تحديات اللغة العربية.. من الثنائية اللغوية إلى التقنيات الحديثة
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
في سياق الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، استعرضت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، أهمية اللغة العربية كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للأمة العربية.
هيفاء أبو غزالة: التعليم حق أساسي للطلاب المتضررين من النزاعات والحروب السفيرة هيفاء أبو غزالة: الإعلام يلعب دورًا هامًا في تعزيز الوعي بمختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعيةوتضمن كلمتها تحذيرات من التحديات التي تواجهها العربية في ظل العولمة والثنائية اللغوية والتغيرات الاجتماعية، مشددة على ضرورة حمايتها وتعزيز استخدامها في الأجيال الجديدة.
وأعلنت أبو غزالة عن تحديث الاستراتيجية الخاصة بالنهوض باللغة العربية، تحت شعار "التمكين للغة العربية: رمز هويتنا وأداة تنميتها"، والتي تتضمن أربعة محاور رئيسية: التعليم، الإعلام، التواصل، والحرف العربي، مؤكدة ان الأمانة العامة مبادرات تعليمية تهدف إلى تحديث أساليب تدريسها ونشرها في العالم العربي وخارجه.
وفي كلمتها التي ألقتها بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أكد السفيرة د. هيفاء على أهمية هذا اليوم الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام.
وأشارت إلى أن هذا اليوم يأتي تذكيرًا بأهمية اللغة العربية التي اعتمدتها الأمم المتحدة كلغة رسمية منذ عام 1973.
وأكدت أبو غزالة أن اللغة العربية تعد من أقدم اللغات السامية، ويتحدث بها أكثر من 422 مليون شخص في الوطن العربي، فضلاً عن انتشارها في العديد من المناطق حول العالم. وأشارت إلى دور العربية كوسيلة للتواصل الثقافي والديني، حيث تعد لغة القرآن الكريم، ولغة شعائرية رئيسية في عدد من دور العبادة المسيحية.
وأوضحت أن اللغة العربية تواجه العديد من التحديات، منها محاولات طمس الهوية من قبل بعض الجهات الخارجية، بالإضافة إلى التغيرات الاجتماعية التي أدت إلى استخدام الأجيال الجديدة للغات أخرى في حياتهم اليومية. وأكدت أن هذه الثنائية اللغوية تسببت في ضعف تعليم اللغة العربية، مما أدى إلى ظهور شريحة من الأطفال لا تتحدث العربية.
من هنا، شددت على ضرورة تمكين اللغة العربية من خلال تطوير التعليم والبحث، واستشراف التحديات التي تواجهها. وفي هذا السياق، دعت إلى استخدام التقنيات الحديثة في تعليم اللغة العربية، وتحفيز الباحثين لتقديم حلول للمشكلات الحالية.
كما تطرقت السفيرة إلى الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية للنهوض باللغة العربية، مشيرة إلى المشاريع التي تم تبنيها منذ تأسيس الجامعة، مثل إنشاء المعهد العالي للترجمة ومكتب تنسيق التعريب.
أكدت على أهمية تعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات التي تواجه اللغة العربية، محذرة من المخاطر التي تهدد الهوية الثقافية والتراث العربي في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة. ودعت الجميع للعمل معًا للحفاظ على تراثهم الثقافي ولغتهم من محاولات الطمس، مشددة على أن الاستعمار لا يسرق الأرض فحسب، بل يسعى أيضًا لسرقة تراثها.
واختتمت كلمتها بتقديم الشكر للمجلس الدولي للغة العربية على جهوده في تعزيز استخدام اللغة العربية، متمنية النجاح لجميع الفعاليات التي ستقام في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
يذكر أن اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدث بها حوالي 450 مليون شخص كلغة أولى، بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم اللغة العربية في الشعائر الدينية من قبل حوالي ملياري مسلم حول العالم. من المتوقع أن يرتفع عدد المتحدثين بالعربية إلى 647 مليون شخص بحلول عام 2050، مما سيشكل حوالي 7% من سكان العالم
تحديات اللغةعلى الرغم من التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن المحتوى المتاح على الإنترنت باللغة العربية لا يتجاوز 3%، هذا يشكل تحديًا كبيرًا في تعزيز حضور اللغة العربية على الشبكة ودعم الابتكار في هذا المجال.
كما أن هناك تحديات تتعلق بجودة التعليم باللغة العربية واستخدامها في الحياة اليومية، بعض الشباب يميلون إلى استخدام كلمات دخيلة على اللغة، مما يؤثر على نقاء اللغة وتطورها.
جهود تعزيز اللغة العربيةتعمل العديد من المؤسسات على تعزيز اللغة العربية من خلال برامج متنوعة تشمل الذكاء الاصطناعي والحوسبة اللغوية. على سبيل المثال، مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يقوم بتطوير منصات رقمية مثل منصة "فلك" للمدونات اللغوية ومنصة "سوار" للمعاجم الرقمية.هذه الجهود تهدف إلى سد الفجوة الرقمية وتعزيز حضور اللغة العربية على الإنترنت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللغة العربية هيفاء أبو غزالة اليوم العالمي للغة العربية تحديات اللغة العالمی للغة العربیة باللغة العربیة اللغة العربیة أبو غزالة
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي بالجامعة العربية
انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثالثة من نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع جامعة الدول العربية خلال الفترة من 11 إلى 18 أكتوبر 2025، تحت شعار "هويتي.. عربية"، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، من خلال الإدارة المركزية للتعليم المدني والإدارة العامة لبرلمان الشباب والطلائع.
ونيابةً عن الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، نقل اللواء عبد الرحمن شلش رئيس الإدارة المركزية للمدن الشبابية، في كلمته، تحيات الوزير، مؤكدًا أن تنظيم نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي يأتي في إطار حرص الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على دعم وتمكين الشباب العربي، وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن آرائهم، وتعزيز وعيهم السياسي والبرلماني.
من جانبه، أعرب الدكتور فيصل غسال الوزير المفوض ومدير إدارة الشباب والرياضة بجامعة الدول العربية، عن سعادته بانطلاق النسخة الثالثة من النموذج في القاهرة، مؤكدًا أن هذه التجربة الرائدة التي تحتضنها مصر تمثل نموذجًا ملهمًا لتجسيد الوحدة العربية من خلال شبابها الواعي والمثقف، مشيدًا بالتعاون الوثيق بين وزارة الشباب والرياضة وجامعة الدول العربية.
وعقب ذلك، عُقدت جلسة حوارية موسعة بمقر جامعة الدول العربية بعنوان "الهوية العربية في ظل التحديات الراهنة السياسية والاقتصادية والثقافية"، تحدث خلالها المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ الدكتور عبد المنعم سعيد، حيث تناول أهمية تعزيز الهوية العربية المشتركة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ودور الشباب العربي في حماية التراث الثقافي وتعزيز قيم الوحدة والانتماء والمواطنة.
وحضر الفعاليات الدكتور عبدالله الباطش مساعد وزير الشباب والرياضة، والأستاذة إيمان عبد الجابر رئيس الإدارة المركزية للتعليم المدني، والأستاذة راندا البيطار مدير عام برلمان الشباب والطلائع، والدكتور محمد حسن معاون الوزير، ولفيف من القيادات التنفيذية بالوزارة والجامعة، والشخصيات ذات الصلة، إلى جانب الشباب والطلائع المشاركين من مختلف النماذج البرلمانية بالوزارة.
يُذكر أن نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي يهدف إلى تعزيز قيم الولاء والانتماء للهوية العربية، ونشر ثقافة الحوار وقبول الآخر، وبناء جيل عربي واعٍ بقضايا أمته، قادر على المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وصناعة مستقبل عربي مشترك قائم على التعاون والتكامل.