أي ظروف عاشها سكان القرداحة مع جيرانهم من آل الأسد؟
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
حينما كانت عائلة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد تنعم بحياة القصور، ظلت مئات العائلات في مدينة القرداحة بالساحل السوري تعاني منذ عقودٍ الفقر والإهمالَ الممنهج، وهي تأمل اليوم أن تتحسن أوضاعها المعيشية.
ويحقد أهالي القرداحة على نظام الأسد، بسبب الظلم والرعب الذي تركه في نفوسهم، حيث حظر عليهم هو وعائلته دخول أحياء واسعة من مدينتهم أو حتى الاقتراب منها، ولم يدخلوها إلا بعد سقوط هذه العائلة، فدمروها واستولوا على محتوياتها، وقد هالهم حجم الثراء الذي تمتعت به هذه الأسرة، في حين عانى أهالي القرداحة صنوف الفقر والحرمان.
ويقول أحد السكان لمراسل قناة الجزيرة إن أهالي المدينة عاشوا حالة من الفقر ومن الجهل، وإن هذا الأمر كان ممنهجا بالنسبة للقرداحة، وقال إنه جاء إلى هذه المنطقة من المدينة -حيث قصور آل الأسد- لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد.
وكان منذر جميل الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع صاحب السطوة الأكبر في المدينة، حيث كانت نوافذ قصره تطل على عشرات العائلات الفقيرة التي كان يستغلُّها بأجور زهيدة لخدمة عائلته، حسب ما كشف الأهالي.
وتحدث أبو رامي، جار منذر الأسد عن سنوات من المعاناة والعوز، وقال إنه عجز عن ترميم أبسط الأشياء في منزله. وهو الذي يعيش مع عائلته على 10 دولارات شهريا، هي عبارة عن راتبه التقاعدي.
إعلانومع انعدام فرص العمل كان كثير من الفقراء في المدنية يضطرون للعمل في قصور عائلة الأسد مقابل فُتات على حد وصف أبو رامي.
ونفس الوضع عبّر عنه جار آخر لمنذر الأسد، بقوله للجزيرة إن الناس يعتقدون أن أهالي المنطقة الساحلية السورية يعيشون في قصور، لكن الحقيقة أنهم "يعيشون على الجمر بمعنى الكلام".
جبروت تلاشى
غير أن ملك وجبروت منذر الأسد تلاشى اليوم مع سقوط وهروب بشار، وبقيت قصور عائلة الأسد المتناثرة وسط أحياء شعبية في مدينة القرداحة، شاهدا على ثراء العائلة وسطوتها وظلمها لأبناء جلدتها.
ورغم عودة الحياة تدريجيا إلى القرداحة وإلى أسواقها، يتحدث الأهالي عن صعوبات عديدة يواجهونها في تلبية احتياجاتهم الأساسية، كالمحروقات والخبز وأخرى تتعلق بضبط أمن المدينة.
وقد عبّر بعض الأهالي- كما جاء في تقرير أدهم أبو الحسام على قناة الجزيرة- عن معاناتهم وعن الفقر المدقع الموجود في القرداحة، وقال أحد المواطنين إنه لا يستطيع تعبئة سيارته بالبنزين بسهولة ويضطر لجلب الحطب من أجل الطبخ، مشيرا إلى أن الناس لديها تصور خاطئ عن الوضع في القرداحة وأنهم أكثر الناس مظلومية.
وحسب مواطن آخر من القرداحة، "لا توجد عائلات متوسطة الحال، فإما غني ملياردير وإما مسحوق راتبه 10 دولارات بشتري خبز وبيتدين لآخر الشهر"، وقال هذا المواطن إن الطبقة التي كانت فوق الناس سرقت أموال البلد وهربت.
وفي تعبير عن مدى رعب الأهالي من النظام السابق، يقول مواطن آخر لمراسل الجزيرة إن المواطنين يخافون من التحدث عن ظلم آل الأسد لأنهم غير مصدقين أن "هذه العائلة قد سقطت وخائفين أن يأتوا لتصفيتهم في بيوتهم".
ويقول الأهالي إن عائلة الأسد انتهجت حظر كل ما يتعلق بالعمل والتجارة في القرداحة، كي تُجبرَهم على التطوع بالجيش والأجهزة الأمنية، لما يخدم نفوذ العائلة وتثبيت حكمها لعقود.
إعلانويؤكدون أن الرئيس المخلوع أطلق العنان لأبناء عمه لحكم القرداحة بعيدا عن قانون الدولة، فاستباحوا الدماء وصادروا الممتلكات وغيبوا كلَ معارض لحكمهم.
ويذكر أنه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التقارير الإخبارية عائلة الأسد
إقرأ أيضاً:
خبير أثري: المنيا تستقبل 10 ملايين زائر للاحتفال بذكرى قدوم العائلة المقدسة بـجبل الطير
أكد مفتش أثار دير السيدة العذراء بجبل الطير، مينا ميلاد، أن المحافظة تحتفل اليوم بالذكرى السنوية لقدوم العائلة المقدسة لجبل الطير، حيث يحرص ملايين الزوار من جميع محافظات مصر وبعض الدول العربية والأجنبية على المشاركة في هذا الاحتفال.
وقال ميلاد في مداخلة لقناة "النيل" للأخبار- اليوم /الخميس/- :"إن محافظة المنيا تستقبل هذا الأسبوع 10 ملايين زائر، لذلك قامت كل من وزارة الداخلية والسياحة والأثار والعدل ومحافظة المنيا، بجميع الاستعدادات الأمنية قبل الحدث بأسبوع على الأقل؛ لتأمين الزائرين منذ بداية الاحتفالية وحتى الليلة الختامية".
وأضاف أن مظاهر الاحتفال داخل الكنيسة بهذا التوقيت تشمل زيارة المكان الذي اختبأت به العائلة المقدسة أثناء دخولهم لمصر، وتفقد المغارة أو الكهف الذي مكثت به العائلة لمدة 3 أيام، بالإضافة للطقوس الدينية والاجتماعية، والاحتفالات بالساحة الخارجية، لافتا إلى أنه منذ إنشاء الكنيسة وحتى اليوم وهي باقية وحاضنة للتاريخ والحضارة ومقصد لجميع السائحين والزائرين.
وأشار إلى أن المحافظة قامت بإعادة تجميل المنطقة بالتنسيق مع وزارة السياحة، من خلال تجهيز الشوارع المؤدية وطلاء المنازل، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية بالكامل سواء خطوط للصرف أو الحريق والهواتف، وتغطية الممر السياحي ببلاط البازلت.