بداية مرحلة جديدة لبناء سوريا.. الجولاني يدعو السوريين إلى الاحتشاد في الميادين احتفالًا بسقوط النظام
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
في وقت تشهد فيه سوريا تحولاتٍ جوهرية على الصعيدين السياسي والعسكري، وجه قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع الملقب بـ "أبو محمد الجولاني"، رسالة إلى الشعب السوري دعاهم فيها إلى النزول إلى الميادين للاحتفال بانتصار الثورة المباركة وسقوط النظام السوري.
تفاصيل الخطابفي كلمة بثت عبر منصات هيئة تحرير الشام، دعا الجولاني الشعب السوري إلى "الاحتشاد في الميادين للتعبير عن الفرح بعد سقوط النظام، دون اللجوء إلى العنف أو ترويع المدنيين".
وقال: "أود أن أبارك للشعب السوري العظيم انتصار الثورة المباركة، وأدعوهم للتجمع في الميادين بفرحٍ صادق، بعيدًا عن إطلاق الرصاص".
وأكد على أهمية أن تكون هذه اللحظات تاريخية تُعبّر عن "فرحة شعب انتصر في معركته من أجل الحرية"، مع ضرورة ضمان أمن المدنيين خلال هذه الاحتفالات.
من جهة أخرى، لفت الجولاني إلى ضرورة التعاون بين كافة أطياف الشعب السوري في المرحلة المقبلة، قائلًا: "إن المرحلة المقبلة تتطلب منا العمل معًا لبناء سوريا جديدة تكون نموذجًا في الحرية والكرامة".
هذا الحديث يبرز رغبة الجولاني في بناء تماسك داخلي ضمن الفصائل المسلحة والسكان المحليين على حد سواء، خاصة مع اقتراب مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري.
التطورات العسكرية والسياسيةتأتي هذه الدعوة في وقت حساس تشهد فيه سوريا تطورات متسارعة، حيث سيطرت الفصائل المسلحة مؤخرًا على عدة مدن سورية رئيسية، في وقت انسحب فيه الجيش السوري من بعض المواقع الاستراتيجية.
وقد أسفرت هذه التحولات عن سقوط العاصمة دمشق في أيدي هذه الفصائل، وهو ما دفع الرئيس السوري بشار الأسد إلى مغادرة البلاد متوجهًا إلى موسكو في بداية الأسبوع.
وقد أثار هذا التقدم السريع للفصائل المسلحة العديد من التساؤلات حول مستقبل النظام السوري، وسط تغييرات حاسمة في قيادة البلاد وتنامي الحديث عن مرحلة انتقالية قد تفتح الباب أمام شكل جديد للحكم في سوريا.
كما أن مشهد سيطرة الفصائل المسلحة على مؤسسات الدولة مثل مبنى الهيئة العامة للتلفزيون يعكس حجم الاضطراب الذي تشهده البلاد في هذه اللحظات الحرجة.
فمنذ 2011، شهدت سوريا اندلاع حرب مدمرة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، التي بدأت تطالب بالإصلاحات السياسية ثم تحولت إلى نزاع واسع النطاق، وخلال هذه السنوات نشأت مجموعات عدة أبرزها هيئة تحرير الشام، التي اتخذت من الشمال السوري مقرًا لها، حيث تصدرت الأحداث العسكرية في تلك المناطق.
ورغم محاولات النظام السوري لاستعادة الأراضي عبر حملات عسكرية، فإن تقدم الفصائل المعارضة في الآونة الأخيرة يعكس تحولًا دراماتيكيًا في مجريات الحرب.
التحديات المقبلةبينما يستمر الجولاني في تمرير رسائل إيجابية عن مستقبل سوريا وضرورة بناء دولة موحدة بعد "الانتصار"، تظل التحديات الداخلية والخارجية قائمة.
فالتعاون بين الفصائل المسلحة، والمصالحة مع مكونات المجتمع السوري المختلفة، ستكون محورية في تشكيل مستقبل البلاد، كما أن التحركات الدولية، بما في ذلك الدور التركي والقطري، قد تلعب دورًا مهمًا في تحديد خريطة الطريق المقبلة لسوريا بعد أسقاط النظام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أبو محمد الجولاني احتفالات أحمد الشرع اطلاق الرصاص إطلاق الإحتفالات الاضطراب الاحتشاد اقتراب التطورات العسكرية الجيش السورى التعاون التساؤلات السكان المحليين الفصائل المسلحة النظام السوری
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: إيران تُزعزع استقرار سوريا والجولاني يواجه تحديات داخلية وخارجية
قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إنّ: "إطلاق النار في مرتفعات الجولان، يكشف عن واقع معقد يواجهه الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، ففي الوقت الذي يسعى فيه إلى ترسيخ حكمه وتحقيق الاستقرار في سوريا، تعمل قوى على الإطاحة به".
وأضافت الصحيفة في تقرير للكاتبة مايا كوهين، أنّ: "العقيد (احتياط) والباحث في مركز القدس للشؤون العامة والأمنية، جاك نيريا، أوضح أنّ: إطلاق النار من قرية تفتسين، وهي قرية فلسطينية، يعني في الواقع عدم وجود أي تدخل للنظام هنا على الإطلاق، وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها إيران تقويض نظام الجولاني".
وتابعت: "الحالة الراهنة ليست استثناءً، بل هي جزء من نمط أوسع من التدخل الإيراني الهادف لزعزعة استقرار سوريا". مبرزة أنّ: "نيريا يستذكر الأحداث التي وقعت في المنطقة العلوية قبل بضعة أشهر، حيث وقعت المجزرة هناك، أي ما تبقى من الفرقة الرابعة بقيادة ابن شقيق بشار الأسد، إلى جانب أحد قادة الفرقة وبمساعدة حزب الله".
"كان ذلك الحدث، وفقًا لنيريا، ردا من الجماعات الموالية للنظام التي جاءت من إدلب وارتكبت مجازر بحق السكان، وهو في الأصل عملٌ دبرته إيران بعناية لزعزعة الاستقرار وإسقاط نظام الجولاني" استرسل التقرير نفسه.
وأردف: "رغم التحديات، يعتقد نيريا أن الجولاني ينجح تدريجيا في ترسيخ حكمه. وإن مجرد قيامه بمهامه وتوقيعه اتفاقيات، مثل اتفاقيات مع شركة "كل الجسور" لإنتاج الكهرباء في سوريا؛ وإخلاء الأمريكيين لحقول النفط والغاز السورية، يشير إلى مأسسة النظام"، مضيفا: "هناك بوادر سيطرة هنا، وهذه ليست النهاية بعد. لأنه كما ذكرت، لا تزال هناك بقايا من النظام القديم وأنشطة إيران".
وأورد التقرير: "ليس هذا هو الخطر الذي قد يُسقط نظامه، بل الخطر الحقيقي هو من الداخل. قد يثور ضده جهاديون سابقون، دمجهم الجولاني في الجيش السوري، وخاصةً في كل ما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وأبرز: "في السياق الإسرائيلي، يُشدد نيريا على المعضلة التي تواجهها إسرائيل تجاه النظام الجديد. فمن جهة، تُطالب الجولاني بالحفاظ على الهدوء على طول الحدود، ومن جهة أخرى، قد تُضرّ ردود الفعل الإسرائيلية باستقرارها".
واختتم التقرير بالقول إنّ: "الحل، بحسب نيريا، يكمن في التفاهم المتبادل: ما فعلته إسرائيل ردًا على ذلك هو قولها للجولاني: لقد تعهدتَ بالهدوء، فالزم الهدوء، وإلا فسنتعامل مع هذا الأمر".
واستطرد: "الرسالة الإسرائيلية واضحة: سنطبق نفس السياسة التي نطبقها في لبنان. صحيح أن لبنان وقّع اتفاق وقف إطلاق نار، لكننا نرى أن وقف إطلاق النار لا يُطبّق فعليًا، ونهاجم بمجرد أن نرى وجود تهديد لإسرائيل، وقد يحدث الشيء نفسه من الجانب السوري أيضا".