قالت صحيفة إل سولي 24 أوريه الإيطالية إن أزمة صناعة الصلب والسيارات في أوروبا، ترتبط بقرارات ترامب الجمركية، في ظل سوء الوضع الأوروبي نتيجة التنافس الشديد مع الصين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن أزمة السيارات تزداد تفاقمًا من جهة، وتهب من جهة أخرى عاصفة الرسوم الجمركية المتوقعة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.



وأوضحت أنه لم يعد هناك سلام لصناعة الصلب الأوروبية، التي بعد الإعلان عن آلاف أخرى من عمليات التسريح في الأسابيع الأخيرة تواجه خطر التدهور بشكل أكبر، وتطلق نداءً يائسًا جديدًا إلى المفوضية الأوروبية، مناشدة إياها لعقد اجتماع طارئ في بداية العام لاتخاذ تدابير لحماية القطاع، الذي يعاني من تفاقم العجز التنافسي الذي يتزايد سوءًا.

وبينت الصحيفة أن الرسالة الموجهة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ونائبها التنفيذي ستيفان سيجورنيه – والتي لم يوقعها فقط الصناعيون في يوروفير، بل أيضًا اتحاد إندستريال يورب ممثلًا النقابات العمالية في الاتحاد الأوروبي – وصلت للتو إلى وجهتها، بالتزامن مع نشر أحدث البيانات عن الميزان التجاري الصيني.



وأكدت أن الأرقام الصادرة يوم الثلاثاء العاشر من الشهر الجاري مثيرة للمخاوف بشأن الصلب؛ فلقد تجاوزت صادرات بكين العتبة الحرجة البالغة 100 مليون طن منذ بداية العام، وهي تتجاوز بالفعل ما صدرته في عام 2023 بأكمله في نوفمبر/ تشرين الثاني (عندما بلغت 90.3 مليون طن) وتتجه نحو نحو إغلاق عام 2024 عند أعلى مستوياته منذ ثماني سنوات، وليس ببعيد عن الرقم القياسي التاريخي البالغ 112 مليون طن، والذي يعود إلى عام 2015.

ورغم أنه في تشرين الثاني/نوفمبر تباطأت صادرات الصين قليلًا، ولكن بالنسبة للصلب، لا يزال الارتفاع بنسبة 15.9 بالمئة على أساس سنوي، ليصل إلى 9.28 ملايين طن. وخلال الأحد عشر شهرًا الأولى من عام 2024، بلغت صادرات الصلب "صنع في الصين" المرسلة إلى جميع أنحاء العالم 101.15 مليون طن (بزيادة 22.6 بالمئة).

من الجدير بالذكر أنه في نفس قطاع المعادن،  قفزت صادرات الصين من الألمنيوم قفزة كبيرة بأكثر من 37 بالمئة في تشرين الثاني/نوفمبر (إلى 668,940 طنًا من المعدن الخام والمنتجات)، والتي من المحتمل أن تكون نتيجة لمحاولة استباق إلغاء بعض التسهيلات الضريبية التي دخلت حيز التنفيذ في كانون الثاني/ديسمبر.

وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للصناعة الأوروبية فإن الخطر هو نفسه دائمًا. ويؤثر فائض المعروض الصيني المنخفض التكلفة على الأسعار في كل مكان في العالم، بغض النظر عن المكان الذي يتجه إليه، وتكون المعاناة على الهوامش أكثر حدة في البلدان التي تكون فيها تكاليف الإنتاج أعلى، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وغير ذلك.

وبحسب الصحيفة؛ لهذا أوروبا تعاني منذ فترة طويلة من صعوبات جسيمة، واليوم يزداد خطر تفاقم العجز التنافسي بدلًا من معالجته.

ولفتت الصحيفة الي أن الأزمة التي تضرب صناعة السيارات – التي تُعَدُّ مستهلكًا كبيرًا للمعادن، وكذلك المواد البلاستيكية – تُعتبر مقلقة بشكل خاص بسبب تأثيراتها المتسلسلة. ففيما يتعلق بالصلب، استهلك قطاع السيارات 2.4 مليون طن منه في عام 2023، وهو ما يمثل حوالي خمس إجمالي الاستهلاك الأوروبي، وفقًا لإحصائيات يوروفير. أما بالنسبة للمنتجات المسطحة المدرفلة، فإن الحصة ترتفع إلى 40 في المائة.

وشددت الصحيفة على أنه إذا تباطأت صناعة السيارات، فإن صناعة الصلب ستتباطأ معها، وكلا القطاعين يفقدان وظائف، كما يُلاحظ للأسف مع تسارع مقلق في الأسابيع الأخيرة، ففي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر؛ أعلنت الشركة الألمانية تيسين كروب عن تخفيض 11 ألف وظيفة في قسم الصلب بحلول عام 2030، ما يعادل 40 بالمئة من الموظفين.

أما شركة أرسيلورميتال، العملاقة ذات الجذور الأوروبية القوية، فقد "جمّدت" العديد من خطط الاستثمار في المشاريع الخضراء، وفي الأيام الماضية أكدت أيضًا إغلاق مركزين للخدمات في فرنسا (ريمس ودونان).

وعلي صعيد آخر تلوح في الأفق أيضًا الحروب التجارية التي يهدد بها ترامب، والتي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل أكبر. فالصين، الهدف الأول للرسوم الجمركية، قد تزيد صادراتها إلى مناطق جغرافية تعتبر أقل تأثيرًا عليها.

وبينت الصحيفة أنه قد يتدفق فائض الصلب سواء كان صينيًا أو غير ذلك إلى الاتحاد الأوروبي، كما تحذر مرة أخرى منظمة يوروفير في رسالتها إلى فون دير لاين وسجورنيه، التي تعود لدق ناقوس الخطر بشأن مخاطر تم التحذير منها مؤخرًا في مناسبات عديدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أوروبا ترامب الصين الرسوم الجمركية الصين أوروبا ترامب رسوم جمركية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الثانی ملیون طن تفاقم ا

إقرأ أيضاً:

الأوروبية للسياسات: أسواق النفط تفاءلت بإعلان ترامب

أكد ناصر زهير، رئيس قسم الشؤون السياسية والدبلوماسية بالمنظمة الأوروبية للسياسات، أن أسواق النفط قرأت اليوم وقف إطلاق النار بشكل جيد للغاية.


وأضاف، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "الأسواق والعالم كانا في حالة ترقب لاحتمالات وسيناريوهات معقدة، وكانت هناك مخاوف من قصف البرنامج النووي الإيراني في أي لحظة. لكن إعلان ترامب وقف إطلاق نار طويل الأمد جعل الأسواق تتفاءل بشكل أكبر حتى من فترات ما قبل اندلاع الأزمة نفسها. فقد بدأت أسعار النفط في الانخفاض، رغم أن التوترات كانت تتعلق بمضيق هرمز، بل وتراجعت أيضًا أسعار الذهب، وهذا يعكس انتقال السيولة من الذهب - وهو من الملاذات الآمنة - إلى الأسواق. ولا نتحدث هنا عن المستثمرين فقط، بل أيضًا عن صناديق التحوط السيادية، التي لا تتحرك إلا عند وجود ثقة كبيرة بأن هناك استقرارًا."


وعلق قائلًا: "في فترة كورونا انخفضت أسعار البترول لمستويات كارثية، وبعد هذه الأزمة أصبح هناك اتفاق ضمن أوبك بلس على أنه لا بد من الوصول لما يسمى بالسعر العادل حتى في الأزمات، وهو ما يتراوح بين 65 - 75 دولارًا للبرميل. ومن بعد هذه الحادثة أصبحت أسعار النفط لا تشهد ارتفاعًا إلا في حالة واحدة، وهي بداية الحرب الروسية الأوكرانية."


مضيفًا أن الرئيس ترامب أدلى بتصريحات تخص أسعار النفط أثناء الأزمة، وقال: "أنا أراقب"، وهي كلمة ذات مدلول كبير. موضحًا: "عندما يتحدث ترامب ويقول (أنا أراقب)، فهذا معناه إما زيادة الإنتاج المحلي من النفط أو تخفيف العقوبات على النفط الفنزويلي، كما فعل مع إيران عندما قال: "يمكن للصين شراء البترول الإيراني" فهي كلمة ذات مدلول يسير وفقا لسياسة العصا والجزرة "

وتابع: "الاهم  من ذلك  أن كل  الدول المنتجة للنفط  لديها فائض للتصدير؛ روسيا تمتلك فائضًا بين 2-3 مليون برميل يوميًا، والسعودية بين 3-4 مليون برميل، بالإضافة إلى منتجين آخرين مثل ليبيا وغيرها من الدول البعيدة عن الصراع. ومسألة ارتفاع أسعار النفط لن نشهدها مهما كانت الأزمات في المستقبل ، حيث أن أوبك بلس رسخت سياسة  أن يبقى السعر في حدود السعر العادل."

طباعة شارك ناصر زهير المنظمة الأوروبية للسياسات أسواق النفط النفط إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يدرس مقترحا أمريكيا جديدا بشأن الرسوم الجمركية
  • ترامب يفرض رقابته على أكبر صفقة صلب في أمريكا.. «يو إس ستيل» تحت إدارته الأمنية
  • باول يحذّر من تأثير الرسوم الجمركية ويتمسّك بتأجيل خفض الفائدة
  • أكثر من 500 مليون برميل صادرات العراق النفطية في خمسة اشهر
  • ترامب يحصل على "الحصة الذهبية" في صفقة "يو إس ستيل"
  • دول الناتو ترفع إنفاقها العسكري إلى 5%..وترامب يشيد بـانتصار عظيم
  • أرباح البنوك الأوروبية مهددة بالتآكل إذا طبقت رسوم ترامب
  • رغم ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية.. تراجع حاد في مبيعات تسلا بأوروبا خلال مايو
  • نخبة الضد وأزمة النخبة
  • الأوروبية للسياسات: أسواق النفط تفاءلت بإعلان ترامب