأهداف الرئيسة للقطاع.
وقال: «في ظل كل هذه المتغيرات، يصعب التركيز على الأساسيات المهمة لقطاعنا. وفي هذه الظروف، نطبق نهجاً واضحاً وبسيطاً وهو: التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثرات الجانبية التي تشتت الانتباه. وتوضح المؤشرات أن الطلب على الطاقة سيكون قوياً على المدى البعيد، وأن هناك حالة من عدم اليقين بشأنه على المدى القريب، كما توضح المؤشرات ضرورة المواءمة بين ضبط التكاليف، والاستثمار الرأسمالي، والتركيز بدقة على رفع الكفاءة، والاستثمار في الكوادر البشرية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي».
وأضاف: «ربما نواجه ضغوطاً في الأشهر المقبلة، إلا أن التوقعات على المدى البعيد تشير إلى نمو الطلب على جميع أشكال الطاقة وفي الأسواق كافة. وعلينا أن نركز استجابتنا على تلبية هذا الطلب استناداً إلى الحقائق والبيانات». 
وقال معالي الدكتور سلطان الجابر أيضاً: «نعزز حضورنا العالمي في قطاع الكيماويات في خمس قارات. ونستثمر في البنية التحتية وحلول الطاقة الذكية لفتح آفاق جديدة للنمو».
الاستحواذ على «كوفيسترو» والخطوات التالية
تستمر «أدنوك»، من خلال ذراعها للاستثمار الدولي «XRG»، في تنفيذ خطوات رائدة في مجال عمليات الادماج والاستحواذ.
ففي 21 نوفمبر، أعلنت «XRG» حصولها على جميع الموافقات التنظيمية اللازمة لإتمام صفقة الاستحواذ على شركة «كوفيسترو» الألمانية، المتخصصة في إنتاج «البولي يوريثان» والكيماويات المتنوعة.
وقال الدكتور راينر سيلي، رئيس منصة الكيماويات العالمية في «XRG»: «يُعزز هذا الاستحواذ حضور (XRG) في مجال الكيماويات على المستوى الدولي، ويدعم خططنا الطموحة في أن نصبح من بين أكبر ثلاثة مستثمرين عالميين في هذا المجال».
ومع امتلاك «XRG»، المملوكة لـ «أدنوك»، منصةً عالمية ضخمة في مجال البولي أوليفين من خلال تأسيس «مجموعة بروج الدولية»، ومنصة لمنتجات «البولي يوريثان» عبر الاستحواذ على «كوفيسترو»، فإن الشركة تتطلع إلى تنفيذ صفقات إضافية.
وخلال «أديبك 2025»، قال هيتال باتيل، المدير الأول لمحفظة أعمال «البولي أوليفين» في منصة الكيماويات العالمية في «XRG»: «نتطلع في المراحل القادمة إلى التوسع في مجالات الكيماويات ضمن صناعة الإلكترونيات، وقطاع البناء، وصناعات العطور. والمجالات مفتوحة أمامنا فيما يتعلق بالفرص المتاحة في قطاع الكيماويات، ولذلك فمن المهم البحث عن أهداف توفر إمكانيات حقيقية للنمو وخلق القيمة».
ومن الواضح أن تنفيذ «أدنوك» استثمارات ضخمة مستمر، وستستمر ICIS في متابعة جهود معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، في قيادة تنفيذ نقلات نوعية وخطوات فعالة في مشروعات جديدة وصفقات اندماج واستحواذ مهمة، ستساهم في إعادة صياغة مشهد قطاع الطاقة العالمي وصناعة الكيماويات لعقود قادمة.

 

أخبار ذات صلة جوجل تعتزم مدّ كابلات تحت البحر في بابوا غينيا الجديدة «تحالف الطاقة النظيفة» في «كهرباء دبي» يحفز مساهمة الشركات في دعم الاستدامة

مقالات مشابهة

  • الرئيس التنفيذي للمتحف الكبير: مينفعش أقول للزائر وقتك خلص
  • مجموعة ICIS: الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» يُعيد صياغة قطاع الكيماويات العالمي
  • انطلاق «أسبوع مطوري تطبيقات الهواتف الذكية» في أبوظبي
  • البورصة المصرية تربح 45 مليار جنيه خلال أسبوع .. وصعود جماعي للمؤشرات
  • «أسبوع أبوظبي المالي».. مبادرات وشراكات عالمية ترسم مستقبل الابتكار المالي
  • مسؤولون لـ«الاتحاد»: «أسبوع أبوظبي المالي» منصة عالمية لقادة الأعمال والمستثمرين
  • أسبوع أبوظبي المالي يرسم خريطة طريق لمستقبل سوق الديون المرمّزة
  • مشاركون في أسبوع أبوظبي المالي لـ«الاتحاد»: أبوظبي وجهة مثالية للاستثمارات والتوسعات في قطاع تكنولوجيا المال
  • «أبوظبي العالمي» يستضيف الدورة الثامنة من ملتقى التمويل المستدام
  • «تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي» تسلط الضوء على التمويل المستدام