قرادة: مجلس الأمن يستعد لاختبار أثر القمة الأمريكية – الروسية على ليبيا
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
في مقال تحليلي طالعته «عين ليبيا»، اعتبر رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الليبي للأمازيغ، إبراهيم قرادة، أن القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورغم أن الملف الليبي لم يكن ضمن أولوياتها، فإن تداعياتها ستنعكس بشكل مباشر وغير مباشر على مسار الأزمة الليبية.
قمة بلا ليبيا… لكن بظلال ثقيلة
وأوضح قرادة أن القمة، التي استغرقت ثلاث ساعات وسط تحفظات من الخارجية والبنتاغون والكونغرس الأميركي، فضلاً عن الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا، تركزت على الحرب الروسية – الأوكرانية، والعلاقات الثنائية والعقوبات الغربية، إلى جانب ملفات استراتيجية تشمل الطاقة، وممرات التجارة الدولية، والأمن السيبراني.
وأضاف أن القمة، وإن غابت عنها ليبيا، إلا أن انعكاساتها ستمتد إليها بحكم ارتباطها بالشرق الأوسط والساحل الأفريقي والمتوسط، وهي مناطق تشكل ساحات تنافس بين واشنطن وموسكو.
اختبار مجلس الأمن
ورأى قرادة أن أول انعكاس مباشر للقمة سيكون في جلسة مجلس الأمن يوم 21 أغسطس الجاري، حيث ستقدم مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا هانا تيتيه إحاطتها بشأن خارطة طريق جديدة تتضمن تشكيل حكومة موحدة والتحضير لانتخابات عامة.
وأكد أن أجواء التقارب الأميركي – الروسي قد تسهّل تمرير هذه الخارطة عبر تخفيف حدة الخلافات داخل مجلس الأمن، ومنح الموقف الأميركي زخماً أكبر مع تقليص فرص الاعتراض الروسي.
تقارب مرحلي ورسائل روسية
وأشار قرادة إلى أن موسكو، المنشغلة بالملف الأوكراني، ستعمل مؤقتاً على تجنب التصعيد في الساحة الليبية، بما في ذلك قضايا النفط والمالية العامة، موجِّهة رسائل لحلفائها المحليين والإقليميين بضرورة الالتزام بخطها العام.
وأضاف أن هذا التقارب سيقلص من مساحة مناورة بعض الأطراف الإقليمية التي اعتادت استغلال التباين الأميركي – الروسي للتأثير في الأزمة الليبية.
فرصة ضيقة وخطر متجدد
ولفت قرادة إلى أن استمرار التقارب بين القوتين قد يفتح نافذة نادرة لتجاوز حالة الانسداد السياسي، وهي نافذة لم تتكرر منذ توقيع اتفاق الصخيرات عام 2015، لكنه حذّر من أن انهيار هذا التقارب سيعيد ليبيا إلى مربع الصراعات بالوكالة، مع زيادة انخراط القوى الإقليمية والدولية، وهو ما يهدد وحدة الكيان الليبي على المدى البعيد.
غياب القيادة الوطنية
وختم قرادة بالتأكيد على أن ما تحتاجه ليبيا اليوم لا يقتصر على توافقات دولية، بل يتعداها إلى ضرورة بروز قيادات وطنية شجاعة ونزيهة، تمتلك رؤية واضحة وتضع المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة، باعتبارها الضمانة الوحيدة لكسر دائرة الانقسام وإعادة بناء الدولة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الأزمة الليبية بوتين ترامب دونالد ترامب قرادة قمة ألاسكا مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
محفوظ: الاتفاقيات الاقتصادية الأمريكية لا تغيّر موقف واشنطن من ليبيا
محلل سياسي: الاتفاقيات الاقتصادية الأمريكية لا تؤثر على موقف واشنطن من الأزمة الليبية
ليبيا – استبعد المحلل السياسي الليبي محمد محفوظ أن تؤثر الاتفاقيات الأمريكية مع الشركات الخاصة على القرار السياسي لواشنطن بشأن الأزمة الليبية، معتبراً أن الأفرقاء الليبيين يسعون من خلالها فقط إلى كسب نقاط سياسية.
الفصل بين الاقتصاد والسياسة
محفوظ أوضح في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” أن دولاً عديدة منحت شركات أمريكية عقوداً اقتصادية ضخمة، لكن ذلك لم يغير موقف واشنطن تجاه الأنظمة الحاكمة فيها. ولفت إلى أن الموقف السياسي الأمريكي يبقى منفصلاً عن الانخراط الاقتصادي، مستشهداً بمثال شركات مصرية تعمل في مشاريع إعادة الإعمار بطرابلس، وأخرى تركية تعمل في الشرق الليبي، رغم احتفاظ القاهرة وأنقرة بتحالفاتهما السياسية الرئيسية.
المبالغة في تفسير اللقاءات والاتفاقيات
وأشار محفوظ إلى أن بعض الأطراف يبالغ في تصوير لقاءات بين شخصيات سياسية أو عسكرية ليبية مع أعضاء من الكونغرس أو مسؤولين أمريكيين على أنها دعم سياسي مباشر، في حين يمكن أن تكون هذه اللقاءات مرتبة بمقابل مالي. وحذّر من تكرار السيناريو ذاته مع الترويج لعقد شراكات واتفاقيات تعاون، معتبراً أن ذلك لا يعكس بالضرورة تحولاً في الموقف السياسي الأمريكي.