رغم مزاعم الاحتلال بإزالة سلسلة المخاطر الأمنية التي كانت تحوم فوق رأسه لسنوات، خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنّ كبار جنرالات المؤسسة العسكرية مقتنعون بضرورة زيادة ميزانية الجيش الموسعة أصلاً، وذلك بدلاً من تحويل الأموال لأغراض مدنية، وهو ما كشفته محادثات أخيرة معهم، بصورة مثيرة للقلق في أوساطهم.

وفي مقال ترجمته "عربي21"، قال الخبير الاقتصادي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، سيفر بلوتسكر، إن: "أوساط المؤسستين الأمنية والعسكرية أبانت أن ما خاضه الاحتلال في جبهات سوريا ولبنان وإيران وغزة، تسبّب بتفاقم وضعه الأمني".



وتابع بلوتسكر: "بالتالي لا مفر من زيادة كبيرة في ميزانياته العسكرية، ورغم سقوط نظام الأسد وحزب الله وحماس والضربات التي تلقتها إيران، يرى الجنرالات أنه لابد من إضافة 30 مليار شيكل سنويًا لميزانية الجيش الموسعة أصلاً، وعدم الاكتفاء بإضافة سنوية قدرها 20 مليار شيكل فقط، أوصت بها لجنة "ناغال" لدراسة احتياجات الجيش".

وأضاف: "الزيادة الهائلة التي يطالب بها الجنرالات للإنفاق العسكرية يعكس قلقًا حقيقيًا، رغم أنه قد يكون بالأساس وسيلة لتحقيق غاية مفادها إعداد الرأي العام لميزانيات الأمن المتزايدة باستمرار؛ ما يجعل دولة الاحتلال تجد نفسها أمام موقف محيّر، وحتى سخيف".

"خاصة وأنه تمت إزالة سلسلة طويلة جدًا من المخاطر الأمنية التي كانت تحوم فوق رأسها في الأشهر الماضية، وتساقطت كأحجار الدومينو الواحدة تلو الأخرى، في مختلف الجبهات" أبرز بلوتسكر بحسب المقال نفسه.


وأشار إلى أن: "ما يصفه الجنرالات أنفسهم بحصول جملة من التغييرات الإيجابية في المنطقة لصالح الاحتلال تدفعه لرصد ميزانيات عسكرية أكثر تقييداً، وتوجيه موارد إضافية نحو الاحتياجات المدنية المهملة، من التعليم والرعاية الاجتماعية والصحة والبنية الأساسية".

واستدرك بالقول إن: "استمرار مطالبة الجيش بزيادة ميزانيته العسكرية تعني أنه يحمل وجهة نظر مفرطة في التشاؤم تجاه تطورات المنطقة، وأنه يسعى لتكييف عمله مع الموساد والشاباك مع الواقع الجديد الذي يصفونه بـ"المخيف" من خلال زيادة ميزانياتهم بشكل كبير".

وأوضح: "الأمر الذي يعني أن القناعة السائدة لدى كبار الجنرالات بأن الاحتلال سيعيش هنا على "حدّ السيف"، وعليه فقط، وهم بذلك يفنّدون أولئك الذين يعيشون في الأوهام، ويوزعونها بين الإسرائيليين".

إلى ذلك، تساءل الكاتب عن "جدوى المطالبة بزيادة الميزانيات العسكرية في ظل تراجع حدة المخاطر الأمنية، وفي الوقت ذاته مع نشوء واقع جيو-سياسي جديد في حال استئناف اتفاقيات التطبيع، الأمر الذي يحمل في طياته اتّهامات ضمنية لكبار قادة الجيش والأمن باختلاق المخاطر بشكل مصطنع، لتبرير هذه المطالبات، رغم أن المخاطر الأمنية انخفضت، ومن غير المرجح أن تكون قد زادت، مما يجعل من هذا الوقت الأكثر مناسبة لتغيير الواقع الاستراتيجي الأمني".

وختم بالقول إن "صورة النصر الحقيقية التي يدعيها المستوى السياسي الإسرائيلي لا توجد في أحلام إقامة إمبراطورية متمثلة بنشر الجيش من محور فيلادلفيا الفلسطيني إلى محور الليطاني اللبناني ومحور جبل الشيخ السوري".


واستطرد: "بل في إقامة قنصليات إسرائيلية في دمشق وبيروت والرياض، استئناف الرحلات الجوية مع بنغازي وطهران، وتعزيز الجهود الدولية والعربية لإعادة الحياة المدنية لقطاع غزة، وفي هذه الحالة لا يكون هناك مبرر حقيقي لزيادة المطالبات برفع مستوى الميزانيات العسكرية بصورة مفرطة، لا داعي لها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال اللبناني دمشق غزة لبنان غزة الرياض الاحتلال دمشق المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المخاطر الأمنیة

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: سمعة الجنرالات الباكستانيين تحسنت بشكل ملحوظ

شهد الجيش الباكستاني تحسنا ملحوظا في صورته العامة ومكانته السياسية عقب الصراع الأخير مع الهند، على الرغم مما تعرض له من ضربات صاروخية وهجمات بالمسيرات في عمق أراضيه.

وكشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب بباكستان في 21 مايو/أيار 2025 أن "93% من الباكستانيين قالوا إن نظرتهم لجيشهم تحسنت" و"97% اعتبروا أداء الجيش "جيدا جدا" أو "جيدا" بعد الأعمال القتالية".

ويأتي هذا الدعم الجديد، الذي دفع شخصيات معارضة مثل رئيس الوزراء السابق عمران خان إلى "دعوة الأمة إلى احتضان الجيش"، على الرغم من إطلاق الهند "أقوى قوة.. منذ حرب عام 1971″، مستهدفة منشآت حساسة، بما في ذلك قاعدة جوية في روالبندي.

طائرة رافال هندية (رويترز)

مع ذلك، يقول مايكل كوجلمان، كاتب النشرة الأسبوعية لجنوب آسيا في مجلة فورين بوليسي ومحلل لشؤون المنطقة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، إن الباكستانيين ينظرون إلى هذه الهجمات على أنها انتصار لبلدهم، مما يعزز الدور الذي يدعيه الجيش بأنه "الحامي الرئيسي للبلاد ضد التهديد الهندي الدائم".

وذكرت باكستان أنها أسقطت عدة طائرات مقاتلة هندية، الأمر الذي لم تؤكده نيودلهي ولم تنفه، لكن مسؤولين غربيين أكدوه. ويعتبر الباكستانيون ردهم الصارم انتصارا كبيرا.

وعلاوة على ذلك، حقق الجيش الباكستاني انتصارات جيوسياسية، حيث أدت دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل قضية كشمير إلى "تدويل القضية" وتحويل الانتباه العالمي نحو المخاطر النووية.

إعلان

وكانت شعبية الجيش قد تراجعت في الأشهر الأخيرة بشكل صارخ مع السنوات السابقة، التي شهدت "بعضا من أشد المشاعر المعادية للجيش في باكستان منذ عقود" بسبب قمع المعارضة السياسية والمشاكل الاقتصادية.

وبينما برز قائد الجيش عاصم منير "كأحد أكبر الرابحين"، حتى بترقيته إلى رتبة مشير، يرى النقاد أن هذه خطوة من جانب رجل قوي، مشيرين إلى أن "مكاسبه السياسية قد تكون عابرة".

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يسعى عبر خطته العسكرية لتغيير هندسة قطاع غزة
  • إجماع في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل لصفقة مع حماس
  • بعد وفاة طالبين.. الجيش العراقي يغير أوقات التدريبات العسكرية
  • تفاصيل التكوين الموسع والخدمة التي سيستفيد منها مجندو الخدمة العسكرية في 2025
  • الجيش يتسلّم هبة مالية قطرية لدعم عناصر المؤسسة العسكرية
  • الجيش: مواصلة التمارين التدريبية في منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء
  • نتنياهو يأمر بتعزيز الإجراءات الأمنية على سفارات الاحتلال حول العالم
  • فورين بوليسي: سمعة الجنرالات الباكستانيين تحسنت بشكل ملحوظ
  • المصالح الأمنية المغربية عززت قدراتها في مواجهة المخاطر المرتبطة باستضافة التظاهرات الرياضية الكبرى
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟