غزة - خاص صفا "قتل ونسف وتدمير للمنازل، قصف مدفعي وجوي لا يتوقف، وتهجير قسري، وسط وضع مخيف وكارثي".. هكذا يبدو المشهد في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، مع تواصل العدوان الإسرائيلي عليه لليوم السادس على التوالي. هذا الحي الذي يعد من أكبر أحياء مدينة غزة مساحةً، يتعرض منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لعمليات قتل وتدمير وتهجير قسري لسكانه، بهدف تغيير معالمه جغرافيًا.

وعلى مدار 22 شهرًا، نال الحي الصامد النصيب الأكبر من الاجتياحات الإسرائيلية، التي خلفت دمارًا هائلًا في منازله وبنيته التحتية، كونه يشكل درعًا واقيًا وحصنًا منيعًا لباقي أحياء غزة، ويتصدى بمقاومته لتلك الاجتياحات.  ومنذ ستة أيام، يواصل جيش الاحتلال عدوانه الهمجي على الحي، تحت غطاء ناري كثيف، ما أسفر عن استشهاد عشرات المواطنين وتدمير منازله، فضلًا عن إجبار سكانه على النزوح والتهجير قسرًا تحت تهديد السلاح. وحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فإنّ قوات الاحتلال تقوم منذ ستة أيام بتسوية حي الزيتون بالأرض، مدمّرة نحو 400 منزل عبر تفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بالطائرات الحربية. وكما أحياء أخرى تعرضت لاجتياح إسرائيلي في القطاع، يستخدم جيش الاحتلال في عدوانه على حي الزيتون، روبوتات مفخخة وأحزمة نارية لتدمير ما تبقى من منازل وتسويتها بالأرض، بهدف تدمير كل مقومات الحياة، ومحو معالم الحي ودفع سكانه نحو التهجير القسري. وخلال اجتياحاته السابقة للحي، تكبّد جيش الاحتلال خسائر فادحة في الضباط والجنود والآليات العسكرية، بفعل ما واجهه من مقاومة واشتباكات ضارية وكمائن وعمليات مركبة، وتفجير للعديد من المباني المفخخة ضد قواته المتوغلة. عدوان لا يتوقف ومنذ بدء العملية العسكرية في الحي الاثنين الماضي، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة جنوبي الحي. كما يقول مراسل وكالة "صفا" ويوضح أن طائرات مسيّرة إسرائيلية "كواد كوبتر" حاصرت مناطق حسن البنا وصلاح الدين والنديم والمصلبة، ما اضطر الأهالي للمغادرة تحت النار. ويضيف أن آليات الاحتلال تقدّمت تحت غطاء ناري، واستهدفت منازل عائلات لبد، العايدي، دادر وارحيم، ما أدى إلى ارتقاء 9 شهداء من عائلة ارحيم. ولم يتوقف الاحتلال عند ذلك، بل تمركزت آلياته خلف شارع 8، وقرب مفترق دولة، وأرض البرعصي، وعليين، وواضبت أعمالها التدميرية. وفي اليوم التالي، كما يقول المراسل، بدأت الطائرات الحربية باستهداف المباني المرتفعة في حييّ الصبرة والزيتون. وخلال العدوان المتواصل، فجّرت قوات الاحتلال عددًا من العبوات والروبوتات في منازل المواطنين بشارع 8،وبداية منطقة حسن البنا. واستهدفت طائرات الاحتلال منازل في محيط مسجد بلال بن رباح، شملت منازل عائلات دلول والنعسان ومقر شركة السكسك، إضافة إلى عمارات كحيل وشهد وصيام، وغيرها. ويشير مراسلنا إلى أن طائرات الاحتلال قصفت منزلًا لعائلة الحصري قرب مسجد الفاروق ما أسفر عن ارتقاء 4 شهداء، كما استهدفت مدرستي الفلاح وعين جالوت. ويتابع أن طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا لعائلة حجاج في محيط شارع 8، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، كما استهدفت خيام نازحين من عائلة حنيدق، ما أسفر عن ارتقاء 7 شهداء، وكذلك عدة منازل في محيط الكلية الجامعية. وما تزال مدفعية الاحتلال تُواصل قصف مناطق حسن البنا والمصلبة والكلية الجامعية والنديم وشارع المدارس. ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال الشهداء الملقون في الطرقات قرب مدرسة عين جالوت ومسجد بدر، بسبب صعوبة الوصول إليهم مع استمرار القصف. وخلال 72 ساعة، دمّرت طائرات الاحتلال عشرات المنازل، عُرف منها منازل عائلات: أبو شمالة، بارود، العمصي، الهيقي، عياد، ياسين، الهندي، لبد، شنيورة وأبو زينة، وهناك منازل تضررت جزئيًا مثل منازل عائلات سعد، السيلاوي، أبو ليفة والهندي، وغيرهم. عملية إبادة والهجوم على حي الزيتون يأتي في إطار خطة معلنة من "إسرائيل" لفرض سيطرتها الكاملة وغير القانونية على مدينة غزة، وتهجير سكانها مع النازحين إليها من شمالي القطاع، والذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبي القطاع. وفق المرصد الأورومتوسطي وأوضح المرصد أنّ تدمير نحو نصف منازل حي الزيتون لم يُبرَّر بأي ضرورة عسكرية، إذ لم تُسجَّل اشتباكات مسلحة في المنطقة خلال الفترة الأخيرة. وأشار إلى أنه جرى استخدام وسائل تفجير آلية وروبوتات مفخخة بشكل واسع ومنهجي بعد إخلاء المنازل من سكانها، ما يؤكد أن الغاية من العملية ليست تحقيق هدف عسكري مشروع، بل استهداف مقومات الحياة الفلسطينية، ودفع السكان نحو التهجير القسري. وشدّد على أنّ ما يجري في حي الزيتون يندرج ضمن سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى استكمال جريمة الإبادة الجماعية ومحو المدن الفلسطينية من خلال التدمير الشامل للمنازل والبنية التحتية وإزالة مقومات الحياة الأساسية. وأما المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل فأكد أن ما يجري في حي الزيتون عملية إبادة. وذكر أن قوات الاحتلال تستخدم الروبوتات في تفجير المساكن بحي الزيتون، لافتًا إلى أن طواقم الدفاع المدني لا تستطيع التعامل مع المصابين في الحي. وأشار إلى أن الاستهداف الإسرائيلي يطال مبان مأهولة تتجاوز 5 طوابق دون أي تحذير مسبق، ويترافق مع حصار كامل للمناطق الجنوبية والشرقية من الحي، ومنع طواقم الإنقاذ من الوصول إلى الضحايا، ما فاقم المأساة الإنسانية. وبدعم أمريكي، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغز، خلّفت 61,827 شهيدًا، و155,275 مصابًا، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حي الزيتون حرب الإبادة العدوان على غزة نسف المنازل طائرات الاحتلال قوات الاحتلال منازل عائلات حی الزیتون إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصدر أوامر إخلاء لأهالي «حي الزيتون»

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة المتحدثة باسم «أوتشا» لـ«الاتحاد»: عواقب كارثية لتوسيع العمليات العسكرية في غزة البرلمان البلجيكي يناقش الاعتراف بدولة فلسطين

واصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، عمليات التدمير الواسع في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، مستخدماً «روبوتات مفخخة» وأحزمة نارية، ما أدى إلى انهيار عشرات المنازل، وارتكاب مجازر، أجبرت آلاف الفلسطينيين على النزوح.
يأتي ذلك وسط تهديدات إسرائيلية باحتلال ما تبقى من قطاع غزة، إذ عانى الحي على مدار الحرب الإسرائيلية من قصف مكثف دمر مساحات واسعة، فيما احتل الجيش أجزاء كبيرة منه ضمن ما يسميه «المناطق العازلة» الممتدة لمئات الأمتار داخل القطاع.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان، بأن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان حي الزيتون، وسط عمليات نسف المنازل وغارات مكثفة.
ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف منظمة لمنازل فلسطينيين في المناطق الجنوبية بالحي، باستخدام «روبوتات مفخخة»، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف، وإطلاق نار عشوائي.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت أحزمة نارية مكثفة على طول شارع 8 الرئيسي في الحي، بينما طال القصف مناطق متفرقة من حي «الصبرة» المجاور، وسط دمار واسع وخسائر فادحة في الممتلكات.
وأشارت تقديرات محلية إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 5 أيام أوقعت عشرات القتلى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها كانت داخل منازلها لحظة القصف.
وأفادت مصادر محلية بنزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى مناطق وسط وغرب مدينة غزة، بينما بقيت عشرات العائلات عالقة في مناطق خطرة يصعب وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني إليها بسبب شدة القصف.
وأمس الأول، قال متحدث بلدية غزة، حسني مهنا، إن حي الزيتون يمر بأسوأ أيامه منذ بداية التصعيد الجاري، جراء القصف الإسرائيلي الشديد والمتواصل، ما أدى إلى تضرر مئات المنازل، وتعرض السكان لمخاطر كبيرة.
وتأتي الحملة المكثفة على حي الزيتون، بعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية، قبل أسبوع، خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 51 قتيلاً، بينهم اثنان تم انتشال جثتيهما من تحت الأنقاض، إضافة إلى 369 إصابة.
وأوضحت الوزارة أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم حتى الآن.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 61827 شخصاً، فيما بلغ عدد الإصابات أكثر من 155 ألفاً.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يدمّر حي الزيتون ويُهجر سكانها قسرًا
  • الأورومتوسطي: "إسرائيل" تدمر حي الزيتون وتهجّر سكانه قسرًا
  • نسف منازل وتهجير.. حي الزيتون بغزة تحت الإبادة الإسرائيلية
  • إسرائيل تصدر أوامر إخلاء لأهالي «حي الزيتون»
  • الاحتلال ينسف منازل بحي الزيتون في مدينة غزة
  • تصعيد إسرائيلي مكثف في حي الزيتون: قصف ونسف منازل ومجازر بحق المدنيين
  • جمعية العودة الصحية تصدر نداءً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من الحياة في قطاع غزة
  • حي "الأمل".. الروبوتات المفخخة تُفقد ما تبقى منه بقلوب أهله
  • الاحتلال يقصف حي الزيتون.. مظاهرة في سان فرانسيسكو لوقف الإبادة الجماعية بغزة