إسرائيل تهتز باحتجاجات واسعة تطالب بعودة الرهائن وسط انتقادات لنتنياهو | صور
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
تصاعدت حدة التوتر في الداخل الإسرائيلي اليوم الأحد، مع انطلاق موجة احتجاجات وإضرابات غير مسبوقة تقودها عائلات القتلى والمحتجزين في قطاع غزة، تزامنًا مع دعوات لوقف الحرب وإبرام صفقة عاجلة تضمن إعادة الأسرى.
وقال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن هذه الاحتجاجات "تخدم حركة حماس وتدفع إسرائيل نحو الاستسلام، بل وتعرض أمنها القومي للخطر"، مؤكدًا أن استمرار الضغط الشعبي قد يقوض الموقف العسكري والسياسي للحكومة.
نتنياهو يزعم: عمليات إسرائيل في لبنان "دفاعية" وتتم وفق اتفاق وقف إطلاق النار
إسرائيل: اعتقال 25 متظاهراً خلال إضراب وطني تقوده عائلات الأسرى
ومنذ ساعات الصباح الأولى، شلت التظاهرات شوارع تل أبيب ومناطق واسعة من البلاد، بعدما أعلنت عشرات السلطات المحلية والنقابات المهنية السماح لموظفيها بالمشاركة في فعاليات الإضراب.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المحتجين أغلقوا طرقًا رئيسية ونظموا مسيرات أمام مقرات حكومية، في إطار ما وصفته عائلات الرهائن بـ"أسبوع الغضب".
وفي جامعة تل أبيب، شارك طلاب وأساتذة في مظاهرة كبيرة طالبوا خلالها بوقف مخططات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، معتبرين أن هذه السياسة تُغرق البلاد في حرب طويلة دون أفق سياسي أو إنساني.
الشرطة الإسرائيلية أعلنت حالة تأهب قصوى تحسبًا لوقوع مواجهات أو أعمال عنف، مؤكدة أن انتشار التظاهرات أمام منازل الوزراء والنواب يشكل "حصارًا سياسيًا غير مسبوق" على القيادة الإسرائيلية.
عائلات الرهائن شددت على أن هدفها الأساس هو إعادة أبنائهم الذين يقبعون في "الجحيم منذ 681 يومًا"، متهمة نتنياهو بالتجاهل بعدم التطرق علنًا لمقتل ثلاثين منهم في ظهوره الأخير.
كما وجهت تلك العائلات دعوات مباشرة لرجال الأعمال والشخصيات العامة للانضمام إلى ساحات التظاهر دعمًا لمطالبها.
عدد من المصانع والشركات والبلديات أعلن بدوره تعليق العمل مؤقتًا تضامنًا مع الحراك الشعبي، رغم امتناع اتحاد العمال (الهستدروت) عن الانخراط رسميًا في الفعاليات، ما اعتبره مراقبون "مؤشرًا على اتساع الهوة بين النقابات التقليدية والشارع الغاضب".
ويرى محللون أن ما يجري يعكس تحولا خطيرا في المزاج الشعبي الإسرائيلي، إذ باتت الضغوط الداخلية لا تقل خطورة عن التحديات الأمنية على الجبهات العسكرية.
ويؤكد هؤلاء أن استمرار هذه الاحتجاجات قد يضع حكومة نتنياهو أمام مأزق مزدوج: إما الاستجابة لمطالب الأسر ووقف القتال، أو مواجهة تصعيد داخلي قد يهدد استقرارها السياسي.
في المقابل، تخشى دوائر أمنية أن يؤدي تصاعد الاحتجاجات إلى إضعاف موقف إسرائيل في أي مفاوضات مقبلة مع الوسطاء، ما يمنح حماس ورقة قوة إضافية.
ووفقا لتقارير الإعلام العبري، فإن العائلات ترفض هذه القراءة، مؤكدة أن "الصوت الشعبي هو الطريق الوحيد لإعادة الرهائن، بعد أن فشلت الحكومة في تحقيق ذلك طوال عامين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش موجة احتجاجات وقف الحرب إعادة الأسرى إسرائيل تل أبيب صفقة عاجلة
إقرأ أيضاً:
انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي من الدنمارك
وجهت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، انتقادات لاذعة لرئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلة نشرت اليوم السبت في صحيفة “يولاندس بوستن” الدنماركية، قائلة إن "نتنياهو يمثل بحد ذاته مشكلة حالية، ولولا وجوده على رأس الحكومة ، لكانت إسرائيل في وضع أفضل بكثير".
ورغم تأكيدها على أن هذا الشأن "داخلي بالنسبة للإسرائيليين"، إلا أن فريدريكسن لم تخف انتقاداتها الصريحة، مضيفة: "من الواضح تماما أن هذا يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لنا. من السهل أن ترى مدى صعوبة التأثير على ما يجري داخل إسرائيل".
وأعلنت فريدريكسن نيتها استغلال رئاسة الدنمارك المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي من أجل زيادة الضغط على حكومة الاحتلال ، وخاصة على نتنياهو".
وأوضحت أن الإجراءات قد تشمل ضغطا سياسيا، وعقوبات، سواء على المستوطنين أو على وزراء الاحتلال، وربما حتى على إسرائيل ككل، مشيرة إلى إمكانية فرض عقوبات تجارية أو في مجالات البحث العلمي.
وعند سؤالها عما إذا كانت العقوبات ستطال شخص نتنياهو، قالت: "نحن لا نستبعد شيئا مسبقا. ندرس المجالات التي يمكن أن تكون فيها العقوبات مؤثرة بشكل أكبر. نحن من الدول التي ستبادر بممارسة ضغط إضافي على حكومة نتنياهو، لكننا لم نحصل بعد على دعم جماعي من الاتحاد الأوروبي".
وفيما يتعلق بالحرب الجارية في قطاع غزة، انتقدت فريدريكسن سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وقالت: "لإسرائيل حق مشروع في القضاء على تهديد حماس"، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تجاوزت حدودها"، خاصة في ظل استمرار الاحتلال العسكري لقطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأردفت: "بصفتي رئيسة وزراء الدنمارك، لست ملزمة بوضع استراتيجية عسكرية لإسرائيل. هذا ليس من اختصاصي". ومع ذلك، أكدت دعم حكومتها لوجود إسرائيل.
وتطرقت فريدريكسن إلى الصور القادمة من قطاع غزة، قائلة: "الوضع هناك كارثي. إنها مشاهد مروعة لأطفال بلا غذاء أو دواء، وتحت الأنقاض. إنها معاناة إنسانية لا تحتمل ولا يمكن تبريرها".
واستذكرت دعمها الأولي لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم"، لكنها شددت على أن "الهجوم المستمر والعنيف للغاية الذي يشنه نتنياهو على غزة أمر غير مقبول".
وأضافت: "نحن أمام مأزق صعب: من جهة هناك منظمة مثل حماس لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، ومن جهة أخرى هناك رد عنيف من قبل حكومة الاحتلال يقوض أي أمل في حل الدولتين، وينسحب الأمر ذاته على التوسع الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية".
وفي ضوء إعلان عدة دول نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، أكدت فريدريكسن أن بلادها تدعم قيام الدولة الفلسطينية، لكنها شددت على أن ذلك "يجب أن يتم في الوقت المناسب وبعيدا عن نفوذ حماس".
وأشارت إلى أن الدنمارك، خلال رئاستها المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي، ستعمل على زيادة الضغط على حكومة الاحتلال وعلى حماس على حد سواء.