التسامح.. جسر الإسلام لبناء مجتمع يسوده السلام والعدل
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن قيمة التسامح تُعد من القيم السامية التي جاء بها الإسلام، حيث دعا القرآن الكريم إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، بما يرسخ مبادئ الرحمة والتعايش بين البشر.
حرية الاعتقاد أساس راسخ
أوضح المركز أن الإسلام وضع قاعدة ثابتة في حرية الاعتقاد، فقال تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}، مما يؤكد أن الإيمان لا يقوم إلا على الاقتناع العقلي والاطمئنان القلبي، بعيدًا عن أي إكراه أو إجبار.
وأشار المركز إلى أن جميع الديانات السماوية تستقي من معين واحد، وأن الأنبياء جميعًا إخوة لا تفاضل بينهم من حيث الرسالة والإيمان، استنادًا لقوله تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم... لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}.
وشدد المركز على أن الإسلام دعا إلى احترام دور العبادة باختلافها، حيث قال تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا}. وهو ما يعكس حرص الدين على حماية قيم التعايش والعدل.
وأوضح أن القرآن الكريم علّم المسلمين آداب الحوار مع المخالفين، فدعا إلى المجادلة بالتي هي أحسن، وضرب مثالًا في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه، حين خاطبه بعبارات رقيقة: {يا أبت}، وردّ على وعيده له بالرجم قائلاً: {سلام عليك}.
التسامح سبيل السلام المجتمعي
واختتم حديثه بالتأكيد على أن تحقيق السلام هو الغاية العظمى للعلاقات الإنسانية، وأن التسامح مع الآخرين هو الوسيلة النافعة لبلوغ هذه الغاية، مؤكدًا أن المبادئ التي رسخها القرآن الكريم تمثل الطريق الأمثل لتأسيس مجتمع متسامح يسوده العدل والرحمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التسامح الإسلام القيم السامية القران الكريم حرية الاعتقاد
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم.. 70 مؤلفا خلال رحلة العلم وخدمة الأزهر والسنة النبوية
تلقت مصر و العالم العربي و الإسلامي خبر رحيل واحد من أبرز علماء الأزهر الشريف ، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد حياةٍ حافلة بالعطاء العلمي والدعوي والوطني امتدت لأكثر من ستة عقود، قدَّم خلالها مئات المؤلفات والمشاركات في خدمة الإسلام والسنة النبوية.
نُشر بيان نعيه عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه: "ننعي إلى العالم العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم، نسأل الله أن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وأن يجعل الجنة مثواه."
صلاة الجنازة
تقام صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر بالجامع الأزهر الشريف، ثم يُشيّع الجثمان الطاهر إلى الساحة الهاشمية بقرية بني عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث يُوارى الثرى بعد صلاة العصر، ويُقام العزاء مساء اليوم بالساحة الهاشمية، ويوم الخميس في مدينة القاهرة.
مولده
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941، وتخرّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية عام 1967، ثم عُيّن معيدًا بقسم الحديث، قبل أن يحصل على الماجستير عام 1969، ثم الدكتوراه في الحديث وعلومه، ليصبح بعدها أستاذًا للحديث وعلومه عام 1983، ويتولى عمادة كلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، ثم رئاسة جامعة الأزهر عام 1995.
المناصب التي شغلها الراحل
شغل الراحل مناصب رفيعة داخل الأزهر وخارجه، حيث كان عضوًا بمجلس الشعب والشورى بالتعيين، وعضوًا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئيس لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، إلى جانب عضويته في مجلسي الثقافة والطرق الصوفية، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 1992 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
ترك 70 مؤلفا
ترك الدكتور أحمد عمر هاشم إرثًا علميًّا ضخمًا، يضم أكثر من سبعين مؤلفًا في علوم الحديث والسنة والعقيدة والفكر الإسلامي، من أبرزها: «السنة النبوية وعلومها»، «قواعد أصول الحديث»، «قبس من الحديث النبوي»، «في رياض السيرة النبوية»، «منهج الإسلام في العقيدة والعبادة والأخلاق»، «فيض الباري في شرح صحيح البخاري» (15 جزءًا)، إلى جانب أعماله في تحقيق كتب التراث الإسلامي مثل «الكفاية للخطيب البغدادي» و«تدريب الراوي» و«سبل السلام».
كما أثرى الراحل المكتبة الإسلامية بمؤلفات تناولت قضايا معاصرة مثل «الإسلام في مواجهة الانحراف الفكري» و«الإعلام الديني في مناهضة الظواهر السلبية» و«الإسلام والشباب»، وعُرف عنه دفاعه المستميت عن الحديث النبوي الشريف ومكانة الأزهر كمنارة علمية وسطية تمثل الإسلام الوسطي المعتدل.
شارك الدكتور أحمد عمر هاشم في عشرات المؤتمرات الدولية ممثلًا للأزهر في باكستان، الجزائر، المغرب، الكويت، ألمانيا، والأردن، وقدم أبحاثًا في تدوين السنة النبوية، ومكانة الحرمين الشريفين، وعالمية الإسلام، كما زار الولايات المتحدة بدعوة من الكونجرس الأمريكي ضمن وفد مجلس الشعب، حيث ألقى محاضرات دعوية في المركز الإسلامي بواشنطن.
أشرف وناقش أكثر من 200 رسالة ماجستير ودكتوراه، وأسهم في تخريج أجيال من العلماء والدعاة في مصر والعالم الإسلامي، وظل طوال حياته مثالًا للعالم الأزهري الموسوعي، المتواضع، المدافع عن القيم الإسلامية الأصيلة، والداعي إلى الوسطية والاعتدال.
رحل الإمام أحمد عمر هاشم بعد أن أفنى عمره في خدمة السنة النبوية وتعليم الأجيال وتوحيد صفوف الأمة الإسلامية، تاركًا خلفه إرثًا علميًّا سيظل شاهدًا على بصمته ومكانته في تاريخ الأزهر الشريف.