تسليط الضوء على أدوار "اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم"
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
مسقط- عبدالله الجرداني
ترأست معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، صباح أمس الأربعاء، الاجتماع الأول لأعضاء اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، بحضور صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، وسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيلِ وزارة التربية والتعليم للتعليم نائب رئيس اللجنة، والدكتور محمود بن عبد الله العبري أمين اللجنة، وأعضاء اللجنة الوطنية ممثلي الجهات والمؤسسات الوطنية ذات العلاقة بعمل المنظمات (اليونسكو، الإيسيسكو، الألكسو) واختصاصاتها؛ بمشاركة عدد من المهتمين بمجالات التربية والثقافة والعلوم، وعدد من موظفي أمانة اللجنة الوطنية.
وهدف الاجتماع إلى تعريف أعضاء الجمعية العمومية للجنة بأهداف المنظمات الثلاث وأنشطتها ومناقشة ودراسة احتياجات المؤسسات والجهات الوطنية لأنشطة المنظمات الثلاث، وإبداء الرأي حول أنسب الطرق للاستفادة مما تقدمه هذه المنظمات من برامج؛ بما يتوافق مع رؤية "عُمان 2040". وهدف الاجتماع كذلك إلى مناقشة آلية إبراز جهود سلطنة عُمان في مجالات التربية والثقافة والعلوم في هذه المنظمات. إضافة إلى أهمية تمثيل سلطنة عُمان في المؤتمرات العامة المتصلة بالمنظمات الثلاث والمؤتمرات التربوية والثقافية والعلمية الأخرى التي تدعى إليها.
وقالت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم إن اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، أُسست لتكون حلقة وصل بين سلطنة عُمان والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات، وتعزيز التعاون والشراكة مع هذه المنظمات الدولية من أجل تنفيذ البرامج والمبادرات التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم الأولويات الوطنية. وأشادت معاليها بما حققته اللجنة من إنجازات خلال السنوات الماضية في المجالات المختلفة، ومنها: تعزيز جهود سلطنة عُمان في حماية وصون مواقع التراث العالمي، والعمل على تسجيل 5 مواقع للتراث الثقافي المادي، وتسجيل 15 عنصرًا ثقافيًا للتراث الثقافي المادي، وسبع شخصيات عُمانية وحدثًا تاريخيًا، وتسعة كراسي بحثية في عدد من الجامعات العُمانية الحكومية والخاصة، وثلاث مدن تعلم، إلى جانب استضافة عددٍ من المؤتمرات والبرامج والملتقيات الدولية، كان آخرها مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم أوائل أكتوبر الماضي.
واستعرض الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية رؤية اللجنة الوطنية، وعرّف الحضور بجهود اللجنة في المنظمات الدولية وتعزيز التعاون الأمثل معها بما يحقق الأهداف الوطنية لرؤية "عُمان 2040"، وأهداف التنمية المستدامة 2030. وقدم بدر بن سليمان الحارثي مساعد أمين اللجنة الوطنية العُمانية في ورقته نبذة عن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المعنية بالتعليم والتقدم المحرز في تحقيق هذا الهدف.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: للتربیة والثقافة والعلوم اللجنة الوطنیة الع مانیة التربیة والتعلیم ع مانیة
إقرأ أيضاً:
الضوء الأخضر للصهيونية: بين صمت الحكام وصرخة المقاومين
في الوقت الذي تُغرق فيه آلة الحرب الصهيونية قطاع غزة في أتون المجاعة والمجازر، وتستبيح الإنسان والحجر تحت مرأى ومسمع من العالم، تقف حركة حماس لتصرخ بمرارة ووجع: “الصمت المطبق لحكام أمتنا يشجع مجرم الحرب نتنياهو على المضي في سياسة التجويع والإبادة”. صرخة ليست مجرد احتجاج، بل هي إدانة موثقة للخذلان الرسمي العربي، الذي بات غطاءً سياسياً لواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ البشرية.
ولم يكن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعيداً عن هذا التوصيف، بل لخص بجملة مكثفة حجم المأساة الأخلاقية التي تعيشها الأنظمة الرسمية قائلاً: “بعض الأنظمة العربية تشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة عدوانه على غزة، وهو ما يعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب جرائمه”. وأضاف محذراً من العواقب: “التخاذل العربي له تأثير سلبي على الموقف الإسلامي؛ فإذا تحركت الأنظمة العربية بشكل جاد، لكان الكثير من الدول الإسلامية قد تحركت معها”.
الرسالتان، من حماس والسيد الحوثي، تتكاملان في جوهرهما: الاحتلال لا يستمد جرأته من قوته العسكرية فحسب، بل من هشاشة الموقف العربي وموات الضمير السياسي في أغلب العواصم الرسمية. وما كان للعدو أن يتمادى في القتل والحصار، لولا أنه وجد في خنوع بعض الأنظمة العربية تواطؤًا فعلياً، ووجد في صمتها مساحة آمنة للإفلات من المحاسبة.
إن هذا التوازي في الموقف بين فصائل المقاومة والقيادات المناصرة للمظلومين في الأمة، ليس مجرد تكرار في الكلام، بل هو تجسيد لوحدة البوصلة ووحدة المصير. إن الذين يصطفون مع فلسطين اليوم، كما هو حال صنعاء وقوى محور المقاومة، يعون تماماً أن المعركة ليست جغرافية فقط، بل معركة وعي ومبدأ وكرامة.
وفي مقابل هذا الموقف الأخلاقي الصلب، تزداد عورة الأنظمة المتخاذلة انكشافاً، ويصبح صمتها بمثابة “شهادة زور” على مجازر العصر. فهل يعقل أن تبقى غزة وحدها تحت الحصار والنار، بينما خزائن الأسلحة ومليارات الثروات مكدسة في العواصم التي تُمنع حتى من التعبير عن التضامن الحقيقي؟
في لحظة الحقيقة، تبرز المفارقة الصادمة: كلما علت صرخة المقاومين، ازداد صمت الخاذلين. وكلما نزف الجرح الفلسطيني، ازداد نتنياهو توحشاً، لأنه يدرك أن الضوء الأخضر الذي يناله لا يأتي فقط من واشنطن، بل من بعض العرب أنفسهم.
ختامًا، إن التاريخ لا ينسى، وغزة ستكتب بأشلاء أطفالها من كان معها ومن خذلها. والضمير الشعبي العربي والإسلامي لن يبقى إلى الأبد رهينة أنظمة لا تمثل إرادته، بل سيثور، وسينحاز كما فعل دائماً إلى الحق، إلى فلسطين، إلى غزة.