أبرم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ووكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر SMEPS التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن، برعاية المشرف العام على البرنامج السفير محمد بن سعيد آل جابر، اتفاقية مشروع دعم الأسواق المحلية في الجمهورية اليمنية “MARKETS”، والذي يعد إحدى ثمرات اتفاقية التعاون الثلاثي المُبرمة بين كل من البنك الإسلامي للتنمية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ووزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية بتاريخ 11 جمادى الآخرة 1444 هـ الموافق 4 / 1 / 2023 بشأن التعاون الإنمائي في برامج التمكين الاقتصادي.

ويأتي المشروع في إطار معالجة التحديات الخاصة بسلاسل قيم الإنتاج الزراعي، وتحسين الوصول إلى الأسواق من خلال معالجة الفجوات الحالية في قطاعات التجارة والإنتاج ضمن سلاسل القيمة لثلاثة منتجات يمنية ذات أهمية اقتصادية في السوق المحلي والعالمي وهي القهوة والعسل والبصل.

كما يأتي المشروع بتنفيذ من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر كونها المؤسسة الوطنية الرائدة في مجال تطوير القطاع الخاص ودعم سلاسل القيمة، بمخصص مالي يبلغ إجماليه مليوني دولار أمريكي، يتم تمويله مناصفة بين البنك الإسلامي للتنمية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

وتشمل مخرجات المشروع المتوقعة إيجاد 1000 فرصة عمل، وتقديم التدريب على معايير الجودة الجديدة لـ 24 تعاونية أو مؤسسة وسيطة، بالإضافة إلى تدريب وتطوير 100 شركة متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة.

ويركز المشروع بشكل أساسي على تطوير سلسلة القيمة لمنتجات زراعية وهي العسل والبصل والقهوة، حيث ستحسن جودة المنتجات من خلال تطبيق أفضل ممارسات الزراعة والمعايير الدولية للفرز والتعبئة والعلامات التجارية والتسويق الخارجي، ثم تقديم الدعم الفني للمؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر والجهات الفاعلة في سلسلة القيمة ونشر المعرفة العملية لتعزيز وصولهم إلى الأسواق عالية القيمة والتمويل وإعداد خطط العمل المناسبة وأنظمة وطرق إدارة الأعمال لضمان الاستمرارية بالإضافة إلى إدارة المخاطر.

كما سيقدم المشروع حلول التجارة الإلكترونية من خلال إنشاء منصة للتجارة الإلكترونية ستربط الشركات في اليمن بالتجار خارج اليمن وستعزز السمعة والثقة والجودة لكل من العسل والقهوة المنتجة محليًّا، بالإضافة لتنسيق المعارض الخارجية والزيارات الإقليمية المتعلقة للمنشآت والجمعيات المتعلقة بسلاسل القيمة الاقتصادية المذكورة.

ويأتي المشروع مساهمًا في رفد التعافي والنمو الاقتصادي المحلي وتمكين القطاع الخاص ودعم تنمية القطاعات الحيوية في اليمن، حرصًا على دعم الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل كريمة في مختلف المجالات، ويقدم الدعم في مجال التمكين الاقتصادي وبناء وتنمية القدرات للمنظمات والأفراد ورفع قدرات المؤسسات الحكومية، سعيًا إلى رفع كفاءة وفعالية القدرات والكوادر اليمنية في شتى المجالات لتنفيذ الأدوار المنوطة بها، وتحسين الحياة اليومية في المحافظات اليمنية، وتحسين سبل العيش للشعب اليمني في أنحاء اليمن.

اقرأ أيضاًالمملكةسوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا عند مستوى 11546 نقطة

يذكر أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قدم “229” مشروعًا ومبادرة تنموية في مختلف المحافظات اليمنية خدمة للأشقاء اليمنيين في “7” قطاعات أساسية، هي: التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية بالإضافة إلى البرامج التنموية.

كما سبق التعاون بين البرنامج والوكالة في تنفيذ مشروع دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة، الذي نفذته الوكالة بين العامين “2021 – 2022” بدعم من البرنامج في أربع محافظات في اليمن “أبين، والضالع، ولحج وعدن” واستفاد منه أكثر من 1540 مستفيدًا في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والغاز الحيوي والقطاع السمكي، وشمل الدعم شراء الأصول الإنتاجية والتدريب الفني والتقني للحفاظ على مصادر وتحسين سُبل العيش والحصول على الغذاء.

هذا وقد عملت وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر سابقًا في مشاريع تنموية مختلفة لتنمية قطاع البُن منذ العام 2007 ابتداءً بدعم مزارعي وتجار البُن في استخدام تقنيات زراعية حديثة وفتح أسواق جديدة للقهوة المختصة، مرورًا بإقامة أول مؤتمر دولي في العام 2010، وتدريب متذوقي القهوة المتخصصين الذي أصبحوا اليوم روّاد قطاع القهوة في السوق اليمني، وكذلك حملة Coffee Break “2015” لإعادة إحياء هذا القطاع.

كما عملت أيضًا في تنمية قطاع العسل عبر دعم الجمعيات المحلية لإنتاج العسل ضمن المواصفات العالمية، وتوفير التقنيات الحديثة، وكذلك تعزيز ربط التجار اليمنيين بالسوق الخارجي، شملت التدخلات التنموية في قطاع الزراعة، دعم مزارعي البصل بالتقنيات الحديثة وشبكات الري لزيادة الإنتاج وتحسين الجودة.

وموّل البنك الإسلامي مشروع BRAVE وهو أحد أكبر مشاريع الوكالة في دعم استمرارية الأعمال لمنشآت القطاع الخاص، ضمن عدة مراحل استمرت ما بين “2016 – 2020 ” ويستمر في تقديم مجموعة من المساعدات الفنية والبرامج في عدد من القطاعات الاجتماعية لمساعدة الشعب اليمني.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور

يمانيون / تقرير خاص

 

تتمتع الجمهورية اليمنية بموقع جغرافي بالغ الأهمية جعل منها مطمعًا للقوى الإقليمية والدولية عبر العصور. تقع اليمن في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وتتحكم بمضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ما يجعلها مفتاحًا لتحكم القوى الكبرى في حركة التجارة العالمية والنفط.

 

البعد الاستراتيجي لموقع اليمن

يُعد موقع اليمن نقطة وصل حيوية بين القارات الثلاث: آسيا، إفريقيا، وأوروبا. تشرف اليمن على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، وهو أحد أهم المعابر البحرية التي تمر عبرها شحنات النفط والسلع من الخليج إلى أوروبا وأمريكا. ومن خلال جزرها الاستراتيجية كسقطرى وميون، تمثل اليمن بوابة بحرية فاصلة بين الشرق والغرب. وفقًا لمركز المعرفة للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يمتد مضيق باب المندب بطول 56 كم ويتوسطه جزيرة ميون، ويتجاوز عدد السفن العابرة له سنويًا 21 ألف سفينة، تنقل ما يقارب 4.8 مليون برميل نفط يوميًا و700 مليار دولار من البضائع سنويًا

 

الأطماع الاستعمارية عبر التاريخ

منذ القرن السادس عشر، توالت محاولات القوى الاستعمارية للسيطرة على اليمن. البرتغاليون، ثم العثمانيون، فالبريطانيون، سعوا إلى بسط النفوذ على هذه الأرض ذات الموقع الحيوي. البريطانيون نجحوا في احتلال عدن عام 1839، لكن لم يستطيعوا التوسع شمالًا بفعل مقاومة القبائل. أما العثمانيون، فقد اضطروا للانسحاب مرتين، بعد مقاومة قادها الأئمة الزيديون.

بحسب تقرير صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ظل اليمن منطقة نفوذ متنازع عليها بين الإمبراطوريات الكبرى بسبب مضيق باب المندب، لكن الاستعمار فشل في تحقيق سيطرة شاملة على كامل الجغرافيا اليمنية .

 

المحاولات الاستعمارية الفاشلة لاستعمار اليمن

رغم الأطماع المتكررة، فإن اليمن سجل سلسلة من الانتصارات الوطنية على قوى كبرى عبر التاريخ. في العصر القديم، فشلت حملات الرومان للسيطرة على جنوب الجزيرة رغم محاولات التحالف مع ممالك يمنية. وفي القرن السادس عشر، فشل البرتغاليون في السيطرة على المخا وعدن، رغم بعثاتهم البحرية المتكررة، بسبب المقاومة الشرسة من السكان المحليين .

أما في القرن التاسع عشر، اقتصرت سيطرة بريطانيا على عدن رغم محاولات التوسع نحو الشمال. القبائل اليمنية بقيادة الأئمة الزيديين خاضت مواجهات ضد قوات الاحتلال العثماني مرتين: الأولى انتهت بثورة الإمام القاسم (القرن 17)، والثانية بخروجهم عام 1918 بقيادة الإمام يحيى حميد الدين. يوضح المؤرخ عبد الباري طاهر أن اليمن “قاوم الاستعمار التركي والبريطاني على مدى أربعة قرون ولم يخضع إلا جزئيًا، وبقيت السيادة الشعبية قائمة في مناطق شاسعة”

 

البعد الاقتصادي والعسكري لموقع اليمن

منذ بداية العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي في 2015، تحول اليمن إلى محور صراع إقليمي ودولي، لأسباب جيوسياسية واقتصادية. السيطرة على باب المندب وسواحل اليمن تعني التحكم في حركة الملاحة العالمية. كذلك، تضم اليمن احتياطيات نفطية وغازية غير مستغلة، بالإضافة إلى ثروات معدنية مهمة.

يذكر مركز صنعاء للدراسات أن الجزر اليمنية، خصوصًا ميون وسقطرى، أصبحت أهدافًا استراتيجية لتواجد عسكري أجنبي، ما يهدد سيادة اليمن ويفتح الباب لصراعات إقليمية طويلة الأمد

 

مستقبل اليمن الجيوسياسي: التهديدات والفرص

يرى خبراء أن استقرار اليمن هو السبيل الوحيد لتحويل هذا الموقع الاستراتيجي إلى رافعة للتنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي. اليمن يمكن أن يتحول إلى مركز لوجستي وتجاري عالمي إذا توفرت له السيادة والاستقرار السياسي.

لكن في المقابل، يحذر مركز الجزيرة للدراسات من استمرار الأطماع الخارجية الذي قد يؤدي إلى تقسيم فعلي أو فرض وصايات طويلة الأمد على أجزاء من اليمن، خصوصًا الجزر والموانئ

 

تعزيز اليمن لموقعها الجغرافي بعد ثورة 21 سبتمبر

بعد الثورة، عملت اليمن على استثمار موقعها الاستراتيجي لتعزيز نفوذها الجيوسياسي عبر:

استعادة السيادة على الموانئ والمضائق: استعادت اليمن سيادتها على موانئ مهمة في البحر الأحمر وخليج عدن، مع التركيز على مضيق باب المندب الذي يمر عبره أكثر من 10% من تجارة النفط العالمية

تطوير استراتيجية الردع البحري والجوي: عبر تعزيز القدرات العسكرية وخاصة الطائرات المسيّرة والصواريخ، أصبحت اليمن قادرة على التحكم النسبي في الممرات المائية

تحوّل اليمن إلى مركز توازن إقليمي: أصبحت اليمن ورقة ضغط فعالة في ملفات الأمن البحري ومكافحة القرصنة والهجرة غير الشرعية

بناء محور تحالفات إقليمية مقاومة: تعزيز التحالفات مع إيران وسوريا وحزب الله منح اليمن نفوذًا سياسيًا إقليميًا .

تعزيز الدور الجيوسياسي في الصراع الدولي: أصبحت اليمن نقطة اختبار في معادلات التجارة الدولية وأمن المضائق البحرية

خاتمة

من عدن إلى سقطرى، ومن الجوف إلى تعز، تروي الجغرافيا اليمنية قصة أمة لا تنحني. وعلى مر القرون، فشلت القوى الاستعمارية في إخضاع اليمن كليًا، وبقي الشعب اليمني حارسًا لأرضه رغم الظروف. واليوم، في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية والدولية، تظل اليمن لاعبًا أساسيًا في معادلة الأمن الجيوسياسي للمنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • الأمير الحسن يشهد توقيع اتفاقية توأمة بين موقع أم قيس ومدينة إركولانو الإيطالية
  • توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الاقتصاد والصناعة وبرنامج الأغذية العالمي لدعم المخابز من مادة الدقيق
  • وضع حجر الأساس لمشروع الملعب المعشب بفريق الكور ببهلا
  • السيد ذي يزن وولي عهد دبي يشهدان توقيع اتفاقية تطوير وتشغيل المرحلة الأولى من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة
  • توقيع اتفاقية استثمارية بين شركتين عُمانية ومصرية بـ2.6 مليون دولار
  • توقيع اتفاقية تعاون بين قطاعي التعليم العالي والتضامن
  • التنمية المحلية: تحسين الخدمات لـ 8.2 مليون مواطن في 4 محافظات
  • بناء الإنسان أولوية.. برلمانية: 4 أهداف رئيسية لمشروع الجينوم الرياضي
  • دولة عربية تستهدف توقيع 32 اتفاقية التزام بترولية وغازية جديدة خلال 2025
  • اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور