أسرار التسوق الذكي.. اقتنص أفضل الصفقات وتجنب العروض الوهمية
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
أصبح الإنفاق المفرط ظاهرة شائعة اليوم نتيجة تأثير التكنولوجيا والعوامل النفسية التي تدفعنا إلى شراء ما لا نحتاجه، فسهولة التسوق عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية تشجع على قرارات عفوية وغير مدروسة، خاصة مع الترويج المستمر للعروض المغرية.
نفسيا، يُستخدم الإنفاق للهروب من المشاعر السلبية أو لتحسين المزاج، إذ يوفر شعورا مؤقتا بالسعادة أو الإنجاز، كما يلعب الانتماء الاجتماعي دورا في تحفيز شراء منتجات تعكس الهوية أو تواكب الاتجاهات السائدة.
وللحد من الإنفاق المفرط يمكن التركيز على فهم الدوافع النفسية، ووضع ميزانية، والتمييز بين الاحتياجات والرغبات، وتجنب الإغراءات التسويقية، فالتغييرات التدريجية تعزز إدارة أفضل للموارد المالية.
كيف تحصل على أفضل عروض التسوق؟ إعداد قائمة بالاحتياجات المستقبليةإعداد قائمة مسبقة باحتياجاتك يساعدك على تتبع انخفاض الأسعار بسهولة، خاصة خلال فترات العروض والتخفيضات،
وبدلا من إضاعة الوقت في تصفح منتجات قد لا تحتاجها يمكنك الرجوع إلى قائمتك لتحديد ما إذا كانت العناصر المطلوبة مشمولة في التخفيضات، فهذا النهج يجعل تجربة التسوق أكثر كفاءة وتركيزا.
وضع ميزانية للتسوقإعداد ميزانية للتسوق خطوة أساسية لضمان إدارة أموالك بحكمة، فالميزانية ليست مجرد أرقام، بل خطة تحدد كيفية الإنفاق دون تجاوز إمكانياتك، إذا كنت تستهدف عروض التخفيضات -خصوصا في مواسم التسوق والأعياد- فمن المهم وضع ميزانية مسبقة قبل البدء في الشراء، سواء عبر الإنترنت أو المتاجر التقليدية.
إعلانكن صارما، فبمجرد الوصول إلى الحد الأقصى للميزانية توقف عن الشراء مهما كانت العروض مغرية.
وتذكّر أن العروض الجذابة مثل كوب قهوة باهظ الثمن قد تكون غير ضرورية إذا لم تكن ضمن خطتك.
لا جدوى من صفقة مغرية إذا كان المنتج ضعيف الجودة، فخلال التخفيضات قد تميل إلى شراء منتجات من علامات تجارية غير معروفة تقدم خصومات كبيرة لجذب الانتباه.
لذلك، من المهم إجراء بحث مسبق والاستعانة بمراجعات موثوقة لتقييم جودة المنتجات، وفي حين أن بعض العلامات التجارية الجديدة قد تقدم منتجات جيدة فإن غياب المراجعات الموثوقة أو الاختبارات المعملية غالبا ما يشير إلى مخاطر محتملة.
اختر بعناية المنتجات والعلامات التجارية التي تحظى بسمعة طيبة لضمان رضاك عن عملية الشراء.
لا تنفق أموالا لا تملكهاقد يبدو الأمر بسيطا، لكن تجاهل هذه القاعدة الأساسية قد يؤدي إلى مشكلات مالية خطيرة، إذا كنت بحاجة إلى استخدام بطاقة ائتمان لشراء منتج فهذا مؤشر على أنك لا تستطيع تحمّل تكلفته حاليا، فما قد يبدو صفقة مغرية الآن قد يتحول إلى عبء مالي عندما تبدأ فواتير بطاقة الائتمان في التراكم.
لذا، لا تنجرف خلف العروض والخصومات أو إغراءات التقسيط، فكّر جيدا قبل الشراء والتزم بميزانيتك لتجنب ضغوط مالية مستقبلية.
تحقق من سياسة الإرجاع قبل الشراءقد تكتشف لاحقا أنك اشتريت منتجا لا تحتاجه أو أنه لا يلبي توقعاتك، ولضمان سهولة الاسترجاع تحقق من سياسة الإرجاع الخاصة بالمتجر قبل الشراء، وتأكد من معرفة الشروط مثل المدة الزمنية المسموح بها، وحالة المنتج عند الإرجاع، واحتفظ بجميع الإيصالات وإثباتات الشراء.
وحتى المتاجر الكبرى -مثل أمازون- قد تختلف سياساتها، لذا فإن قراءة التفاصيل بدقة تقيك من مفاجآت غير سارة.
إذا كنت تنوي إنفاق مبلغ كبير فاحرص على تعظيم استفادتك، اختر المتاجر التي تقدم برامج ولاء، إذ تتيح لك جمع نقاط يمكن استخدامها لتوفير المال في المستقبل.
كذلك، إذا كنت تستخدم بطاقة ائتمان فاختر واحدة تقدم مكافآت مثل قسائم التسوق، خصومات نقدية، أو استرداد مالي.
ومع ذلك، احرص على سداد الرصيد بالكامل كل شهر لتجنب الفوائد حتى تبقى المكافآت مفيدة بدلا من أن تتحول إلى عبء إضافي.
ركز على السعر الحقيقي لا على "التوفير" الوهميلا تنجرف خلف الخصومات الكبيرة دون التحقق من السعر الحقيقي للمنتج، فعبارات مثل "السعر السابق 100 دولار والآن 50 دولارا" قد تبدو مغرية، لكنها أحيانا تكون مبالغا فيها، إذ قد لا يكون التخفيض حقيقيا كما يبدو.
وللتأكد من قيمة العرض استخدم أدوات مقارنة الأسعار أو راجع تاريخ الأسعار، فقد تجد أن المنتج متاح بالسعر نفسه أو أقل في أوقات أخرى من العام خارج مواسم التخفيضات.
اختر الجودة للاستثمار طويل الأمداستغل العروض لشراء منتجات عالية الجودة تدوم طويلا بدلا من شراء خيارات رخيصة قد تحتاج إلى استبدالها بسرعة، فالاستثمار في منتج متين وموثوق يوفر المال على المدى البعيد من خلال تقليل تكاليف التبديل أو الإصلاح المتكرر.
ورغم الإغراءات خلال فترات العروض تذكّر أن الهدف هو إدارة إنفاقك بذكاء واقتصاد.
التخطيط المسبق وتحديد ميزانية واضحة والاعتماد على البحث واستخدام التطبيقات الذكية كل ذلك يضمن حصولك على منتجات تضيف قيمة حقيقية إلى حياتك دون تجاوز إمكانياتك.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير ضخ الفيدرالي الأميركي 40 مليار دولار شهريًا خطوة استباقية لضمان السيولة وتجنب اضطرابات السوق
قال الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، إن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ببدء شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار شهريًا يمثل «تحركًا استثنائيًا يتجاوز كونه إجراءً فنيًا»، مشيرًا إلى أن الخطوة تعكس رغبة واضحة في تعزيز مستويات السيولة داخل النظام المالي بعد فترة مطوّلة من التشديد الكمي.
وأوضح عبد الوهاب أن هذه العمليات، المقرر انطلاقها في 12 ديسمبر الجاري، تأتي عقب خفض ميزانية الفيدرالي من نحو 9 تريليونات دولار إلى 6.6 تريليون دولار خلال السنوات الماضية، وهو ما ترك البنوك تحت ضغوط ملحوظة داخل أسواق التمويل قصيرة الأجل.
وأضاف: «ورغم أن الفيدرالي لا يعلن رسميًا عن تغيير في مسار سياسته النقدية، فإنه يبعث برسالة واضحة مفادها أنه يسعى لتفادي أي اضطرابات مفاجئة في أسواق الفائدة أو عمليات الريبو».
وأشار إلى أن ضخ 40 مليار دولار شهريًا قد يُنظر إليه في الأسواق باعتباره نوعًا من التيسير غير المعلن، وهو ما قد ينعكس في صورة:
تحسين شروط الإقراض قصير الأجل،و دعم محدود لأداء أسواق المال،تقليل احتمالات حدوث قفزات مفاجئة في أسعار الفائدة قصيرة الأجل.
ووصف عبد الوهاب هذه الخطوة بأنها مزيج بين «التفاؤل والحذر»، موضحًا: «الفيدرالي يسعى لتهدئة الأسواق قبل فترة نهاية العام التي تشهد عادة تقلبات مرتفعة، لكنه في الوقت نفسه لا يريد الإيحاء بأنه بدأ دورة تحفيز جديدة قد تُفسر في غير سياقها، خصوصًا في ظل الضغوط التضخمية».
وأكد أن «الحكم على ما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة لانتعاش اقتصادي عالمي ما يزال مبكرًا»، لافتًا إلى أن الأمر يتعلق بإجراء استباقي يهدف لتأمين الاستقرار أكثر مما يمثل توسعًا نقديًا فعليًا، وأن تأثيره النهائي سيعتمد على تطورات الاقتصاد العالمي وحركة الطلب خلال الأشهر المقبلة.
واختتم عبد الوهاب تصريحاته بالقول إن هذه الخطوة «قد تُمهّد لتحولات إيجابية إذا تزامنت مع تحسن في مؤشرات النمو»، لكنها «لا تكفي وحدها للإعلان عن انطلاق دورة اقتصادية صاعدة».