أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية أن موافقة مجلس الوزراء على إنشاء غرفة لتطوير واستصلاح الأراضي الصحراوية تابعة لاتحاد الصناعات يعكس حرص الحكومة على تنسيق وتكثيف جهود القطاع الخاص في تعمير الصحراء من أجل زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية وتقليل الاستيراد وتسريع معدلات النمو ولكن هناك تحديات يجب حسمها وأولها الضرائب.

وقال المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إن المساحة الكلية المنزرعة في مصر 9.7 مليون فدان تمثل أقل من 4% من مساحة مصر.

وأشار إلى أنه في ظل الزيادة السكانية السريعة و التعديات غير المسبوقة علي الأراضي الزراعية في الدلتا أصبح الاتجاه إلي تعمير الصحراء ضرورة من أجل توفير احتياجات مصر من الحاصلات الزراعية ووقف نزيف الدولارات في استيراد المحاصيل الأساسية وتقليل ارتفاع أسعار السلع المحلية و منع التصحر للحفاظ علي البيئة.

وأوضح المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، أن رؤية مصر 2030 تستهدف تحقيق نمو سنوي في القطاع الزراعي بنسبة 4.5% و زيادة مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي إلي 20% من 14.7 %  في الوقت الحالي.

وقال ان الدولة تسعي لإضافة 4 ملايين فدان من خلال التوسع في زراعة الأراضي الصحراوية عن طريق العديد من المشروعات أبرزها مشروع توشكي بمساحة 1.1 مليون فدان ومشروع تنمية شمال و وسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان ومشروع تنمية الريف المصري بمساحة 1.5 مليون فدان بالإضافة إلى مشروعات في جنوب الصعيد والوادي الجديد بمساحة 650 ألف فدان.

وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي صدق أيضا علي تعديل القانون رقم 143 لسنة 1981 للسماح بملكية الأجانب في الأراضي الصحراوية بحد أقصي 49% مع معاملة مواطني الدول العربية معاملة المصريين في ملكية الأراضي الصحراوية وذلك لجذب الاستثمارات الأجنبية و العربية للمساهمة في تعمير الصحراء.

وقال مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إن أرباح منشآت استصلاح الأراضي الصحراوية معفاة من الضرائب لمدة 10 سنوات ولكن تاريخ بداية الإعفاء محل نزاعات قضائية بين المستثمرين و الضرائب وهي نقطة تحتاج الحسم إلي جانب ضريبة الأطيان لتشجيع الاستثمار في تعمير الصحراء.

ووتابع أننا نطالب أيضا بتقديم حوافز مالية للمستثمرين من خلال قروض ميسرة بالإضافة إلى توفير السلالات النباتية والحيوانية الحديثة لزيادة الإنتاجية وتكوين مشروعات متكاملة في الأراضي الصحراوية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الوزراء اخبار مصر مال واعمال مصلحة الضرائب خبراء الضرائب أشرف عبد الغني المزيد الأراضی الصحراویة خبراء الضرائب

إقرأ أيضاً:

كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقافية بين الشرق والغرب؟

بخطى ثابتة وبشغف لا يخبو، تخوض الدكتورة يون أون كيونغ رحلة طويلة ومثيرة في ميدان الدراسات العربية والإسلامية من كوريا الجنوبية إلى العواصم العربية وتعتبر مشاركتها في "المؤتمر الدولي للاستشراق" في الدوحة فرصة فريدة لعرض جهودها في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب.

وكأستاذة في جامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" ورئيسة للجمعية الكورية للدراسات الإسلامية، تحمل يون على عاتقها مهمة صعبة: تقديم صورة موضوعية ومنصفة عن العرب والمسلمين في بلدٍ تتشكل معرفته عن الآخر عبر مرآة الإعلام الغربي. وبين قاعات المحاضرات ومشاريع الترجمة، تسعى جاهدة لكسر الصور النمطية وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وفي هذا الحوار مع الجزيرة نت، تفتح الدكتورة يون قلبها وعقلها لتحدثنا عن تحديات المستعربين الكوريين، ودور الترجمة في بناء الجسور، وتجربتها الشخصية في تدريس العربية، وتحليل الخطاب الإعلامي حول الإسلام، وتقدّم رؤيتها الأكاديمية في زمن يزداد فيه التباعد بين الثقافات بدلًا من التقارب.

والدكتورة يون واحدة من الشخصيات البارزة في مجال الدراسات العربية والإسلامية في كوريا الجنوبية. وتمتد مسيرتها المهنية الأكاديمية إلى العديد من المناصب القيادية، حيث شغلت سابقا منصب وكيلة كلية اللغات والثقافات الآسيوية ورئيسة قسم العربية في نفس الجامعة، بالإضافة إلى دورها كمستشارة ومديرة في عدة لجان أكاديمية وتعليمية على مستوى كوريا الجنوبية.

فماذا تقول عن واقع الدراسات العربية في كوريا؟ وكيف ترى مستقبل الحوار بين الشرق والغرب؟ وهل يمكن للثقافة أن تكون أكثر تأثيرًا من السياسة؟

ما انطباعك الشخصي عن مشاركتك بالنسخة الأولى من "المؤتمر الدولي للاستشراق" بالدوحة وكيف تقيّمين دورها في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب؟

سرني وشرفني شخصيا أن أشارك في مثل هذا المؤتمر الموقر، وهو النسخة الأولى من "المؤتمر الدولي للاستشراق" في الدوحة. وأنا مستعربة ومتخصصة في اللغة العربية والثقافة العربية والإسلامية، وهذه هي تجربتي الأولى في حضور هذا المؤتمر الدولي المتعلق بالاستشراق.

إعلان

ولقد لاحظت وجود عدد كبير من الضيوف والعلماء البارزين من مختلف دول العالم، من الشرق والغرب، حيث يلتقيان هنا في الدوحة التي أصبحت بحق همزة وصل بين الحضارتين، ومنبرا لتبادل الثقافات بين الشرق والغرب.

وأعتقد أن هذا إنجاز رائع، وسيساهم في تعزيز مكانة الدوحة لتكون عاصمة للثقافة والفنون، ومركزا للحوار الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب.

كما أشير إلى أن المؤتمر شهد عددا من الجلسات المهمة. ولقد حضرت بعض هذه الجلسات، واستمتعت كثيرا بآراء المتحدثين، واستفدت منها بشكل كبير.

ما أبرز التحديات التي يواجهها المستعربون الكوريون في تقديم صورة موضوعية عن العالم العربي والإسلامي، وكيف تسعون لتصحيح الصور النمطية السائدة؟

هناك العديد من الإشكاليات التي نواجهها نحن المستعربين الكوريين في الوقت الحاضر. كما ذكرت في جلستنا، فإنه حتى الآن تم إصدار أكثر من 15 ألف كتاب في كوريا تتناول العربية وآدابها، ودراسات الشرق الأوسط، والدراسات المتعلقة بالإسلام. إلا أن أقل من 10% من هذه الكتب ألفها متخصصون كوريون في اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية، أما الغالبية العظمى فهي ترجمات من كتب غربية مكتوبة بالإنجليزية.

ولذلك، فإن كثيرا من هذه الكتب تعاني من قيود منهجية، وتقدم رؤية من منظور غربي قد يكون غير منصف أو إيجابي تجاه العالم العربي والإسلامي.

ولهذا السبب، نحن كمستعربين كوريين، نسعى بكل ما أوتينا من جهد إلى تعريف الجمهور الكوري العام بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية بصورة صحيحة وموضوعية. وذلك لأن معظم الكوريين يحملون صورا نمطية غير إيجابية، وأحيانا سلبية جدا، عن العالم العربي والإسلامي، نتيجة لاعتمادهم في معلوماتهم على وسائل الإعلام الغربية، التي غالبا ما تنقل صورة مشوهة أو غير دقيقة.

ومن هنا، فإننا نعمل بجد على تصحيح هذه الصور النمطية، وعلى تقديم صورة عادلة ومتوازنة للعالم العربي والإسلامي في الوعي الكوري العام.

كيف أثرت الخلفية التاريخية والسياسية لكوريا على تصورات الأجيال القديمة تجاه العالم العربي والإسلامي، وما الدور الذي لعبته وسائل الإعلام الغربية في تشكيل هذه التصورات؟

أنا أتفق معكم تماما، ولكن كما ذكرت، فإن الأجيال القديمة من الكوريين لديهم صورة غير إيجابية تجاه العالم العربي والإسلامي. ويعود السبب في ذلك إلى الخلفية التاريخية لكوريا، حيث كانت تحت الاستعمار الياباني لفترة طويلة، ولم تنل استقلالها من براثن الاحتلال الياباني إلا عام 1945، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.

ثم اندلعت الحرب الكورية بين شطري البلاد، وفي تلك المرحلة تكون نمط التفكير السائد لدى معظم الكوريين، حيث أصبحوا مؤيدين للولايات المتحدة والنموذج الغربي عموما، مما جعلهم يعتمدون في تلقي المعرفة والمعلومات، بما في ذلك ما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي، على وسائل الإعلام الغربية.

كيف ترين دور حركة الترجمة بين العربية والكورية في تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين، وما الخطوات اللازمة لتوسيع هذا الجسر المعرفي مستقبلا؟ إعلان

عند الحديث عن حركة الترجمة بين اللغتين العربية والكورية، لا بد من الإشارة إلى تاريخ العربية في كوريا، حيث بدأ تعليمها عام 1965، مع تأسيس أول قسم متخصص في تعليم العربية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" الواقعة في العاصمة سول.

ويحتفل هذا القسم هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه، وقد تخرج منه خلال هذه الفترة أكثر من 10 آلاف خريج، يلعبون أدوارا ريادية في تعزيز العلاقات الثنائية بين كوريا والعالم العربي، سواء في مجال الترجمة أو مجالات أخرى. كما تم افتتاح برنامج دراسات عليا في قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة نفسها، يشمل مرحلتي الماجستير والدكتوراه.

ومن خلال هذه البرامج، تخرج حتى الآن 110 من الحاصلين على درجة الماجستير، و24 حاصلا على درجة الدكتوراه، وقد تناولت رسائلهم العلمية موضوعات متنوعة، وركز بعضها على الأدب العربي، وخاصة أعمال أدباء بارزين مثل غسان كنفاني ونجيب محفوظ.

وفي هذا السياق، قام عدد من هؤلاء الباحثين بترجمة العديد من الأعمال الأدبية العربية إلى الكورية، ومن أبرزها رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، وأعمال مختارة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني. وقد بلغ عدد الأعمال الأدبية العربية التي ترجمت إلى الكورية حتى الآن أكثر من 60 عملا.

كما تمت أيضا ترجمة بعض الأعمال الأدبية الكورية إلى العربية، والتي يقدر عددها بما بين 20 و30 عملا، إلا أن هذا العدد لا يزال غير كاف.

أما الكاتبة الكورية هان كانغ، الحائزة على جائزة نوبل للآداب العام الماضي، فقد قد حصلت سابقا على جائزة "البوكر" وقد ترجمت بعض أعمالها إلى العربية، من بينها رواية "النباتية" التي تتميز بأسلوبها الشعري في السرد، وتعبر من خلالها عن الصدمات التاريخية التي خلفتها الحرب الكورية.

ولذلك، نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من الترجمة المتبادلة، سواء من العربية إلى الكورية، أو العكس، لتعميق الفهم الثقافي المتبادل بين العالمين العربي والكوري.

كيف يسهم المنهج الأكاديمي المتوازن بقسم اللغة العربية بجامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" في تعزيز فهم الطلاب الكوريين للغة والثقافة العربية والإسلامية؟

في قسم العربية بجامعة "هانكوك للدراسات الأجنبية" نسعى دائما بكل ما أوتينا من جهد إلى تحقيق التوازن الأكاديمي بين المواد المتعلقة بالعربية وآدابها. ولذلك، في السنتين الأولى والثانية، نركز على تدريس المواد الأساسية في اللغة، مثل القواعد والكتابة والقراءة والمحادثة، بمستوييها: المبتدئ والمتوسط. كما ندرس مواد تعنى بفهم الدراسات العربية والمجتمع العربي، وذلك لتعزيز الخلفية الثقافية للطلاب.

أما في السنتين الثالثة والرابعة، فنقدم مجموعة متنوعة من المواد الاختيارية، مثل: السياسة والاقتصاد والأدب والتاريخ والدراسات الدبلوماسية، إضافة إلى مواد تعنى بالمقارنة بين العربية الفصحى واللهجات العامية، بل وحتى دراسات في القرآن الكريم.

ونحن نؤمن بأن تحقيق التوازن العلمي بين اللغة والثقافة ضروري، فالثقافة نافذة للتعرف على شعوب العالم العربي، كما أن الأدب يعكس جوهر التجربة الإنسانية بهذه المجتمعات. لذا، وفي هذا السياق، نحاول تعريف الطلاب الكوريين ولو بجزء بسيط من الأعمال الأدبية البارزة، أو بعض الآيات القرآنية، بهدف تعميق فهمهم للثقافة والحضارة العربية والإسلامية بشكل صحيح وموضوعي.

مقالات مشابهة

  • اتحاد الغرف التجارية: مخزون السلع آمن.. والدولة تعمل على تنويع مصادر الاستيراد
  • قطر تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية
  • الحكومة البريطانية تُلجم لوبيات جزائرية في أروقة البرلمان وتجدد دعمها للحكم الذاتي
  • الزراعة تؤكد التزامات مصر الوطنية في مجال مكافحة التصحر وتعزيز استدامة الأراضي
  • المؤتمر: مشروع قانون الإيجار القديم يساهم في تحقيق التوازن المفقود بين طرفي العلاقة الإيجارية
  • كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقافية بين الشرق والغرب؟
  • الزراعة: تعزيز منظومة الأمن الغذائي الخليجي وتحقيق الاكتفاء الذاتي المستدام
  • بوريطة: ملف الصحراء يقترب من الحل النهائي و70% من الدول في الأمم المتحدة تدعم الحكم الذاتي
  • تموين الشرقية: توريد 600 ألف طن من محصول القمح حتى الآن
  • خبراء: سابق لأوانه.. كشف أسباب كارثة الطائرة الهندية