إِبْرَاهِيم بَرْسِي

٢٥ دِيسَمْبَر ٢٠٢٤

عندما نغوص في عمق التجربة الإنسانية، نجد أن سؤال الحرية ليس مجرد محاولة للتخلص من القيود، بل هو صدام حتمي مع الفكرة الأولى للوجود.

الإِلٰهُ، في بدايته، لم يكن سوى انعكاس للرغبة البشرية في النظام، في اليقين، وفي القوة التي تحمي الإنسان من عبثية العالم.
كان الإِلٰهُ في صورته الأولية كائنًا محايدًا، لا يفرض قيودًا ولا يطلب خضوعًا.


لكن مع ولادة الأنبياء، تغيرت المعادلة.

الأنبياء، بأقنعتهم المختلفة، جاءوا ليعلمونا الخجل.
ليس الخجل هنا بمعناه السطحي المتعلق بالعري الجسدي فقط، بل بمعناه الرمزي الأعمق: إخفاء كل ما قد يجعلنا نشعر بالضعف أو النقص أمام أعين الآخرين.
الفلاسفة مثل سيغموند فرويد Sigmund Freud رأوا في هذا الخجل حاجة إنسانية للبقاء ضمن حدود الجماعة.
بينما اعتبر ميشيل فوكو Michel Foucault أن الخجل أداة للسلطة تُستخدم لتطويع الأفراد وجعلهم جزءًا من نظام اجتماعي أكبر.
فجأة، أصبحت البراءة الأولى خطيئة، وأصبحت الحرية عبئًا، وأضحى الإِلٰهُ وسيلة لتبرير القيود، لا لتحرير الإنسان من عبثيته.

جان بول سارتر Jean-Paul Sartre، في صميم مشروعه الفلسفي، كان مدركًا لهذا القيد.
وعيه بفكرة الإِلٰهِ لم يكن مجرد رفض لمفهومه، بل مواجهة مع السلطة التي يمثلها في الوعي الإنساني.

في كتابه “الوجود والعدم” Being and Nothingness، يُعرِّف الحرية كعبء، لأن الإنسان، كما يقول: “محكوم عليه بأن يكون حرًا، لأنه لم يصنع نفسه.”
بالنسبة له، الحرية ليست هدية تُمنح، بل مسؤولية ثقيلة تُلقى على عاتق الإنسان الذي يجد نفسه عالقًا بين ضرورة الوجود وغياب المبرر السماوي.
ولكن هذا الوعي نفسه يفضح تناقضات سارتر: هل يمكن التحرر الكامل من فكرة الإِلٰهِ إذا كانت الحرية التي يدعو إليها تنبني على نفس الهياكل التي أنشأها الإِلٰهُ في الذهن البشري؟

في حياته الشخصية، بدا أن سارتر لم يستطع التحرر من هذه القيود.
علاقته الشهيرة مع سيمون دي بوفوار Simone de Beauvoir تكشف تناقضه كفيلسوف يدعو إلى الحرية المطلقة، ولكنه في ذات الوقت كان يتهرب من مسؤولياته العاطفية والاجتماعية.

سارتر لم يكن فقط يهرب من الإِلٰهِ، بل كان يعيد خلقه في صورة جديدة: سلطة فكرية يُخضع لها ذاته وذوات الآخرين.
ربما لم ينجح سارتر أبدًا في قتل الإِلٰهِ، بل فقط استبدله بأنبياء جدد: العقل، المجتمع، وحتى ذاته التي أصبحت مركزًا جديدًا للسلطة.
وهنا يكمن السؤال: هل كان سارتر ملحدًا حقًا، أم أن الإِلٰهَ ظل حاضرًا في وعيه، ليس ككائن غيبي، بل كظل يتسرب إلى كل قراراته وممارساته؟

فريدريش نيتشه Friedrich Nietzsche، ذهب إلى أقصى الحدود في محاولته لقتل الإِلٰهِ.
إعلانه الشهير: “لقد مات الإِلٰهُ، ونحن قتلناه”، لم يكن إعلانًا عن انتصار الإنسان، بل عن انهياره أمام هذا العبء الجديد.
بغياب الإِلٰهِ، تُرك الإنسان وحيدًا، بلا قيم جاهزة أو نظام يبرر وجوده.

في الحرية، كما تصورها نيتشه، دعوة دائمة لإعادة خلق القيم وصناعة نظام جديد يقوده الإنسان الأعلى.
ولكن الإنسان الأعلى، كما صاغه نيتشه، لم يكن سوى إعادة خلق لإِلٰهٍ مصغر، يأتي في صورة نبي جديد.
الإنسان الأعلى هو التجسيد لفكرة القيادة الفوقية التي لا تتحرر من فكرة الإرشاد المطلق.
وكما قال آلان باديو Alain Badiou، فإن الإنسان الأعلى يحمل في جوهره تناقضًا لأنه يبني سلطته على رفض السلطة نفسها.

ومع ذلك، نجد شعوبًا عاشت حريتها دون الحاجة إلى إعلان موت الإِلٰهِ أو الوقوع في تناقضات الفلاسفة.
في السودان، وتحديدًا في النيل الأزرق، نجد قبائل مثل البُرُونْ Barun والأَنْقَسْنَا Angasna، التي بنت حياتها على انسجام تام مع الطبيعة والآخر.
بالنسبة لهذه القبائل، القوى الطبيعية ليست آلهة قاهرة، بل شراكة وجودية.
طقوسهم وأغانيهم ليست خضوعًا، بل احتفاء بالحياة، وتأكيد على أن الحرية ليست فكرة مجردة، بل ممارسة يومية.

في أستراليا، تعيش قبائل السكان الأصليين، أو كما يُطلق عليهم الأبوريجينال Aboriginals، مثل الأَنَانْغُو Anangu، بفلسفة مشابهة.
حيث الأرض ليست ملكًا لإِلٰهٍ، بل جزء من كيانهم الوجودي.
طقوسهم تعبر عن وحدة الإنسان مع محيطه، عن حرية تُمارس بلا حاجة إلى آلهة أو أنبياء.
بالنسبة لهم، تجاوزوا فكرة الإِلٰهِ كسلطة، ووجدوا في البساطة مصدرًا لتحررهم.

وفي أمريكا الشمالية، قبائل مثل اللاكُوتَا Lakota ترى في الطبيعة انعكاسًا للحرية.
الحرية بالنسبة لهم ليست تمردًا، بل احترام للذات وللآخر.
وفي أمريكا اللاتينية، قبائل مثل المايا Maya ما زالت تحتفظ برؤى تتجاوز ثنائية الإِلٰهِ والخضوع، لتؤكد أن الإنسان هو سيد مصيره.

هنا، تتقاطع هذه الفلسفات مع فكرة أن الحرية ليست مجرد تمرد على السلطة، بل بناء مستدام لعلاقة مع العالم دون الحاجة إلى قوة مهيمنة.
إنها حرية في جوهرها تعيد تعريف علاقتنا مع الطبيعة، ومع الآخرين، ومع ذواتنا.

لكن لو عاد سارتر أو نيتشه اليوم، هل كان بإمكانهما الهروب من الآلهة الجديدة؟
في عصرنا الحالي، الآلهة لم تعد تأتي من السماء، بل من داخلنا، من رغبتنا في السيطرة واليقين.
الشاشات، الخوارزميات، الهواتف المحمولة، كلها أصبحت رموزًا لآلهة حديثة تراقبنا وتتحكم فينا.
الهاتف، الذي يُفترض أنه أداة حرية، أصبح رمزًا للرقابة الذاتية.

هذه الآلهة الجديدة لا تفرض سلطتها بالقوة، بل عبر رغباتنا، مما يجعلنا شركاء في قهر أنفسنا.
وهنا، يظهر التناقض الأكبر: هل يمكن للإنسان أن يتحرر من سلطة صنعها بنفسه؟

المفارقة أن القبائل التي لم تؤمن يومًا بإِلٰهٍ مركزي تبدو أكثر قدرة على مقاومة هذه الآلهة الحديثة.
بالنسبة لهم، الحرية ليست إعلانًا عن التمرد، بل حالة وجودية تُمارس يوميًا.
قيمهم ليست قوالب جامدة، بل حياة متجددة تُعيد تشكيل نفسها مع كل جيل.

لكن هنا يظهر السؤال الأهم: هل نصب سارتر ونيتشه أنفسهم أنبياء علينا دون أن يدركوا؟
سارتر، في سعيه لتحرير الإنسان، خلق عبئًا جديدًا، حيث أصبحت الحرية قيدًا آخر لا يستطيع الجميع احتماله.
ونيتشه، رغم محاولته هدم الأنبياء، خلق نبيًا جديدًا: الإنسان الأعلى.

المفارقة الساخرة هي أن الفلاسفة الذين دعوا إلى قتل الإِلٰهِ وجدوا أنفسهم يُنصبون كآلهة جديدة.
أفكارهم أصبحت نصوصًا مقدسة، وأتباعهم حولوا فلسفاتهم إلى أديان حديثة.

وهنا تتجلى السخرية: سارتر ونيتشه، في محاولتهما تحرير الإنسان من الآلهة، أصبحا جزءًا من نفس النظام الذي أرادا تدميره.
الحرية، في النهاية، ليست في قتل الإِلٰهِ، بل في قتل الخجل الذي زرعه الأنبياء والفلاسفة على حد سواء.

السؤال الذي يظل مفتوحًا: هل يمكننا أن نتحرر من هذه الآلهة الجديدة؟
وهل يمكننا أن نعيش كما ولدتنا الحياة، عراة من كل القيود التي فرضها علينا الأنبياء والفلاسفة؟

Sent from Yahoo Mail for iPhone

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإنسان الأعلى الحریة لیست قتل الإ ل ه فکرة الإ لم یکن

إقرأ أيضاً:

إعلاميون من أجل الحرية توضح كلام رئيس الجمهورية: لتوخي الدقة في نقل الاخبار

نفت جمعية "إعلاميون من أجل الحرية"، التي التقت أمس رئيس الجمهورية جوزاف عون في بعبدا، صحة بعض التسريبات المنسوبة إلى الرئيس حول علاقة لبنان وسوريا.

وقالت في بيان"في خبر زيارة عون سوريا، كان كلام الرئيس واضحا ومحددا اذ قال: بعد تسوية الخلافات سألتقي الشرع، وهو لم يقل سأزور سوريا" .

وفي هذا الإطار، تمنت الجمعية، من الزملاء توخي الحذر في نقل أي خبر صحافي والحرص على الدقة وعدم الوقوع في خطأ نقل الموقف والمعلومة، "خصوصاً أن كلام الرئاسة الأولى يحمل موقفاً رسمياً لا يحتمل التأويل".

وشكرت رئيس الجمهورية الذي اعلن مواقفه بشفافية مع نخبة من الصحافيين، مشيرة الى أن اللقاءً لم يكن خاصا لأي مؤسسة إعلامية، "لاسيما وأن الرئيس يمثل نموذجا في احترام دور الاعلام وصيانة الحرية". مواضيع ذات صلة إعلاميون من أجل الحرية نعت بسام براك: مدرسة في الرصانة والأخلاق والاحتراف Lebanon 24 إعلاميون من أجل الحرية نعت بسام براك: مدرسة في الرصانة والأخلاق والاحتراف 13/12/2025 09:37:29 13/12/2025 09:37:29 Lebanon 24 Lebanon 24 البطريرك الراعي من بعبدا: لا هوّة بين بكركي ورئاسة الجمهورية وهذه الأخبار مشينة Lebanon 24 البطريرك الراعي من بعبدا: لا هوّة بين بكركي ورئاسة الجمهورية وهذه الأخبار مشينة 13/12/2025 09:37:29 13/12/2025 09:37:29 Lebanon 24 Lebanon 24 زعيمة المعارضة الفنزويلية: النضال من أجل الحرية في فنزويلا هو نضال من أجل الحرية في كوبا وفي نيكاراغوا Lebanon 24 زعيمة المعارضة الفنزويلية: النضال من أجل الحرية في فنزويلا هو نضال من أجل الحرية في كوبا وفي نيكاراغوا 13/12/2025 09:37:29 13/12/2025 09:37:29 Lebanon 24 Lebanon 24 زعيمة المعارضة الفنزويلية: النضال من أجل الحرية في فنزويلا هو نضال من أجل الحرية في كوبا وفي نيكاراغوا Lebanon 24 زعيمة المعارضة الفنزويلية: النضال من أجل الحرية في فنزويلا هو نضال من أجل الحرية في كوبا وفي نيكاراغوا 13/12/2025 09:37:29 13/12/2025 09:37:29 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً اقتصاد "الدليفري" ينتعش.. شرط للبقاء لا مجرد خيار Lebanon 24 اقتصاد "الدليفري" ينتعش.. شرط للبقاء لا مجرد خيار 02:30 | 2025-12-13 13/12/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إسرائيل تستبق الأعياد بمحاصرة لبنان بالنار والبارود Lebanon 24 إسرائيل تستبق الأعياد بمحاصرة لبنان بالنار والبارود 02:00 | 2025-12-13 13/12/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الهيئة اللبنانية للعقارات: لعدم السماح للمواطنين بالتواجد بالقرب من الابنية المتضررة Lebanon 24 الهيئة اللبنانية للعقارات: لعدم السماح للمواطنين بالتواجد بالقرب من الابنية المتضررة 01:48 | 2025-12-13 13/12/2025 01:48:37 Lebanon 24 Lebanon 24 قمار تحت الأرض يُكشف.. ومداهمة خاطفة تُنهي اللعبة في قلب بيروت! Lebanon 24 قمار تحت الأرض يُكشف.. ومداهمة خاطفة تُنهي اللعبة في قلب بيروت! 01:45 | 2025-12-13 13/12/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شاب يتعرّض ليلا لعملية سرقة في العبدة Lebanon 24 شاب يتعرّض ليلا لعملية سرقة في العبدة 01:31 | 2025-12-13 13/12/2025 01:31:29 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة Lebanon 24 للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة 07:47 | 2025-12-12 12/12/2025 07:47:08 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ 08:12 | 2025-12-12 12/12/2025 08:12:28 Lebanon 24 Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان 11:16 | 2025-12-12 12/12/2025 11:16:08 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر 05:30 | 2025-12-12 12/12/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" 09:00 | 2025-12-12 12/12/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 02:30 | 2025-12-13 اقتصاد "الدليفري" ينتعش.. شرط للبقاء لا مجرد خيار 02:00 | 2025-12-13 إسرائيل تستبق الأعياد بمحاصرة لبنان بالنار والبارود 01:48 | 2025-12-13 الهيئة اللبنانية للعقارات: لعدم السماح للمواطنين بالتواجد بالقرب من الابنية المتضررة 01:45 | 2025-12-13 قمار تحت الأرض يُكشف.. ومداهمة خاطفة تُنهي اللعبة في قلب بيروت! 01:31 | 2025-12-13 شاب يتعرّض ليلا لعملية سرقة في العبدة 01:30 | 2025-12-13 سعادة النائبة..."من بيروت الى زحلة" فيديو في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) Lebanon 24 في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) 00:21 | 2025-12-13 13/12/2025 09:37:29 Lebanon 24 Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 13/12/2025 09:37:29 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 13/12/2025 09:37:29 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • حماس : طوفان الأقصى محطة شامخة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال
  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة
  • إعلاميون من أجل الحرية توضح كلام رئيس الجمهورية: لتوخي الدقة في نقل الاخبار
  • تحالف أسطول الحرية يعلن خططًا لتوسيع رحلات كسر حصار غزة عام 2026
  • العراقيون في خطر.. الحرية محاصرة بـالخوف والملاحقات اليومية
  • حاصباني: حماية الحرية مسؤوليتنا اليوم
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • أسطول الحرية يعلن أكبر توسّع في حملات كسر حصار غزة منذ تأسيسه
  • النضال من أجل الحرية كل لا يتجزأ