يحيي الأزهر الشريف ذكرى وفاة العالم الجليل الشيخ عطية صقر، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، والذي وافته المنية في التاسع من ديسمبر عام 2006.

وقد ترك الشيخ عطية صقر إرثًا علميًا ودعويًا خالدًا، وشغل العديد من المناصب المهمة التي أسهم من خلالها في تعزيز مكانة الأزهر الشريف عالميًا.

النشأة والتكوين العلمي


وُلد الشيخ عطية صقر في 22 نوفمبر عام 1914 بقرية "بهنا باي" بمحافظة الشرقية، ونشأ في بيئة أزهرية أصيلة، حيث حفظ القرآن الكريم منذ صغره.

أكمل دراسته بالأزهر الشريف، فتخرج في كلية أصول الدين ودرس الفقه وأصوله.
تخصص الشيخ عطية في فروع العلم الشرعي المختلفة، مما أهّله ليكون أحد أبرز العلماء في عصره، حيث كان معروفًا بجمعه بين العمق العلمي والقدرة على تبسيط المعلومات وإيصالها للناس.

جهوده العلمية والدعوية


تميز الشيخ عطية صقر بأسلوبه الموسوعي في تناول قضايا الفقه والإفتاء، وبراعته في الإجابة على الأسئلة الدينية وتوجيه النصائح للناس بأسلوب قريب من قلوبهم وعقولهم.
كان له إسهامات كبيرة في مجال التأليف، حيث ترك خلفه ما يقارب الأربعين مؤلفًا، تناولت مختلف الجوانب الشرعية والعلمية، بالإضافة إلى جهوده الدعوية داخل مصر وخارجها من خلال مهام رسمية وزيارات عديدة.

المناصب والمسؤوليات


شغل الشيخ عطية صقر منصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، ورئاسة لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بالإضافة إلى رئاسته للمركز الدولي للسُنة والسيرة النبوية. كما كان عضوًا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حيث أسهم من خلال هذه المناصب في تعزيز الوسطية ونشر القيم الإسلامية الصحيحة.

وفاته وإرثه


في التاسع من ديسمبر، رحل عن عالمنا الشيخ عطية صقر، لكنه بقي حيًا بيننا بعلمه الغزير وإسهاماته البارزة. ولا تزال مؤلفاته وأفكاره مصدر إلهام للأجيال القادمة، داعيةً للوسطية والاعتدال، ومشيرةً إلى مكانة العلماء ودورهم في نهضة الأمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صقر عطية صقر الأزهر لمجمع البحوث محافظة الشرقية الأزهر الشريف

إقرأ أيضاً:

اخرجوا من طهران.. هل يعلن ترامب ساعة الصفر من البنتاغون لإسقاط ولاية الفقيه؟

غادر الرئيس ترامب كندا، إثر اجتماع قمة مجموعة ال7 التي شهدت شبه تأييد عالمي غير مسبوق لنهجه من خلال البيان الختامي الذي اكد على “أن إيران لا يمكن أن تملك سلاحا نوويا أبدا، ونؤكد دعمنا لإسرائيل”، باستثناء التحذير الفرنسي الحاسم، حيث أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن الرغبة في تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون “خطأ استراتيجياً” فادحاً. عاد ترامب أدراجه إلى الولايات المتحدة. لكن هذه لم تكن عودة عادية. فبعد لحظات من وصوله، هزّ العالم بطلبه الصاعق من سكان طهران إخلاء مدينتهم، قبل أن ينتقل مباشرة إلى قلب البنتاغون، متصدراً رأس القيادة العسكرية. لم يكن هذا التحرك مفاجئاً تماماً لمن تابع التحشيدات العسكرية غير المسبوقة، من مدمرات ضخمة وطائرات حربية خارقة، كانت قد سبقت وصوله. إنها لحظة تاريخية، تتكشف فصولها بسرعة البرق.

 

بالتوازي مع هذه التحركات العسكرية والتحذيرات، تبرز مؤشرات على مساعٍ دبلوماسية مكثفة. فوفقًا لمعلومات، هناك اقتراحات قيد النظر يقدمها مستشارون للرئيس الأمريكي، وذلك على ضوء محادثات مرتقبة مع إيران هذا الأسبوع. وتهدف هذه المحادثات إلى بحث سبل إحياء الاتفاق النووي، بالإضافة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مما قد يفتح بابًا لخفض حدة التوتر وإنهاء دائرة التصعيد في المنطقة. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية ستنجح في كبح جماح الصراع المحدق.

 

في وقت شهد الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة تحركات عسكرية أمريكية مكثفة، تزامنت مع تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران. تظهر التقارير أن الولايات المتحدة نقلت أعدادًا كبيرة من طائرات التزود بالوقود إلى قواعدها الأوروبية، حيث وصل أكثر من 31 طائرة من “طراز KC-135 وKC-46 ” لدعم العمليات في المنطقة. كما جرى نشر حاملة الطائرات “نيميتز” نحو المنطقة، قادمة من بحر الصين الجنوبي.

 

وتحمل “نيميتز” على متنها أكثر من 90 طائرة، من بينها مقاتلات “F/A-18 Super Hornet ” متعددة المهام، والتي تستخدم في الهجمات والدفاع الجوي. كما تضم أيضًا طائرات”EA-18G Growler” االمتخصصة في الحرب الإلكترونية، والقادرة على التشويش على أنظمة الدفاع الجوي للعدو.

 

وعلى الصعيد البحري، أمرت البحرية الأمريكية المدمرة “توماس هودنر” بالإبحار نحو شرق البحر المتوسط، مع توجيه مدمرة أخرى للتحرك إلى المنطقة لتكون جاهزة للاستخدام إذا لزم الأمر من قبل البيت الأبيض. وتشير مصادر أيضًا إلى أن واشنطن تدرس إرسال سفن بحرية إضافية مزودة بأنظمة دفاع صاروخي إلى شرق المتوسط خلال الأيام القادمة. هذه التحركات تعكس بوضوح تعزيز الولايات المتحدة لقدراتها العسكرية والجوية في المنطقة، في إطار رفع مستوى الاستعدادات.

 

شهدت طهران منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية استهدافًا لعدة مواقع إستراتيجية وحيوية، مما يعكس حجم التصعيد. تعرض مقر الحرس الثوري الإيراني الرئيسي لضربات أدت إلى مقتل القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي. كما طال التدمير الجزئي مجمع “شهيد محلاتي”، وهو مجمع سكني محصن يضم كبار قادة الحرس الثوري. وفي مقر القيادة العامة للقوات المسلحة “خاتم الأنبياء”، قُتل قائد المقر اللواء غلام علي رشيد. ولم تسلم منشأة نطنز النووية من القصف بصواريخ دقيقة، مما أدى إلى تعطيل جزئي في أنظمة التبريد الخاصة بها. كذلك، كان مطار الإمام الخميني في طهران ضمن المواقع المستهدفة، وامتدت الضربات لتشمل أحياء سكنية في شمال طهران، مثل منطقة نوبنياد، حيث أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. توضح هذه الضربات حجم الاستهداف الذي طال مواقع حساسة في العاصمة الإيرانية، مما يشير إلى تصعيد كبير في الصراع.

 

في المقابل يتكتم الجيش الاسرائيلي على الاضرار والخسائر التي نتجت عن القصف الصاروخي الايراني الا ان المعطيات التي تظهرت تؤكد تعرض معهد “وايزمان للعلوم” في إسرائيل لأضرار جسيمة نتيجة الضربة الصاروخية الإيرانية، حيث اندلع حريق في أحد مبانيه البحثية، مما أثر على البنية التحتية العلمية في البلاد وتعرض ميناء حيفا لأضرار نتيجة الهجوم الإيراني الأخير. حيث أفادت مصادر أعلامية بأن حرائق اندلعت قرب محطة للطاقة في الميناء بعد سقوط صواريخ باليستية استهدفت البنية التحتية للميناء. كما أشارت التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول اعتراض الهجمات، لكن بعض الصواريخ فرط الصوتية تمكنت من الوصول إلى أهدافها، مما تسبب في أضرار مادية في المنطقة المحيطة بالميناء.

 

اما بالنسبة للمعطيات الأخيرة حول ما يمكن ان يتحقق في الساعات المقبلة فالمعطيات الأخيرة التي أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” تفيد أن الرئيس ترامب يقف أمام مفترق طرق حاسم في التعامل مع إيران. فخياراته المطروحة تتراوح بين المشاركة العسكرية المباشرة التي قد تصل إلى تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية بواسطة قاذفات B-2 الشبح وقنابلها الخارقة للتحصينات، وبين المسار الدبلوماسي الذي يشجع على المحادثات المباشرة مع الإيرانيين، وهو ما حث عليه نائبه ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.

 

ختامًا، مع تصاعد هذه الأحداث المتسارعة على الساحتين العسكرية والدبلوماسية، يتساءل العالم بحذر: هل سيضغط الرئيس ترامب على الزر الأخضر للتدخل العسكري المباشر؟ المؤكد أن الأمور تتجه نحو تصاعد دراماتيكي، مع ما يحمله ذلك من عواقب قد تغير وجه المنطقة والعالم. إن تغريدة ترامب على موقعه “تروث سوشال” بقوله: “كان ينبغي على إيران أن توقع على الصفقة التي طلبت منهم توقيعها. يا للعار وإهدار الأرواح البشرية. ببساطة، إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. لقد قلت ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا”، لا تُلَمِّح إلى إمكانية العودة إلى المفاوضات

مقالات مشابهة

  • اخرجوا من طهران.. هل يعلن ترامب ساعة الصفر من البنتاغون لإسقاط ولاية الفقيه؟
  • ذكرى وفاته.. مناصب تولاها الشيخ الشعراوي في حياته وأخرى اعتذر عنها
  • ذكرى ميلاد الشيخ مصطفى إسماعيل.. قارئ الملوك وسلطان القراء
  • في ذكرى وفاته.. مركز الأزهر يقدم تعريفًا بسيرة إمام الدعاة الشيخ الشعراوي
  • فتاوى وأحكام| هل احتكار السلع حرام.. هل تغيُّر السلوك بعد الحج علامة على قبول العبادة.. أشهر فتاوى الشيخ الشعراوي في ذكرى وفاته.. رأيه فى الغناء.. وتوبة المتكاسل عن أداء الصلاة
  • في ذكرى رحيل الشيخ الشعراوي.. كواليس اللحظات الأخيرة في حياة إمام الدعاة
  • في ذكرى وفاته.. مركز الأزهر للفتوى: الشعراوي علامة فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديثة
  • أشهر فتاوى الشيخ الشعراوي في ذكرى وفاته.. رأيه فى الغناء.. وتوبة المتكاسل عن أداء الصلاة
  • ذكرى وفاة الشيخ الشعراوي.. أشهر أعماله خواطر الإمام.. وهذه آخر 18 يومًا بحياته
  • الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي