عودة داعش.. استغلال الفراغ السياسي وتحولات النفوذ في سوريا
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، بدأت مناطق واسعة فى البلاد تعانى من فراغ سياسى وأمني، وهو ما استغلته تنظيم داعش لإعادة بناء قدراته. فى الوقت نفسه، تسعى تركيا لتعزيز نفوذها الإقليمى وتحضير نفسها لتولى مهام مكافحة التنظيم فى سوريا.
المخاوف من عودة داعش
وصرّح مستشار الأمن القومى الأمريكي، جيك سوليفان، بأن أكبر قلق يواجهه هو احتمال عودة ظهور التنظيم، مؤكداً أن التنظيم يُظهر دلائل على التعافي.
معسكرات الاحتجاز قنبلة موقوتة
تُعد معسكرات الاحتجاز مثل الهول والروج أبرز التحديات فى جهود مكافحة داعش، حيث يتم احتجاز نحو ٩٫٠٠٠ من مقاتلى التنظيم، بالإضافة إلى ٤٠٫٠٠٠ من عائلاتهم فى ظروف صعبة. هذه المعسكرات، التى تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، باتت عرضة لخطر الهجمات من داعش، خاصة مع تصاعد التوترات بين الأكراد والقوات المدعومة من تركيا.
تحذّر تقارير دولية من أن هجومًا ناجحًا لداعش على هذه المعسكرات قد يؤدى إلى تحرير مئات المقاتلين وتعزيز صفوف التنظيم فى وقت يزداد فيه نشاطه. ويُعتقد أن داعش يمتلك ما يكفى من الموارد المالية لاستمرار عملياته الإرهابية لسنوات، حيث عاد إلى أساليب مثل الابتزاز وجمع الإتاوات من المجتمعات المحلية.
تركيا تُعزز نفوذها الإقليمي
فى ظل الحديث عن انسحاب أمريكى محتمل من سوريا، تُظهر تركيا استعدادها للعب دور رئيسى فى مكافحة داعش.
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، كان أول دبلوماسى يزور سوريا للقاء قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، مما يؤكد نفوذ أنقرة المتزايد فى المشهد السياسى السوري. وأوضح فيدان أن تركيا قادرة على تولى إدارة معسكرات احتجاز داعش، وهو ما قد يُثير قلقاً فى الغرب. وأضاف فيدان: "بالنظر إلى المصالح الأمريكية، هل تركيا أكثر أهمية أم جماعة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني؟ السيد ترامب يفهم المعادلة بسرعة."
عودة التنظيم.. تهديد متجدد
تشير التقارير إلى أن داعش يسعى لاستغلال الفراغ الأمنى والسياسى فى سوريا لتجنيد عناصر جديدة وإعادة تنظيم صفوفه، خاصة مع انهيار المعارضة المسلحة الأكثر تطرفاً ضمن هيئة تحرير الشام. وبالرغم من أن الاهتمام العالمى ينصب حالياً على ولاية خراسان (داعش-خ) بسبب هجماتها فى إيران وروسيا، فإن تنظيم داعش فى سوريا يعيد بناء نفسه بهدوء ويخطط لعودة قوية.
إلى أين تتجه الأمور؟
مع دخول عام ٢٠٢٥، تقف الحرب على داعش عند مفترق طرق حاسم. الولايات المتحدة على أعتاب تغيير قيادي، وتركيا تستعد لتوسيع نفوذها فى سوريا. لكن مع تراجع الاهتمام الغربى بمكافحة الإرهاب، يبدو أن تنظيم داعش يستعد لاستغلال هذه اللحظة لإعادة الظهور، ملتزماً بشعاره المعروف: "باقية وتتمدد".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأمن القومي الأمريكي الفراغ السياسي القيادة المركزية الأمريكية المجتمعات المحلية المجتمعات المعارضة المسلحة الولايات المتحدة فى سوریا
إقرأ أيضاً:
محاكاة ثورية تكشف إمكانية “خلق” الضوء من العدم
#سواليف
أعاد فريق من #العلماء في #جامعة_أكسفورد تخيّل الفراغ، وحاكوا رقميا إمكانية #توليد_الضوء من #العدم، مستندين إلى واحدة من أغرب #تنبؤات #فيزياء_الكم: أن الفراغ ليس خاليا تماما.
وفي دراسة جديدة، أجرى العلماء محاكاة حاسوبية متقدمة أظهرت كيف يمكن لأشعة #ليزر فائقة القوة أن “تزعزع” الفراغ الكمي، وتستحث ظواهر حقيقية مثل إنتاج الضوء، من دون الحاجة إلى ذرات أو مادة فيزيائية.
وخلافا لما تفترضه الفيزياء الكلاسيكية، التي تعتبر الفراغ مساحة خالية بالكامل، تكشف فيزياء الكم أن الفراغ مليء بجسيمات افتراضية عابرة—خاصة أزواج من الإلكترونات والبوزيترونات تظهر وتختفي بسرعة فائقة.
مقالات ذات صلة روبوت يرصد صحة النباتات من الداخل 2025/06/17وعندما تتفاعل هذه الجسيمات مع طاقة قوية كفاية، يمكنها أن تنتج تأثيرات ملموسة. وهو ما حاول فريق جامعة أكسفورد محاكاته بدقة، باستخدام برنامج متقدم يسمى OSIRIS.
وركّز الفريق على ظاهرة نظرية تعرف بـ”اختلاط الموجات الرباعية في الفراغ”، حيث يمكن لحزم ضوء ليزرية متقاطعة أن تثير الجسيمات الافتراضية في الفراغ، وتدفعها لتوليد ضوء جديد (دون أن تمر عبر أي مادة).
وتضمنت المحاكاة استخدام أشعة ليزر بقوة بيتاواط (أي مليون مليار واط)، وهي من أقوى الحزم الضوئية التي يمكن تصورها، تعادل طاقة تشغيل 10 تريليونات مصباح كهربائي.
وأظهرت النتائج أن أشعة الليزر قادرة، عبر الفراغ الكمي، على تغيير اتجاهها، والاختلاط، بل وإنتاج ضوء جديد تماما.
وتمثل أحد أبرز النتائج في ازدواجية الانكسار في الفراغ، وهي ظاهرة شبيهة بما يحدث عندما يمر الضوء في بلورات معينة وينقسم إلى مسارين. وفي هذه الحالة، أدى تأثير الليزر على الجسيمات الافتراضية إلى تشويه “نسيج” الفراغ ذاته، وتغيير استقطاب الضوء كما لو كان يمر عبر بلورة غير مرئية.
وإذا أمكن لاحقا تكرار هذه النتائج في تجارب حقيقية، فقد تمهد لفهم أعمق لطبيعة الفراغ والطاقة المظلمة وبنية الزمكان، بل وربما تقنيات جديدة للتحكم بالضوء.
لكن هذه التأثيرات الكمومية شديدة الدقة، وتتطلب ليزرات قوية جدا قد تبخّر معظم المواد. لذا، تظل المحاكاة أداة أساسية لتحديد الشروط المثلى قبل الشروع في تجارب حقيقية عالية التكلفة والمخاطر.
ويأمل فريق البحث في مواصلة تطوير نماذجهم لاختبار أشكال جديدة من النبضات الليزرية، واكتشاف طرق أخرى “لإنتاج شيء من لا شيء”. وهذه المحاكاة ليست فقط اختبارا نظريا، بل خارطة طريق نحو تجارب قد تغيّر فهمنا للفراغ والضوء، وحتى طبيعة الواقع.