الدكتور سلطان القاسمي يكتب: اكتشاف آثار برتغالية جنوب رأس الحدّ في بحر عُمان
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
إلى الجنوب من رأس الحدّ، عثر المنقبون عن الآثار العمانية، على مدافع، وعملات ذهبية برتغالية، فخمن المسؤولون عن الآثار في الشارقة، أن ذلك نتيجة غرق سفينة برتغالية، عند وصول الأسطول البرتغالي بقيادة «أفونسو دي البوكيرك» «Afonso de Albuerque»، فسألوني ليتأكدوا، حتى يدلوا بدلوهم في ذلك الاكتشاف.
كان ردي على ذلك الاستفسار هو أنه: لم يحدث أي غرق لأي سفينة برتغالية في تلك البحار على مدى الوجود البرتغالي في عُمان، ولكن الذي حدث هو نتيجة المعركة البحرية بين الأسطول البرتغالي والأسطول التركي، نَصِفها كما يلي:
في شهر مايو عام 1552م، وصلت الأخبار إلى مسامع الناس في هرمز عن الحملة التركية، فقامت القيادة في هرمز بتجهيز سفن للاستطلاع وإرسالها إلى رأس الحدّ في عُمان.
في نهاية شهر أغسطس عام 1552م، شاهدت سفينتا الاستطلاع أكثر من خمسة وعشرين مركباً تركياً، تتجه ناحية السواحل العمانية، فأسرعت سفينتا الاستطلاع راجعة، إحداهما إلى هرمز، والأخرى للموانئ العمانية، قريات وقلهات ومسقط، كي تعطيا الأخبار وتحذّرا القيادات في جميع المدن.
في ذلك الوقت كان «جواو دي لزبوا» «Joao de Lisboa» قبطاناً على مسقط، وكان يقوم ببناء إحدى القلاع المطلّة على مسقط، فأمر فوراً بتسفير زوجته وجميع زوجات وأُسَر البرتغاليين هناك، في سفينة لنقلهم إلى هرمز.
كان ابن القائد بيري ريّس، قد تقدم بأمر من والده للاستطلاع، فتقابل مع سفينة برتغالية متوجهة إلى هرمز، فأخذ يطاردها، لكنها هربت مسرعة حتى وصلت إلى هرمز، ونشر قبطانها الأخبار، فأسرع الناس بالهروب من جزيرة هرمز إلى الساحل الفارسي، المقابل لجزيرة هرمز، وتوجهوا ناحية ماغستان، أما قيادة هرمز فقد أخذوا بوضع الرجال بالأسلحة على القلعة، وبقية الأماكن الدفاعية لجزيرة هرمز.
عندما أحس ابن بيري ريّس بأنه فقد السفينة البرتغالية التي كان يطاردها، عمل على تحويل وجهته، وعند بزوغ الفجر اكتشف أنه على مقربة من الساحل العماني، وعلى مبعدة من مسقط، وبالتالي وجد نفسه مضطراً لمواصلة البحث عن أبيه، وذاك ما عمله، فأبحر مبتعداً حتى وصل إلى خورفكان، وشاء حظه أن يعثر على السفينة التي تُقلّ زوجة «جواو دي لزبوا» ومن معها، فألقى القبض عليهم، واتجه بالغنيمة إلى مسقط.
كان القائد بيري ريّس يبحث عن ابنه، وكذلك لم يجد ابن بيري ريّس أباه في مسقط، فشرع في الإبحار على طول الساحل للبحث عنه، حتى إذا ما مَرَّ عبر قلهات، التقى بأبيه فسُرّ أبوه بالغنيمة، ثمّ توجها إلى مسقط، واتجها مباشرة إلى الشاطئ، دون أن يجدا مقاومة تُذكر، فعمل القائد بيري ريّس على نهب مدينة مسقط التي هجرها ساكنوها، وأن المدينة كانت تزخر بالسلع التجارية التي لم يتمكن السكان من حملها معهم.
قام القائد بيري ريّس بمحاولة الاستيلاء على المدافع التي على المرتفعات التي لجأت إليها القوات البرتغالية، لكنه لم يستطع، فشرع في توجيه نيران أسلحته، والاعتداء على القوات البرتغالية المتحصنة في الجبال.
من خلال سلسلة من الهجمات، والقوات البرتغالية تردّ على نيرانه، لمدة ثمانية عشر يوماً دون انقطاع، وجد بيري ريّس أن المياه والأطعمة بدأت تتناقص.
أخذ بيري ريّس يتفاوض مع البرتغاليين، وعند لقاء بيري ريّس بقائد مسقط «جواو دي لزبوا»، والقسيس الذي حضر معه للتفاوض، قال لهما إنه لا يرغب في نيل شرف أكثر من عَلم السلطان العثماني يرفرف على قلعة مسقط، وإنه قد تمكن من انتزاع قلعة مسقط من قبضة البرتغاليين، ويؤكد أنه سوف يحرص على سلامة حياة وحرية جميع من في قلعة مسقط، بعد التسليم، بحيث يمكنهم الذهاب إلى أية جهة يشاؤون.
أطنب القائد بيري ريّس في الحديث عن ذلك الأمر، حتى قَبِل «جواو دي لزبوا» بالشروط المطروحة، فقام وطلب مِن كل مَن في قلعة مسقط بالمثول أمام القائد بيري ريّس، فنفّذه جميعهم.
عندما تيقن القائد بيري ريّس من وجود البرتغاليين جميعاً معه ما عدا قائد مسقط «جواو دي لزبوا» والذي لا يعلم بوجود زوجته في إحدى السفن التركية، وتغيب قسيس مسقط، حنث بوعده، فأمرهم جميعاً بأن يعملوا في تجديف المراكب، وبعدها أمر بشحن جميع قطع المدفعية، وكمية البضائع والسلع في سفنه، ورحل عن مسقط تاركاً إياها خالية.
بعد مغادرة القوات التركية من مسقط، اتجهت إلى هرمز، وفي طريقها إلى هناك مرت بمدينة خورفكان، ونزل الجنود الأتراك إلى خورفكان، فلم يلاقوا أيّ مقاومة.
رحل الأتراك عن خورفكان وتوجهوا إلى هرمز، ليصلوها في نهاية شهر أكتوبر عام 1552م. قامت القوات التركية بقصف مدينة هرمز، وانهالت قذائف الأتراك على قلعة هرمز، حيث لم تتأثر بتلك القذائف، لكن القذائف المطلقة من قبل هرمز كانت فعالة، وسببت خسائر في الأرواح في الجانب التركي.
لجأ القائد بيري ريّس إلى مسألة التفاوض، وأخبر قائد هرمز البرتغالي، أنه سيخلي سبيل الأسرى البرتغاليين الذين معه، والذين أتى بهم من مسقط، وقد أنزل القائد بيري ريّس إلى شاطئ جزيرة هرمز زوجة «جواو دي لزبوا» ورجلاً مريضاً كذلك.
رفضت قيادة هرمز أيّ عرض من قبل القائد بيري ريّس، وزادوا في القصف، ما اضطره إلى الابتعاد عن شواطئ جزيرة هرمز، وتوجه إلى جزيرة قشم.
على جزيرة قشم قضى القائد بيري ريّس وجنوده عدة أيام، ينهب المدن التي على جزيرة قشم، ثمّ توجه بقواته إلى البصرة.
في بداية شهر أغسطس عام 1554م، وصل القائد التركي علي شلبي إلى الجنوب من رأس الحدّ، بداية الساحل العماني، يقود أسطولاً مكوناً من خمس عشرة سفينة حربية، قادماً من السويس.
تقابل الأسطول التركي مع الأسطول البرتغالي جنوب رأس الحدّ، وجرى تبادل إطلاق المدافع، كلٌ يدكّ بمدفعيته الآخر، حتى جرى تلاحم بين السفن، وجرى قتال عنيف بالسيوف مع الأتراك، فقَتل البرتغاليون أعداداً من الأتراك، وقفز آخرون إلى البحر، فاستولى البرتغاليون على سفينتين من السفن الحربية التركية.
لم يجد الأتراك أيّ ملجأ لهم إلّا الفرار ناحية الساحل الهندي، فتوجهوا إلى كامبي، الميناء الرئيس لولاية غجرات.الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حاكم الشارقة الشارقة قلعة مسقط رأس الحد إلى هرمز
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أكبر سحابة مشحونة في الكون!
#سواليف
يحيط تكوين عملاق بتجمع كامل من #المجرات يبعد مليارات السنين الضوئية. لا يتوافق هذا الاكتشاف مع النماذج التقليدية، وقد يغير التصورات عن سلوك المادة في #الكون الواسع.
وقد عرضت في اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية الـ 246 الذي عقد بأنكوريج في ألاسكا نتائج عمل علماء من مركز معهد هارفارد ومعهد سميثسونيان للفيزياء الفلكية.
ويشير موقع arXiv للنشر المسبق، إلى أن العلماء درسوا تجمع #المجرات PLCK G287.0+32.9، الواقع على بعد حوالي 5 مليارات سنة ضوئية من الأرض، الذي يجذب اهتمام #علماء_الفلك دائما، لكنهم لم يتمكنوا إلى الآن إلا من تسجيل انبعاث راديوي ضعيف، ولكنه واسع النطاق يحيط بالجسم بأكمله. يبلغ قطر السحابة حوالي 20 مليون سنة ضوئية، ما يجعلها الأكبر من نوعها المعروفة.
مقالات ذات صلةواكتشف الباحثون في مركز التجمع هالة راديوية، أو #سحابة خافتة تصدر موجات راديوية، يتجاوز عرضها 11 مليون سنة ضوئية. والمثير للدهشة أنها ترى بتردد 2.4 غيغاهرتز، حيث لا ترصد مثل هذه البنى عادة، ما يشير إلى وجود أشعة كونية، أو #جسيمات_مشحونة، و #حقول_مغناطيسية على مسافات شاسعة من مركز التجمع.
ولكن لا يزال من غير الواضح كيف تحصل الإلكترونات التي تنتج هذا الإشعاع على الطاقة لأن هذه الجسيمات عادة ما تفقد شحنتها تدريجيا، ولكنها هنا في هذه الحالة تبقى نشطة. وقد يكون السبب وفقا للباحثين، موجات ضاربة عملاقة أو حركات مضطربة للغاز الساخن بين المجرات، ولكن لتأكيد ذلك، يجب تصميم نماذج نظرية جديدة.
ووفقا للباحثين، يغير هذا الاكتشاف التصورات عن مدى ومصادر الطاقة الكونية، ويثير تساؤلات حول دور الثقوب السوداء الهائلة في تطور المجرات.