خبراء يتوقعون جائحة جديدة في 2025
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
بعد أن كان عام 2024 عامًا مليئًا بالأمراض والفيروسات التي أثارت حالة من الرعب على مستوى العالم بداية بجدري القرود وصولا بالمرض الغامض المنتشر بجمهورية الكونغو ، لذا يواصل خبراء الصحة مراقبة تحورات فيروس H5N1، الذي يُعرف بإنفلونزا الطيور، بعد أن أصاب أكثر من 66 شخصا في الولايات المتحدة، ما يثير القلق بشأن إمكانية تحوره ليتحول إلى تهديد عالمي.
ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في العديد من دول العالم بعد سنوات من الإجراءات الصارمة جراء جائحة "كوفيد-19"، يشعر الكثيرون أن هذه الأزمة أصبحت مجرد ذكرى بعيدة، إلا أن خبراء الأمراض المعدية لا يزالون في حالة تأهب، حيث يتابعون تطورات الفيروسات والطفرات الجديدة التي قد تشكل تهديدات صحية.
وما يزال فيروس H5N1 يشكل تهديدا محتملا ففي الوقت الذي لم يُسجل فيه أي انتقال للفيروس بين البشر حتى الآن، أثار الخبراء المخاوف بعد ظهور حالات إصابة بشرية في 10 ولايات أمريكية، ناتجة عن الاتصال بالدواجن أو الماشية المصابة، أو استهلاك الحليب غير المبستر، وعلى الرغم من أن الفيروس لا ينتقل من إنسان لآخر، فإن كل إصابة جديدة بين البشر أو الحيوانات تزيد من خطر تحوّر الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
وأوضح الدكتور كونور ميهان، الأستاذ في جامعة نوتنغهام ترينت، أن "الزيادة في الحالات هي مؤشر على خطر متزايد".
وأضاف: "في حال حدوث تحور واحد في جينوم الفيروس، قد يصبح H5N1 قادرا على الانتقال بسهولة بين البشر، ما قد يؤدي إلى جائحة".
وفي تطور جديد هذا الأسبوع، أعلنت الولايات المتحدة عن أول حالة إصابة بشرية شديدة بفيروس H5N1 في لويزيانا وكاليفورنيا. حيث تم تشخيص 36 حالة من إنفلونزا الطيور في البلاد، ما دفع السلطات للإعلان عن حالة الطوارئ بسبب الفيروس.
ولم تكشف السلطات بعد عن تفاصيل دقيقة حول حالة المصابين، باستثناء أنهم يعانون من أعراض شديدة بعد التعامل مع طيور مريضة ونافقة.
وعلى الرغم من أن الفيروس لا ينتقل حاليا بين البشر، أظهرت دراسات حديثة أن H5N1 قادر على التحور ليصيب الثدييات بشكل أفضل. ففي وقت سابق من هذا الشهر، اكتشف علماء في معهد سكريبس للأبحاث أن طفرة جينية واحدة في الفيروس قد تسمح له بالتحول من إصابة خلايا الطيور إلى إصابة الخلايا البشرية في الجهاز التنفسي العلوي. وقال الدكتور إيان ويلسون، الباحث في المعهد: "كانت هذه الطفرة الوحيدة كافية لتغيير طبيعة الفيروس وجعلها أكثر قدرة على الانتقال بين البشر".
وتتزايد الاستعدادات لمكافحة فيروس H5N1 في مختلف الدول. فقد قامت المملكة المتحدة بشراء 5 ملايين جرعة من لقاح H5N1، في حين كانت فنلندا أول دولة تقدم لقاحات ضد إنفلونزا الطيور للبشر في يونيو الماضي، حيث تم تطعيم 10000 شخص من العاملين الذين تعرضوا للحيوانات. كما قامت الحكومة الأمريكية بالتعاون مع شركة موديرنا لتطوير لقاح mRNA خاص بإنفلونزا الطيور.
ويحذر الخبراء من تزايد خطر تأثير الفيروس على صحة الحيوانات في المستقبل القريب. ووفقا للدكتور ميهان، من المرجح أن يتسبب فيروس H5N1 في أضرار كبيرة لصحة الحيوانات في عام 2025، حتى إذا لم يتمكن من الانتقال بين البشر.
وأكد على أن "الفهم المبكر للأمراض المعدية في بيئتنا والحيوانات من حولنا سيساعدنا في الاستعداد بشكل أفضل لمكافحة هذه الأمراض قبل أن تنتقل إلى البشر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جدري القرود فيروس H5N1 كوفيد 19 لقاح mRNA بین البشر فیروس H5N1
إقرأ أيضاً:
دراسة يابانية تكشف عن “روابط عاطفية” مع الروبوتات
في ظل تزايد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون يدرسون مدى تشابه الروابط العاطفية التي يُشكلها البشر مع هذه التقنيات بعلاقاتهم الإنسانية.
تفاعلات معقدة مع الآلة: نظرية التعلق في مواجهة الذكاء الاصطناعي
في دراسة حديثة أُجريت في اليابان ونُشرت في مجلة “Current Psychology” بتاريخ 9 مايو 2025، طوّر باحثون من جامعة واسيدا أداة جديدة لقياس طبيعة التعلق العاطفي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. ووجدوا أن بعض الأشخاص يسعون للحصول على الدعم والطمأنينة من أنظمة الذكاء الاصطناعي، بينما يُفضل آخرون تجنب أي ارتباط عاطفي.
يُشير الباحث المشارك فان يانغ إلى أن أبحاثهم ركزت دائمًا على كيفية تكوّن الروابط العاطفية بين البشر، لكن مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، التي توفر شعورًا بالأمان لبعض المستخدمين، أصبح من الضروري دراسة طبيعة هذه العلاقة الجديدة.
“مقياس الخبرات في العلاقات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي” يكشف عن الأبعاد العاطفية
لإجراء الدراسة، ابتكر الفريق مقياسًا جديدًا أطلقوا عليه اسم “مقياس الخبرات في العلاقات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي” (EHARS)، لقياس الميول النفسية والعاطفية التي يُظهرها الأفراد عند تعاملهم مع الذكاء الاصطناعي.
أظهرت النتائج أن نحو 75% من المشاركين استخدموا الذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح وإرشادات، مما يُشير إلى أن الكثيرين لا ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي كمجرد أداة معلومات، بل كمصدر للدعم النفسي.
حددت الدراسة بُعدين رئيسيين لفهم العلاقة العاطفية بين البشر والذكاء الاصطناعي:
قلق التعلق: وهو يشير إلى الحاجة المستمرة للشعور بالطمأنينة والخوف من عدم تلقي استجابات كافية من الذكاء الاصطناعي.
تجنب التعلق: وهو يُعبر عن الميل إلى الابتعاد عن الروابط العاطفية مع هذه الأنظمة، وتفضيل التفاعل المحدود والوظيفي.
تطبيقات مستقبلية: تصميم ذكاء اصطناعي أكثر تعاطفًا
تُوضح هذه النتائج أن الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع الذكاء الاصطناعي تتأثر بأنماط التعلق العاطفي لديهم، تمامًا كما يحدث في العلاقات بين البشر. ورغم أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن البشر يُطورون مشاعر حقيقية تجاه الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تُؤكد أن الأطر النفسية المستخدمة لفهم العلاقات الإنسانية يُمكن تطبيقها أيضًا لفهم علاقات البشر بالتكنولوجيا.
بناءً على ذلك، يمكن استخدام هذه النتائج لتحسين تصميم الرفقاء الرقميين أو أدوات الدعم النفسي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يمكن تعديل استجابات روبوتات المحادثة المستخدمة في علاجات العزلة أو تطبيقات الصحة النفسية لتناسب احتياجات المستخدمين العاطفية المختلفة، مثل تقديم استجابات أكثر تعاطفًا لمن يعانون قلق التعلق، والحفاظ على مسافة مع من يتجنبون التعلق.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمطورين أو علماء النفس استخدام مقياس EHARS لتقييم العلاقة العاطفية التي يُشكلها الأشخاص مع الذكاء الاصطناعي، وتعديل استراتيجيات التفاعل وفقًا لذلك.
وكالة عمون الإخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتساب