يبدو أن هيئة أبو محمد الجولاني الجديدة، أو "النيو لوك" الذي ظهر به، لم تكف لطمأنة بعض العلويين. إذ أن تغيير الاسم إلى أحمد الشرع، وتقصير لحيته وتجذيبها، وارتداء قميص عصري زيتي يوحي بالانفتاح، لم يؤتِ أُكله عند الطوائف المتوجسة من الزعيم السابق لجبهة النصرة.

اعلان

بينما تغصّ ساحة الأمويين يوميًا بحشود السوريين الفرحين بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، يسيطر القلق على الطائفة العلوية التي فرّ كثير من أفرادها إلى خارج البلاد، متخوفيين من مصير مشابه لما لاقاه أسلافهم في الماضي خلال الحرب الأهلية.

في هذا السياق، يعبر أحمد*، وهو موظف استقبال في منتصف العمر، عن مخاوفه من أن يكون استلام هيئة تحرير الشام للبلاد (النصرة سابقًا) فاتحة ظلم جديدة بحق عائلته العلوية.

ولا يلغي خوفه بالضرورة فرحته بسقوط الأسد، حسبما يقول، لكنه يشير وهو يعرض صورًا لأعضاء مجلس الوزراء الانتقالي، إلى أن الجماعة التي استلمت الحكم "لا تشبههم في شيء".

وما يزيد من مخاوف أحمد على مستقبله كعلوي في سوريا، وهي أكبر أقليات البلد، مقاطعُ الفيديو التي يشاهدها عبر الإنترنت، إذ يقول إن الهيئة "تعتقل الناس في اللاذقية"، مشيرًا إلى أن زوجته أصبحت متوجسة مما تراه، وهي تبكي كل يوم وتطلب منه أن يرحلا عن البلاد.

صورة جوية لمدينة دمشقCan Erok for euronewsنموذج إدلب مقلق للطوائف

وبالنظر إلى النموذج الاجتماعي الذي خلقته هيئة تحرير الشام في إدلب، حيث كانت حكومة الإنقاذ السورية، التي قادها محمد البشير، رئيس الوزراء السوري المكلف حاليًا، يتبين أنها تميل إلى إجراءات دينية متشددة، منها الفصل بين الجنسين في جميع المدارس، وهو ما يثير مخاوف وانتقادات.

Relatedقسد تكشف عن تهديدات داعش في شمال سوريا وتدعو لحماية المنشآتالجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيلالشيعة والأقليات السورية يتجهون إلى لبنان هربًا من الاضطهاد الطائفي عقب سقوط نظام الأسد

وقد فرضت الهيئة في إدلب "اللباس المتوافق مع الشريعة الإسلامية" وحثت المواطنين السوريين المقيمين على الابتعاد عن جميع الأزياء التي لا توافق تعاليمهم وقيمهم، بحيث تغطي معظم النساء شعرهن وأيديهن وأحيانًا وجوههن منذ سن مبكرة فيما يظهر معظم الذكور بلحية طويلة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره لندن، فإن المحاكم الشرعية تنتشر في جميع أنحاء المحافظة.

علاوة على ذلك، بدا لافتًا أن يكون وزراء الحكومة السورية الانتقالية من الطائفة السنية بشكل كامل، في بلد متعدد المذاهب، وفيه أقليات علوية وأكراد ومسيحيين ودروز أيضًا هم جزء أصيل من شعب يبلغ تعداد سكانه 24 مليون نسمة.

نظام حافظ الأسد كان طائفيًا أيضا

ومن المعروف أن حافظ الأسد وابنه، وهما من العلويين الذين يسكنون اللاذقية، كانا منذ بداية حكمها، يفاضلان طائفتهما في تعييناتهما للمناصب الرفيعة، لذلك لم يكن النموذج الذي حكم البلاد سابقا أقلّ طائفية حسب بعض السوريين.

مواطنون سوريون يحتفلون فوق دبابة حكومية مهجورة في دمشق، سورياCan Erok for euronews

في هذا السياق، يقول حسين*، وهو طالب هندسة يبلغ من العمر 21 عامًا، ويقيم حاليًا في دمشق، على غرار عدد من العلويين، إن الوضع كان بالنسبة إليه أسوأ في عهد الأسد عما هو عليه الآن.

الجولاني أكد أن حكومته ستحمي الجميع

وفي مقابلة سابقة، أكد الجولاني على مراعاة جماعته للتعايش، قائلًا إن المذاهب على مشاربها تعايشت مع بعضها في سوريا لمئات السنين، واعدًا بأن بلاده لن تكون "أفغانستان جديدة" على حد قوله.

غير أن تقارير كثيرة، لم تستطع "يورونيوز" التحقق منها بشكل مستقل، تزعم أن هيئة تحرير الشام، التي لم تقل بعد إذا ما كانت ستتبنى قانونًا مدنيًا موحدًا للأحوال الشخصية، تحتجز عددًا من الجنود العلويين في معتقلاتها.

تم تغيير أسماء السوريين الذين تحدثوا إلى يورونيوز لحماية هوياتهم.

المصادر الإضافية • Nimet Kıraç

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نعمة السماء بعد الكارثة.. الأمطار تعود مجددا إلى جزيرة مايوت وسط شحّ كبير في المياه قمة بروكسل تحدد قواعد التواصل مع هيئة تحرير الشام وفون دير لاين واثقة بنفوذ أوروبي واسع لدى دمشق سحب دراسة ديدييه راوول حول استخدام الكلوروكين في علاج كوفيد 19 بشار الأسدأبو محمد الجولاني إدلبطائفةدمشقهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next قمة بروكسل تحدد قواعد التواصل مع هيئة تحرير الشام وفون دير لاين واثقة بنفوذ أوروبي واسع لدى دمشق يعرض الآن Next صواريخ روسية تضرب قلب كييف وتودي بحياة شخصين وتشعل حرائق ضخمة يعرض الآن Next نعمة السماء بعد الكارثة.. الأمطار تعود مجددا إلى جزيرة مايوت وسط شحّ كبير في المياه يعرض الآن Next في رسالة نتنياهو للحوثيين: "من يؤذي إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً جداً" يعرض الآن Next سحب دراسة ديدييه راوول حول استخدام الكلوروكين في علاج كوفيد 19 اعلانالاكثر قراءة غارات إسرائيلية على اليمن تقتل 9.. والحوثيون يعلنون استهداف أهداف حساسة في تل أبيب وأبو عبيدة يُبارك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد قدومه إلى روسيا وما حصل في سوريا ليس هزيمة لنا السينما كما لم تعرفها من قبل.. متفرجون يخلعون ملابسهم لمتابعة فيلم في إسبانيا مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياضحاياقصفروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشار الأسدإسرائيلأوكرانياهيئة تحرير الشام قطاع غزةعيد الميلادجريمةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا ضحايا قصف روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشار الأسد سوريا ضحايا قصف روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشار الأسد بشار الأسد أبو محمد الجولاني إدلب طائفة دمشق هيئة تحرير الشام سوريا ضحايا قصف روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشار الأسد إسرائيل أوكرانيا هيئة تحرير الشام قطاع غزة عيد الميلاد جريمة هیئة تحریر الشام یعرض الآن Next بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

مشروع "لها ومعها" من الخوف للقوة قصة تلخص رحلة آلاف النساء في مواجهة العنف

اختتمت "نهوض وتنمية المرأة" مشروع "لها ومعها" وسط إشادة واسعة من الشخصيات العامة والشركاء
السفارة البريطانية بالقاهرة تعلن استمرار شراكتها مع جمعية نهوض وتنمية المرأة في مواجهة العنف ضد المرأة
"أنا شخصيتي اتغيرت بعد جلسات مشروع لها ومعها… بقى عندي جرأة وكرامة. بيتي بقى هادي بعد ما جوزي بطل يضربني… ولادي بقوا يحترموا بعض واتعلمت إن البنت زي الولد… حميت بنتي من أضرار الختان… حافظت على صحتها ومجوزتهاش بدري… بقيت أمشي في الشارع من غير خوف… اتعلمت أقول لأ وأواجه اللي يتحرش بيا… بقيت قيادية في بيتي وجيراني… وخدت قرار الشغل بعد ما كان جوزي رافضه".

بهذه الكلمات المؤثرة افتتحت نور الهدى، إحدى المستفيدات من مشروع لها ومعها، المؤتمر الختامي للمشروع الذي نظمته جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة، بحضور ممثلين من  المؤسسات الدولية والسفارات والمجالس القومية والجمعيات الأهلية ولفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين.

و أشاد الحضور بتجارب المستفيدات، مؤكدين أن ما تحقق يعكس أثرًا حقيقيًا وملموسًا في حياة الأسر والمجتمعات، ويبرهن على أهمية استمرار هذه البرامج في دعم النساء والفتيات الأكثر احتياجًا.

ما الذي حاول «لها ومعها» تغييره؟
 

وقالت الدكتورة إيمان بيبرس، رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، إن مشروع «لها ومعها» ركز على توعية السيدات والفتيات بحقوقهن، وتقديم دعم نفسي لهنّ، وإشراك الرجال، مشيرة إلى أن كثيرًا من مستفيدات المشروع أصبحن قيادات طبيعية ينقلن ما تعلمنه لغيرهن داخل مجتمعاتهن، بما يضمن استمرار أثر المشروع.

الأرقام… ترجمة حقيقية للأثر
 

وخلال المؤتمر، أعلنت "بيبرس" نجاح المشروع في الوصول إلى 2،538 مستفيد/ة بشكل مباشر، و17،766 مستفيد/ة بشكل غير مباشر، من خلال العمل مع 21 جمعية أهلية شريكة في 46 منطقة بثلاث محافظات: القاهرة والفيوم والأقصر.
وأكدت اعتزاز الجمعية بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة، مشيرة إلى أن المشروع يُعد من التجارب المهمة، خاصة كونه أول تعاون للجمعية في محافظة الأقصر، بما ساهم في توسيع نطاق العمل في المناطق المهمشة.

"شراكة تتجاوز الإنجاز لاستمرار الدعم"
 

من جهتها، أكدت ريتشل جيل، السكرتيرة الأولى للتنمية بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن الجهود المبذولة في مشروع «لها ومعها» والوصول إلى عدد كبير من المستفيدات تخطى العدد المستهدف يمثل إنجازًا كبيرًا يستحق الدعم والاستمرار والتوسع، مشددةً على أن مناهضة العنف ضد المرأة تعد أولوية أساسية للسفارة البريطانية.

كما أوضحت حنين شاهين، مستشارة العنف القائم على النوع الاجتماعي ومديرة برنامج ISF  بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن هذا ليس ختام لمشروع، بل هو انتهاء المرحلة الأولية منه، مشيرةً إلى أنه سيتم الاعتماد على جمعية نهوض وتنمية المرأة لاستكمال العمل في مواجهة العنف ضد المرأة.

ومن حانب آخر، أكد المؤتمر على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل أداة فاعلة لحماية المرأة، حيث تحدث الدكتور/ رؤوف رشدي، استشاري الصحة الإنجابية وباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، عن أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان للسيدات والفتيات، مشيرًا إلى اطلاقه لمبادرة تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في منع حوادث التحرش المرتبطة بوسائل النقل الذكي.

شهادات حية ومعرض في ختام مؤتمر «لها ومعها»
وشهد المؤتمر عدد من الشهادات الحية للمستفيدات، عكست التغيير الحقيقي الذي أحدثه المشروع في حياتهنّ وعلاقتهنّ مع أبنائهنّ وأزواجهنّ، إلى جانب تنظيم معرض لمنتجات المستفيدات، اللاتي تدربنّ عليها ضمن خدمات المشروع لتكون نواه لتمكينهنّ اقتصاديًا من خلال عمل مشروعات تدر عليهنّ وعلى أسرهن دخلًا.

وفي ختام المؤتمر، قدمت الدكتورة  إيمان بيبرس درع جمعية نهوض وتنمية المرأة إلى السفارة البريطانية بالقاهرة، تقديرًا لشراكتها الفاعلة في مشروع "لها ومعها".

"نهوض وتنمية المرأة" IMG_4274 IMG_4276 IMG_4275 IMG_4277

مقالات مشابهة

  • الشرع يحذر من العبث بالطائفية ويؤكد على وحدة سوريا واستعادة هويتها
  • سفر 6 حكام مصريين إلى المغرب استعدادًا لإدارة مباريات كأس الأمم الأفريقية
  • فيديو كارثي: تدخين الأرجيلة داخل إسعاف في سوريا
  • الديباني: حكم استئناف بنغازي يُسقط قانونيًا هيئة الانتخابات الموازية التي أنشأها الرئاسي
  • طريقة عمل حمص الشام في المنزل زي الكافيهات والمحلات
  • 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
  • مشروع "لها ومعها" من الخوف للقوة قصة تلخص رحلة آلاف النساء في مواجهة العنف
  • سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟
  • انفجار سيارة محملة بالذخيرة على الطريق الدولي حلب دمشق
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة