وزير السياحة يؤكد أهمية وضع إطار قانوني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
يشهد قطاع السياحة العالمي تحوُّلًا جذريًا في أساليب الترويج والخدمات بفضل الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يُعتبر الذكاء الاصطناعي اليوم أداة فعّالة لتطوير القطاع السياحي وتعزيز تجربته، سواء من خلال تحسين التجربة الفردية للسائح أو من خلال تصميم حملات ترويجية تستهدف أسواقًا جديدة بطريقة مبتكرة.
ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تعزيز قطاع السياحة، إذ يقدم حلولًا مبتكرة تسهم في تحسين التجربة السياحية وزيادة الكفاءة التشغيلية.. كما تعتمد وكالات السفر والفنادق والمواقع السياحية على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات السائحين، مما يمكنها من تصميم برامج سياحية مخصصة تلبي احتياجات وتفضيلات كل زائر.
وعلى مستوى الترويج، تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء حملات تسويقية فعّالة تعتمد على استهداف الأسواق المناسبة وتحليل اتجاهات السفر العالمية.. كما يساعد الذكاء الاصطناعي في تعزيز تدابير الأمن والسلامة عبر أنظمة مراقبة ذكية قادرة على التنبؤ بالمخاطر والتعامل معها بسرعة وفعالية.. من ناحية أخرى، يمكن استخدام تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لإحياء المواقع الأثرية بطريقة تفاعلية، مما يعزز جاذبية الوجهات السياحية ويمنح الزائرين تجربة فريدة.
وفي هذا السياق، توالت تصريحات شريف فتحي وزير السياحة والآثار التي أكدت أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة النمو في القطاع السياحي المصري والعالمي، حيث تتبنى الوزارة توجهًا حديثًا لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الترويج للمقصد السياحي المصري، بهدف تحسين تجارب السائحين وجذب شرائح متنوعة من خلال حملات تسويقية مبتكرة تعتمد على تحليل البيانات وتخصيص المحتوى، كما تسعى الوزارة لإبراز التنوع السياحي لمصر وتعزيز جاذبيتها عالميًا بما يواكب التطورات التقنية.
وخلال مشاركته في الاجتماع الدولي الأول لوزراء السياحة لمجموعة الدول الصناعية السبع في إيطاليا، قال شريف فتحي إن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا غير مسبوقة لتعزيز صناعة السياحة.. مشيرًا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين تجارب السفر من خلال تصميم برامج سياحية تتناسب مع احتياجات السائحين، وتقديم خدمات تعتمد على البيانات الضخمة لتحليل تفضيلات العملاء بشكل دقيق، مضيفا في الوقت ذاته أن الوزارة استعانت ببعض تقنيات الذكاء الاصطناعي في حملاتها الترويجية، مما أثمر عن نتائج مبهرة أكدت على فعالية هذه الأدوات في جذب السياح.
وأوضح الوزير أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرة استثنائية على التعلم والتطور من تلقاء نفسه، مما يجعله أداة ديناميكية يمكنها مواكبة التغيرات السريعة في احتياجات السوق.. ولكن مع ذلك، أكد فتحي أهمية وضع إطار قانوني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذا الإطار يجب أن يكون مرنًا وديناميكيًا لمواكبة تطور التكنولوجيا المستمر، كما أشار إلى التحديات التي تواجه الهيئات التنظيمية في مراقبة وتحديث اللوائح، مؤكدًا ضرورة وجود كود مرجعي يضمن عدم خروج التكنولوجيا عن السيطرة.
واستعرض الوزير أيضًا بعض الإنجازات المحققة باستخدام الذكاء الاصطناعي مثل إطلاق مشروع Project Revival لإحياء التاريخ المصري القديم عبر تقنية الواقع المعزز ويهدف هذا المشروع إلى تقديم تجربة تفاعلية جديدة للسائحين باستخدام تطبيقات مثل إنستجرام، بالتعاون مع شركة ميتا العالمية، حيث يُبرز المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية بطريقة مبتكرة، وأكد أن استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في هذه المشروعات يعزز من جاذبية المواقع الأثرية ويمنحها بُعدًا جديدًا.
من جانب آخر، أشار فتحي إلى أهمية تعزيز التسويق السياحي الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن الوزارة تعمل على تنفيذ حملات تسويقية عالمية تعتمد على هذه التقنيات لاستهداف أسواق جديدة وواعدة، وأكد أن هذه الحملات لا تقتصر على السوق المحلي بل تركز على استقطاب السائحين من الخارج مع التركيز على الشرائح ذات الإنفاق المرتفع، كما أوضح أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحليل البيانات لتحديد اهتمامات الفئات المستهدفة وتصميم رسائل تسويقية مخصصة تتناسب مع احتياجاتهم.
وأضاف الوزير أن السياحة تواجه تحديات عديدة من بينها التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تؤثر على حركة السفر عالميًا، وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في التخفيف من هذه التحديات من خلال تحسين كفاءة العمليات وإدارة الموارد بشكل أفضل. كما يمكن استخدامه لتعزيز تدابير الأمن والسلامة في المواقع السياحية، مما يمنح السائحين شعورًا أكبر بالاطمئنان.
وأكد فتحي أهمية الربط بين الحداثة والتاريخ في الترويج السياحي، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا توفر وسائل جديدة لإبراز القيمة الثقافية والتاريخية للمواقع الأثرية، وضرب مثالًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التاريخية وتقديمها بطريقة مشوقة للسائحين، مما يساهم في تعزيز فهمهم وتقديرهم للتراث الثقافي.
وتطرق الوزير إلى أهمية التعليم والتدريب لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع السياحي. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على رفع كفاءة العاملين في القطاع من خلال برامج تدريبية تستهدف تعزيز مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا الحديثة، موضحا أن الاستثمار في تنمية الموارد البشرية يُعد خطوة أساسية لضمان نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السياحة.
وفي سياق متصل، قال فتحي إن التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي لا تقتصر فقط على الجانب التقني، بل تشمل أيضًا الحاجة إلى تغيير الثقافة التنظيميةـ مؤكدا أن النجاح في استخدام هذه التقنيات يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والقطاع الخاص، بالإضافة إلى شراكات مع الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا.
وأشار الوزير إلى أن مصر تسعى لزيادة عدد السياح والغرف الفندقية خلال السنوات المقبلة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحقيق هذا الهدف من خلال تحسين كفاءة العمليات وتقديم تجارب مميزة للسائحين. كما أوضح أن الوزارة تعمل على مبادرات لتشجيع الاستثمار في بناء الفنادق وتعزيز البنية التحتية السياحية.
وشدد الوزير شريف فتحي - في كثير من تصريحاته - على أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة ذهبية لدفع عجلة النمو في القطاع السياحي وأن الوزارة ملتزمة بمواصلة العمل على تبني هذه التقنيات لتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، وأن استخدام الذكاء الاصطناعي لن يقتصر فقط على تحسين العمليات الداخلية بل سيمتد أيضًا إلى تقديم تجارب فريدة للسائحين تعكس التنوع الثقافي والتاريخي الغني لمصر.
بفضل هذه الجهود، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح أحد أعمدة تطوير القطاع السياحي، مما يسهم في تعزيز دوره كأحد المحركات الرئيسية للاقتصاد المصري.. ومع استمرار الاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية، يمكن لمصر أن تحقق قفزات نوعية في قدرتها على استقطاب السياح وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي.
اقرأ أيضاًوزارة السياحة والآثار تنفي تأجير يوتيوبر أمريكي لمنطقة أهرامات الجيزة للتصوير لها
مسؤول بوزارة السياحة والآثار: ملف استرداد القطع الأثرية يحظى باهتمام القيادة السياسية
مدبولي يُتابع مع وزير الثقافة استراتيجية عمل الوزارة وأهم الأنشطة والفعاليات المُنفذة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الفضاء علوم الفضاء الهواتف الذكية الذكاء الاصطناعي رواد الفضاء العلوم والتكنولوجيا رائد الفضاء المراجعات النهائية تطوير الذات مدرستنا التعليمية 2 المحفل العلمي الدولي التعليم الحديث ريادة الفضاء المراجعات النهائية للثانوية العامة الحضارة الأوروبية استخدام الذکاء الاصطناعی تقنیات الذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی ی استخدام تقنیات القطاع السیاحی مشیر ا إلى أن أن الوزارة تعتمد على فی القطاع فی تعزیز من خلال
إقرأ أيضاً:
العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة
وأشار العلامة مفتاح، خلال اللقاء التحضيري الأول للقيادات الإدارية والمجتمعية بأمانة العاصمة اليوم، استعداداً للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف للعام الهجري 1447، إلى أن شبه الجزيرة العربية لم تشهد طوال تاريخها احتشادا جماهيريا بضخامة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في العاصمة صنعاء خلال السنوات الأخيرة.
وأكد على أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام، أكبر من الأعوام السابقة، خصوصاً وأن اليمن يمر بوضع أكثر تميزاً عن الأعوام الماضية، وباتت صنعاء عاصمة التأثير في العالم الإسلامي.
ولفت النائب الأول لرئيس الوزراء إلى أن الاحتشاد الكبير في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم خلال الأعوام الماضية في العاصمة صنعاء، كان له أثر إيجابي على عدد من البلدان الإسلامية التي أصبحت تقتدي باليمن في إحياء احتفالات كبيرة بهذه الذكرى الجليلة.
واعتبر أمانة العاصمة الأسوة لبقية المحافظات، وإذا نجحت في أي عمل فإن ذلك سينعكس إيجاباً على بقية المحافظات.. مشيداً بالفعاليات والأنشطة والاحتفالات التي شهدتها مختلف مديريات الأمانة خلال العام الماضي.
وشدد على ضرورة بذل المكاتب التنفيذية والجهات المعنية الجهود اللازمة لتكون نموذجاً في استقبال ذكرى المولد النبوي.. مؤكداً أهمية التفاعل مع مختلف الفعاليات الجماهيرية الخاصة بالمولد النبوي.
كما أكد العلامة مفتاح أن اليمن يتصدر المشهد اليوم وأصبح الجبهة الأولى في إصدار وتنفيذ قرارات نوعية وتاريخية للانتصار لقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وذلك يدفع اليمنيين إلى إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بشكل لم يسبق له مثيل.
من جانبه أشار نائب رئيس الوزراء - وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، إلى أهمية التعاون والتكاتف في التحضير اللازم والمناسب لإقامة الفعاليات والأنشطة الاحتفالية الكبرى بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
ونوه بجهود قيادة أمانة العاصمة في استكمال إنشاء الجمعيات التعاونية بمختلف مديرياتها.. مؤكداً على أهمية إعادة إحياء العمل التعاوني في الأمانة وبقية المحافظات بما يخدم أهداف المجتمع، وإنجاح كافة الأنشطة والفعاليات.
وأكد المداني استعداد الوزارة للتعاون مع السلطة المحلية لتكون فعاليات واحتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام من أقوى الفعاليات وبشكل أكبر من السنوات الماضية.
بدوره أكد أمين العاصمة الدكتور حمود عباد، الحرص على أن تكون العاصمة صنعاء في أزهى وأبهى حلة لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف.
وأبدى استعداد القيادات الإدارية والمجتمعية في الأمانة لبذل أقصى الجهود للتحضير للفعاليات والاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة الدينية العظيمة سواء على مستوى الحارات والأحياء والمديريات، أو على المستوى المركزي.
فيما تطرق وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، إلى عملية التحضير للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف.. مشيراً إلى أهمية الدور المجتمعي في التحضير وإقامة الفعاليات والاحتفالات.
ولفت إلى أهمية الجانب التعبوي والتثقيفي في حشد الطاقات والجهود والتهيئة للمشاركة في إقامة وإنجاح مختلف الفعاليات والانشطة الاحتفالية بهذه الذكرى العظيمة.
حضر اللقاء، رئيسا لجنتي الشؤون الاجتماعية حمود النقيب، والتخطيط شرف الهادي، ووكلاء أمانة العاصمة، ومديرو المكاتب التنفيذية والمديريات وعدد من الوجهاء.