أكدت مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية أن إجمالي قيمة العطاء الذي قدمته المؤسسة خلال العامين الماضيين قد تجاوز 200 ألف ريال عماني. كما أظهرت المؤسسة أن القيمة السوقية لأصولها قد فاقت 6 ملايين ريال عماني، مما يعكس نموًا كبيرًا حيث تضاعف حجم أصول المؤسسة بنحو ستة أضعاف منذ تأسيسها.

جاء ذلك خلال الحفل السنوي الثالث الذي نظمته مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية اليوم، برعاية معالي ليلى بنت أحمد النجار، وزيرة التنمية الاجتماعية، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين ومديري العموم، وسعت من خلاله المؤسسة إلى التعريف بإنجازات المؤسسة خلال العامين الماضيين، واستعراض خططها المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز دور الوقف في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

كما تم تسليط الضوء على جهود المؤسسة في دعم المبادرات المجتمعية وتكوين الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، بما يتماشى مع التوجهات الإنسانية والعلمية والدعوية للمؤسسة.

أكد الشيخ خليل بن أحمد الخليلي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، في كلمته خلال الحفل أن تنظيم هذا الحدث السنوي يأتي في إطار الشراكة والتكامل مع أبناء الوطن الغالي ومؤسساته المختلفة، بهدف تحقيق الأهداف السامية لهذا المشروع الذي يعزز البناء المعرفي، والتحصين الفكري، والفهم الصحيح للدين، مع التركيز على الجوانب الإنسانية. وأضاف أن المؤسسة أطلقت العديد من المبادرات النوعية في هذه المجالات، استنادًا إلى خطط مرسومة ورؤية واضحة وأهداف نبيلة تدعم التكافل الاجتماعي والتنمية المستدامة، مع الاعتماد على الشراكات البناءة والاستثمار الآمن كأدوات فعالة لتعظيم الأثر.

وأشار الخليلي إلى أن المرحلة السابقة من عمر المؤسسة أظهرت الوعي العميق لدى المجتمع العماني بتراثه الوقفي العريق، مما ساعد المشاريع الوقفية اليوم على التوسع لتشمل جميع المجالات الحياتية المعاصرة. وحرصت المؤسسة على أن تكون جزءًا أساسيًا في إحياء دور الوقف الحضاري، مع ضمان سلامة التخطيط وأمانة التنفيذ، ما دفعها لمواكبة أحدث الأساليب المؤسسية في قطاع الأوقاف، سواء من حيث النظرية أو التطبيق.

وتحدث الخليلي عن المحاور التي تم التركيز عليها في إدارة عمل المؤسسة، وهي: الاستثمار، تطوير الأعمال، نشر الوعي الوقفي، والعطاء في مجالات أهداف المؤسسة. وأوضح أن الأولوية كانت في المرحلة الماضية لتطوير الأعمال وبث الوعي العام حول أهمية الوقف بين أفراد المجتمع، كونهما أساسًا تبنى عليه بقية الأعمال. كما تم العمل على بناء شراكات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، مع التركيز على تحقيق الاستقرار المالي والاستقلالية من خلال مشروع عقاري سيشكل مقرًا دائمًا للمؤسسة ويغطي جزءًا من مصاريفها التشغيلية.

وتزامن هذا مع الاهتمام برفع الوعي عبر مختلف الوسائل مثل البرامج الإذاعية والتلفزيونية، والندوات، والمخيمات الشبابية، والورش التدريبية. كما قدمت اللجنة الشرعية بالمؤسسة خمس دورات شرعية تأهيلية مكثفة في مجال الوقف، تضمنت كل دورة منها ثمانية برامج تعليمية امتدت على مدار عشرة أشهر.

من جانبه، قال سيف بن سالم البوسعيدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية: «بفضل الله، تمكنا من تحقيق مجموعة من الأهداف التي سعت المؤسسة إلى تحقيقها منذ انطلاقها. وقد وضعت المؤسسة على رأس أولوياتها تعزيز الشراكة مع المؤسسات الوقفية الأخرى من أجل رفع الوعي المجتمعي بأهمية العمل الوقفي. ومن أبرز المبادرات التي أطلقناها الملتقى الوقفي الثاني، وكذلك تأسيس صندوق غراس الوقفي، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في استثمار أموال الوقف في سلطنة عمان. بالإضافة إلى ذلك، نظمنا ندوة «الأسرة وبناء القيم» التي ناقشت العديد من القضايا المجتمعية وسلطت الضوء على دور الأسرة في تربية الأبناء».

وأضاف البوسعيدي: إن المؤسسة بصدد إطلاق خطة استراتيجية جديدة في الأول من يناير 2025م، ستغطي السنوات الخمس القادمة، بهدف مواصلة تعزيز دور الوقف في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

شهد الحفل توقيع عدة اتفاقيات، أبرزها اتفاقية تعاون مع قناة الاستقامة لإنتاج برنامج تلفزيوني مشترك، بالإضافة إلى اتفاقية رعاية مع الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم لدعم أنشطتها وبرامجها. كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة التنمية الوقفية «عون» بهدف تعزيز التعاون بين الطرفين في مجالات الخدمات الاجتماعية ذات الصلة، وذلك في إطار تعزيز الشراكات المجتمعية والوقفية التي تدعم أهداف المؤسسة.

كما تضمن الحفل تسليم مبادرات العطاء للفرق الخيرية التي تعمل على دعم المجتمع في مجالات التعليم والعطاء الإنساني. من بين هذه المبادرات، قدم فريق نداء الخيري دعما لمشروع «امسح وتبرع» عبر شاشات الأجهزة الذكية، بهدف استدامة تحصيل التبرعات للعمل الخيري. كما تم دعم فريق الرستاق الخيري الذي يساهم في تمويل المراكز الصيفية التعليمية، وفريق تكافل صحار الخيري الذي يعنى بمشروع دعم الرسوم الدراسية للطلاب الجامعيين من الأسر ذات الدخل المحدود.

كما تم تكريم فريق عبري الخيري لدعم مشروع كفالة الأسر المعسرة، وفريق هيما الخيري لدعم مشروع شراء أدوات صحية لكبار السن وذوي الإعاقة من الأسر المعسرة، وفريق البريمي الخيري لدعم مشروع أنامل منتجة للأسر ذات الدخل المحدود، وفريق خصب الخيري لدعم مشروع كفالة الأسر المعسرة، وفريق صلالة الخيري لدعم مشروع (إسعاد طالب) التعليمي للأسر ذات الدخل المحدود.

تخلل الحفل جلسة حوارية مع شركاء المؤسسة لمناقشة الخطط الاستراتيجية للمؤسسة وسبل تطوير المشاريع الوقفية التي تتماشى مع أهدافها. وقد تم خلال الجلسة تبادل الآراء والأفكار التي تهدف إلى تعميق التعاون المشترك بين المؤسسة وشركائها، وتعزيز الجهود المبذولة في خدمة المجتمع وتنميته. كما تم التركيز على أهمية تطوير المشاريع الوقفية بما يتماشى مع التحديات الحالية والفرص المستقبلية، لضمان تحقيق الأثر المستدام في مختلف المجالات الخدمية والاجتماعية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کما تم

إقرأ أيضاً:

نزوى الخيري يكرّم الفائزين بجائزة نزوى للقرآن الكريم

كرّم فريق نزوى الخيري الفائزين في النسخة الثالثة من جائزة نزوى للقرآن الكريم التي نفّذها وأشرف عليها الفريق للعام الثالث على التوالي خلال فصل الصيف المنصرم، حيث حفلت الجائزة في نسختها الثالثة بمشاركة واسعة بلغ عددهم 553 مشاركًا ومشاركة من مختلف الفئات العمرية؛ وشملت المسابقة سبعة مستويات لحفظ القرآن الكريم مع التجويد وطُرحت بهدف تطوير مهارات الحفظ والتجويد والفهم لدى المشاركين، وتحفيزهم على التفوق في التلاوة والأداء القرآني، وجاءت المستويات بين حفظ جزأين وصولًا إلى حفظ خمسة وعشرين جزءًا، ورصد الفريق جوائز مجزية زادت على 24 ألف ريال عماني.

وقال سعيد بن هلال الشرياني، عضو لجنة التقييم، إن الجائزة تمثل ركيزة أساسية في الاهتمام بكتاب الله تعالى، وتسهم في العناية بالطفل وتشجيع الأهالي على غرس حب القرآن في نفوس أبنائهم، واكتشاف القدرات المتميزة وتنمية الملكات القرآنية، إلى جانب تعزيز قيم المواطنة الصالحة لدى الناشئة. وأكد أن الإقبال المتزايد على المسابقة مقارنة بالنسخ السابقة يعكس نجاحها وتحقيقها لأهدافها، مشيرًا إلى أن النسخة الحالية شهدت تطويرًا في آليات المسابقة من خلال تخصيص جوائز تحفيزية وتكريم المشاركين، بما يعزز دافعية الاستمرار والارتباط بالقرآن الكريم.

وأضاف: إن هذه البرامج القرآنية تمثل استثمارًا حقيقيًا في بناء الإنسان، مشيدًا بعزيمة المشاركين من مختلف الفئات العمرية وما أظهروه من جد واجتهاد في حفظ كتاب الله وتلاوته، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة». كما ثمن جهود لجنة التحكيم والداعمين على ما قدموه من إسهامات لإنجاح المسابقة.

تضمن الحفل تلاوات قرآنية متنوعة للمتسابقين وعرضًا مرئيًا جسد مسيرة الجائزة ومراحلها، ثم قام سعادة أحمد بن ناصر العبري، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية نزوى ورئيس فريق نزوى الخيري، بتكريم الداعمين للمسابقة من مختلف الجهات، تلا ذلك توزيع جوائز المسابقة وفق المستويات السبعة، ففي المستوى الأول حفظ 25 جزءًا مع التجويد جاءت في المركز الأول هالة بنت مسلم بن ضحي الريامية، وفي المركز الثاني أحمد بن يعقوب بن ناصر الاسحاقي، وبالمركز الثالث نٍعمة بنت صالح بن سعود الكندية؛ وفي المستوى الثاني المخصص لحفظ عشرين جزءًا متتاليًا من القرآن جاء في المركز الأول مروان بن عوض بن خميس أولاد ودير، وفي المركز الثاني حمد بن سليمان بن حمد السيفي، وفي المركز الثالث أحمد بن يحيى بن محمد الخروصي.

أما المستوى الثالث المخصص لحفظ 15 جزءًا متتاليًا مع التجويد فقد جاء في المركز الأول أحمد بن علي بن سالم الكندي، وفي المركز الثاني بدر بن سعود بن مطر العنقودي، وفي المركز الثالث عائشة بنت ناصر بن عبدالله الخروصية؛ أما المستوى الرابع حفظ عشرة أجزاء متتالية مع التجويد جاء صهيب بن خالد بن هلال البوسعيدي، وفي المركز الثاني الخطاب بن أحمد بن سالم الرقيشي، وفي المركز الثالث إمام بن أحمد بن محمد العنبري وسعود بن علي بن بدر الشايعي.

بينما كان المستوى الخامس لحفظ ستة أجزاء متتالية مع التجويد، وهو مخصص لمواليد 2009 فما فوق، وجاء في المركز الأول يوسف بن يحيى بن أحمد الصباري، وفي المركز الثاني حفص بن سيف بن سعيد الزكواني، وفي المركز الثالث مجاهد بن محمد بن علي الصباحي.

وفي المستوى السادس حفظ أربعة أجزاء متتالية مع التجويد، وهو لمواليد 2013 فما فوق، جاء في المركز الأول الخليل بن إبراهيم بن سيف التوبي، وفي المركز الثاني عائشة بنت حافظ بن خميس البوسعيدية، وفي المركز الثالث سليمان بن عيسى بن سليمان الزكواني.

وفي المستوى السابع المخصص لحفظ جزأين متتاليين مع التجويد لمواليد 2016 فما فوق، جاء في المركز الأول المرتضى بن سالم بن محمد الغطريفي، وفي المركز الثاني ريم بنت عوض بن خميس أولاد ودير، وفي المركز الثالث جنان بنت أحمد بن يحيى الخروصية وجنى بنت عبدالله بن حميد الحضرمية.

كما رصدت لجنة الجائزة جوائز تشجيعية أخرى للفائزين بالمراكز الأخرى، وأصغر وأكبر حافظ وحافظة، والأسرة القرآنية.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة يتابع جهود مؤسسة النفط لتعزيز الإنتاج
  • اقتصاديات المحافظات.. وإدارة المخاطر المستقبلية
  • نزوى الخيري يكرّم الفائزين بجائزة نزوى للقرآن الكريم
  • وفاتان إثر تدهور مركبة على طريق جابر الرمثا / أسماء
  • "قضايا المرأة" تقيم المؤتمر الختامي لمشروع تعزيز حقوق الصحة الإنجابية في مصر
  • اجتماع في المحويت لمناقشة أوضاع مؤسسة المياه ومستوى خدماتها
  • إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب تروسيكل داخل ترعة بقنا
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • وزارة التضامن تستعرض جهود تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها