قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن علاقة الرجل والمرأة لا بد تكون معنية بالتلاقي مع الشرع الشريف في ضرورة تحصين الأسرة والعلاقات بين الرجل والمرأة في إطار شرعي والمساكنة وما يقع في إطارها ليست صالحة لبناء أسرة بشكل صحيح.

وأوضح «علام» في تصريح له، أن الإسلام وجد أن الأسرة والنوع الإنساني لا يبقى بقاء صحيح إلا في نوع محدد، وهو في إطار الشرع الشريف وسائر الشرائع السماوية، موضحًا أن ارتباط رجل بامرأة في إطار العقد الشرعي الذي له كامل الأركان والشروط التي تؤدي إلى صحته ووجوده وجود شرعي معتبر وغير ذلك غير سوى.

وأضاف شوقي علام، خلال لقاء ببرنامج "بيان الناس"، المذاع على قناة الناس، أن المساكنة وما يشابهها من علاقات نقلد فيها الآخرين من ثقافات أخرى كلها ليست صالحة وممنوعة شرعا، قائلا: "على هذا الأساس أولا لا ينبغي أن ننجر إلى كل الثقافات الوافدة التي عند الآخرين وفي المقابل أيضا مجتمعنا متدين بأصلة وطبعه وتحكمه عادات وتقاليد اجتماعية".

حذرت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، من الدعوة المحرمة التي أطلقها البعض بإقامة علاقة جنسية قبل الزواج تحت مسمى المساكنة، مؤكدة أن إقامة علاقة جنسية بين رجل وامرأة بلا زواج شرعي هي زنا محرم شرعا وكبيرة من الكبائر.


 

وأوضحت الحنفي في تصريح خاص، أن المساكنة المباحة أو تسمي الشراكة المنزلية، وهذه عبارة عن اتفاق طرفين أو أكثر في العيش في منزل واحد والمنافع مشتركة بينهم مثل الحمام والمطبخ، مع تحديد الحقوق والواجبات لكل ساكن منهم وهذا يكون موثق طبقا للقانون، وهذا العقد لا حرمة فيه.


 

وتابعت: إن المساكنة المحرمة وهذه يسبقها لفظ زواج أي زواج المساكنة، وهذه لا تكون إلا بين رجل وامرأة كل منهما أجنبي عن الآخر وهذه تقوم علة علاقة زوجية كاملة دون الرجوع توثيق أي أوراق، أي يلتقيان في وقت معا لقضاء وطرة ثم يعود كل منهما إلى منزله، وهذا هو عين الزنا والأكثر ضرراً هنا المرأة وذلك للآثار المترتبة على العلاقة المحرمة، فضلا عن أنها فقدت صفة البكر الرشيد، كما انها أضاعت كل حقوقها، مشيرة إلى أن هذه العلاقة المحرمة هي تماما العلاقة الحيوانية، وكأننا نعود إلى عصور الجاهلية نكاح البغايا.

ما حكم خطأ المؤذن غير العربي في ألفاظ الآذان؟.. الإفتاء تجيبحكم أداء الصلوات في غير اتجاه القبلة للمسافر .. دار الإفتاء توضح

حكم المساكنة


أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الدعوات البائسة إلى ما يسمى بـ«المساكنة» تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في بيان، إن الإسلام أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له.

حكم زواج المساكنة

وشدد على أن الإسلام يُحرِّم العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوّصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمي بـ«المساكنة» التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام، وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
 

وأشار إلى أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية .. إلخ؛ -بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.

حكم الزنا وهل من الكبائر

وأكد مركز الأزهر، أن ️الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. [الإسراء: 32] ولا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: «لا تزن».
 

وأوضح أن عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.
 

وواصل: كما أن طرح دعوات صريحة توجّه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه.
 

المساكنة متعة زائفة

وأشار إلى أن تقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج أو مُقَدِّمةٍ له بزعم تعرّف كلا الطرفين على الآخر؛ إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيًّا وأخلاقيًّا، ودينيًّا، واختزال لعلاقة الزواج الراقية بين الرجل والمرأة في متعة زائفة، واعتداء على كرامة المرأة، وإهدار لحقوق ما ينتج عن هذه العلاقة من أولاد، فالبدايات الفاسدة لا تثمر إلا الفاسد الخبيث.
 

ونبه مركز الأزهر، على أن الجرأة في طرح الجرائم اللاأخلاقية، والسعي لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشّاذة والمحرّمة، من خلال خطط شيطانية ممنهجة، تعصف بقيم الفطرة النقية، وتستهدف هدم منظومة الأخلاق، ومَسْخ هُوِيَّة الأفراد، وتعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها؛ هذه الجرأة جريمةٌ مستنكرة ممن لا يقيمون وزنًا لهدي السماء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.
 

وشدد الأزهر الشريف، على الآباء والأمهات، والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء، تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة.
 

وأهاب الأزهر الشريف بأصحاب الرأي والفكر والإعلام أن يكونوا على حذرٍ من استغلال منابرهم في الترويج لمثل هذه الدّعوات الهابطة؛ عن عمدٍ أو غير عمدٍ؛ لنشر فتنة أو رذيلة تعبث باستقرار المجتمعات وأبنائها، وتروج للفواحش المنكرة، والأفكار الوافدة، التي تحاول النيل من ثوابت ديننا الحنيف، وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام المساكن حكم المساكنة حكم زواج المساكنة المزيد الرجل والمرأة مرکز الأزهر فی إطار

إقرأ أيضاً:

صحح مفاهيمك| الأوقاف: المحتوى الإباحي مش لحظة متعة ده بوابة لجحيم داخلي

نشرت وزارة الأوقاف المصرية منشورا جديدا عبر صفحتها على “فيس بوك”، وذلك ضمن حملة “صحح مفاهيمك” التى تهدف الى تصحيح بعض المفاهيم والسلوكيات الخاطئة المنتشرة في المجتمع المصرى. 

وقالت الوزارة فى منشورها: “إن المحتوى الإباحي مش لحظة متعة.. دي سلسلة بتسحبك بعيد عن نفسك وعن ربنا وعن النور”.

وتابعت: "في زمن الانفتاح الرقمي، بقت "نظرة واحدة" كفيلة تفتح بوابة لجحيم داخلي، نظرة بتظلم القلب، وتسرق النور من عينك، وتخلّي الطمأنينة تهرب من روحك".

الأوقاف والصحة يدًا بيد لتصحيح سلوكيات عيد الأضحىالأزهري يبحث ملفات الاستثمار وتعظيم موارد هيئة الأوقافالأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان.. فَـَتَـرَاحَـمُـواما حكم الوقوف بعرفة للحائض والجنب؟.. الإفتاء تجيب

وأشارت إلى أن كتير من الشباب بيقولوا: "أنا مش بعمل حاجة ده مجرد مشاهدة"! لكن الحقيقة اللي بتشوفه مش بيعدّي، ده بيستقر جواك، وبيسمّم خيالك، ويعيد تشكيل نظرتك لنفسك، وللي حواليك، ولربنا!".

وأوضحت أن “الإباحية مش بس ذنب، دي إدمان بيدمّر: ـ بتعزل الإنسان عن واقعه، وتفصله عن أهله، وتخليه يتعامل مع الناس بسطحية وجفاف”.

وتابعت: “بتشوّه صورة الحب الحقيقي، وتحوّل العلاقة الزوجية إلى صراع توقعات مشوّهة، وبتخلي الإنسان ضعيف الإرادة، مهزوز الشخصية، دايمًا عنده شعور بالذنب وفقدان السيطرة”.

وكشفت عن أن المدمن بيبدأ يحس في مراحل متقدمة بـ:

ـ فراغ داخلي قاتل.

ـ اكتئاب مزمن.

ـ عدم رغبة في الحياة.

ـ ضعف التركيز.

ـ وانعدام بركة في الرزق والعمل والوقت.

وبينت أن العفة عبادة والإباحية طريق الهلاك، قال الله -تعالى-: «وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ...» [سورة النور: 33]، كما أن ربنا سبحانه وتعالى قال: {قُل لِّلۡمُؤۡمِنِینَ یَغُضُّوا۟ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَیَحۡفَظُوا۟ فُرُوجَهُمۡۚ ذَ ٰ⁠لِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ} [سُورَةُ النُّورِ: ٣٠]، فغضّ البصر مش تحجيم.. دي حرية حقيقية، حرية من الذنب، من التشتت، من العبودية للهوى.

وقالت: "ولو وقعت؟ لسه الباب مفتوح، وربنا اسمه "التواب"، و"يحب التوابين"، و"يبدّل سيئاتهم حسنات".

وأضافت: "ابدأ النهارده:

ـ امسح كل مصدر يوصّلك للحرام.

ـ صلّ ركعتين توبة بدموع صادقة.

ـ املأ وقتك بمحتوى نقي، يُحيي القلب، ويرجعك للنور".

واختتمت منشورها بدعاء: “اللهم طهّر قلوبنا من النفاق، وأعيننا من الخيانة، وألسنتنا من الكذب، ونفوسنا من الهوان”.

حملة صحح مفاهيمك

أطلقت وزارة الأوقاف مؤخرا حملة توعوية بعنوان "صحح مفاهيمك"، تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف. 

تهدف الحملة إلى تصحيح بعض المفاهيم والسلوكيات الخاطئة المنتشرة في المجتمع.

وتعتمد  على عرض مواقف حياتية متكررة من خلال صور معبرة ومقاطع فيديو وأشكال إعلامية مختلفة؛ ما يسهم في إيصال الرسالة.

وتتناول الحملة عدة قضايا اجتماعية مهمة منها: معاملة السائح، ورشق القطارات بالحجارة، والتنمر، والغش، والتشدد والتطرف الديني، وأهمية التعاون بين أفراد المجتمع، وتجنب الشجار، ومكافحة الرشوة، وتعزيز روح التعاون الأسري أسوة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وإعادة بناء الأمان الأسري والدفء العائلي بعيدًا عن الانشغال المفرط بالأجهزة الإلكترونية.

وتشمل الحملة أيضا التوعية بخطورة الغيبة والنميمة، وأهمية تشجيع الأطفال بأسلوب تربوي، والحث على النظافة، والعمل ونبذ الكسل، وتأكيد حرمة الغش سواء في الامتحانات أو في المكاييل والموازين، إضافة إلى التوعية بمخاطر التدخين والإدمان، وأهمية احترام إشارات المرور وقواعده حفاظًا على الأرواح والممتلكات.

وتأتي هذه الحملة ضمن جهود وزارة الأوقاف المستمرة في بناء الإنسان وتصحيح المفاهيم المغلوطة، بما يعزز من قيم التعاون والمحبة والانضباط في المجتمع.


طباعة شارك الأوقاف صحح مفاهيمك الإباحية غض البصر المحتوى الإباحي

مقالات مشابهة

  • هل يحسّن هجوم المتحف اليهودي علاقة ترامب ونتنياهو المتوترة؟
  • استشاري علاقات أسرية: تغير دور المرأة أربك هوية الرجل
  • صحح مفاهيمك| الأوقاف: المحتوى الإباحي مش لحظة متعة ده بوابة لجحيم داخلي
  • أكبر قضية تزوير في الميراث.. أحكام رادعة للمتهمين بالاستيلاء على ميراث منتج شهير | تفاصيل
  • مدير FBI السابق يكشف سر شيفرة 8647 المثيرة للجدل.. ما علاقة ترامب؟
  • ضبط منشاة مخالفة لتصنيع السجق وبحوزتها ٣طن مصنعات لحوم ودهون حيوانية فاسدة بالجيزة
  • ملتقى الأزهر : علاقة وثيقة بين التفكك الأسري والفراغ وانتشار الإدمان
  • ليست مجرد سلطة.. أمين الإفتاء مفهوم القوامة في العلاقة الزوجية
  • يسرا والسمرة والمفتي من كواليس فيلم الست لما .. صور
  • بزشكيان:العلاقة مع العراق “زواج دائم وليس متعة”!!