قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات إن جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة تأتي تنفيذا لتعليمات القيادات العليا في "الكيان الإسرائيلي"، مستشهدا بتصريحات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي دعا إلى قتل الفلسطينيين لمجرد كونهم فلسطينيين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي رفض الحديث عن الإنسانية والقوانين الدولية.

وكانت قناة الجزيرة قد نقلت مشاهد مروعة تظهر اعتداء كلاب ضالة على جثامين شهداء ملقاة في الشوارع شمال قطاع غزة، في حين كان جنود الاحتلال يمنعون طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال الجثث منذ أكثر من 50 يوما.

وأوضح عريقات أن جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في غزة تأتي أيضا امتدادا لتاريخ طويل من الجرائم بدأ مع عصابات شتيرن والهاغاناه وأرغون في عام 1948.

ولفت الخبير العسكري إلى تحول خطير في سلوك الجيش الإسرائيلي، إذ أصبح جنوده يتجنبون المواجهة المباشرة مع المقاومة الفلسطينية رغم تسلحهم بأحدث الأسلحة.

العمليات النوعية

وأكد عريقات أن "العمليات النوعية التي تنفذها كتائب القسام وسرايا القدس في مناطق بيت لاهيا وجباليا ورفح تظهر تطورا ملحوظا في الأداء العسكري للمقاومة".

إعلان

وأشار إلى وجود أعداد كبيرة من المعاقين بين الجنود الإسرائيليين، مما يعكس حالة من القلق والخوف في صفوفهم، موضحا أن هذا الوضع دفع قوات الاحتلال إلى التركيز على استهداف المدنيين كجزء من سياسة الإبادة الجماعية.

وفي تحليله للوضع الداخلي الإسرائيلي، أكد عريقات أن الكيان الصهيوني يرتكز على 3 دعائم رئيسية هي الجيش بأذرعه الأمنية والاستخباراتية والمستوطنون والمهاجرون.

وأشار إلى أن هذه الركائز تلقت ضربات موجعة، إذ لم يعد المستوطنون إلى مناطقهم، كما هاجر أكثر من مليون إسرائيلي.

وبحسب عريقات، فإن الجندي الإسرائيلي أظهر عجزا واضحا في قتال الشوارع، خاصة في المناطق الضيقة والبيئة الجغرافية الجديدة التي نتجت عن تدمير 80% من جغرافيا قطاع غزة، لافتا إلى أن هذا العجز يظهر بوضوح عندما تكون المواجهة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية.

السقوط الأخلاقي

وأشار عريقات إلى أن السقوط الأخلاقي للجيش الإسرائيلي يتجلى في تصريحات قادته الميدانيين، مستشهدا بضابط أمر جنوده بقتل الأطفال والتمتع بقتلهم، وقائد في سلاح الهندسة أهدى ابنته تفجير مبنى مدني.

وكانت مجلة فورين بوليسي قالت في يوليو/تموز الماضي إن الجيش الإسرائيلي -رغم سمعته كمؤسسة عسكرية تتبجح بكونها "المؤسسة العسكرية الأكثر أخلاقية في العالم"- قد ظهر من خلال الحرب التي يشنها على غزة أن لديه مشاكل خطيرة تتعلق بالقيادة والسيطرة.

وأشارت المجلة -في مقال للمؤرخ المتخصص في سياسة الأمن الخارجي والداخلي للولايات المتحدة بنجامين في أليسون- إلى أن التكاليف البشرية لعمليات جيش الاحتلال كانت مذهلة.

وأكد الخبير العسكري على أن هذه الجرائم موثقة في المحافل الدولية "مما أدى إلى وضع الكيان الصهيوني على اللائحة السوداء وتصنيف نتنياهو ووزير حربه مجرمَيْ حرب"، مشيرا إلى أن المقاومة الفلسطينية رغم إمكانياتها المتواضعة تثبت قدرتها على التصدي، وستستمر في ذلك طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للقطاع.

إعلان

جرائم نتنياهو

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقالت إن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

وأضافت المحكمة في بيان أن "هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين".

وقالت إن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية، والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: وزراء في حكومة نتنياهو يعتقدون أن قرار احتلال غزة بات وشيكا

ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن وزراء بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يعتقدون أن صدور قرار باحتلال قطاع غزة أصبح قريبا.

وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "بعض الوزراء في الكابينت يقدرون أن قرار احتلال غزة أصبح قريبا"، عازية ذلك إلى ما ادعت أنه "ابتعاد التوصل إلى اتفاق بين حماس وتل أبيب"، في ظل ما أسمته "تصلب مواقف الحركة الفلسطينية، مما يُقرّب خطة الحرب الشاملة على غزة".

وأضافت أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعا إلى اجتماع مغلق لكتلة حزبه "الصهيونية الدينية" (يميني متطرف)، لبحث الخطوات الإسرائيلية الأخيرة بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.

وزعم جيش الاحتلال الأحد أنه سمح بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.

واعتبرت منظمات دولية أن خطوة الاحتلال "تروّج لوهم الإغاثة"، بينما يواصل جيشه استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات.

والاثنين قال سموتريتش الاثنين إنه باق في حكومة بنيامين نتنياهو، بعدما هدد بالانسحاب في حال دخلت المساعدات لقطاع غزة.



والأحد، أفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع حصيلة ضحايا منتظري المساعدات إلى "ألف و132 شهيدا، و7 آلاف و521 إصابة" منذ 27  أيار/ مايو الماضي.

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن دولة الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان التركي يتوعد نتنياهو بالمحاكمة الدولية على جرائم غزة
  • رغم الهدنة الإنسانية.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على قطاع غزة
  • خبير عسكري: تلويح إسرائيل باحتلال غزة محاولة لإحداث صدمة عند المقاومة
  • خبير عسكري: الاحتلال يواجه ضغوطا دولية غير مسبوقة.. وارتباك واضح في الإدارة الأمريكية
  • الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن
  • حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها
  • نتنياهو يهدد بضم غزة إذا لم توافق حماس على صفقة تبادل الأسرى
  • إعلام إسرائيلي: وزراء في حكومة نتنياهو يعتقدون أن قرار احتلال غزة بات وشيكا
  • خبير عسكري: محاولة اختراق موقع محصن للواء كفير هدفه أسر قادة إسرائيليين
  • خبير عسكري: الاحتلال في وضع دفاعي هش ولا يمكنه توسيع عملياته بغزة