حماس: إسرائيل غير مستعدة للانسحاب الكامل من غزة والتوترات مستمرة
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
صرّح أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، الأحد، أن إسرائيل "غير مستعدة للانسحاب الكامل من قطاع غزة أو وقف عدوانها العسكري"، مشيرًا إلى تعقيدات المفاوضات الجارية. وبيّن حمدان أن "إسرائيل تستمر في التنصل من التفاهمات المتفق عليها خلال كل جولة من جولات التفاوض".
وأوضح أن العقبات الرئيسية في المفاوضات تتركز حول نقطتين أساسيتين: الانسحاب الكامل من القطاع ووقف الهجوم العسكري الإسرائيلي، حيث يتعطل الحوار عند هذين المطلبين الرئيسيين.
أكد حمدان أن حماس قدّمت أقصى درجات المرونة في ملف الأسرى، مشروطة بوقف العدوان الإسرائيلي بشكل شامل، وبتوفير الإغاثة الإنسانية وإعادة إعمار القطاع دون أي شروط. وأضاف: "مطالبنا واضحة، ونحن ملتزمون بتحقيق الإغاثة لشعبنا الذي يعاني من ظروف إنسانية كارثية".
دور الوسطاء والإدارة الأميركيةفيما يخص موقف الوسطاء والإدارة الأميركية، أوضح حمدان أن الحركة تتطلع إلى "نتائج ملموسة وليس مجرد رسائل إيجابية". وأشار إلى اتصالات مكثفة أجرتها حماس مع وسطاء دوليين، بما في ذلك تركيا، بهدف حشد موقف دولي موحد يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان.
أزمة إنسانية تفاقم الأوضاع في غزةعلى صعيد الوضع الإنساني، سلط حمدان الضوء على المعاناة اليومية التي يعيشها سكان غزة جراء الهجوم الإسرائيلي المستمر. وقال إن "الظروف القاسية من برد وجوع وإبادة جماعية تضع تساؤلات خطيرة حول فعالية ودور المنظومة الدولية". وأشار إلى أن هذه الأزمة الإنسانية الحادة تزيد من تعقيد الوضع وتجعل من التوصل إلى حلول سلمية أكثر إلحاحًا.
مستقبل المفاوضات وتصعيد التوترتأتي تصريحات حمدان وسط تصعيد مستمر في القطاع، حيث تشن القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية مكثفة في شمال غزة، ما يفاقم الوضع الأمني والإنساني. وتبقى التساؤلات قائمة حول مدى إمكانية التوصل إلى اتفاق يوقف العنف ويمهد لإعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية إلى سكان القطاع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حماس غزة العدوان الإسرائيلي المفاوضات الانسحاب الإسرائيلي الازمة الإنسانية وقف اطلاق النار الوسطاء الدوليون
إقرأ أيضاً:
الأضاحي المعلبة في غزة.. مبادرات إنسانية لكسر الحصار الغذائي بالعيد
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يعيش القطاع ظروفا إنسانية وأمنية بالغة القسوة، في ظل حصار خانق وتدمير للبنى التحتية، مما جعل إيصال الأضاحي الحية أو اللحوم الطازجة إلى داخل القطاع أمرا شبه مستحيل، سواء من الداخل الفلسطيني أو من الدول الإسلامية المجاورة.
وفي مواجهة هذا الواقع الصعب برزت مبادرة إنسانية تهدف إلى إرسال أضاحٍ مذبوحة معلبة إلى القطاع كحل بديل يضمن استمرار دعم الأسر المتضررة باللحم، ويحقق بعدا غذائيا طويل الأمد بديلا عن العجز القائم في توزيع اللحوم الطازجة خلال موسم الأضاحي.
تخضع عملية إنتاج الأضاحي المعلبة إلى سلسلة من الإجراءات الصحية والشرعية الدقيقة، تبدأ العملية بذبح الأضاحي وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ثم تقطّع اللحوم وتفصل عن العظام، قبل أن تطهى عند درجة حرارة تبلغ 76 درجة مئوية.
وفي المرحلة التالية تفرم اللحوم وتخلط مع التوابل والإضافات المخصصة، ثم تعبأ في عبوات معدنية خاصة بسعة 340 غراما، قبل أن تخضع لعملية تعقيم حراري عند 121 درجة مئوية لمدة 3 ساعات ونصف بهدف القضاء على البكتيريا وضمان صلاحية طويلة للمنتج، وتختم بعدها بختم يوضح مدة الصلاحية لتكون جاهزة للتخزين والشحن.
وردا على استفسارات بشأن مدى مشروعية استخدام اللحوم المعلبة أو المجمدة كأضحية أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى رسمية تؤكد جواز تعليب أو تجميد لحوم الأضاحي، مستندا إلى القاعدة الفقهية التي تقول إن للوسائل حكم المقاصد، ولا مانع شرعيا من استخدام وسيلة تحقق الغاية الأصلية ما دامت تمت وفق الشروط المقررة في الذبح والتوزيع.
إعلانوأوضحت الفتوى أن تعليب اللحوم أو تجميدها يتيح إدارتها بشكل صحي وآمن ويوفر فرصة لتوزيعها على نطاق أوسع وعلى مدى زمني أطول، بما يحقق المصلحة العامة ويوسع دائرة المستفيدين.
منظمات إنسانية تتبنى المشروعوتنشط العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية في مشروع تعليب الأضاحي وإرسالها إلى غزة، مثل الهلال الأحمر القطري ومؤسسة عيد الخيرية وقطر الخيرية وجمعية البركة و"هيومن أبيل" وهيئة الإغاثة الإنسانية وعدد من المنظمات الأخرى.
الهلال الأحمر القطري: في إطار حملته "أضحيتك قربى وعون" المخصصة لعام 2025 أعلن الهلال الأحمر القطري تخصيص جزء من الحملة لدعم غزة بالأضاحي المعلبة.وأوضح الأمين العام للهلال فيصل محمد العمادي أن الخطة تتضمن ذبح أبقار (تُجزئ كل منها عن 7 أضاحٍ) بقيمة 3360 ريالا قطريا للبقرة، وذلك خلال أيام عيد الأضحى الأربعة.وبعد الذبح تُعبأ اللحوم وتعقّم وتخزّن إلى حين فتح المعابر، لتوزع لاحقا على الأسر المتضررة في غزة، كوسيلة لضمان سلامة الأغذية واستمرارية الدعم الغذائي.
جمعية البركة الجزائرية: أما في الجزائر فقد أعلنت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني -التي تنشط في أكثر من 43 دولة- أنها تبنت هذا العام خطتين متوازيتين.ووفق ما صرح به مديرها العام أحمد إبراهيمي، فإن الخطة الأولى تشمل ذبح الأضاحي داخل بعض الدول، بما فيها قطاع غزة ذاته، رغم صعوبة الأوضاع الأمنية.وتشمل الخطة الثانية ذبح الأضاحي في دول مثل الهند وجنوب أفريقيا، حيث تذبح وفق الشريعة وتعلب ثم ترسل إلى الدول المحتاجة، مثل غزة ولبنان والضفة الغربية والقدس، على أن يتم إيصالها فور تيسر فتح المعابر أو إعلان هدنة مؤقتة.
منظمة "هيومن أبيل" الإسلامية: من جهتها، أوضحت منظمة هيومن أبيل الإسلامية أنها شرعت منذ عام 2024 في تنفيذ مشروع تعليب لحوم الأضاحي.وقد نُفذت عمليات الذبح في الهند وفق أحكام الشريعة، ثم نُقلت اللحوم إلى دبي حيث خضعت لتعليب احترافي.وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تمكنت المنظمة من إيصال هذه الأضاحي إلى قطاع غزة، لتوزع على الأسر الفقيرة، وتكسر دوامة الجوع التي يعانيها السكان، خاصة مع استمرار الحرب.
رغم التعقيدات الأمنية فإن بعض الجمعيات نجحت في إيصال اللحوم المعلبة إلى القطاع عبر معبري رفح وكرم أبو سالم اللذين يعتبران المعبرين الرئيسيين لغزة.
وتشرف على التوزيع داخل القطاع منظمات محلية مثل الهلال الأحمر الفلسطيني، لضمان الوصول الآمن والعادل للحصص الغذائية.
وساهمت سعة المعابر في نقل كميات كبيرة نسبيا من اللحوم، سواء الطازجة أو المعلبة، إذ يتم تسليم الشحنات مباشرة إلى المنظمات المحلية التي تتولى إدارتها وتوزيعها على النازحين والأسر المنكوبة.
إعلانوفي ظل الانقطاع شبه الكامل لإمدادات الغذاء في غزة تمثل الأضاحي المعلبة بديلا عمليا وإنسانيا يراعي الواقع الأمني والصحي في القطاع، ويسهم في تحقيق التكافل في واحدة من أشد لحظات الحصار والمعاناة.
وتؤكد المنظمات الخيرية أن هذه المشاريع لا تعوض فقط النقص اللحوم في مواسم الأعياد، بل تجسد رسالة تضامن دولية مع الشعب الفلسطيني، خصوصا في غزة، وتساهم في الحفاظ على الحد الأدنى من الأمن الغذائي.