لبنان ٢٤:
2025-06-17@21:15:39 GMT

سقوط نظام الأسد يعيد خلط الأوراق في لبنان

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

كان يُقال إن موقع لبنان الجغرافي الملاصقة حدوده من الجنوب مع إسرائيل ومن الشمال والشرق مع سوريا هو ما استجلب عليه كل المصائب منذ اللحظة الأولى لإعلان استقلاله، مع أن ثمة كثيرين من اللبنانيين يعترضون على المساواة بين دولة عدوة وأخرى شقيقة، فيما يرى آخرون أن ما تعرّضت له بعض المناطق اللبنانية من قصف سوري يجعل سوريا، في نظرهم، متساوية من حيث النتائج السلبية على الاستقرار الداخلي اللبناني.

إلا أن تاريخ لبنان الحديث يشهد على صوابية ما يُقال عن تساوي الأضرار الناجمة عن طبيعة الموقع اللبناني الجغرافي. فإسرائيل لها أطماع قديمة – جديدة بما يتميز به لبنان من مقومات طبيعية تجعله عرضة لحسد جيرانه. أمّا سوريا فكانت تخشى حتى قبل حكم البعث من أن يكون لبنان مقرًّا أو ممرًا لشتى أنواع المؤامرات عليها. وقد يكون هذا السبب مع غيره من الأسباب الكثيرة وراء دخول الجيش السوري إلى لبنان وإخضاعه للوصاية.
وتضاف إلى هذين العاملين عوامل أخرى كثيرة جعلت من لبنان بلدًا معرّضًا وفي شكل موسمي لخضّات أمنية وسياسية واقتصادية تجعل عملية إنهاضه من كبواته مهمة شبه مستحيلة. فالتدخلات الخارجية على تعدّدها ساهمت في إبقاء هذا البلد الصغير جغرافيًا غير مستقر وفي حال دائمة من اللاتوازن، فضلًا عن ميل اللبنانيين إلى الاستعانة بالخارج للاستقواء به على الآخرين. وهذه التجربة سقط فيها كثيرون منذ الاستقلال حتى يومنا هذا، من دون أن يتعلم جميع اللبنانيين وبمستويات مختلفة من هذه التجارب الكثير من الدروس. والدليل على ذلك أنه منذ اتفاق القاهرة حتى اليوم لم ينعم لبنان واللبنانيون باستقرار مستدام، بل كانوا عرضة لخضّات موسمية على رغم محاولات كثيرة لانتشاله من مستنقعه الجغرافي ومن موقعه الطائفي القائم على تركيبة من توازنات هشّة. إلا أن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل الذريع، وذلك نتيجة انحياز قسم من اللبنانيين، ومداورة، إلى الخارج الساعي وراء مصلحته.
فنصف الشعب اللبناني إن لم يكن أكثر وعى على هذه الدنيا وهو في حال من الخوف الدائم من خطر مستشرٍ يطاردهم حتى في أحلامهم. وهذا ما جعل معظم اللبنانيين يعيشون تجربة التهجير أو النزوح القسري من مناطقهم إلى مناطق أخرى في الداخل، فضلًا عن أن كثيرين منهم فضّلوا الهجرة الدائمة إلى بلاد الله الواسعة.
ويعجز المرء أن يحصي الفترات التي كان فيها اللبنانيون عرضة للأطماع الخارجية، والتي تُرجمت على أرض الواقع حروبًا متنقلة بدءًا بأحداث سنة 1958، ومرورًا بأحداث 1973، وصولًا إلى حرب 1975، وما تخللها من اجتياحات إسرائيلية لأراضيه أكثر من مرّة، وما عانه من الوصاية السورية وغيرها من الوصايات المقنعة. ولأن لبنان بموقعه الجغرافي، الذي اعتُبر في حقبة من حقبات الزمن الرديء "غلطة تاريخية"، يقف على فوهة بركان أو فوق فالق من الزلازل السياسية والأمنية والاقتصادية، فإن الفترات التي نعم بها باستقرار نسبي قليلة جدًّا.
وما يمكن استخلاصه من كل هذه التجارب المؤلمة التي مرّ بها لبنان منذ اليوم الأول لإعلان استقلاله، وفق رأي بعض المراقبين الذين يصنفون في خانة "حراس الهيكل"، هو أن خروج اللبنانيين من دوامة "اللعنة الجغرافية" يكون بإعادة تموضعهم حول فكرة الدولة من خلال تطبيق اتفاق الطائف تطبيقًا صحيحًا وغير مجتزأ، وبالتالي تحييد أنفسهم عن صراعات المنطقة وعدم ربط مصيرهم بمصير الآخرين، سواء في قطاع غزة أو في سوريا، أو في أي مكان آخر، خصوصًا أن مساندة "حزب الله" لأهالي القطاع بالبارود والنار لم تؤدِ الغاية المرجوة من هذا الاسناد، الذي استجلب على لبنان الدمار والخراب والتهجير.
وقد تكون للعاصفة التي هبت على سوريا حاليًا وأدّت إلى نهاية حكم حزب البعث التأثير المباشر على لبنان ومستقبله، خصوصًا أذا لم يستفد البعض من تجاربه السابقة الاسنادية، مع الاخذ في الاعتبار أن الوحدة الداخلية البعيدة عن التأثيرات الخارجية هي الملاذ الأخير للبنانيين لكي يحصنوا بلدهم من أي تدّخل خارجي. وقد يكون انتخاب رئيس للجمهورية وفاقي وتوافقي بداية الارتداد إلى الداخل.
فسقوط نظام الأسد من شأنه أن يعيد خلط الأوراق في لبنان من جديد.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سقوط مسيّرات إيرانية في جنوب سوريا وسط تصدٍّ إسرائيلي مكثف

أفاد خليل هملو، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من دمشق، بسقوط ثلاث طائرات مسيّرة إيرانية في ريف القنيطرة جنوبي سوريا، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي الإسرائيلي على امتداد السياج الحدودي.

وأوضح هملو، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد عبيد، على قناة القاهرة الإخبارية، أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بمساندة الطيران الحربي، تصدت لعدد كبير من الطائرات المسيّرة الإيرانية والصواريخ الباليستية، خصوصًا في مناطق مثل الرفيد، صيدا، المعلقة، وسيدة، مشيرًا إلى أن معظم الهجمات وقعت داخل الأراضي السورية، ما تسبب بأضرار مادية واسعة طالت ممتلكات المدنيين وحرائق في المحاصيل الزراعية.

ريف القنيطرةجيش الاحتلال الإسرائيلي : إيران أطلقت 50 صاروخا جديداتصعيد خطير بين إيران وإسرائيل.. دمار واسع ومخاوف من هجمات جديدةاعترافات الكيان: إيران لم تستخدم بعد أقوى أسلحتها المدمرةخسائر بشرية ومادية فادحة.. تطورات الوضع اليوم في إيران | تفاصيل كاملة

وأضاف أن القوات الإسرائيلية أسقطت معظم المسيّرات قبل وصولها إلى الجولان المحتل، مشيرًا إلى أن عددًا محدودًا فقط تمكن من عبور الحدود.

وأشار مراسل "القاهرة الإخبارية" إلى أن سكان مناطق ريف القنيطرة يعيشون حالة من التناقض، إذ رحب بعضهم باستهداف إسرائيل بالطائرات المسيّرة الإيرانية باعتبارها "العدو المحتل"، لكن في الوقت نفسه لم ينسَ هؤلاء أن القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها نفّذت عمليات قمع دامية ضدهم في عام 2013، راح ضحيتها أكثر من 100 شخص.

طباعة شارك إيران إسرائيل اخبار التوك شو صدى البلد

مقالات مشابهة

  • صمت سوريا عن التصعيد بين إيران وإسرائيل يثير التساؤلات
  • نصار: يبقى الدستور المرجع الوحيد لجميع اللبنانيين
  • سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
  • من داخل الطائرة التي تقلّ اللبنانيين من شرم الشيخ إلى بيروت... شاهدوا هذا الفيديو
  • لماذا لم تتفاعل تونس مع التغيير السياسي في سوريا؟
  • ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تواجه صواريخ إيران؟
  • سقوط مسيّرات إيرانية في جنوب سوريا وسط تصدٍّ إسرائيلي مكثف
  • بشأن اللبنانيين العالقين في مصر... هذا ما أعلنه الطيران المدني!
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. قافلة الأمل تحمل سكان مخيم الهول الى حلب
  • وزير خارجية السعودية ومبعوث واشنطن إلى دمشق يبحثان دعم سوريا