يقول بعض الشهود الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم إن الأمر ليس جديداً، لكن الجديد هو غياب رد فعل رسمي من الحكومة، سواء من الداخلية أو من القضاء، حول كيفية التعامل مع هذه التهديدات العلنية بحسب قولهم. اعلان

بعد مضي ستة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، وتولي الرئيس الانتقالي أحمد الشرعالسلطة في دمشق ورغم إقرار دستور جديد وإصدار قوانين تهدف إلى إعادة النظام والهيبة للدولة، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى حالة من الفوضى وعدم الانصياع للقرارات الرسمية.

اللاذقية.. عندما يتحول الشاطئ إلى ساحة أيديولوجية

في واحدة من أبرز المؤشرات على انحراف الأولويات، وجّه محافظ اللاذقية قبل أيام دعوة غير مسبوقة إلى المواطنين من أبناء الطائفة المسيحية خلال زيارته لهم، وخصوصًا النساء، بضرورة ارتداء "البوركيني" فقط على الشواطئ، وحظر انتشار ملابس السباحة التقليدية. المحافظ، الذي يوصف بأنه مقرّب من بعض التيارات الإسلامية النافذة، برر الخطوة بأنها "تحقيق للحشمة"، رغم أن الدستور الجديد كفل الحريات الشخصية لكل مواطن.

Relatedمطاعم دمشق القديمة في قبضة الأمن العام: لا غناء ولا حرية ولا أمان!سوريا: فصل الجنسين في الجامع الأموي بدمشق يثير جدلا واسعاروبيو: حرب أهلية شاملة قد تندلع في سوريا خلال أسابيع قليلة وقد تؤدي إلى التقسيم

المشهد استقبلته المسيحيون والسياح وغيرهم من المواطنين في اللاذقية باستغراب كبير، خاصةً أن المنطقة تُعتبر تقليديًا من أكثر المناطق السورية انفتاحا. وانقسم الرأي العام بين من رأى في الأمر تجاوزًا صريحًا للقوانين الجديدة، ومن اعتبره مؤشرًا على هيمنة خطاب أيديولوجي لا يعكس التنوع المجتمعي. وأثيرت أسئلة مفادها: هل يملك المحافظ حق إصدار مثل هذا التوجيه بعيدًا عن الحكومة المركزية؟ أم أن هناك نفوذًا خارجيًا أو محليًا يسعى لفرض أيديولوجية معينة؟

إدلب.. بين موسيقى الحفلات والتكبيرات المسلحة

في مدينة الدانا بريف إدلب، كان من المقرر أن تُقام حفلة غنائية ضمن صالة أفراح محلية، لكن قبل بدء الحدث بأيام، اقتحمت مجموعة مسلحة المكان، وأقدمت على تحطيم كل محتوياته من مقاعد ومكبرات صوت وديكور، تحت شعار "منع الموسيقى والمفاسد". ولم تصدر أي بيانات رسمية من الحكومة الجديدة تعليقًا على الحادثة، رغم أنها تقع ضمن اختصاص وزارة الثقافة والأمن العام.

ويرى البعض أن المشهد في إدلب، التي كانت ولا تزال معقلاً لهيئة تحرير الشام، يوحي بأن القرار الأمني والعسكري فيها لا يزال بيدها، بعيدًا عن تعليمات دمشق. وهنا أثيرت أيضا أسئلة من قبيل: هل أصبحت هذه المحافظة منطقة نفوذ خارج إطار الدولة؟ ومن المسؤول عن ضبط مثل هذه الاعتداءات؟

اللثام.. بين الأوامر الرسمية والواقع

في محاولة لإعادة الثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية، أصدرت الإدارة المركزية للأمن العام في دمشق، في شهر مارس الماضي، قرارًا يقضي بمنع العناصر الأمنية من ارتداء اللثام الكامل خلال أدائهم لمهامهم اليومية. وجاء في نص القرار أن ذلك يأتي "استجابةً للشكاوى المتكررة من المواطنين، وفي إطار تعزيز الأمن والشفافية".

لكن الواقع مختلف تمامًا. ففي شوارع دمشق وحلب وحتى حماة واللاذقية وغيرها من محافظات، لا تزال دوريات الأمن العام تسير في مظاهر عسكرية، ترفع التكبيرات، ويرتدي أفرادها اللثام بشكل كامل، مما يثير استغراب واستياء السكان. ويشكو كثيرون من أن بعض العناصر يستغلون عدم تمييز هوياتهم لارتكاب انتهاكات، فيما يلجأ آخرون غير المنتمين للقوات النظامية إلى ارتداء اللثام وانتحال صفة رجال الأمن لتنفيذ عمليات سلب واعتقال.

وهنا أيضا نجد البعض يسأل: من الذي يوجه هذه القوات؟ ولماذا تستمر في تجاهل الأوامر الرسمية حتى من داخل العاصمة؟

حماة.. عندما يحمل المدنيون السلاح ويهددون

أما في حماة، فقد بلغت الأمور حدًا خطيرًا. إذ انتشرت الجمعة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مواطنين في المدينة وهم يحملون السلاح ويطلقون تهديدات مباشرة لما وصفوه بـ"الشبيحة وفلول النظام"، متعهدين بملاحقتهم وقتلهم.

ويقول بعض الشهود الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم إن الأمر ليس جديداً، لكن الجديد هو غياب رد فعل رسمي من الحكومة، سواء من الداخلية أو من القضاء، حول كيفية التعامل مع هذه التهديدات العلنية بحسب قولهم.

فهم يرون أن هناك فجوة واضحة بين ما يُعلن في دمشق وما يجري في المحافظات.

اعلان

ويضيف أحدهم: "في دولة القانون، من واجب السلطات اعتقال من يهددون الآخرين بالقتل ومعاقبتهم وفق القانون الجنائي، لكن هذا لم يحدث. فهل باتت فكرة الدولة مجرد شعار دون مضمون؟" متسائلا: هل ثمة انقسام حقيقي بين القرار السياسي والقوة التنفيذية على الأرض؟"

وعلى ضوء هذه الشهادات والمعطيات، يبدو أن الحكومة الجديدة لاتزال تفتقر إلى آليات التنفيذ والسيطرة على الجماعات المسلحة التي تحمل اسم "الأمن العام". وهذا ما يجعلها أمام اختبار حقيقي لفرض سلطتها والبدء بتطبيق القوانين على الجميع بما فيهم الجماعات المسلحة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: غزة إسرائيل روسيا فرنسا دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل روسيا فرنسا دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دستور سوريا أحمد الشرع غزة إسرائيل روسيا فرنسا دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أسرى أوروبا قطاع غزة حركة حماس سوريا حكم السجن الأمن العام

إقرأ أيضاً:

الحكومة السورية تنشر تفاصيل مباحثات «الشرع» ومبعوث ترامب لدمشق

أعلنت الرئاسة السورية، فجر الأحد، عن تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع، برفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني، مع المبعوث الأمريكي إلى دمشق توم باراك، والذي جرى السبت في مدينة إسطنبول، وذلك ضمن جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية مع الجانب الأمريكي.

بالأسماء.. كل من شملهم رفع العقوبات الأمريكية عن سورياأخبار العالم | أمريكا ترفع العقوبات عن سوريا.. زلزال جديد يضرب كريت في اليونان.. ومحاولات أمريكية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نوويإعادة بناء.. أول تعليق من سوريا بعد رفع العقوبات الأمريكيةروبيو: رفع العقوبات خطوة أولى لتحقيق رؤية ترامب تجاه سورياسوريا .. انفجارات عنيفة تهز مدينة اللاذقيةبعد إعلان أمريكا رفعها.. ما هي تفاصيل العقوبات المفروضة على سوريا؟بعد رفع العقوبات .. خطوة أمريكية جديدة بشأن سوريا | تفاصيلملك الأردن لـ"الشرع" : ندعم أمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيهامساعدات طبية سعودية إلى سوريا ضمن الجسر البري الإغاثيمصرع جنديين .. هجوم مسلح علي قاعدة حميم الروسية في سوريا

وذكر البيان الرئاسي أن المباحثات ركزت على مجموعة من الملفات ذات الأولوية، في مقدمتها متابعة تنفيذ قرارات رفع العقوبات المفروضة على سوريا، حيث أشار الرئيس الشرع إلى أن هذه العقوبات لا تزال تمثل عبئًا ثقيلًا على المواطنين السوريين، وتحد من فرص التعافي الاقتصادي في البلاد.

بدوره، أكد المبعوث الأمريكي أن واشنطن بدأت فعليًا اتخاذ إجراءات عملية لتخفيف العقوبات، تنفيذًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مضيفًا أن العملية مستمرة حتى تحقيق رفع شامل وكامل لتلك العقوبات.

وتطرقت المباحثات كذلك إلى مستقبل الاستثمار الأجنبي في سوريا، خاصة في قطاعي الطاقة والبنية التحتية. وأعرب الوفد السوري عن جاهزيته لتقديم كافة التسهيلات التي من شأنها جذب المستثمرين للمساهمة في جهود إعادة الإعمار، مع التشديد على ضمان بيئة استثمارية مستقرة وآمنة.

وخلال اللقاء، شدد الرئيس الشرع على رفض أي محاولات تهدف إلى تقسيم الأراضي السورية، مؤكدًا تمسك الحكومة بوحدة وسيادة البلاد. كما جرى تأكيد أهمية التزام الأطراف بتطبيق اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، باعتباره عنصرًا أساسياً في حفظ الاستقرار بالجنوب السوري.

بالأسماء.. كل من شملهم رفع العقوبات الأمريكية عن سورياأخبار العالم | أمريكا ترفع العقوبات عن سوريا.. زلزال جديد يضرب كريت في اليونان.. ومحاولات أمريكية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نوويإعادة بناء.. أول تعليق من سوريا بعد رفع العقوبات الأمريكيةروبيو: رفع العقوبات خطوة أولى لتحقيق رؤية ترامب تجاه سورياسوريا .. انفجارات عنيفة تهز مدينة اللاذقيةبعد إعلان أمريكا رفعها.. ما هي تفاصيل العقوبات المفروضة على سوريا؟بعد رفع العقوبات .. خطوة أمريكية جديدة بشأن سوريا | تفاصيلملك الأردن لـ"الشرع" : ندعم أمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيهامساعدات طبية سعودية إلى سوريا ضمن الجسر البري الإغاثيمصرع جنديين .. هجوم مسلح علي قاعدة حميم الروسية في سوريا

وفي سياق ذي صلة، ناقش الجانبان ملف الأسلحة الكيميائية، واتفقا على ضرورة التخلص الكامل منها بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وبما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

كما تضمن اللقاء بحث آليات التعاون الأمني المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود، وتعزيز حالة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي ختام الاجتماع، أكد الطرفان على أهمية التوصل إلى اتفاق شامل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بما يضمن عودة الحكومة السورية لممارسة سيادتها على كامل الأراضي الوطنية، إضافة إلى مناقشة الخطوات الممكنة لدمج هذه القوات ضمن مؤسسات الدولة، بما يسهم في تعزيز وحدة القرار والسيادة السورية.

طباعة شارك سوريا ترامب دمشق الشرع أحمد الشرع الحكومة السورية

مقالات مشابهة

  • السلطات السورية الجديدة توحّد أجهزة الأمن وتطلق حملة لمكافحة الإرهاب
  •  السلطات السورية ستساعد واشنطن على العثور على أميركيين مفقودين
  • الحكومة السورية تنشر تفاصيل مباحثات «الشرع» ومبعوث ترامب لدمشق
  • في تظاهرة اليوم فقد الحديث عن الأمن كلُّ دلالته، فقد تحرك من يحبس حتى الهواء عنا
  • وزارة الدفاع التركية: نتابع عن كثب عملية تسليم سد تشرين إلى الحكومة السورية
  • جمعة: عرض برامج مرشحي الحكومة الجديدة أمام النواب الإثنين
  • معهد واشنطن: داعش زاد من هجماته ضد الحكومة السورية الجديدة
  • أردوغان يدعو الحكومة السورية لتنفيذ اتفاقها مع قسد
  • إيران: لسنا في عجلة لاستئناف العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة