تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة نيوز، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن الإخوان في الثورة السورية أظهروا نهجًا برجماتيًا يعتمد على التكيف مع الظروف الميدانية والسياسية لضمان تحقيق مكاسب بعيدة المدى، رغم ضعف وجودهم العسكري والسياسي داخل سوريا قبل 2011، وافتقرت الجماعة إلى قاعدة محلية قوية، مما دفعها إلى إقامة تحالفات مع جماعات مسلحة في الداخل مثل "هيئة دروع الثورة"، التي يُقدر عدد مقاتليها بعشرة آلاف، إضافة إلى دعمها لفصائل أخرى مثل "التوحيد" و"الفاروق" وعلاقة هذه الفصائل بهيئة تحرير الشام، هذه العلاقات التي غالبًا ما كانت سرية مكنت الجماعة من تحقيق حضور ميداني غير مباشر، بينما ساهمت في تعميق الانقسامات داخل المعارضة، ما أضعف الموقف الثوري العام.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أنه على الصعيد الدولي اعتمد الإخوان على دعم تركيا وقطر لتعزيز نفوذهم السياسي وتمويل الفصائل المسلحة المرتبطة بهم، وذلك ضمن إطار تحالفات إقليمية ودولية برعاية واشنطن، وحرصت الجماعة على الترويج لنفسها كطرف "معتدل" يُمكن إدماجه في العملية السياسية المستقبلية بسوريا، خصوصًا بعد اجتياح تركيا لعفرين ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض، وهذا النهج أثار تساؤلات حول أهداف الجماعة الحقيقية، حيث أظهرت استعدادًا للتضحية بوحدة الصف الثوري من أجل تعزيز نفوذها، معتمدة على رؤية برجماتية تركز على الاستفادة من الثورة كفرصة استراتيجية للوصول إلى الحكم تحت مظلة القوى الداعمة لها.

وأوضحت أن العديد من الجماعات المسلحة مثل "داعش" و"جبهة النصرة" التي أصبحت لاحقًا هيئة تحرير الشام ترى أن الدولة الوطنية مفهوم مستورد من الغرب ولا يتماشى مع الشريعة الإسلامية، بدلًا من ذلك تسعى هذه الجماعات لإعادة إحياء نموذج "الخلافة الإسلامية" الذي يوحد الأمة الإسلامية تحت حكم ديني يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، وتؤمن هذه الجماعات بأن الحدود الحالية هي نتيجة لاتفاقية سايكس بيكو، التي قسمت العالم الإسلامي إلى دول صغيرة، ومن ثم فإن مشروعها يتضمن إزالة هذه الحدود واستبدالها بدولة مركزية عابرة للدول، وتستمد الجماعات المسلحة مشروعها السياسي من الفقه السلفي المتطرف، الذي يعتبر الحكم بالشريعة الهدف الأعلى، ويرى في الديمقراطية والدولة المدنية أدوات كفرية، كما تستخدم هذه الجماعات نصوصًا دينية لتبرير رؤيتها، مثل الأحاديث المتعلقة بإقامة الخلافة و"حاكمية الله".

وأشارت إلى أن كثيرًا من هذه الجماعات تضم مقاتلين من جنسيات مختلفة، مما يُعزز رفضها لفكرة الدولة الوطنية ويُرسخ فكرة الوحدة الإسلامية العابرة للحدود، وتلقت بعض الجماعات المسلحة دعمًا من جهات إقليمية ودولية ذات أجندات تتعارض مع بناء دولة وطنية قوية في سوريا، كما أن رفض الجماعات المسلحة لفكرة الدولة الوطنية يجعل الوصول إلى تسوية سياسية أكثر تعقيدًا، إذ أن بناء الدولة يتطلب وجود إجماع على الإطار السياسي المستقبلي، ويُسهم هذا التوجه في تعزيز النزعات الانفصالية أو التقسيمية، خاصة في ظل استمرار سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق معينة.

ولفتت إلى أن إيمان الجماعات المسلحة في سوريا بمشروع "دولة الخلافة" على حساب الدولة الوطنية يُمثل تحديًا كبيرًا للجهود الرامية إلى إنهاء الصراع وإعادة بناء الدولة السورية، ويتطلب التصدي لهذا التوجه باستراتيجية شاملة تعالج الجوانب الفكرية والاجتماعية التي تُغذي هذه الأيديولوجيا، إلى جانب تعزيز البدائل الوطنية التي تقدم نموذجًا أكثر شمولية وعدالة لجميع السوريين.

وأكدت أن المستقبل يتطلب من السوريين جميعًا، سواء داخل البلاد أو خارجها، العمل معًا لإيجاد رؤية وطنية مشتركة تُعيد بناء الدولة على أسس من التعايش والعدالة والمواطنة، والحل ليس فقط عسكريًا أو سياسيًا، بل فكريًا أيضًا، ويتطلب تصحيح المفاهيم وتعزيز الانتماء الوطني.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبد الرحيم سوريا الضفة الأخرى الجماعات المسلحة داعش الجماعات المسلحة الدولة الوطنیة هذه الجماعات الجماعات ا

إقرأ أيضاً:

جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»

إبراهيم سليم (أبوظبي)
نظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بمقرها في أبوظبي ندوة بعنوان: «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»، ضمن ندواتها الفكرية الموجهة للمجتمع؛ بهدف تعزيز الرؤى التي تتبناها دولة الإمارات، للحد من الأفكار الهدامة التي تتبناها التيارات المتطرفة، وتعزيز قيم التعايش والتسامح، ونبذ الغلو والتطرف.
وسلطت الندوة، التي شارك فيها نخبة من أساتذة الجامعة، الضوء على خطاب الإخوان المسلمين، وكشفت توظيفهم للدين في خدمة مشاريع سياسية تتجاوز حدود الدول الوطنية، وكشفت الرسائل المضللة التي ينتهجها تنظيم الإخوان المسلمين، وأوضحت أثر التنظيم في تهديد بنية ومفهوم الدولة الوطنية، وتقويض مفاهيم المواطنة.
كما هدفت الندوة إلى تفكيك الأسس الفكرية التي يقوم عليها مشروع الإخوان، من خلال تحليل مفاهيمه الدينية والسياسية، وتبيان مخاطر المشروع الإخواني على وحدة المجتمعات واستقرارها، إلى جانب دعم خطاب الاعتدال الديني والمؤسسات الدينية الرسمية في مواجهة الفكر المتطرف، وكشفت الندوة الممارسات الخطيرة التي يعتمد عليها تنظيم الإخوان في استهداف المجتمعات المسلمة.

تحريف المفاهيم الدينية
ناقشت الندوة عدداً من الأوراق، قدمها نخبة من أساتذة الجامعة، وجاءت الورقة الأولى بعنوان «الإخوان المسلمون وتحريف المفاهيم الدينية»، قدمها الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أكد فيها أن دولة الإمارات تواصل جهودها في تعزيز قيم التسامح والمواطنة، وفي مجابهة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، من خلال تفكيك بنيتها التنظيمية وضرب الأسس الفكرية للحفاظ على قيم السلام والوئام، وتعزز وعي المجتمع بما يقيه من الجهل والأفكار المغلوطة والشعارات الزائفة.
وقال: إن الإسلام ليس نظرية سياسية ولا مشروع حاكمية ولا منظومة حزبية، فالإسلام دين محبة ورحمة وأخلاق، جاء لتكريم الإنسان ونشر قيم السلام والوفاء والمحبة، ⁠وأضاف: نشأ تنظيم الإخوان الإرهابي متأثراً بالحركات العنيفة، مقتبساً من النازية والسرية، فأسّس كتائب ومنظمات سرية، ونظَّر لفرض التغيير بالقوة تحت شعار«تغيير المنكر».
وأشار الظاهري إلى أن الإخوان شبكة أيديولوجية ممتدة تتلون وتتشكل، تتخفى حيناً وتظهر حيناً آخر، لكنها تحتفظ بثوابت التخريب والانقضاض على الدولة مستغلة أزمات الشعوب، ومروّجة لخطاب الضحية، تارة باسم المظلومية، وتارة باسم «الربيع». 
وأضاف الظاهري أن جماعة الإخوان المسلمين ناصبت الدولة الوطنية العربية العداء منذ نشأتها، ورأت فيها عائقاً أمام مشروعها السلطوي، وحجر عثرة في طريق استيلائها على الحكم. لم تعترف بأسس هذه الدولة ولا بمبادئها الحداثية، بل حاربتها، وعدّتها نقيضاً لتدينها المُؤدلج، الذي اختصر الإسلام في رؤيتها الحزبية.
وأكد أنه لا ينبغي أن ننخدع بأي تبدل في خطابها، أو ما قد يُظهر من مرونة ظاهرية توحي بأنها تصالحت مع الدولة الوطنية أو قبلت بأسسها الحديثة. فذلك ليس إلا مظهراً من مظاهر الخداع السياسي، والمخاتلة الأيديولوجية، غايته كسب التعاطف، واختراق المجتمعات، وتهيئة الطريق للوصول إلى السلطة.

«الإخوان» والتهديد الفكري
عرض الأستاذ الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة، ورقة بعنوان: «الدولة الوطنية ومواجهة التآمر الإخواني»، لافتاً إلى أن جماعة «الإخوان» سعت منذ نشأتها إلى استخدام العنف بشتى أنواعه لبناء «دولة الأمة» على أنقاض الدولة الوطنية التي كانت وما تزال خصمهم الرئيسي. 
وقال إن «الإخوان المسلمين تنظيم سياسي في جوهره يستغل المشاكل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية في الدول، للوصول إلى السلطة، وهدم الوطن تحت شعار تطبيق الشريعة وتحسين الأوضاع». وأكد د. رضوان السيد أن استخدام الدين ضد الدولة فيه ضرر على الدين والدولة معاً، وعلى الدين قبل الدولة.

أخبار ذات صلة الإمارات.. مبادرات إنسانية لا تنقطع عن اللاجئين السودانيين أحمد بن محمد: الإعلام شريك في صناعة المستقبل

«الإخوان» وخطاب التضليل
تناولت الورقة الأخيرة في الندوة «الحاكمية عند الإخوان خطاب التضليل»، وقدمها الدكتور يوسف حميتو، عضو الهيئة التدريسية بالجامعة، وأشار فيها إلى أن الفكر الإخواني يُخرج الدين من المرجعية الأخلاقية والتشريعية المرنة، إلى كونه مشروعاً سياسياً كلياً لا يقبل التعدد، ويجعل الدولة تتحول لسلطة تنفيذية باسم الإله وتحول الحكم المدني إلى أصل من أصول التوحيد.
وقال إن الفكر الإخواني يؤدي إلى تكفير المجتمعات، وإدخال مفاهيم مغلوطة خطيرة على العقيدة، وأضاف: «الفرق بين الحاكمية والإمامة يكمن في الدلالة والمنشأ والمقصد، وشتّان بينهما في الجوهر والمعنى». وأكد حميتو، أن مفهوم الحاكمية يقوم على القطع والتأثيم والخلط بين المجال الديني والسياسي، ويجعل قبول الحاكمية شرطاً للإسلام، وهو ما يتعارض مع نصوص الدين والتراث الإسلامي. وقال: إن من استراتيجيات التضليل الخطابي في الفكر الإخواني تقسيم العالم إلى منطق الثنائيات المتعارضة، وإدخال الناس في دائرة الجاهلية والتكفير والقطيعة مع الدولة الوطنية.
وأدار الندوة الدكتور محمد العزيزي، مساعد نائب مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية لقطاع الشؤون الأكاديمية.

عابر للحدود
قدم الدكتور عدنان إبراهيم، مستشار مدير الجامعة ورقة «الإخوان المسلمون والتهديد الفكري»، أوضح فيها أن تنظيم الإخوان يرى الدولة بمنظور عقدي عابر للحدود لا يعترف بالوطن وحدوده الجغرافية، وهذا خلط خطير يقوم عليه الفكر المتطرف الذي يهدف لزعزعة الأوطان وقيم المواطنة.
وقال: «يجب على العلماء دعم حكوماتهم ودولهم في تعزيز الأمن والاستقرار والبناء والنماء وليس العكس، وعليهم مسؤولية فضح أسس الفكر المتطرف وتفكيكه».

مخالفة الضوابط
في ورقته بعنوان «مشروع الإخوان المسلمين التخريبي في المجتمعات المسلمة»، قال الدكتور خالد الإدريسي، عضو الهيئة التدريسية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: «ترتكز الدوغمائية السياسية الدينية للجماعات المتطرفة على العنف ومخالفة ضوابط التدبير الأخلاقي، والارتزاق الحربي الديني ومواجهة الدولة ومبدأ علانية العمل وسرية التنظيم». وأضاف: «تم إهمال التحليل الجيو-سياسي والجيو-ثقافي في دراسة الجماعات المتطرفة لفهم ومواجهة التهديدات التي تسببها هذه الجماعات». 

خليفة الظاهري: «الإخوان» جماعة إرهابية سرية تهدم المجتمعات
أكد الدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أنه منذ أن رفع حسن البنا شعاره «الإسلام هو الحل»، لم يكن يقصد الإسلام الذي نعرفه جميعاً «إسلام الرحمة والعقل والسلام، بل كان البنا يدعو إِلى إِسْلام مُصَنَّع، مُعلَّب، مشْحون بِأوهام السلطة والكرسي مشبع بنزعة الهيمنة، ومرهون بإقامة الخلافة على أنقاض الدول الوطنية، وبتفكيك المجتمعات، لإعادة تشكيلها وفق نسق حزبي ضيق لا يتسع إلا لأتباعه وجماعته». 
وقال الظاهري: «ثم جاء بعد البنا تقي الدين النبهاني، وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، فتوسعت تلك المدرسة، وغُذِّيَتْ بخطاب أيديولوجي مغلق يدعي امتلاك الحقيقة ويقصي الآخر، كما يقصي المجتمع نفسه».
وأضاف: «وهكذا وُلِدَتِ الأَخْوَنَةُ، باعتبارها مشروعاً إرهابياً له أدواته ومراجعه التنظيمية، والمالية والعسكرية، وله امتداداته العابرة للحدود، ومن ثم تحوَّلت فكرة (الخلافَة الإِسلامِيَّةِ) من فكْرة هامشِيّة فرعية إِلى هوسٍ سياسِيٍّ وعقيدة إِخوانيَّة، ومنْ أداة إلى غاية وجوديَّة، فتقاطع الخطاب الديني مع النزعة الإخوانية، فتشكلت بذلك نواة خطاب التطرف والتضليل».
وشدد الظاهري على أن أصل الفكر المتطرف للتنظيم يعود إلى ابتداعهم لمسائل لم يعرفها تاريخ المسلمين لا في ماضيهم، ولا حاضرهم، وهي ادعاء أن إقامة الدولة الإسلامية فريضة شرعية، لا يكتمل الدين إلا بها، وتحويل الدين إلى أداة للتبعية السياسية، والحشد الحزبي، واعتماد العنف وسيلة «مشروعة» لتحقيق الغاية حتى لو أهدرت الدماء وتفككت الأوطان، والعمل على أسلمة المعرفة وتشويه العلوم والمعارف والفلسفة.
وأكد مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن هذا التنظيم منذ التأسيس نشأ متأثراً بالحركات العنيفة مقتبساً من النازية والجماعات السرية، حيث أسس كتائب ومنظمات سرية، وَنَظَّرَ لفرض التغيير بالقوة تحت شعار «تغيير المنكر»، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن ممارسة العنف بشتى أنواعه، فعنف فكري يقصي، وعنف مؤسسي يخرب، وعنف اجتماعي يُقَسِّمُ، وعنف مسَلَّح يُفَجر ويغتال. ودعا الأجيال والشباب، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الحذر من طرق «الإخوان»، وأساليبهم.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: الأزمات والتحديات التي تواجهها الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة خارج الأطر التقليدية
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»
  • ندوة تناقش خطاب التطرف لدى تنظيم «الإخوان»
  • فرنسا: ماذا سيعني تجريم جماعة «الإخوان»؟
  • كاتب الدولة في الإسكان: معالجة المباني الآيلة للسقوط في فاس مسؤولية محلية وعلى الجماعات الوفاء بالتزاماتها المالية
  • فرنسا ترفع السرية عن نشاط الإخوان.. ماهر فرغلي يكشف التفاصيل
  • الجبهة الوطنية تكرّم وزير الشؤون النيابية لدوره في ترسيخ الحوار السياسي
  • سفير قطر لدى ماليزيا: زيارة سمو الأمير تفتح آفاقا جديدة لتعزيز التنسيق السياسي والحوار الإقليمي
  • ميديا بارت يشرِّح تقرير الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا
  • استنفار أمني تجاه حركة الإخوان بفرنسا