#سواليف

كتب باسل العكور – الإبادة الجماعية أو المحرقة الفلسطينية التي تُبثّ على الهواء مباشرة لم تكن كافية ليتدخل العالم العربي والإسلامي أو على الأقل ليدرك خطورة القادم، العدوان البربري على الشقيقة لبنان وما ارتكب بها من مجازر لم يقرع ناقوس الخطر لدى دول الإقليم النائمة بالعسل، الدعم الغربي غير المشروط للكيان المارق في عدوانه وجرائمه، لم يُثر حفيظة أنظمتنا العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الدافئ، سقوط النظام السوري دون مقاومة لم يُحرّك مخاوف هذه الانظمة، مع أن ما عايشه النظام السوري من حصار وعبث وإضعاف واختراق وشيطنة وتفكيك بنيوي، يطابق او يتساوق مع ما يطبخ على نار هادئة، ويُنفّذ بنسق اقل وضوحا في العديد من دول الاقليم.

.

في الأثناء، يباشر العدو الصهيوني باحتلال مساحات شاسعة من أراضي الشقيقة سوريا بذرائع أمنية، وهي ذات الذرائع التي كان يفترض أن تدفع جيوش دول الإقليم للتحرك العاجل، حماية لسوريا وأهلها ودفاعا عن مصالحها الحيوية، ورسالة للعالم أجمع بأن هناك ثمة إرادات في المنطقة، ومصالح يجب أن تراعى وتؤخذ بعين الاعتبار..

العدوّ الصهيوني يتحرك مدفوعا بأطماع التوسع والهيمنة الكاملة على الإقليم، والأنظمة العربية تكتفي بعقد الاجتماعات واللقاءات التي يعقبها بيانات تنديد واستنكار ومطالبة بتدخل المجتمع الدولي المتورط -من قمة رأسه حتى أخمص قدميه- بدعم المشروع الصهيوني وتوسع الاحتلال وهيمنته على المنطقة!!!

مقالات ذات صلة الاعلان عن النقاط المحتسبة للطلبة المتقدمين بطلبات المنح والقروض 2024/12/26

لم تكن أمتنا العربية بهذا الضعف قط، لم تكن مسلوبة الإرادة كما هي اليوم، أظن أن دول الإقليم باتت متصالحة مع ما سيفرض عليها من استحقاقات ومستسلمة لما سيأتي، وتنتظر ساعة الصفر، وإلا كيف نفهم أن يفرط العرب بهذه الفرصة التاريخية لتوحيد كلمتهم وقرارهم وتحركهم للتصدي لهذا الورم الخبيث المستحكم في قلب الأمة، وها هو يلتهم بقية الأعضاء، ينفرد بالأجهزة والأطراف الواحد تلو الآخر، في وقت قرر به جهاز المناعة المركزي -ولأسباب غير مفهومة- أن لا يستخدم كل امكاناته لمواجهة هذه الخلايا السرطانية الشرسة..

الثابت في نمط العلاقات الإقليمية في المنطقة بعد السابع من اكتوبر 2023، أن كل دولة عليها ان “تقلّعَ شوكها بيدها “، فما عاد موضوع المصير العربي المشترك يعني شيئا، فكل يبحث عن خلاصه الذاتي، وما لذات في المنطقة من خلاص بعد اليوم..

الأردن على مفترق طرق ..

الأردن هذه الدولة الحصينة نسبيا، باتت في مهب التجويع والتعطيش، بعد سيطرة جيش الاحتلال على مياه حوض اليرموك على مصادره وعلى السدود المقامة على امتداد هذا الحوض، وبذلك تُمسك دولتنا من عنقها، فلا ضمانات لحصولنا على حصتنا من مياه نهر اليرموك، وهذا بلا شك يهدد أمننا الغذائي والمائي على حد سواء.. ففي اللحظة التي يقررون فيها استخدام هذا السلاح -سلاح التجويع والتعطيش- كما يحدث في غزة والضفة الغربية، فليس عليهم إلا أن يقطعوا وصولها لقناة الملك عبدالله لضرب الزراعة، ويمنعون انسيابها في مصبات نهر الأردن في بلادنا، وبذلك يحولون دون تغطية حاجتنا من مياه الشرب، ناهيك عن سيطرتهم على مفاتيح الطاقة من خلال اتفاقية الغاز التي وقعت برعاية وضغط أمريكي. ألم نقل في وقت سابق إن توقيع اتفاقية الغاز يشكل خطرا على أمننا القومي!!

ماذا نحن فاعلون ؟!!

الأخبار التي تتسرب من الدوار الرابع تتحدث عن إمكانية توقيع اتفاقية الناقل الوطني مع شركة فرنسية الأسبوع القادم، وهذه خطوة في اتجاه تأمين بدائل، ولكن المشكلة الحقيقية في الوقت الذي يتطلبه التنفيذ، إلى جانب كلفة المياه واصلة للمستهلك الأردني،،، ومع ذلك نتمنى على الحكومة ان تذلل هذه العقبات وتباشر في تنفيذ هذا المشروع اليوم قبل الغد..

أما بالنسبة للغاز، فلا بدّ أن تشرع باستخراج كميات الغاز التي أعلنت عن وجودها لإلغاء اعتماديتنا على الغاز الاسرائيلي في أسرع وقت ممكن، وهذا مشروع غاية في الأهمية.

بقاؤنا مرتبط بهذين المشروعين، على الحكومة أن تدرك ذلك جيدا، قبل أن تقع الفأس في الرأس ..

الدولة العميقة وبعد أزمة غزة وانكشاف الانحياز الغربي للمشروع التوسعي الصهيوني في الإقليم عليها ان تستوعب ان مصدر القوة “داخلي” ،ولذلك عليها ان تشتغل بكل امكاناتها لتمتين الجبهة الداخلية ، وتفكيك البؤر الساخنة ،وطي صفحة التأزيم والاعتقالات والإفراج عن جميع السجناء السياسيين .

يجب أن لا تسمح مراكز القرار باتساع الفجوة بين الناس ونظامهم السياسي، عليها أن تتحرر من برامج صندوق النقد الدولي الذي يهندس بمنتهى الخسة والدناءة عملية قطع الحبل السري بين الشعب الأردني والنظام السياسي عن طريق تجويع الناس وإفقارهم ..

نهج الجباية بات خطرا يتهدد الدولة؛ أمنها واستقرارها، وهو أشدّ وطأة من الأخطار الأخرى المحدقة به من كل حدب وصوب .

خطر التهجير بات أقرب مما نعتقد، وتغيير الخريطة الديمغرافية بات وشيكا، وهذا ليس بمعزل عن سعي محموم لضرب البنى المؤسسية التي يراد تفكيكها وإعادة تركيبها على نحو يستوعب هذه المجاميع التي يراد لها أن تصبح جزء أصيلا من مكونات الدولة الجديدة، وهذا خطر آخر قد يضرب عميقا بنية وشكل النظام السياسي إذا ما لم يتم مقاومته ومواجهته .

أما فزاعة خطر الاتجاه الإسلامي الذي قد يكون ذريعة لتدخل أمريكي في بلادنا، فعلى الدولة أن تتعاطى بمنتهى الحذر مع هذا الملف، وعلى الاتجاه الإسلامي بالدرجة الأولى أن يراجع نهجه، ويُغلِّب المصلحة الوطنية على مصلحة التنظيم ، فلا يأتين الوهن من قبلهم ..

دول الإقليم ستأكل أصابعها ندما وحسرة

أما دول الإقليم الأخرى، فهي جزء اساسي من مشروع التصفية الكبير، الذي طبخ على نار هادئة، وها هي الأخرى تعاني من ذات الإشكالات ماء وطاقة ومديونية، وفجوة بين الجماهير والطبقة الحاكمة..

اما فلسطين فهي بيضة القبان ، فلطالما كان صمود أهلها جدارا حاجزا وسببا مباشرا لكبح جموح الكيان الصهيوني المتربص بدول الإقليم جميعا .. تضحيات الفلسطينيين ودمائهم الطاهرة مكنت دول الجوار من العيش في بحبوحة وأمن وسلام لعقود خلت .. الفلسطينيون اخذوا نصيبا كافيا من الموت والتشريد والحرمان والمرض والجوع والعطش، ورغم ذلك ما زال أبطالهم يسطرون ملاحم بطولة لم يعرف التاريخ لها مثيلا من قبل .. الفلسطينيون وحدهم يعيشون الأمل ،ويدافعون عن حقهم في الحرية والكرامة والحياة الكريمة ،في حين يرزح سكان المعمورة ،شمالها قبل جنوبها ،وشرقها قبل غربها ، تحت حكم الصهيونية والشركات العالمية ورأس المال والعسكر ..

وهنا نبدأ بالشقيقة الكبرى مصر، وهي تعاني رغم وجود نهر النيل العظيم من اشكالية لها علاقة بسيطرة الاحتلال على منابع النهر في ارتيريا ، كما أنها تعاني من أزمة طاقة حقيقية وحالة اقتصادية معقدة للغاية ومديونية خانقة التهمت مقدرات الدولة وقيمة عملتها، تخيلوا ان الحكومة المصرية قد رضخت لإملاءات المانحين فيما يتعلق بالمناهج المدرسية، وهذا مؤشر غاية في الخطورة، فمن يساوم على مناهجه يخسر هوية أجياله وبالمحصلة يقامر بمستقبله ..الى هنا وصل ارتهاننا بالغرب ومشروعه، واليوم يبدأ تنفيذ عمليات سحق الناس وتغريبهم واضعاف بنيتهم القيمية وتفكيك مؤسساتهم وصولا إلى إرهاق جيشهم وتقهقره وهذ غاية المنى ..

العراق على موعد مع التقسيم او البلقنة ، فلن تقوم لها قائمة ، وسيظل شبح الطائفية والإثنية يلاحق هذا القطر المفكك إلى الأبد ، وسيظل يفرخ النزاعات والحروب ما دام للأمريكان وجود على ارضه ..

أما سوريا، فلقد خرجت تماما من معادلات القوى الإقليمية وها هي تدخل في مرحلة الفوضى المنظمة برعاية أمريكية اسرائيلية تركية ..

أما لبنان، فسيتجرع العلقم ولن ترفع القوى الغربية يدها عنه ،حتى ينتهي وجود المقاومة ويخرج حزب الله من المشهد ، وهذا ليس ممكنا على المدى المنظور.

دول الخليج العربي سيخسرون كل شيء ، وذلك بعد استكمال تصفية قوى الممانعة العربية ،والقدرات العسكرية الرادعة لكل من مصر والعراق وسوريا والأردن ، وعنها سيتفرغون تماما لسرقة مقدرات الخليج وتجويع شعوبه وسحقهم .

السودان بوشر باستنزافه مبكرا و بات غارقا تماما في مستنقع الاحتراب الداخلي الذي سيأتي على الأخضر واليابس وسيترك السودان الشقيق قاعا صفصفا ..

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف دول الإقلیم

إقرأ أيضاً:

باسل رحمي: 400 مليون جنيه إجمالي مبيعات وتعاقدات معرض صنع في دمياط

تفقد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط فعاليات النسخة الـ 24 من معرض "صنع في دمياط" للأثاث والمنعقدة بأرض المعارض في مدينة نصر بالقاهرة، خلال الفترة من 26 يونيو وحتى 5 يوليو الجاري، وأجريا حوارا مفتوحا مع العشرات من أصحاب مشروعات الأثاث المشاركين في المعرض تعرفا خلاله على احتياجاتهم ومتطلباتهم للعمل على دراستها وتنفيذها لمساعدتهم على التوسع في مشروعاتهم وتطويرها والعمل على فتح منافذ جديدة تسهم في وصول هذه المنتجات المتميزة للأسواق المحلية والعالمية.

وجرت الزيارة التفقدية للمعرض بحضور الأستاذ محمد مدحت والأستاذ حاتم العشري نائبي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات والأستاذ حسام شبكة مدير فرع الجهاز بمحافظة دمياط.

وأوضح رحمي أنه تم تنظيم 23 نسخة من معرض صنع في دمياط منذ انطلاقه في عام 2016 حيث حققت دورات المعرض إجمالي مبيعات وتعاقدات لصناع الأثاث بحوالي 400 مليون جنيه وذلك بمشاركة أكثر من 1200 مشروع مشيرا إلى أن النسخة الحالية من المعرض تشهد مشاركة عشرات من أصحاب مصانع وورش الأثاث بمحافظة دمياط لعرض منتجاتهم التي تتمتع بجودة عالية وتصميمات متنوعة وأسعار تنافسية.
وأكد رحمي خلال جولته حرص الجهاز على إتاحة مختلف أوجه الدعم التمويلي والفني والتسويقي لصناع الأثاث في محافظة دمياط، وتمكينهم من تحقيق أكبر استفادة ممكنة من خدمات الجهاز، وذلك في إطار توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الجهاز بتفعيل الخطط الرامية للنهوض بالصناعة الوطنية في المحافظة وتقديم المساندة لها وتشجيع أصحاب ورش ومصانع الأثاث على تطوير مشروعاتهم والتوسع في التسويق محليا والنفاذ بالمنتجات للأسواق الخارجية، نظرا لأهمية قطاع الأثاث في توفير المزيد من فرص العمل اللائقة والمستدامة لشباب المحافظة.
من جانبه أكد الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط على أن معرض "صنع في دمياط" يأتي بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ويهدف إلى استكمال الخطط التي بدأتها المحافظة بالتعاون مع الجهاز، لتحقيق رؤية الدولة نحو النهوض بتلك الصناعة بدمياط، ولدعم الصناع والعاملين بهذا القطاع، هذا إلى جانب المساهمة في خلق آفاق تسويقية جديدة لمنتجاتهم.
وأشار محافظ دمياط إلى أن المعرض حقق نجاحًا كبيرًا بمرحله المختلفة منذ انطلاقه عام ٢٠١٦، مشيدا بما تم تحقيقه في هذا المجال لإقامة مراحل المعارض بشكل سنوي وذلك بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات وما اثمرت عنه تلك الجهود من نتائج لتشجيع صناعة الأثاث بدمياط والنهوض بها، خاصة مع تمتع أبنائها بمهارة فريدة توارثها الأجيال منذ عقود طويلة.

وأضاف رئيس جهاز تنمية المشروعات أن الجهاز يتعاون مع المحافظة لإتاحة المنتجات التمويلية اللازمة لأصحاب المشروعات والشباب في مجال الأثاث حيث ضخ الجهاز اعتبارا من يوليو 2014 تمويلات بلغت حوالي 270 مليون جنيه مولت 6149 ألف مشروع وفرت حوالي 19 ألف فرصة عمل، مضيفا بأن الجهاز يتعاون مع المحافظة في تنفيذ مبادرة تحت شعار "تدوم دمياط" لضخ التمويلات اللازمة لمصنعي الأثاث بالمحافظة ليستفيد منها مشروعات الأثاث والمصانع والورش بمتوسط 400 ألف جنيه للمشروع الواحد.

جدير بالذكر أن المعرض بدأ من 25 يونيو ويستمر حتى 5 يوليو الجاري، ويفتح المعرض أبوابه يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، ويضم تشكيلة كبيرة من الأثاث الدمياطي الفاخر الذي يمتاز بأجود أنواع الأخشاب الطبيعية، بالإضافة إلى توفر تصميمات أثاث مبهرة لغرف النوم والسفرة والاطفال والانتريهات مما يتيح الفرصة لسكان القاهرة الكبرى والمحافظات المجاورة لكي يتمكنوا من زيارة المعرض وشراء أجواد أنواع الأثاث الدمياطي بأسعار مناسبة للجميع.

طباعة شارك المعارض في مدينة نصر يونيو وحتى 5 يوليو الجاري العشرات من مشروعات الأثاث المشاركين لمساعدتهم على التوسع

مقالات مشابهة

  • بتواطؤ أمريكي ودولي .. العدو الصهيوني يهدد مقدسات الأمة ومستقبلها وهذا ما كشفه السيد القائد
  • غاز العراق على المحك.. استثمارات غربية تصطدم بـجموح الفصائل
  • كوردستان.. مطالبات بصرف رواتب الفئة التي أفنت أعمارها في خدمة الدولة
  • قيادي بـ مستقبل وطن: خطاب 3 يوليو أعاد ضبط البوصلة الوطنية ووحد المصريين
  • جمال عبد الجواد: مصر قادت الإقليم معرفيًا وهذا هو التحدي اليوم
  • نائب: خطاب 3 يوليو وضع أسس الجمهورية الجديدة وأعاد لمصر هويتها الوطنية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • باسل رحمي: 400 مليون جنيه إجمالي مبيعات وتعاقدات معرض صنع في دمياط
  • الجميّل التقي عبد المسيح.. وتشديد على ضرورة وضع جدول زمني لتسليم السلاح
  • عربيد من معراب: سنشهد صيفا واعدا