المشاركون في "مؤتمر المستقبل" يدعون إلى بناء السلم وتحقيق الأمن على قاعدة احترام سيادة الدول ووحدتها
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
علاقة بالسياق العالمي الذي بات مطبوعا بالتوترات الجيوسياسية والأزمات متعددة الأبعاد مع كل انعكاساتها المأساوية على الإنسان وعلى التنمية في عدد من مناطق العالم، أكد المشاركون في « مؤتمر المستقبل »، المنظم من طرف مجلسي النواب والمستشارين، على أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل التقدم والتنمية في إطار التعاون جنوب-جنوب، وعلى دور المغرب وجمهورية الشيلي، في المساهمة، من موقعهما، في تعزيزها وإعطائها أبعادا عملية في مواجهة التحديات العالمية من منظور جنوب-جنوب.
وفي هذا الصدد، دعا المشاركون في المؤتمر المنظم بالرباط، إلى ضرورة بناء السلم وتحقيق الأمن على أساس احترام القانون الدولي، المرتكز على قاعدة احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وسلامة أراضيها، تكريسا للشرعية الدولية، والوقاية من الأزمات والنزاعات، التي تقوض الاستقرار والتنمية والعيش المشترك.
وفي ظل تسارع الأحداث وتناسل التوترات العالمية، يؤكد المشاركون في المؤتمر الذي تم بالتعاون مع مؤسسة « لقاءات المستقبل »، ومجلسي النواب والشيوخ في جمهورية الشيلي، على أهمية الحوار بين مختلف مكونات المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول مبتكرة تضمن الحكامة، وتخدم المصالح المشتركة بين مكونات المجموعة الدولية، وتساهم في بناء مستقبل مستدام يستفيد الجميع من الإمكانيات والمعارف والابتكارات والثروات التي يوفرها.
من جانب آخر، حذر المشاركون في مؤتمر المستقبل، المنظم من طرف مجلسي النواب والمستشارين، بالتعاون مع مؤسسة « لقاءات المستقبل » ومجلسي النواب والشيوخ في جمهورية الشيلي، من التهديدات التي بات يشكلها الذكاء الاصطناعي، على اعتبار أنه أصبح غير متحكم فيه، منبهين أيضا إلى الهوة الرقمية الصارخة في هذه التكنولوجيا بين الشمال والجنوب، وإلى مخاطر سوء استعمال التكنولوجيا على النسيج الأسري، وتوارث المعارف وتراكمها، ودور الإنسان ووظائفه.
داعين على هامش أشغال « مؤتمر المستقبل »، الذي تم بمشاركة وزراء، وبرلمانيين وأكاديميين، وطلبة باحثين، إلى الاستعجال في إقرار حكامة دولية لتدبير استعمالات ومحتويات الذكاء الاصطناعي والتطور المعلوماتي.
وفي الوقت الذي ذكر فيه المشاركون بالمآسي التي عاشتها البشرية جراء جائحة « كوفيد 19″، فإنهم في المقابل نادوا بتيسير نقل التكنولوجيا الحيوية، وصناعات الأدوية واللقاحات إلى بلدان الجنوب، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ورفع القيود التي تكبح حصول هذه البلدان على التكنولوجيا والمواد المستعملة في إنتاج اللقاحات والأدوية.
كما وجه المشاركون في المؤتمر ذاته، نداءً إلى القوى المعنية بالقرار المناخي الدولي من أجل اتخاذ ما يلزم من تدابير عاجلة لعكس inverser مؤشرات انبعاثات الغازات المسببة لاحترار الأرض، وتيسير حصول بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية على تكنولوجيا الاقتصاد الأخضر، وإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، والتحفيز الدولي على تعبئة المياه، وحسن استعمالها وتحلية مياه البحر، بما يساهم في إقامة مشاريع زراعية كبرى تضمن الأمن الغذائي.
في الاتجاه نفسه، طالب المشاركون بتيسير نقل التكنولوجيا إلى بلدان القارتين، لتمكينها من استغلال مستدام للأراضي الزراعية وتوفير الغذاء والمساهمة بالتالي في ضمان الأمن الغذائي المحلي والعالمي، كما يدعون إلى جعل مكافحة تلوث البحار والمحيطات ضمن أولويات الأجندة الدولية للمناخ.
يشار إلى أنه على مدى يومين من النقاشات والعروض، تطرق المشاركون في « مؤتمر المستقبل »، إلى قضايا راهنية من قبيل الاختلالات المناخية، والانتقال الطاقي، والذكاء الاصطناعي وتداعياته الاجتماعية، والتحديات المستقبلية في مجال الصحة، والأمن الغذائي، ورهان تحقيق المساواة بين النساء والرجال، وما يستلزمه ذلك كله من تكثيف الجهود وتوحيدها على المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف، من أجل مواجهة هذه التحديات المشتركة التي تواجه البشرية.
كلمات دلالية افريقيا التعاون جنوب جنوب التغير المناخي الشيلي سيادة الدول مؤتمر المستقبل مجلس المستشارين مجلس النواب
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: افريقيا التعاون جنوب جنوب التغير المناخي الشيلي سيادة الدول مؤتمر المستقبل مجلس المستشارين مجلس النواب مؤتمر المستقبل المشارکون فی من أجل
إقرأ أيضاً:
عاجل- الرئيس السيسي يشيد بكفاءة الدفاع الجوي القطري ويؤكد رفض مصر لانتهاك سيادة الدوحة
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، تناول خلاله تطورات الأوضاع الإقليمية، في ظل الهجوم الإيراني الأخير على قاعدة العديد الجوية.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي أعرب خلال الاتصال عن إدانة مصر ورفضها الكامل لأي انتهاك يطال سيادة دولة قطر، مؤكدًا تضامن مصر الكامل مع الدوحة في مواجهة التهديدات الخارجية، ومشيدًا بـ "حكمة القيادة القطرية في إدارة الأزمة بحنكة ومسؤولية".
وزير خارجية قطر: الرئيس الإيراني أعرب عن أسفه للهجوم على قاعدة العديد والدوحة سترد بإجراءات دبلوماسية وزير خارجية قطر: الهجوم الإيراني على قاعدة العديد انتهاك صارخ لسيادتنا وتصرف غير مقبول إشادة مصرية بكفاءة الدفاع الجوي القطريوأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أشاد بكفاءة الدفاعات الجوية القطرية التي أثبتت جاهزيتها وفاعليتها في التصدي للهجوم الإيراني على قاعدة العديد، معتبرًا ذلك دليلًا على التطور العسكري الكبير الذي تشهده قطر في السنوات الأخيرة.
وثمّن السيسي قدرة قطر على حماية أمنها وسيادتها باستخدام الوسائل العسكرية المتقدمة، معتبرًا أن هذا الأداء يعكس جاهزية القوات المسلحة القطرية، ويعزز من قدرة دول الخليج العربي على مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.
تعزيز التضامن العربي في مواجهة التصعيد الإقليميوأكد الرئيس السيسي خلال الاتصال أن مصر تولي أهمية بالغة لأمن واستقرار الخليج العربي، وتعتبر أمن دوله امتدادًا طبيعيًا للأمن القومي المصري، موضحًا أن التنسيق المشترك وتعزيز العمل العربي الجماعي هو السبيل الأمثل لحماية المصالح الاستراتيجية للدول العربية في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة.
وأشار السيسي إلى ضرورة تفادي مزيد من التصعيد، ودعم الحلول الدبلوماسية لتجنيب المنطقة أزمات جديدة، معربًا عن ثقته في قدرة الدوحة على التعامل مع الموقف بحكمة واحترافية.
خلفية: هجوم إيراني على قاعدة العديد يثير ردود فعل عربية واسعةوكانت قاعدة العديد الجوية في قطر قد تعرضت لهجوم إيراني في ظل تصاعد التوتر العسكري بين طهران وتل أبيب، ما دفع عددًا من الدول، وعلى رأسها مصر، إلى إصدار مواقف تضامنية صريحة مع الدوحة، في خطوة تؤكد وحدة الموقف العربي ضد الانتهاكات التي تهدد استقرار الخليج.
وتأتي إشادة السيسي بالقدرات الدفاعية القطرية في هذا السياق، لترسيخ مفهوم الردع الذاتي والتكامل الأمني العربي، في مواجهة أي عدوان خارجي أو تهديد للأمن القومي العربي.