Estimated reading time: 18 minute(s)

الأحساء – واس

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامه بن عبدالله خياط، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.

وقال فضيلته ” إن التقوَى وصيَّةُ الله للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ، وإن المرءَ لا يزالُ بخيرٍ ما اتَّقَى الله، وخالَفَ نفسَه وهواه، ولَم تشغَله دُنياه عن أُخراه “.

وأوضح فضيلته إنَّه إذا كان العلم لدى كثير من الناس، قِوام الحياة، وأساس النهضات، وعِماد الحضارات، ووسيلة التقدُّم للأفراد والمجتمعات، فإنه لدى أولي الألباب من عباد الرحمن فوق ذلك كله: إذ هو طريقٌ يسهِّل الله به دخول الجنَّة دار السلام، والحظوة فيها بالنعيم المقيم، الذي لا ينفد ولا يبيد ، وقد بيَّن ذلك وأرشد إليه، رسول الهدى-صلوات الله وسلامه عليه- بقوله: “وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ” ، مشيراً إلى أن العلم سبب السعادة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: “العلم حياةُ القلوبِ من الجهلِ ، ومصابيحُ الأبصارِ من الظُّلَمِ ، يبلغ العبدُ بالعلم منازلَ الأخيارِ ، والدَّرجاتِ العلى في الدنيا والآخرة ، به تُوصَلُ الأرحامُ ، وبه يُعرَفُ الحلالُ من الحرامِ ، وهو إمامُ العملِ ، والعملُ تابعُه ، يُلهَمُه السُّعداءُ ، ويُحرَمُه الأشقياءُ”.

وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله سبحانه وتعالى نوه بفضل العلم وأهله، ورفعة منزلتهم، وعُلوِّ كعبهم، وشرف مقامهم، ونفى المساواة بينهم وبين غيرهم، حيث قال عزَّ اسمه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ. و جعل سبحانه للعلماء مقام الخشية الحقَّة منه؛ لأن العلم أرشدهم إلى كمال قدرته، وعظيم قوته، وبديع صفاته، فزادهم ذلك هيبة منه، وإجلالًا له، فقال عزَّ من قائل: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ. وشبه عز وجل العالم بالبصير، والجاهل بالأعمى والأصم، كما شبه كذلك العلم والإيمان بالنور، والجهل والكفر بالظلمات، ونفى المساواة بينهما كما تنتفي المساواة بين الظلِّ والحَرور الذي يُتضرَّر به، وكما لا يستوي الأحياء بنور العلم والإيمان، ولا الأموات الذين نَسوا الله وأعرضوا عن نوره، فأمات الله قلوبهم، فهي بذلك لا تتأثر بموعظة، ولا تستجيب لداعي الهدى، حيث قرن جل وعلا أهل العلم بذكر الملائكة في شهادتهم بالوحدانية لله تعالى، باستيقانهم أنَّه لا معبود بحق إلا الله، فعبدوه حق العبادة، ونَفَوا عنه الشركاء، فقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

وأكد فضيلته أنَّه لفضل قد بلغ الغاية، ولما لا يكون كذلك، وقد بيَّن رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ العلماء هم ورثة الأنبياء حقًّا؛ لأنَّ الميراث الذي تركه الأنبياء هو العلم، فقال عليه الصلاة والسلام: ” مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانِ في جوف الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ ليلة البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا وإنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ” ، إلى غير ذلك من نصوص الوحيين، الدالَّة على فضل العلم وأهله، وشرف منازلهم، وكريم مآلهم، مما كان له أعظم الآثار وأعمقها في نفوس السلف الصالح-رضوان الله عليهم-.

وأشار الدكتور أسامه خياط إلى أنه يتعين على طالب العلم أن يذكر أنَّه إذا كان المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، فإن من القوَّة المحبوبة عند الله تعالى، قوَّة المسلم في علمه وعمله، تلك المتمثلة في كمال المحبة لهذا العلم، ودوام المدارسة له، والاستكثار من البحث في دقائقه، والكشف عن غوامضه، والاستعانة على التمكُّن من أزمِّته بالعمل به وتعليمه، ولا ريب أنَّ قوَّة المسلم هي قوَّة لأمَّته، وأنَّ كلَّ ما يحرزه من تفوُّق، أو يصيبه من نجاح، أو يبلغه من توفيق، عائدٌ أثره عليها لا محالة ، والخرص على العناية بهذا العلم، بتصحيح النيات، التي هي قوام قبول الأعمال، وتعاهد الإخلاص لله تعالى فيه، وبذل أسباب التمكُّن منه، ورعايته حق رعايته، في طلبه وتحمُّله، وفي تعلُّمه وإشاعته، والعمل بما يقتضيه، فإن العمل هو ثمرة العلم، وعماد الانتفاع به، ومبعث الرِّفعة التي ذكرها الله بقوله: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.

وذكر فصيلته أنه وإن كان المراد بالعلم الميراث النبوي، وهو: علم الكتاب والسنة وما له تعلقٌ بهما، إلا أنَّ الحق أنه شامل أيضًا لكل علم تنتفع به الأمة، ويعلو به قدرها، ويعزُّ به جانبها، ويكثر به خيرها، ويضطرد به تقدُّمها، وتأخذ به مكانها بين الأمم، ويكون سببًا في رسم الصورة الصحيحة الحقة لهذا الدين، في ربطه بين الدين والدنيا، وسعيه لكافة شعائره وشرائعه؛ لتحقيق السعادة للمسلم في الحياتين ، وإن في العناية بعلوم الحياة على اختلاف ألوانها: عنايةً بعلوم الكتاب والسنة، ببيان جملةٍ وافرة من معانيهما، بالاستعانة بما تقدمه تلك العلوم من فوائد وقواعد، وما توفره من وسائل، وما تستند إليه من كشوفٍ ومخترعات ، والحرص على الاشتغال بكل علمٍ نافع، وكل عملٍ صالح، تبلغون به رضوان الله، والرفعة لأمتكم في حياتكم الدنيا.

وفي المدينة المنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا في خطبة الجمعة اليوم إن الله تعالى خص نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بخصائص ميزه بها على جميع الأنبياء والمرسلين وجعل له شرعة ومنهاجًا أفضل شرعة وأكمل منهاج ، كما جعل أمته خير أمة أخرجت للناس فهم يوفون سبعين أمة هم خيرها وأكرمها على الله من جميع الأجناس فجمع الله لأمته بخاتم المرسلين وإمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين ما فرقه في غيرهم من الفضائل وزادهم من فضله أنواع الفواضل ألا وإن من فضائل هذه الشريعة العظام ومحاسنها الجسام كثرة سبل الخير وتنوع أعمال البر التي يتقرب بها كل مؤمن إلى مولاه غنياً كان المؤمن أم فقيرًا قوي كان أو ضعيفاً.

وأضاف فضيلته أن من رحمته سبحانه وفضله على عباده أن رزقهم كلهم ثم خص بعضهم بالغنى ليبلوهم بالشكر وليتقربوا إليه بالزكاة والصدقات فتعظم أجورهم وتطهر أموالهم وتزكو نفوسهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ثم إنه سبحانه وهو البر الرحيم شرع لعباده من القربات ما يشرك به الفقير أخاه الغني فيصير بمنزلته في حسن الثواب ، أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال : ( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميده صدقة وكل تهليله صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة ) قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال ( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ).

واختتم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الخطبة بقوله إن كل ما أعان المسلم أخاه عليه من جلب نفع أو دفع ضر أو إزالة مكروه أو أدخل السرور عليه كل ذلك صدقة قال عليه الصلاة والسلام ( إفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس لك صدقة وهدايتك الرجل في أرض الضالة صدقة ) وقال عليه الصلاة والسلام ( والكلمة الطيبة صدقة ) ؛ وقال أبو الدرداء رضي الله عنه ما تصدق رجل بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها جماعة فيتفرقون وقد نفعهم الله بها.

 

المصدر: الأحساء اليوم

كلمات دلالية: العلم المسجد الحرام المسجد النبوي خطبة الجمعة إمام وخطیب المسجد ى الله علیه رسول الله ل الله

إقرأ أيضاً:

لا تنسى أهل غزة ورفح.. أدعية في ساعة الاستجابة يوم الجمعة

يترقب المسلم ساعة الاستجابة يوم الجمعة من كل أسبوع، ومع تصارع الأحداث حاليًا في غزة، وقصف مخيم رفح، لا يجد المسلمون سوى الدعاء لأهالي غزة ورفح، فيشتغل بال الكثيرون بالبحث عن أدعية لنصرة أهل فلسطين في الجمعة الأخيرة من ذو القعدة 2024، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أحاديث شريفة عن فضل ساعة الاستجابة يوم الجمعة.

موسم الحج.. ما هو دعاء ابن عمر عند الصفا؟ دعاء الجمعة الأخيرة من شعبان ساعة الاستجابة يوم الجمعة

وردت عدة أحاديث عن وجود ساعة استجابة في يوم الجمعة، وهى ساعة لا يرد فيها الدعاء، وقد اختلفت ألفاظ هذه الأحاديث، وبناءً على هذا الاختلاف تفرَّق العلماء في تحديد هذه الساعة.

 

فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وفي بعض الروايات: «وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ»، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث في شأن ساعة الجمعة -يعني: ساعة إجابة الدعاء- فقال: "هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ"، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وفي الحديث: «التَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ».

 

لذا اختلف الفقهاء في تحديد هذه الساعة بين من يراها في جوف الليل وفي ساعة ما بين آذان الجمعة والتسليم منها، والأرجح بين العصر والمغرب، وقالت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم 7352، للدكتور شوقي علام، أنه ينبغي على المسلم أن يكون حريصًا على الدعاء في يوم الجمعة كله فيعظُم بذلك أجره، وتحديد وقت إجابة الدعاء في هذا اليوم مسألة خلافية، حتى إنَّ من رجَّح قولًا معيَّنًا لم يحكم على باقي الأقوال بالتخطئة، والتقيُّد بوقت محدِّد والتشبث به على أنه وقت الإجابة يوم الجمعة وإنكار كون باقي الأوقات فيه وقتًا للإجابة؛ أمر غير سديد.

 

أدعية في ساعة الاستجابة يوم الجمعة لأهل غزة ورفح

 

اللهم بحق تلك الأيام المباركة وهذا الشهر الحرام احفظهم بعينك التي لا تنام وعزك الذي لا يُضام وأرنا عجائب قدرتك في نصرهم.اللّهمّ إنّي أسألك النصر لأهل غزة ورفح  الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك، يا من هو ولي ذلك والقادر عليه.اللهُم كُن لأهل غزة ورفح عونا ونصيرا يا رب العالمين.اللهم بردًا وسلامًا على أهل غزة ورفح .اللهم يامن لا يهزم جنده ولا يخلف وعده، ولا إله غيره، كُن لأهلنا في فلسطين عونًا ونصيرًا .اللهم بحق عينك التي لا تنام وعزك الذي لا يُضام أرنا عجائب قدرتك في نصرهم.اللهم انصر أهل غزة ورفح على من عاداهماللهم احفظ أرواحهم وأبناءهم وردهم إلى ديارهم مردًا كريمًا آمنًا.اللهم نسألك لأهل غزة ورفح النّصر على من عاداهم، عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.اللهم رد إلينا فلسطين والمسجد الأقصى.اللهم انصر الشعب الفلسطيني ، اللهم انصر أهل غزة ورفح اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم .اللهم إنا نسألك أن تقبل شفاعتنا فيهم، اللهم جمع صفوفهم، واشف مصابيهم وارحم شهداءهم.اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين اللهم رد عنا كيدهم وفل حدهم وأزل دولتهم واذهب عن ارضك سلطانهم

مقالات مشابهة

  • نحو 40 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • لا تنسى أهل غزة ورفح.. أدعية في ساعة الاستجابة يوم الجمعة
  • 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.. ولا حج إلا بتصريح
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • صلاة الجمعة من المسجد الحرام في مكة (بث مباشر)
  • 6 سنن تُكفر ذنوبك.. اغتنمها في الجمعة الأخيرة من ذي القعدة
  • نفحات وبركات| فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
  • بهذه الإجراءات.. السديس يوجه أئمة الحرمين بالتخفيف على المصلين في الحج