هالة الخياط (أبوظبي)
سلط المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم، الذي انطلقت أعماله أمس في أبوظبي، الضوء على الابتكارات والتقنيات الحديثة المستخدمة في حماية أشجار القرم وتنميتها، لاسيما أن %50 من النظم البيئية للقرم في العالم مهددة بالانهيار بحلول عام 2050.
ويأتي إطلاق فعاليات الدورة الأولى من المؤتمر في إطار عام الاستدامة الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت مظلة مبادرة القرم - أبوظبي واستراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي، وبتنظيم من هيئة البيئة – أبوظبي.


ويجمع المؤتمر، الذي تختتم فعالياته غداً في فندق باب القصر، أكثر من 500 مشارك من الخبراء وصناع القرار والأكاديميين والباحثين، لمناقشة التحديات العالمية الملحة التي تواجه غابات القرم، وأفضل الممارسات الدولية في مجال إعادة تأهيل أشجار القرم والمحافظة عليها.
وقالت رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، في كلمتها الافتتاحية: المؤتمر يجسد التزام القيادة الرشيدة بحماية البيئة.
وأضافت: «إن أشجار القرم، بقدرتها الفريدة على تخزين الكربون، وحماية السواحل، ودعم التنوع البيولوجي، تُعدّ عنصراً أساسياً في معالجة تحديين رئيسين هما، فقدان التنوع البيولوجي، وتغير المناخ. ومع ذلك، فإن هذه الأشجار تواجه تهديدات غير مسبوقة، حيث إن 50% من النظم البيئية للقرم في العالم مهددة بالانهيار بحلول عام 2050».
وأكدت، أن المؤتمر يوفر أرضية لتعزيز العمل الجماعي والتعاون، في إطار المبادرات العالمية، مثل مبادرة تنمية القرم، التي تحظى بدعم تحالف القرم من أجل المناخ والتحالف العالمي للقرم، بما يضمن مستقبلاً مستداماً لهذه الغابات. 

أخبار ذات صلة خبراء: الإمارات تقود النقاش الدولي لتعزيز «الأمن الفضائي» وتسرّع الحلول سعود بن صقر وسفير بلجيكا يبحثان علاقات التعاون

من جانبها، أكدت الدكتورة شيخة الظاهري، أمين عام هيئة البيئة- أبوظبي أن «أشجار القرم تعتبر حصن الطبيعة - فهي تمتص الكربون، وتحمي السواحل، وتعد ملاذاً للتنوع البيولوجي. ويوفر المؤتمر منصة مثالية لمعالجة هذه التحديات من خلال تعزيز التعاون الدولي المشترك».
وسلطت الظاهري الضوء على الجهود الرائدة التي تبذلها أبوظبي. 
وقالت: «هنا في أبوظبي، أدركنا منذ فترة طويلة أهمية حماية واستعادة التنوع البيولوجي لدينا. وكشفت دراساتنا الميدانية أن مساحة أشجار القرم في إمارة أبوظبي قد زادت من نحو 9.100 هكتار في عام 1987 إلى 17.600 هكتار بحلول عام 2020. وتؤكد هذه الجهود، جنباً إلى جنب مع مبادرة القرم- أبوظبي، التزامنا باستخدام النهج العلمي والمبتكر في عمليات إعادة التأهيل».
وأشادت الظاهري بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيرة إلى أن رؤيته الحكيمة وضعت الأساس لبرامج ومبادرات حماية البيئة في الدولة. 
أكد أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، أن الهيئة تميزت باستخدامها التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في زراعة أشجار القرم.
وأشار في تصريح لـ «الاتحاد»، إلى أن هيئة البيئة – أبوظبي تعد أول مؤسسة تقوم بزراعة أشجار القرم على نطاق واسع باستخدام المبادئ البيئية التي تعززها تقنية الطائرات من دون طيار، حيث تعد هذه الطريقة لزراعة أشجار القرم مبتكرة، وجديدة نسبياً.

الحياة البرية 
أكد الدكتور أندرو تيري، مدير الحفظ والسياسات في جمعية علم الحيوان في لندن، على أهمية أشجار القرم وقال: تعد أشجار القرم، وغيرها من الموائل الساحلية الرئيسة من أبطال الطبيعة، حيث تؤدي وظائف حيوية للإنسان والحياة البرية على حد سواء. وعلى مدى العقد الماضي، شهدنا زيادة هائلة في الاهتمام بدعم تعافي أشجار القرم، وخاصة من القطاع الخاص، ومن خلال العمليات الحكومية الدولية، ونحن بحاجة إلى التأكد من أن هذه الجهود تستند إلى الأدلة، ومنصفة محلياً. 

جلسات
تستعرض جلسات المؤتمر الدروس المستفادة من مشاريع إعادة تأهيل أشجار القرم والتحديات التي تواجهها حول العالم.
ومن خلال المناقشات واللجان المتخصصة، يسعى المشاركون إلى تحديد مسارات لتحقيق برامج مستدامة ومؤثرة لإعادة تأهيل هذه الأشجار الفريدة.
وشهدت جلسات اليوم الأول تقديم محاضرة بعنوان «تحقيق استعادة متكاملة لأشجار القرم من أجل الطبيعة والمناخ والإنسان»، وتبع المحاضرة حلقة نقاشية تناولت قضايا مهمة مثل دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إعادة التأهيل، ودور الشركاء، وإمكانية استخدام أرصدة الكربون الناتجة عن أنشطة إعادة التأهيل، وأهمية إشراك المجتمع المحلي.
ويسلط المؤتمر الضوء على مبادرة القرم أبوظبي، التي أُطلقت في عام 2022 كمنصة شاملة للمشاريع المحلية والدولية لحماية أشجار القرم والكربون الأزرق. 
وتدمج المبادرة تقنيات حديثة لإعادة التأهيل والمراقبة، ما عزز من مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للبحث والابتكار في استعادة أشجار القرم.
ومن المتوقع أن تضع المناقشات في المؤتمر أساساً للتقدم المستمر في مجال حماية أشجار القرم، مع استمرار التعاون بين مبادرة القرم - أبوظبي وشركائها العلميين الدوليين البالغ عددهم 11 شريكاً، وانضمت هيئة البيئة – أبوظبي رسمياً إلى تحالف القرم العالمي كأحد الأعضاء الرئيسيين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أشجار القرم القرم زراعة القرم الإمارات أبوظبي هيئة البيئة في أبوظبي هيئة البيئة بيئة أبوظبي شيخة الظاهري رزان المبارك التنوع البیولوجی إعادة التأهیل مبادرة القرم أشجار القرم هیئة البیئة

إقرأ أيضاً:

منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية

أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أن المشروعات المقترحة للاستثمار يجب أن تعتمد على الهوية البيئية والتراث الثقافي لكل محمية، وأن تسهم في رفع جودة التجربة السياحية دون الإضرار بالموارد الطبيعية، لاسيما أن المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة تؤهلها لتكون مقصدًا مميزًا للسياحة البيئية العالمية.


جاء ذلك خلال  اجتماع وزيرة البيئة مع أحد المستثمرين لبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية، وذلك بحضور الأستاذة ياسمين سالم مساعد الوزيرة للتنسيقات الحكومية، والأستاذة هدى الشوادفي، مساعد الوزيرة للسياحة البيئية، والأستاذ محمد معتمد، مساعد الوزيرة للتخطيط والاستثمار، والدكتور محمد صلاح مساعد الوزيرة للشئون القانونية، والمستشار محمد منسي، مستشار الوزيرة للشئون القانونية ، واللواء ا. ح خالد عباس رئيس قطاع حماية الطبيعة ، والدكتور تامر كمال رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي.

وأكدت الدكتورة منال عوض خلال الاجتماع أن الدولة تضع الاستثمار البيئي على قائمة أولوياتها خلال المرحلة الحالية، باعتباره أحد المسارات الواعدة لتنمية موارد المحميات الطبيعية وتعزيز الاقتصاد الأخضر، فضلاً عن دوره في دعم السياحة البيئية التي تشهد إقبالًا متزايدًا محليًا ودوليًا.


وشددت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة على أن أي استثمار داخل المحميات الطبيعية يجب أن يتم وفق ضوابط صارمة تضمن حماية النظم البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية من أي ضغوط أو تأثيرات سلبية، موضحة أن الوزارة تتبنى نهجًا يقوم على الدمج بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الطبيعة، من خلال مشروعات تراعي خصوصية كل محمية وتستخدم مواد وتصميمات متناغمة مع البيئة المحيطة.


كما أكدت د. منال عوض أن المشروعات المقترحة يجب أن تعتمد على الهوية البيئية والتراث الثقافي لكل محمية، وأن تسهم في رفع جودة التجربة السياحية دون الإضرار بالموارد الطبيعية، لاسيما أن المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة تؤهلها لتكون مقصدًا مميزًا للسياحة البيئية العالمية.


وخلال الاجتماع، شددت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة على ضرورة تقديم الدراسات الفنية والبيئية التفصيلية الخاصة بالمشروع، بما يشمل تقييم التأثيرات البيئية، وخطط الإدارة المستدامة، وآليات الحد من أي تأثيرات محتملة على الموارد الطبيعية ليتم  عرضها على خبراء قطاع حماية الطبيعة والجهات الفنية المختصة داخل الوزارة، لدراستها بدقة قبل إصدار أي موافقات، وذلك لضمان توافقها مع الاشتراطات البيئية وقواعد الاستثمار داخل المحميات.

ولفتت الدكتورة منال عوض أن الدولة ترحب بالشراكة مع القطاع الخاص في مشروعات السياحة البيئية، شريطة الالتزام الكامل بالمعايير والضوابط البيئية التي تضمن حماية المحميات وصون مواردها الطبيعية للأجيال القادمة.


جدير بالذكر ان وزارة البيئة تعمل على تطوير البنية التحتية البيئية بالمحميات، وتحسين خدمات الزوار، وتطبيق منظومة حديثة لإدارة الأنشطة السياحية، بالتعاون مع القطاع الخاص والاستثماري بما يضمن تحقيق التوازن بين التنمية وحماية الطبيعة، ويعزز من مكانة مصر كدولة رائدة إقليميًا في إدارة المحميات الطبيعية.

طباعة شارك وصون مواردها الطبيعية تقديم الدراسات الأنشطة السياحية

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: هجوم أوكراني عنيف على القرم يطال مصفاة النفط ومحطات الطاقة
  • بروميثيوس.. كيف قاد خطأ علمي إلى قطع أقدم شجرة عرفها العالم؟
  • أشجار السدر المعمّرة في وادي الهلالي.. إرث طبيعي نادر شرق عرعر
  • منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية
  • أبو سنة: مصر تدعو لتحويل الحلول البيئية إلى إجراءات قابلة للتنفيذ
  • الاحتلال يُجرف مئات أشجار الزيتون في سهل ترمسعيا شمال رام الله
  • رئيس معهد التخطيط القومي… يبحث فرص التعاون المشترك بين المعهدين
  • مؤتمر عمان للأمراض الجلدية يستعرض أحدث التطورات في مجالات التشخيص والعلاج
  • مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة
  • جيش الاحتلال يقتلع مئات أشجار الزيتون جنوب نابلس