16 غشت، 2025

بغداد/المسلة: في لحظة وُصفت بأنها «تاريخية»، أعلنت ممثلة السود العراقيين في البصرة زينب كرْملي أن أبناء الأقلية ذات البشرة السوداء سيحصلون للمرة الأولى على مقعد نيابي مستقل في البرلمان المقبل، مؤكدة أن الكوتا وإن بدت خطوة أولية إلا أنها تشكّل بداية مسار سياسي جديد لطائفة طالما عانت من التهميش السياسي والاجتماعي.

وارتفعت التطلعات داخل الأوساط الشعبية في البصرة التي تحتضن الكثافة الأكبر من السود العراقيين، حيث يرى ناشطون أن دخولهم البرلمان هو اعتراف متأخر بمواطنتهم الكاملة بعد قرن من الإقصاء الرمزي.

وقال الشاب حسن المياحي، وهو ناشط من جنوب البصرة: «نحن لا نبحث عن منحة ولا صدقة سياسية، بل عن استحقاق، هذا المقعد إن تحقق فسيكون بمثابة إعادة اعتبار لآبائنا الذين عاشوا غرباء في وطنهم».

وتكشف تصريحات كرْملي عن وعي سياسي بأن الكوتا ليست نهاية الطريق بل مدخل إلى نقاش أوسع حول إعادة توزيع القوة السياسية بما يعكس ثقل الأقليات، فهي تحدثت عن عدد سكاني يتجاوز المليوني نسمة ما يمنحهم ـ وفق معايير التمثيل النسبي ـ أكثر من مقعد واحد.

وهنا يظهر التحدي الأكبر، إذ أن البنية الحزبية العراقية التي تدار غالباً بمنطق الغلبة الطائفية والعشائرية قد لا تسمح بسهولة بتوسيع نطاق الحضور الأسود في البرلمان.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك يطرح سؤال الهوية السياسية للسود العراقيين، وهل سيكونون مجرد رقم ضمن معادلة الكوتا أم سيستثمرون لحظة الاعتراف ليشكلوا كتلة ضغط قادرة على فرض سياسات تخص قضاياهم في العمل والتمييز والتعليم.

وقال الناشط الأكاديمي علي عبد الرزاق، أحد أبناء البصرة: «لا نريد أن نُستخدم ورقة تجميلية لواجهة الديمقراطية، نريد أن نكون جزءاً من القرار السياسي لا هامشاً عليه».

وتتجلى في خطاب كرْملي محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين المظلومية التاريخية وبين مفهوم المواطنة الدستورية، فهي لم تخف قناعتها بأن التحدي القانوني ما زال قائماً في ظل غياب تشريعات صريحة تعترف بحق السود في تمثيل يتناسب مع حجمهم.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السيب يطلب استضافة مجموعته في كأس التحدي الآسيوي

عمان: ودّع نادي السيب منافسات بطولة دوري أبطال آسيا 2 بعد خسارته أمام جوا الهندي بهدفين لهدف واحد، ليلعب في دوري التحدي الآسيوي، حيث طلب السيب استضافة مجموعته في مسقط، وستقام القرعة يوم 28 أغسطس والتصفيات من 25 إلى 31 أكتوبر المقبل، ويشارك في تصفيات مجموعة الغرب كل من السيب والشباب من سلطنة عمان والكويت والعربي من الكويت والأنصار والصفا من لبنان وألتين أسير من تركمانستان وريجار من طاجيكستان وعبديش عطا وموراس يونايتد من قرغيزستان وباسندهورا من بنجلاديش وبارو من بوتان.

وكان السيب قد فرّط في التأهل بعد خسارته من جوا الهندي بنتيجة 2-1 في الدور التمهيدي، وتسببت أخطاء الحارس أحمد الرواحي الذي يُسأل عن الهدفين وكذلك السيطرة السلبية على مجريات المباراة في خسارة المباراة، ولم يستفد السيب من أفضليته في امتلاك زمام المبادرة وأهدر فوزا كان في المتناول، وسجل ديان دراجيتش (24) وخافيير سيفيريو (52) هدفي جوا، في حين أحرز ناصر الرواحي (60) هدف السيب.

جاءت بداية المباراة قوية من جانب السيب، حيث هدد المرمى منذ الدقيقة الثانية عندما أجبر ناصر الرواحي المدافع بول مورينو على إبعاد الكرة بطريقة أكروباتية، قبل أن يتصدى الدفاع لتسديدة زاهر الأغبري من داخل المنطقة، واحتاج أصحاب الأرض لبعض الوقت للدخول في أجواء اللقاء، وكادوا يفتتحوا التسجيل في الدقيقة التاسعة عندما انطلق دراجيتش من الجهة اليسرى وانفرد بالحارس، لكنه سدد كرة ضعيفة أمسكها أحمد الرواحي بسهولة.

وواصل السيب ضغطه، وكاد أن يهز الشباك في الدقيقة 23 حين افتك ناصر الرواحي الكرة بمهارة وفتح المساحة أمام عبدالعزيز المقبالي، الذي أطلق تسديدة مقوسة تصدى لها الحارس هريثيك تيواري ببراعة.

وبعد دقيقة واحدة فقط، أظهر جوا جودته الهجومية، حين أرسل بورخا هيريرا تمريرة طويلة ذكية إلى دراجيتش في الجهة اليسرى، فتجاوز الأخير تحدي الرواحي قبل أن يرسل كرة ساقطة متقنة فوق أحمد الخميسي لتسكن الشباك معلنة هدف التقدم.

شوط الحسم

في الشوط الثاني، واصل الفريق الهندي تفوقه، وكاد دراجيتش أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 52 بعدما تفوق بدنيا على مدافعي السيب وتوغل داخل المنطقة، مسددا كرة قوية أبعدها الحارس الرواحي بصعوبة. وترجم جوا أفضليته بعد لحظات فقط، حين نفذ هيريرا ركلة ركنية متقنة وصلت إلى خافيير سيفيريو الذي ارتقى فوق الجميع موجها كرة رأسية قوية في الشباك مسجلا الهدف الثاني. وقلّص السيب الفارق عند الدقيقة 60 عبر ناصر الرواحي الذي استغل تمريرة علي البوسعيدي العرضية داخل المنطقة ليضع الكرة في الشباك من مسافة قريبة، إلا أن محاولات فريق السيب للتعديل لم تكتمل، ليحسم جوا بطاقة التأهل إلى دور المجموعات، فيما سيواصل السيب مشواره القاري في دوري التحدي الآسيوي 2025-2026.

مقالات مشابهة

  • احباط محاولة الاستيلاء على عقارات بقيمة (٣) مليارات دينار في البصرة
  • صور يستدرج النصر ونادي عُمان يختبر قدراته أمام ظفار .. غدا
  • ترامب: لم اتوصل مع بوتين الى اتفاق كامل وسازور موسكو
  • عاجل | النجم الأردني يزن النعيمات على موعد مع التحدي في دوري نجوم قطر
  • الألواح الشمسية.. معركة العراقيين مع حرارة الصيف وابتزاز المولدات
  • من هارلم إلى الخليل.. تاريخ طويل من تضامن السود مع الفلسطينيين
  • الدبلوماسية أم التحدي.. خيار إيران بعد ضربات أمريكا وإسرائيل
  • الحكيم: العراق يعتمد سياسةَ الانفتاح في علاقاته الإقليمية
  • السيب يطلب استضافة مجموعته في كأس التحدي الآسيوي