دراسة في فهم الأرق: الأمعاء المفتاح لعلاج اضطرابات النوم
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
الأرق .. في تطور علمي لافت، تمكن باحثون من جامعة نانجينج الطبية في الصين من تحديد عامل غير متوقع قد يكون "المحرك الرئيسي" لمشكلة الأرق التي تؤثر على حياة الملايين حول العالم.
ووفقًا للدراسة المنشورة حديثًا في مجلة General Psychiatry، فإن الخلل في تركيبة بكتيريا الأمعاء قد يلعب دورًا جوهريًا في اضطرابات النوم.
اعتمدت الدراسة على بيانات ضخمة شملت أكثر من 386 ألف شخص يعانون من الأرق، وقارنتها بتحليلات من دراستين منفصلتين حول ميكروبيوم الأمعاء شملت ما يقارب 26 ألف مشارك.
وتوصل الباحثون إلى وجود ارتباط واضح بين بعض أنواع البكتيريا المعوية وزيادة خطر الأرق، بينما وُجد أن أنواعًا أخرى قد تساهم في تقليله.
التحليل أظهر أن 14 مجموعة من البكتيريا كانت مرتبطة بزيادة احتمالية الأرق بنسبة تتراوح بين 1 و4%، في حين ارتبطت 8 مجموعات بانخفاض هذا الخطر بنسبة وصلت إلى 3%.
كما تبين أن الأرق ذاته قد يؤثر على توازن الميكروبيوم في الأمعاء، ما يعزز فرضية العلاقة المتبادلة بين الجهاز الهضمي وجودة النوم.
علاجات مستقبلية تستهدف الأمعاءرغم النتائج الواعدة، شددت شي على أن الدراسة ليست خالية من القيود، أبرزها أن جميع المشاركين كانوا من أصل أوروبي، ما يحد من تعميم النتائج عالميًا. كما لم يتم أخذ عوامل نمط الحياة كالنظام الغذائي ومستوى النشاط البدني في الاعتبار، رغم تأثيرها المعروف على الميكروبيوم.
ملايين يعانون بصمتتشير التقديرات إلى أن نحو ثلث السكان في المملكة المتحدة والولايات المتحدة يعانون من الأرق بدرجات متفاوتة، ما يجعله من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا.
ويؤثر الأرق المزمن على الصحة الجسدية والعقلية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة والاكتئاب.
ماذا يحدث عندما لا ننام؟الحرمان المطول من النوم لا يؤدي فقط إلى التعب والإرهاق، بل يطلق سلسلة من التفاعلات البيولوجية التي تؤثر سلبًا على الهرمونات، ضغط الدم، والجهاز المناعي.
وفي حالات شديدة، قد يؤدي الأرق المستمر إلى تلف أجهزة الجسم الحيوية أو انهيار الجهاز العصبي.
وكشفت تجربة نادرة أجريت في الستينيات على شاب أمريكي يُدعى راندي جاردنر أنه تمكن من البقاء مستيقظًا لأكثر من 11 يومًا، مما أدى إلى مشاكل في النطق والذاكرة وظهور الهلوسة.
وتوفي آخرون بسبب متلازمات نادرة مرتبطة بحرمان الجسم من النوم، ما يؤكد أن النوم ليس رفاهية، بل ضرورة بقاء.
الأمعاء والعقل مرتبطان أكثر مما نظن
بينما اعتدنا ربط مشاكل النوم بالعوامل النفسية أو البيئية، تكشف هذه الدراسة أن جهازنا الهضمي، وتحديدًا البكتيريا التي تعيش فيه، والتي يكون له تأثير مباشر على نومنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأرق الميكروبيوم جهاز الهضمي ميكروبيوم بيانات ضخمة مشكلة الأرق
إقرأ أيضاً:
أضرار إهمال تنظيف فوهات السجائر الإلكترونية
كشفت دراسة حديثة، أجرتها جامعة فلوريدا الأمريكية، عن مخاطر صحية محتملة مرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، خاصة الأجهزة ذات الاستخدام الواحد، حيث تبين أن فوهاتها قد تحتوي على فطريات ضارة تهدد الجهاز التنفسي.
وأوضحت الدراسة أن هذه الأجهزة تشكل بيئة مثالية لنمو الفطريات بسبب تصميمها البلاستيكي المغلق، وارتفاع درجة الحرارة الناتج عن الاستخدام، إلى جانب إهمال تنظيفها بشكل منتظم، وفقا لموقع "نيو ساينتيست".
وأكدت الدراسة، التي ركزت على جانب غير مدروس سابقا، أن فوهات السجائر الإلكترونية قد تكون موطنا لميكروبات ضارة.
وبفحص عينات من أجهزة 25 مستخدما، اكتشف الباحثون وجود 35 نوعا من الفطريات القادرة على التسبب بأمراض، وأكدت التحاليل أن مصدر هذه الفطريات ليس أفواه المستخدمين، بل البيئة المحيطة أو السوائل الإلكترونية المستخدمة في الأجهزة.
وأوضح الدكتور جيسون سميث، أحد الباحثين، أن بقايا السوائل داخل الأجهزة تشكل بيئة غذائية مثالية لنمو العفن، مما يزيد من المخاطر الصحية.
وكشفت الدراسة أن أكثر من نصف الأجهزة المفحوصة كانت ملوثة بشدة بالفطريات، بينما احتوت نسبة أقل على بكتيريا.
ومن بين العينات الملوثة، تبين أن 80% منها تحتوي على فطريات قادرة على إحداث أمراض تنفسية مزمنة، مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن، المرتبط بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
وكان فطر "Cystobasidium minutum" الأكثر شيوعا بين العينات، وهو نوع قد يتسبب في التهابات دموية خطيرة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وفي تجربة معملية، تعرضت فئران لبخار يحتوي على هذا الفطر، فظهرت عليها أعراض مشابهة لالتهاب الشعب الهوائية المزمن، مما يعزز المخاوف من تأثير هذه الفطريات على صحة المستخدمين.
ودعا الباحثون مستخدمي السجائر الإلكترونية إلى الالتزام بتنظيف الفوهات بانتظام للحد من تراكم الفطريات، مؤكدين ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت هذه الكائنات الدقيقة موجودة بكميات كافية لإحداث أمراض تنفسية خطيرة.