في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة المصرية لاستعادة تراثها الحضاري والتاريخي، تم استرداد مجموعة من القطع الأثرية المصرية من دولة إيرلندا، وذلك عقب الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس السيسي إلى العاصمة الأيرلندية دبلن يوم 11 ديسمبر 2024.

القطع الأثرية المصرية 

قال حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بالإسكندرية، إن استعادة القطع الأثرية والمومياوات تمثل فرصة ذهبية لإثراء البحث الأثري والتاريخي، حيث تسهم في الكشف عن جوانب جديدة من حياة المصريين القدماء، موضحا أن زيارة الرئيس المصري إلى إيرلندا تعد مثالًا واضحًا على الأهمية التي توليها القيادة السياسية لهذا الملف هذه الجهود تعكس التزام مصر بحماية حضارتها وتعزيز مكانتها الدولية كدولة.

وأضاف عبد البصير لـ صدى البلد، أن استرداد الآثار من الخارج عملية شاملة تهدف إلى إعادة القطع الأثرية التي خرجت بطرق غير قانونية أو تم تهريبها إلى مصر، وتتطلب تنسيقًا مشتركًا بين عدة جهات مثل وزارة الآثار المصرية ووزارة الخارجية والجهات القضائية المختصة، هذا التنسيق يضمن تتبع هذه القطع وملاحقة المتورطين قانونيًا، بما يحقق العدالة ويحفظ التراث الوطني.

وأشار إلى أن وزارة الآثار تضطلع بدور محوري في هذا الملف من خلال متابعة القضايا القانونية المتعلقة بتهريب الآثار، ورفع الدعاوى القضائية لاسترداد المقتنيات المسروقة، وهذه القطع تُظهر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات اليومية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، مما يعزز الهوية الوطنية ويساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة”، مؤكدا أن التعاون الدولي والدبلوماسية الثقافية لهما دور كبير في توثيق هذه المقتنيات واستعادتها بالشكل المناسب، مما يعكس أهمية حماية التراث كجزء لا يتجزأ من الحفاظ على التاريخ الإنساني. 

كما تسعى الوزارة إلى التعاون مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو والإنتربول لتعقب الآثار المهربة، فضلًا عن تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية التراث الثقافي من خلال الحملات الإعلامية والمبادرات المحلية والدولية.

وأوضح عبد البصير أن وزارة الخارجية المصرية تلعب دورًا حيويًا في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول المعنية والقيام بالتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول مرضية. 

كما تقدم الدعم القانوني والدبلوماسي لوزارة الآثار أثناء عمليات الاسترداد، وتعمل عن طريق السفارات المصرية بالخارج لمتابعة ملفات الآثار المهربة وتزويدها بالمعلومات اللازمة لتسهيل عودتها”.

واختتم بالتأكيد على أن اهتمام الدولة باسترداد الآثار المهربة يأتي ضمن جهودها الكبرى لحماية التراث الثقافي والتاريخي. 

وتعد هذه الخطوة تتويجاً لجهود استمرت لأكثر من عام ونصف، بهدف استرداد هذه القطع الأثرية، التي كانت بحوزة جامعة كورك الأيرلندية التي أظهرت تعاوناً كبيراً لتسهيل عملية الاسترداد. وقد تم الانتهاء من كافة التفاصيل النهائية المتعلقة بهذا الأمر على هامش زيارة فخامة الرئيس الأخيرة إلى دبلن.

وثمن شريف فتحي وزير السياحة والآثار، التعاون الكبير بين كافة الجهات المعنية بالداخل والخارج، والمتمثلة في وزارة الخارجية المصرية وسفارتها في دبلن، وسفارة دولة أيرلندا بالقاهرة، وكذلك جامعة كورك والتي أبدت رغبتها في عودة القطع الأثرية إلى موطنها الأصلي مصر، مقدماً لهم خالص الشكر على هذه البادرة الطيبة التي هي خطوة هامة في تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية المتنامية بين البلدين.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن استرداد هذه القطع الأثرية تمت وفقاً للاتفاقية الثنائية التي تم توقيعها مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة كورك الأيرلندية، مشيراً إلى أن الجامعة كانت قد حصلت على تلك القطع خلال الفترة ما بين عامي 1920و 1930، من بينها تابوت خشبي ملون بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفي.

وأشار إلى أنه سيتم إيداع هذه القطع المستردة بالمتحف المصري بالتحرير للترميم تمهيداً لعرضها في معرض مؤقت عن ما تم استرداده من قطع أثرية مؤخراً.

ومن جانبه قال شعبان عبد الجواد مدير عام الإدارة العامة لاسترداد الاثار والمشرف على الادارة المركزية للمنافذ الاثرية، أن الأواني الكانوبية التي تم استردادها لكاهن اسمه "با ور"، من عصر الأسرة 22 من العصر المتأخر وكان يحمل العديد من الألقاب من أبرزها "والد الإله" و"حارس حقول الإله". أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى "حور" وكان يحمل لقب "حامل اللوتس"، يوجد بداخل التابوت بقايا مومياء وعدد من أسنانها، والتي أثبتت الأبحاث أنها من المرجح أن تكون لصاحب التابوت. كما يوجد من بين القطع المستردة خمسة قطع من الكرتوناج الملون من العصر اليوناني الروماني والتي كانت تُستخدم لتغطية المومياء.

أعلنت كلية «كورك» الأيرلندية، في آواخر عام 2022 ،أنها تخطط لإعادة قطع أثرية إلى مصر، وذلك على خلفية المناقشات التي جرت بينها من جهة والحكومتين المصرية والأيرلندية من جهةٍ أخرى، تمهيدًا لافتتاح وتجهيز المتحف المصري الكبير، لتكتمل الخطوة البناءة بعد عامين، وتتمكن مصر من استعادة المزيد من آثارها بالدولة الأوروبية في أعقاب زيارة الرئيس السيسي إلى العاصمة «دبلن».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دبلن القطع الأثرية إيرلندا المجلس الأعلى للآثار المزيد استرداد الآثار الآثار المهربة القطع الأثریة هذه القطع

إقرأ أيضاً:

نائبة حماة الوطن: العلاقات المصرية - الأفريقية شهدت زخماً قويا في عهد السيسي

هنأت النائبة الدكتورة نيفين حمدي، عضو لجنة الشؤون الافريقية بمجلس النواب عن حزب حماة الوطن، قادة وشعوب دول القارة الأفريقية، بمناسبة الاحتفال العالمي بيوم القارة السمراء "يوم إفريقيا" الذي يوافق ٢٥ مايو من كل عام .


وقالت النائبة نيفين حمدي، في بيان لها اليوم، إن مصر أولت دائما أهمية خاصة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الاشقاء بالدول الإفريقية، بما يحقق مصلحتها ودعمها والدفاع عن قضاياها على المسارين الثنائي ومتعدد الأطراف، مؤكدة على اعتزاز مصر بهويتها الأفريقية الراسخة في وجدانها.
وأضافت عضو لجنة الشؤون الافريقية بمجلس النواب، أن أحتفال العالم في هذا اليوم من كل عام بـ"يوم إفريقيا"، بمناسبة ذكرى تأسيس مُنظمة الوحدة الإفريقية عام ١٩٦٣، ووقعت 32 دولة مستقلة الميثاق التأسيسي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي تحول اسمها إلى الاتحاد الإفريقي عام ٢٠٠٢.


واكدت نائبة حماة الوطن، علي الاهتمام الغير مسبوق من القيادة السياسية المصرية الرشيدة  لتحقيق التنمية المستدامة ، فضلا عن تعزيز الجهود والمساعي الأقليمية والدولية والعربية ، الداعمة لجهود التنمية في جميع ربوع القارة السمراء، بالأضافة الي تعزيز الجهود المشتركة فى إيجاد حلول للمشكلات والنزاعات التى عانت منها القارة السمراء لعقود حالت دون تحقيق أحلام أبنائها، لافته الي أن العلاقات المصرية الأفريقية في عهد الرئيس السيسي شهدت زخماً قويا على مدار السنوات الماضية يعززه إرادة سياسية على أعلى المستويات بالارتقاء بالعلاقات مع دول القارة في كافة المجالات.
وكشفت النائبة نيفين حمدي عن المكاسب التي حققتها القارة السمراء من استضافه مصر لمؤتمر المناخ  في شرم الشيخ،  والتي تمثلت في تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف التى أطلقها الرئيس السيسى، ووضعتها مصر على رأس مبادرات طموحة لمواجهة التغيرات المناخية، وذلك بعد النجاح فى الحصول على دعم مالى تم تقديمه من الولايات المتحدة المستوى الأمريكية والدول المتقدمة بقيمة 150 مليون دولار، فضلا عن إطلاق الرئيس السيسى، فى عام  2015 خلال مؤتمر الأطراف بباريس، المبادرة الأفريقية للتكيف، والتى تعتمد على حث الدول المتقدمة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول الأفريقية لمساندتها على مواجهة التغيرات المناخية التى تعانى بشدة من آثارها السلبية وتحدد مطالب وشواغل الدولة الأفريقية من ضمنها نظام الإنذار المبكر، والحصول على التمويل، ووضع الخطط الوطنية للتكيف مع حزم استثمارية للقطاع الخاص.

وتابعت، نيفين حمدي، من المكاسب الأفريقية أيضاً تعهد المفوضية الأوروبية بمبلغ 1 مليار جنيه إسترلينى لبرنامج لمساعدة أفريقيا على التكيف مع تغير المناخ وبناء قدرتها على الصمود، وإطلاق المبادرة المصرية "حياة كريمة لأفريقيا قادرة على التكيف مع تغير المناخ وتقديم المساعدة أفقر المناطق الريفية فى أفريقيا ، بالاضافة الي إعلان المجلس القومى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة فى مصر عن مبادرة "أولويات المرأة الأفريقية للتكيف مع المناخ" تهدف إلى مساعدة النساء الأفريقيات على التكيف مع آثار تغير المناخ من خلال التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية.

طباعة شارك الشؤون الافريقية القارة السمراء حماة الوطن لجنة الشؤون الافريقية مجلس النواب نيفين حمدي

مقالات مشابهة

  • شاهد .. أبرز القطع الأثرية المشاركة في معرض كنوز الفراعنة بروما
  • مديرية آثار ومتاحف حلب: أكثر من 750 وفداً أجنبياً زاروا الأوابد الأثرية منذ بداية العام
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية
  • زيارة وزير الخارجية إلى نواكشوط.. انطلاقة استراتيجية جديدة في العلاقات المصرية-الموريتانية
  • زاهي حواس: القطع الأثرية لـ توت عنخ آمون فى المتحف المصري الكبير ستبهر العالم
  • الرئيس الإيراني يصل مسقط في أول زيارة لدولة خليجية
  • المؤتمر: لقاء الرئيس السيسي برجال الأعمال الأمريكيين خطوة مهمة لجذب الاستثمارات
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبًا للتعزية
  • نائبة حماة الوطن: العلاقات المصرية - الأفريقية شهدت زخماً قويا في عهد السيسي