زوجي يمنعني من رعاية أمي المقعدة ويهددني بالطلاق
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
سيدتي، أحييك ونحن في زمن ليس فيه للعرفان مكان وأتمنى أن تجدك كلماتي هاته في احسن الاحوال. كما لا يفوتني ان أحيي قراء ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار اونلاين وادعو كل حائر للتواصل معك بغرض الاخذ بمشورتك.
سيدتي،في قلبي ألم كبير يسكن وجداني المتعبة ولا أخفيك أنني متوجسة بعض الشيء. لأن الأمر يتعلق بخيار صعب قد يودي بعلاقتي الزوجية، أو يخسرني بابا من أبواب الجنة.
متزوجة أنا من رجل لا أعتقد أن في قلبه ذرة من الحنان، فهو إنسان متجهم لا يفقه في لغة المشاعر شيء. ولأنني بلغت من العمر ما كاد يفقدني الأمل في أن أحمل لقب زوجة. فقد قبلت به وأنا أمنّي نفسي بأنه سيتغير إلى الأحسن. لكن سيدتي مضت السنون وأملي يأفل يوما بعد يوم.وقد كان عزائي أبنائي الذين وجدت لديهم الصدر الحنون لكل ما يؤلمني ويجرحني.
مشكلتي سيدتي أن والدتي باتت مقعدة لا تقوى على الحركة، هالني الأمر كثيرا وأنا أرى نبع الحنان في هذه الحالة وإرتأيت أنا وأخواتي البنات أن نتداول على رعايتها. والسهر على راحتها. الأمر الذي لم يقبله زوجي الذي هددني بالطلاق وجعلي إلى جانبها مدى الحياة.
إجابة صادمة لا تنم سوى على جفاء كبير وتزمت لا تفسير له، فكيف لأي كان سيدتي أن يتملّص من مسؤولية رعاية أمه. والسهر على راحتها عندما تحتاج إليه؟.
أيعقل سيدتي أن يقدم زوجي على مثل هذا الأمر؟ هل من اللائق أن يضعني أمام خيارين أحلاهما مرّ؟
أنا في حيرة من أمري فلا تبخلي عليّ سيدتي بما من شأنه أن يعيد إليّ السكينة.
أختكم ن.وداد من الشرق الجزائري.
هوّني عليك أخية، وتريثي قبل ان تحكمي على الوضع بكل هذا التشاؤم. وثقي بأنك وبحول الله سترسين على بر الأمان لا محالة.
تقبلت عيوب زوجك وعشت معه بالرغم من قساوته وتجهمه ومنّيت نفسك بغد جميل تحيين اليوم تفاصيله مع فلذات أكبادك. اللذين كانوا لك العوض الحسن بعد كل حرمان عشته. وما تحيينه اليوم على يد هذا الزوج ليس بالجديد عليك لتكوني في مثل هذا الموقف.
عليك أختاه بأن توجهي كل إهتمامك ولو كان عبر الإتصال هاتفيا بأمك يوميا لتطمئني عليها ، فذلك سيخفف عنها وطأة المرض وسيرفع من معنوياتها ولو بالقدر القليل.
من جهة أخرى من الجميل أن تكوني أنت السباقة لطرح فكرة التناوب على رعاية أمك مع أخواتك. ويمكنك أيضا أن تساهمي في حالة رفض زوجك تنقلك لبيتها حتى تسهري على خدمتها وراحتها بالمال. من خلال إقتنائك لها كل ما ينقصها من أمور خاصة وأدوية حتى أكل، فذلك سيكون بمثابة المتنفس لك والذي سيعوضك غيابك عنها في بيتها.
لم تناقشي سيدتي مع زوجك فكرة أن تستقر أمك فترة معينة من الزمن في بيتك، فلعلك إن إقترحت عليه ذلك إفتككت منه الموافقة وخففت على نفسك بعضا من القلق والتوتر. أما إذا وجدت من زوجك الرفض القاطع والمستميت ووجدت أن عشك الزوجي على حافة الإنهيار. فلا مناص لك إلا أن ترضي بالأمر الواقع وتقبلي الخنوع له عوض أن يكون الطلاق نهاية حياتك الزوجية. والله أعلم بصدق نيتك وصفاء قلبك ورغبتك في جني وحصد الطاعة.
إن الله معك أختاه وثقي من أنك فعلت الواجب إلا أنك لم تستطيعي المضي أكثر لتحقيق خدمة أمك. وهي في محنتها، وتأكّدي أنك مع زوجك هذا-سامحه الله-مسيرة لا مخيرة.
ردت: س.بوزيدي
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية يوجه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى ال 69 لتأسيسها
وجه الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الأربعاء، “الأمر اليومي” للقوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيسها.
وفي ما يلي نص الأمر اليومي : ” الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه. معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
تحتفل القوات المسلحة الملكية اليوم ومعها الشعب المغربي قاطبة بالذكرى التاسعة والستين لتأسيسها، وهي مناسبة وطنية متجددة، نستحضر فيها بمزيد من الامتنان والإجلال روح مؤسسها وواضع لبنتها الأولى أب الأمة جدنا الملك المجاهد، جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، الذي سهر على ترسيخ أركان قواتنا المسلحة وتجهيزها، وتكوينها وتأهيلها للقيام بالمهام المنوطة بها.
وستظل هذه الذكرى الغالية من المحطات البارزة في تاريخ وطننا معتزين بتخليدها، بصفتنا القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مجددين لكم فيها، بمختلف رتبكم ضباطا وضباط صف وجنودا ، نساء ورجالا ، وبكل انتماءاتكم البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، سابغ عطفنا ورضانا، على المجهودات العظيمة والتضحيات الجسام التي تبذلونها في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية.
ولا يفوتنا في هذا السياق، أن نتوجه بعبارات التحية والتقدير الموصولة بأصدق مشاعر الفخر والاعتزاز، إلى كل أفراد قواتنا المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة، الساهرين ليل نهار على مراقبة حدودنا البرية والجوية والبحرية، وكذا مختلف الوحدات المرابطة بصحرائنا المغربية، متفانين في أداء واجبهم المقدس في حماية وحدة الوطن وأمنه، مجسدين أخلص معاني التلاحم القوي الذي يميز كل المغاربة في الدفاع عن قضيتهم الوطنية الأولى.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود
إننا إذ نفتخر بقواتنا المسلحة الملكية وبمستوى جاهزيتها واستعدادها الدائم لخدمة الوطن والمواطنين، فإننا نشيد بالعمل النبيل والمشرف ذو البعد الإنساني والتضامني الذي تضطلع به الوحدات العسكرية في مجال تدبير المخاطر والكوارث الطبيعية، من خلال التدخلات الميدانية وعمليات الإنقاذ والإغاثة وتقديم المساعدات والخدمات الطبية، التي تتسم دوما بالخبرة والفعالية وحسن التخطيط تنفيذا لأوامرنا السامية في هذا الإطار.
كما نغتنم هذه المناسبة، لننوه بما تحقق من إنجاز محمود في إطار الخدمة العسكرية، كورش وطني يتيح للشباب المغربي ذكورا وإناثا ، أداء واجبهم الوطني مستفيدين مما توفره المؤسسة العسكرية من موارد مادية ومعنوية تتيح لهم التشبع بقيم الانضباط والمثابرة والتحمل ونكران الذات، فضلا عن تأهيلهم في ميادين وتخصصات متعددة تسمح لهم بولوج سوق الشغل والمساهمة في نهضة بلدهم ومجتمعهم، معتزين بانتمائهم وبمغربيتهم، مفاخرين بتاريخ وطنهم وأمجاده، وأوفياء لملكهم ولثوابت أمتهم.
إن القوات المسلحة الملكية، وبموازاة مع مهامها في المجال الدفاعي والعسكري والإنساني، واصلت انخراطها الفعال بنفس الحماس والاقتدار في إطار عمليات حفظ الأمن والسلام التابعة للأمم المتحدة، من خلال العمل الجاد الذي تقوم به تجريداتنا العسكرية المنتشرة بكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، والذي يتعزز بإرسال أطر فنية وكوادر طبية متمرسة ضمن العديد من هيئات وبعثات حفظ السلام التابعة للمنظمة الأممية، مما يساهم في الإشعاع الدولي للمملكة، كشريك متميز وموثوق به في دعم واستتباب الأمن والسلم الدوليين.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود
إن التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم والتحديات المتزايدة التي تفرضها الظرفية الحالية، وما تفرزه من اضطرابات غير مسبوقة إقليميا ودوليا وإرهاصات أمنية وإجرامية عابرة للحدود، تستوجب من قواتنا المسلحة الملكية التسلح أولا بالحكمة واليقظة وكذا المعرفة المعمقة من أجل التكيف المستمر مع هذه المستجدات، والاستعداد الدائم لمواجهتها بكل حنكة وحزم ومهنية.
ولقد كان بديهيا أن ينصب اهتمام جلالتنا بشكل دائم ومركز من أجل مواكبة هذه التحولات، على تطوير وإغناء برامج التدريب العسكري وترقية مناهج التكوين العلمي نظريا وتطبيقيا، داخل معاهدنا العليا ومراكزنا التكوينية العسكرية.
إن ما حققناه اليوم من تقدم ملموس في مجال تجهيز قواتنا المسلحة بأحدث المعدات والتقنيات، يواكبه اهتمام متزايد بأهمية الدور المحوري للعنصر البشري الذي كان دائما في صلب أولوياتنا، فبتأهيله وتمكينه من العمل في ظروف جيدة ومريحة تلبي كل متطلبات الحياة المهنية لفائدة منتسبي القوات المسلحة الملكية وتوفير المرافق الضرورية لمزاولة مختلف الأنشطة الرياضية والتثقيفية داخل الثكنات ومراكز التدريب، سنجعل من جنودنا الأداة الفضلى لبلوغ النجاعة والفعالية المطلوبة من أجل الاستخدام الأمثل لمختلف المعدات والمنظومات الدفاعية.
وعلى مستوى آخر، وبنفس العزيمة والإصرار، سنواصل دعم برامج توطين الصناعات العسكرية كأحد الأوراش الوطنية الكبرى التي تحظى برعايتنا السامية والتي حرصنا على توفير كل الظروف المواتية من أجل إنجاحها وفق رؤية مستقبلية متبصرة تصبو إلى بلوغ الاستقلالية المنشودة في المجال الدفاعي، وذلك من خلال وضع إطار قانوني مساند وتحفيزات مهمة لفائدة المستثمرين والشركاء المغاربة والأجانب للنهوض بهذا المشروع الحيوي.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود
إن المحافظة على المكتسبات التي حققناها، تستدعي منا مواصلة التعبئة بنفس العزيمة والإخلاص من أجل تعزيز قوة جيشنا ومناعته ومده بكل مقومات الحداثة ووسائل الجاهزية، مع تمكين أطره وأفراده من تجويد مكتسباتهم المادية والمعنوية، مع توفير وتقريب الخدمات الاجتماعية والطبية الضرورية لفائدة أسرهم وعائلاتهم.
فكونوا رعاكم الله في مستوى الأمانة الملقاة على عاتقكم في الدفاع عن حوزة الوطن وسيادته، حريصين على مبادئ أمتنا وإرث أسلافنا، ملتزمين بواجب الوفاء والعرفان لهم بالجميل، وفي مقدمتهم الملكان الراحلان جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، متضرعين إلى المولى عز وجل أن يشملهما بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، ويجزيهما خير الجزاء على ما أسدياه للوطن من جليل الأعمال.
كما نسأل الله العلي القدير أن يشمل برحماته شهداءنا الأبرار، الذين أبوا إلا أن يقدموا أرواحهم فداء لوحدة الوطن وعزته واستقلاله، مبتهلين إليه سبحانه وتعالى أن يعينكم على خدمة وطنكم والتضحية في سبيله، سائلين الله جل جلاله أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه الخير لبلدكم، ملتزمين بواجب الطاعة والامتثال لقائدكم الأعلى، منافحين دائما عن شعارنا الخالد : الله – الوطن – الملك “.